الرئيسية / الاسلام والحياة / نقل حديث في فضل أبي بكر وردّه – سلطان الوعظين

نقل حديث في فضل أبي بكر وردّه – سلطان الوعظين

الشيخ عبد السلام : لقد ورد في حديث معتبر عن عمر بن إبراهيم بن خالد ، عن عيسى بن علي بن عبد الله بن عباس ، عن أبيه ، عن جده العباس ، أن رسول الله (ص) قال : يا عم ! إن الله جعل أبي بكر خليفتي على دين الله ، فاسمعوا له وأطيعوا تفلحوا .

قلت : هذا حديث مردود ، ليس قابلا للبحث والنقاش .

الشيخ عبد السلام : كيف يكون مردودا وهو مروي عن العباس عم النبي ؟!

قلت : إنه حديث مردود عند علمائكم أيضا ، فإن كبار علمائكم نسبوا بعض رواة هذا الحديث مثل : عمر بن إبراهيم إلى الكذب وجعل الأحاديث ، فلذا فإن رواياته ساقطة عن الاعتبار .

قال الذهبي في كتابه ” ميزان الاعتدال” في ترجمة إبراهيم بن خالد ، وقال الخطيب البغدادي في ” تاريخه ” في ترجمة عمر بن إبراهيم : إنه كذاب ، ساقطة عن الاعتبار .

الشيخ عبد السلام : ما تقول في هذا الحديث الذي رواه الصحابي الثقة أبو هريرة : إن جبرئيل نزل على النبي (ص) وقال : إن الله تعالى يبلغك السلام ويقول : إني راض عن أبي بكر ، فاسأله هل هو راض عني ؟!!

قلت : يجب أن ندقق في نقل الأخبار والأحاديث ، حتى لا نواجه مخالفة العقلاء . وليكن الحديث الذي نقله ابن حجر في ” الإصابة ” وابن عبد البر في ” الاستيعاب ” نصب أعينكم ، وهو :

عن أبي هريرة عن النبي (ص) قال : كثرت علي الكذابة ، ومن كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ، وكلما حدثتم بحديث مني فاعرضوه على كتاب الله .

وليكن نصب أعينكم الحديث الذي رواه الفخر الرازي في تفسيره ج3 ، آخر الصفحة 371 ، عن النبي (ص) قال : إذا روي لكم عني حديث فاعرضوه على كتاب الله تعالى ، فإن وافقه فاقبلوه ، وإلا فردوه .

فإذا كان في حيلة النبي (ص) أناس يكذبون عليه ويجعلون الأحاديث عن لسانه الشريف ، فكيف بعد موته ؟!

ومن جملة المزورين الجاعلين للحديث عن لسان النبي (ص) : أبو هريرة ، الذي رويت عنه خلافة أبي بكر !

الشيخ عبد السلام : لا نتوقع منك أن ترد صحابيا جليلا مثل أبي هريرة وتطعن فيه ! وأنت عالم فاهم .

قلت : لا ترعبني بكلمة ” الصحابي ” لأن الصحابي أيا كان إذا راعى حق صحبته للنبي بأن كان سامعا لقوله ، مطيعا لأمره فهو محترم مكرم ، وصحبته تكون له شرفا وفخرا .

ولكن إذا كان يخالف أوامر رسول الله (ص) ، ويعمل حسب رأيه وهواه ، ويكذب على النبي (ص) فهو ملعون ملعون ، وليست حصيلة صحبته إلا الخزي والعار في الدنيا ، وهو في الآخرة من أصحاب النار .

أما كان المنافقون حول رسول الله (ص) كما يصرح القرآن الكريم ؟ وكانوا يعدون في الظاهر من أصحابه ، لأن الصحابي هو الذي أدرك النبي (ص) وسمع حديثه ، والمنافقون كذلك ، ولكنهم ملعونون ومعذبون في النار .

إذا لا ترعبني يا شيخ بكلمة ” الصحابي ” لأن أبا هريرة هو من جملة أولئك المنافقين الملعونين ، ولذا فإن رواياته مردودة غير معتبرة عند أهل الحديث المحققين .

الشيخ عبد السلام :

أولا : إن كان أبو هريرة مردودا عند جماعة من العلماء ، فهو مقبول عند آخرين .

ثانيا : لا دليل على أن المردود عند بعض العلماء يكون ملعونا ، ويكون من أهل النار ، لأن الملعون هو الذي لعن في القرآن الحكيم أو على لسان النبي الكريم (ص) .

دليل لعن أبي هريرة

قلت : أدلة العلماء الذين ردوا روايات أبي هريرة ورفضوها كثيرة وغير قابلة للتأويل .

منها : إنه كان موافقا لمعاوية ، وهو رأس المنافقين وزعيمهم ، الملعون على لسان النبي المأمون (ص) .

وقد كان أبو هريرة ، كما نقل العلامة الزمخشري في ” ربيع الأبرار ” وابن أبي الحديد في ” شرح نهج البلاغة ” وغيرهما ، أنه كان في أيام صفين يصلي خلف الإمام علي عليه السلام ويجلس على مائدة معاوية فيأكل معه ، ولما سئل عن ذلك ؟ أجاب : مضيرة معاوية أدسم ، والصلاة خلف علي أفضل ( أتمّ) ولذا اشتهر بشيخ المضيرة .

ومنها : إنه روي ، كما في كتب كبار علمائكم مثل : شيخ الإسلام الحمويني في ” فرائد السمطين ” باب 37 ، والخوارزمي في ” المناقب ” والطبراني في ” الأوسط ” والكنجي الشافعي في ” كفاية الطالب ” والإمام أحمد في ” المسند ” والشيخ سليمان القندوزي في ” ينابيع المودة ” وأبو يعلى في ” المسند ” والمتقي الهندي في ” كنز العمال ” وسعيد ابن منصور في ” السنن ” والخطيب البغدادي في ” تاريخه ” والحافظ ابن مردويه في ” المناقب ” والسمعاني في ” فضائل الصحابة ” والفخر الرازي في ” تفسيره ” والراغب الأصفهاني في ” محاضرات الأدباء ” وغيرهم ، رووا عن النبي (ص) أنه قال : علي مع الحق ، والحق مع علي ، يدور الحق حيثما دار علي عليه السلام .

وقال (ص) : علي مع القرآن ، والقرآن مع علي ، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض .

وأبو هريرة يترك الحق والقرآن بتركه عليا عليه السلام ، ويحارب الحق والقرآن بانضمامه إلى معاوية بن أبي سفيان ، ومع ذلك تقولون : هو صحابي جليل وغير مردود وغير ملعون !

ومنها : أنه روي في كتب علمائكم ، مثل الحاكم النيسابوري في المستدرك 3/124 ، والإمام أحمد في ” المسند ” والطبراني في ” الأوسط ” ، وابن المغازلي في ” المناقب ” والكنجي الشافعي في ” كفاية الطالب ” الباب العاشر ، وشيخ الإسلام الحمويني في ” الفرائد ” ، والمتقي الهندي في ” كنز العمال ” 6/153 ، وابن حجر في الصواعق : 74 و75 .

عن النبي (ص) قال : علي مني ، وأنا من علي ، من سبه فقد سبني ، ومن سبني فقد سبّ الله .

مع ذلك كله يذهب أبو هريرة إلى معاوية ويجالسه ، حتى يصبح من ندماء معاوية الذي كان في السر والعلن ، وعلى المنابر ، وعلى رؤوس الأشهاد ، وفي قنوت الصلوات ، وخطب الجمعات ، يسبّ ويلعن الإمام عليا والحسن والحسين عليهم السلام .

وكان يأمر ولاته الفسقة الفجرة أن يقتدوا به ويفعلوا مثل فعله !

وأبو هريرة يركن إليه ويجامله ويجالسه ويؤاكله ، ولا ينهاه عن كفره ومنكراته ، بل يجعل الأحاديث عن لسان النبي (ص) في تأييده وتصحيح أفعاله المنكرة ، ويغوي الناس العوام ، ويبعدهم من الإمام ، ويحرفهم عن الإسلام ، ومع هذا كله لا يسقط عندكم عن درجة الاعتبار ؟!!

الشيخ عبد السلام : هل من المعقول أن نقبل هذه التهم والمفتريات على صحابي طاهر القلب ؟! إنما هي من موضوعات الشيعة !!

قلت : نعم ، ليس بمعقول أن صحابيا طاهر القلب يقوم بهذه المنكرات ، لأن العامل بها كائنا من كان ، فإنه آثم قلبه .

وكل من يكذب على النبي الأكرم (ص) ويسب الله ورسوله فإنه كافر ومخلد في جهنم وإن كان من صحابة الرسول (ص) !

وبنص الأخبار الكثيرة الواردة في كتبنا وفي كتب كبار علمائكم الأعلام أن النبي (ص) قال : من سبّ عليا فقد سبّني وسب ّالله سبحانه .

وأما قولكم : إن هذا الكلام من موضوعات الشيعة ، فهو اشتباه محض ، لأنكم تقيسون القضايا على أنفسكم ، وأن كثيرا منكم لا يتورعون من الكذب وكيل الاتهامات على شيعة آل محمد (ص) من أجل الوصول إلى غاياتهم الدنيوية ، فيغوون بكلامهم الباطل العوام الجاهلين ، ولا يخشون يوم الدين ومحاسبة رب العالمين .

عبد السلام : إنما أنتم الشيعة كذلك ! فأنت أحد علمائهم ، وفي مجلسنا هذا لا تتورع عن سبّ الصحابة الكرام ، والافتراءات عليهم ، فكيف تتورع من الافتراء على علمائنا الأعلام ؟!

قلت : ولكن التاريخ يشهد على خلاف ما تدعيه ، فإن أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم منذ قبض رسول الله (ص) مضطهدون ومشردون ومحاربون !

إذ أن حكومة بني أمية حين أسست قررت محاربة آل محمد (ص) وعترته الطاهرة ، وأعلنوا على المنابر سبّ علي بن أبي طالب ولعنه ، وهو أبو العترة وسيدهم ، بل أمعنوا في السب واللعن حتى سبّوا الحسن والحسين وهما سبطا رسول الله و ريحانتاه وسيدا شباب أهل الجنة .

وقاموا بمطاردة الشيعة حتى إذا ظفروا بهم سجنوهم وعذبوهم ، وكم قتلوا منهم صبرا تحت التعذيب !!

والمؤسف أن بعض علمائكم كانوا يساندون أولئك الظلمة ويفتون بمشروعية تلك الأعمال الجنائية والإجرامية !!

وبعضهم يحوكون الأكاذيب والأباطيل بأقلامهم المأجورة فينسبونها على الشيعة على أنها من معتقداتهم ! وبناء عليها يحكمون على الشيعة المؤمنين بالكفر والشرك والرفض والغلو ، وما إلى ذلك من التهم والأباطيل ، فيزرعون في قلوب أتباعهم ، العوام الغافلين ، بذور عداوة الشيعة المؤمنين .

عبد السلام : إن علماءنا الأعلام كتبوا عن واقعكم ولم ينسبوا إليكم ما ليس فيكم ، وإنما كشفوا عن أعمالكم الفاسدة وعقائدكم الباطلة ، فاتركوها حتى تسلموا من أقلام علمائنا الكرام .

مفتريات ابن عبد ربه

قلت : ما كنت أحب أن أخوض هذا البحث وأسوق الحديث في هذا الميدان ، ولكنك اضطررتني إلى ذلك ، فأبين الآن لمحة للحاضرين حتى يعرفوا كيف ينسب علماؤكم إلينا ما ليس فينا !!

فأقول : أحد كبار علمائكم ، المشهور بالأدب واللغة ، هو شهاب الدين أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه القرطبي المالكي ، المتوفي سنة328 هجرية ، ففي كتابه العقد الفريد 269/1: يعبر عن الشيعة الموحدين المؤمنين ، بأنهم يهود هذه الأمة ، ثم إنه كما يتهجم على اليهود والنصارى ويبدي عداءه لهم ، يتهجّم على شيعة آل محمد (ص) ويظهر لهم البغض والعداء .

ومن جملة مفترياته وأباطيله على الشيعة ، يقول :

الشيعة لا يعتقدون بالطلاق الثلاث ، كاليهود …

الشيعة لا يلتزمون بعدة الطلاق !

والحال أن أكثر الحاضرين من أهل السنة في المجلس يعاشرون الشيعة ويتزاورون معهم يشهدون بخلاف هذا العالم المعاند الضالّ المضلّ .

وأنتم إن كان عندكم أدنى اطلاع على فقه الشيعة فستعرفون بطلان كلام ابن عبد ربه ، وإن لم يكن عندكم اطلاع فخذوا أي كتاب شئتم من فقه الشيعة واقرءوها حتى تعرفوا أحكامنا حول مسألة الطلاق الثلاث وعدة الطلاق .

ثم إن عمل الشيعة في كل مكان بمسائل الطلاق والتزامهم بالعدة ، أكبر دليل على بطلان كلام ابن عبد ربه .

ويقول هذا المفتري أيضا : إن الشيعة كاليهود ، يعادون جبرئيل ، لأن في اعتقادهم أنه أنزل الوحي على محمد بدل أن ينزله على علي بن أبي طالب !

” الشيعة الحاضرون كلهم ضحكوا من هذا الكلام “

فتوجهت إلى العامة الحاضرين وقلت لهم : انظروا هؤلاء الشيعة كلهم ضحكوا من هذا الكلام السخيف وسخروا منه ، فكيف يعتقدون به ؟!

فلو كان ابن عبد ربه يطالع كتب الشيعة ويحقق في معتقداتهم ما كان يتكلم بهذا الكلام المهين ، وما كان اليوم يظهر جهله للحاضرين ، أو يحكم عليه بأنه من المغرضين ، وفي قلبه داء دفين ، يريد أن يفرق بين المسلمين !!

أما نحن الشيعة فنعتقد أن محمدا المصطفى هو خاتم الأنبياء ، بل نصدق الحديث النبوي الشريف : ” كنت نبيا وآدم بين الماء والطين ” فهو نبي مبعوث من عند رب العالمين ، اختاره ، واصطفاه ، واجتباه ، وأرسله للناس أجمعين ، ونعتقد بأن جبرئيل هو أمين وحي الله ، وهو معصوم ومصون عن الخطأ والسهو والاشتباه .

ونعتقد أن الإمام علي (ع) منصوب بأمر الله تعالى في مقام الولاية والإمامة ، فهو خليفة النبي (ص) بلا فصل ، نصبه رسول الله (ص) بأمر الله عز وجل يوم الغدير .

ويقول ابن عبد ربه الضال المضل : ومن وجوه الشبه بين الشيعة واليهود ، أنهم لا يعملون بسنة النبي (ص) ، فهم عندما يتلاقون لا يسلّمون ، بل يقولون : السام عليكم !

” ضحك الشيعة الحاضرون ، ضحكا عاليا ”

فوجهت كلامي إلى العامة ، وقلت : وإن معاشرتكم مع الشيعة في هذا البلد وتحيتهم معكم وفيما بينهم ، بتحية الإسلام : ” السلام عليكم ” ينفي مزاعم هذا الإنسان وأباطيله .

ويستمر ابن عبد ربه في أكاذيبه ومفترياته على شيعة آل محمد (ص) فيقول : إن الشيعة كاليهود ، يحلون قتل المسلمين ونهب أموالهم !!

أقول : إنكم تعيشون مع الشيعة في بلد واحد وتشاهدون معاملتهم الحسنة معكم ومع غيركم .

فنحن الشيعة لا نحل دماء وأموال أهل الكتاب ( غير المحاربين ) فكيف نحل دماء وأموال إخواننا المسلمين من أهل السنة والجماعة ؟!

وإن حق الناس عندنا من أهم الحقوق ، وقتل النفس من أعظم الذنوب وأكبر حوب !

هذه بعض مزاعم وأباطيل أحد علمائكم ضد الشيعة .

والوقت لا يسمح لأكشف لكم أكثر مما ذكرت من كلماته الواهية السخيفة .

مفتريات ابن حزم

وأبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي ، المتوفى سنة 456 هجرية ، هو أشهر علمائكم المعروف بحقده وعدائه للشيعة ، فلقد تحامل على شيعة أهل البيت (ص) وافترى عليهم في كتابه ” الفصل في الملل والنحل ” الجزء الأول ، فيقول : إن الشيعة ليسوا بمسلمين ، وإنما اتخذوا مذهبهم من اليهود والنصارى !

وقال في الجزء الرابع من الكتاب نفسه ، صفحة 182 : الشيعة يجوزون نكاح تسعة نساء !

ويظهر كذب الرجل وافتراءه علينا إذا راجعتم كتبنا الفقهية ، فقد أجمع فقهاؤنا الكرام في كتبهم : أن نكاح تسعة نساء في زمان واحد هو من خصائص رسول الله (ص) ، ولا يجوز لأحد من رجال أمته ، بل يجوز لهم نكاح أربعة نساء في زمن واحد بالنكاح الدائم ، بدليل الآية الكريمة : ( فأنكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع )(14).

فإذا طالعتم مجلدات كتاب ” الفصل في الملل والنحل ” وتقرءون سبابه وشتمه وكلامه البذيء للشيعة المؤمنين لعرق جبينكم خجلا ، لانتسابه إليكم ، وأنه يعد من علمائكم !!

مفتريات ابن تيميّة

وأحد علمائكم الذي اشتهر بشدة عدائه للشيعة الأبرار الأخيار ، هو أحمد بن عبد الحليم الحنبلي ، المعروف بابن تيمية ، المتوفى سنة 728 هجرية وهو حاقد لا على الشيعة فحسب ، بل يكمن في صدره بغض الإمام علي (ع) والعترة الطاهرة .

ولو يطالع أحدكم مجلدات كتابه المسمى بـ : ” منهاج السنة ” لوجدتم كيف يحاول الرجل أن يخدش في كل فضيلة ومنقبة ثابتة للإمام علي بن أبي طالب وأبنائه الطيبين والعترة الطاهرين !

فكأنه آلى على نفسه أن لا يدع فضيلة واحدة من تلك الفضائل والمناقب ـ التي لا تعد ولا تحصى لأهل البيت (ع) ـ إلا يردها ويرفضها أو يشكك فيها ! حتى التي أجمعت الأمة على صحتها ورواها أصحاب الصحاح .

ولو أردت أن أذكر لكم كل أكاذيبه وأباطيله لضاع الوقت ، ولكن أذكركم لكم نبذة من كلامه السخيف وبيانه العنيف ! لكي يعرف جناب الشيخ عبد السلام ، أن الافتراء والكذب من خصائص وخصال بعض علمائهم لا علماء الشيعة !!

والعجب أن ابن تيمية بعد ذكر أباطيله وأكاذيبه وافترائه على الشيعة المؤمنين ، يقول في الجزء الأول من ” المنهاج ” صفحة 15 : لم تكن أية طائفة من طوائف أهل القبلة مثل الشيعة في الكذب ، فلذا أصحاب الصحاح لم يقبلوا رواياتهم ولم ينقلوها !

وفي الجزء العاشر ، صفحة 23 يقول : أصول الدين عند الشيعة أربعة : ” التوحيد والعدل والنبوة والإمامة ” ولم يذكر المعاد ، مع العلم أن كتبنا الكلامية التي تبين عقائد الشيعة منشرة في كل مكان وفي متناول كل إنسان .

وكما أشرنا في بعض مجالسنا السالفة : فإن الشيعة تعتقد أن أصول الدين ثلاثة : التوحيد والنبوة والمعاد ، وبحث عن عدل الباري سبحانه ضمن التوحيد ، وتجعل الإمامة جزء النبوة .

وفي الجزء الأول ، صفحة 131 ، من ” منهاج السنة ” يقول : إن الشيعة لا تعتني بالمساجد ، فمساجدهم خالية من المصلين ، غير عامرة بصلاة الجمعة والجماعة ، وبعض الأحيان يحضر بعضهم في المسجد فيصلي فرادى !!

وجهت خطابي حينئذ إلى الشيخ عبد السلام وقلت : أيها الشيخ ! أسألك وأسأل الحاضرين ، أما تنظرون بأعينكم إلى مساجد الشيعة في بلادكم وهي عامرة أوقات الصلوات بكثرة المصلين وإقامة الجماعة بالمؤمنين ؟!

وهذه إيران ، وهي عاصمة الشيعة ، نجد في كل مدينة منها ، بل في كل قرية منها مساجد عديدة ، مبنية بأحسن شكل وأجمل بناء وهندسة ، وفي أكثرها ، أو كلها ، تقام الصلوات في أوقاتها جماعة .

( عرضت لهم تصاوير عن صلوات الجماعة لعلماء الشيعة ) .

وأنتم العلماء ! راجعوا كتبنا الفقهية سواء المفصلة أو المجملة ، كالرسائل العملية لمراجع ديننا المعاصرين ، تجدون فيها فصولا ومسائل كثيرة في ثواب الصلاة في المسجد وصلاة الجماعة ، فإن ثوابها أضعاف الصلاة في البيت أو الصلاة فرادى .

ويستمر ابن تيمية في افترائه على شيعة أهل البيت (ع) في نفس الصفحة فيقول : الشيعة لا يحجون بيت الله الحرام كسائر المسلمين ، وإنما حجهم يكون زيارة القبور ، وثواب زيارة القبور عندهم أعظم من ثواب حج بيت الله الحرام ، بل هم يلعنون كل من لا يذهب إلى زيارة القبور !!

” ضحك الشيعة من هذا الكلام ضحكا عاليا “

والحال أنكم إذا راجعتم موسوعاتنا الفقهية ، وكتبنا العبادية ، لرأيتم مجلدات عديدة باسم : كتاب الحج ، وهي تحتوي على آلاف المسائل عن كيفية أداء الحج وأحكامه ومسائله الفرعية .

وكل فقيه يقلده الناس في الأحكام الشرعية لابد أن ينشر كتابا باسم ” مناسك الحج ” حتى يعمل مقلدوه وتابعوه وفق ذلك .

ورأى جميع فقهائنا الكرام وعلمائنا الأعلام : أن تارك الحج ـ المستطيع الذي يترك الحج عنادا ـ كافر ، يجب الاجتناب منه والابتعاد عنه ، عملا بالآية الكريمة : ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين )(15).

والتزاما بالحديث الشريف : ” يقال لتارك الحج : مت إن شئت يهوديا أو نصرانيا ” .

فهل بعد هذا كله ، يترك الشيعة حج بيت الله ؟!

ثم بإمكانكم أن تذهبوا عند قبور أئمة أهل البيت (ع) وهي أفضل المزارات عند الشيعة ، واسألوا الزائرين وحتى السوقيين منهم والقرويين : أن أداء الحج ، أين يكون وكيف يكون ؟؟ تسمعون الجواب منهم : إنه يكون في مكة المكرمة … إلى آخره .

ثم نجد هذا الرجل المفتري الكذاب ، وهو : ابن تيمية ، يتهم أحد مفاخر العلم والدين ، وأحد كبار علماء المسلمين ، وهو الشيخ الجليل ، والحبر النبيل ، العلامة محمد بن محمد النعمان ، المعروف بالشيخ المفيد ( قدس سره ) ، فيقول : إن له كتابا باسم : ” مناسك حج المشاهد ” بينما لم يكن لفضيلة الشيخ المفيد هكذا كتاب وإنما له كتاب باسم : ” منسك الزيارات ” وهو في متناول الأيدي ، ويحتوي على التحيات والعبارات الواردة قراءتها عند مشاهد ومراقد أئمة أهل البيت (ع) .

ولو راجعتم كتب الشيعة التي ألفت في الزيارات والمزارات تجدون فيها تأكيد المؤلفين على أن زيارة المشرفة والمراقد المتبركة ، مندوبة وليست واجبة .

وإن أكبر دليل قاطع ، وبرهان ساطع ، على كذب ابن تيمية وافترائه علينا ، أنكم تشاهدون في كل عام عشرات الآلاف من الشيعة يحجون ويقصدون بيت الله الحرام في الموسم ، ويحضرون في الموقف بعرفات والمشعر الحرام مع إخوانهم المسلمين من سائر المذاهب .

وقد ورد في كتب الأدعية عندنا أهل البيت (ع) ، في أدعية شهر رمضان المبارك ، أن يقرأ في الليل والنهار وفي الأسحار : اللهم ارزقني حج بيتك الحرام في عامي هذا وفي كل عام ، ولا تخلني من تلك المواقف الكريمة ، والمشاهد الشريفة ، و زيارة قبر نبيك والأئمة (ع) .

ويقول الحاقد المعاند ، في الجزء الثاني من كتابه ” منهاج السنة ” : الشيعة ينتظرون إمامهم الغائب ، ولذلك في كثير من البلاد كمدينة سامراء ، يذهبون إلى سرداب هناك ويهيئون فرسا أو بغلا أو غيره ، ويصيحون وينادون باسم إمامهم ويقولون : نحن مسلحون ومهيئون لنكون معك ونقاتل بين يديك ، فاظهر واخرج !!

ثم يقول : وفي أواخر شهر رمضان المبارك يتوجهون نحو المشرق وينادون باسم إمامهم حتى يخرج ويظهر .

ويستمر في خزعبلاته قائلا : ومن بينهم من يترك الصلاة ، حتى لا تشغلهم الصلاة عن إدراك خدمة الإمام (ع) لو ظهر .

( ضحك الحاضرون كلهم )

فهذه الأراجيف والكلام السخيف من ابن تيمية الجلف العنيف ، ليس بعجيب ، لكني أتعجب من بعض علماء مصر وسوريا ، الذين كنا نعتقد أنهم أهل علم وتحقيق لا أهل وهم وتحميق !! كيف قلدوا ابن تيمية وكرروا خزعبلاته الهزلية وكلماته الهستيرية .

مثل : عبد الله القصيمي في كتابه ” الصراع بين الإسلام والوثنية ” .

ومحمد بن ثابت المصري في كتابه ” جولة في ربوع الشرق الأدنى ” .

وموسى جار الله في كتابه ” الوشيعة في نقد علماء الشيعة ”

وأحمد أمين المصري في كتابيه : ” فجر الإسلام ” و ” ضحى الإسلام ” .

وغير هؤلاء من دعاة التفرقة والطائفية وأصحاب الجاهلية العصبية .

وهناك بعض الجاهلين منكم اشتهروا بالعلم والتحقيق ، وانتشرت كتبهم ، وأصبحت عندكم من المصادر المعتمدة حتى أخذتم كل ما جاء فيها حول الشيعة وجعلتموها من المسلمات الحتمية .

منهم محمد بن عبد الكريم الشهرستاني ، وهو من علمائكم وكتابه ” الملل والنحل ” مشهور عندكم ، وقد أصبح من مصادركم المعتمدة ، بينما أهل العلم والتحقيق يرفضون هذا الكتاب ولا يعتمدون عليه أبدا ، لأنه مشحون بالأخبار الضعيفة ، بل الأخبار الباطلة المخالفة للواقع !

فمثلا : ضمن وصفه للشيعة الاثني عشرية يقول : بعد الإمام محمد التقي ، الإمام علي بن محمد النقي ومشهده في مدينة قم بإيران !!

بينما كل من عنده اطلاع عن تاريخ الإسلام وعلم الرجال ، يعلم أن الإمام علي بن محمد النقي (ع) مرقده في مدينة سامراء بالعراق ، وتعلوه قبة ذهبية عظيمة لامعة ، أمر بتذهيبها المرحوم ناصر الدين شاه ، الملك القاجاري الإيراني .

ومن هنا نعرف مدى علم الشهرستاني وتحقيقاته العلمية والتاريخية حول الشيعة !! فيسمح لنفسه أن ينسب إليهم أنهم يعبدون علي بن أبي طالب ، وأنهم يعتقدون بتناسخ الأرواح والتشبيه ، وما إلى ذلك ، مما يدل على جهله وعدم اطلاعه على الملل والنحل !!

يكفينا هذا المقدار في هذا الإطار ، وقد ذكرته ليعرف الشيخ من الكاذب والمفتري ، فلا يقول بعد هذا : إن علماء الشيعة يكذبون ويفترون على علماء العامة ، فقد ثبت أن الأمر على عكس ما قاله الشيخ عبد السلام .

شاهد أيضاً

مقاطع مهمه من كلام الامام الخامنئي دامت بركاته تم أختيارها بمناسبة شهر رمضان المبارك .

أذكّر أعزائي المضحين من جرحى الحرب المفروضة الحاضرين في هذا المحفل بهذه النقطة وهي: أن ...