الرئيسية / من / الشعر والادب / مدارس آيات وقالوا ان ذلك ما صح منها

مدارس آيات وقالوا ان ذلك ما صح منها

بحبهم لأهل البيت عليه السلام وتهالكهم في محبة الامام الرضا عليه السلام و
التبرك بآثاره دفعوا في جبة لعلها لا تساوى مائة درهم ثلاثين ألف درهم .

 

ولما أبى
دعبل أن يبيعها أخذها منه الأحداث قهرا شاء أو أبى إذا كيف تفوتهم برك ة هذه
أضعاف قيمتها إذا فدعبل مستحق لان تؤخذ منه قهرا ويتركها مرغما وأراد دعبل أن
يقنعهم بأنهم انما يريدونها للبركة والبركة لا تحصل مع أخذها قهرا لأنه مرغم فلم
ينفع فيهم ذلك وأصروا على أنه اما أن يرضى بثلاثين ألف درهم أولا سبيل إلى
ارجاعها اليه فلما رأى دعبل ذلك ذكر وجها جامعا للصلح وهو أخذه الدراهم وقيعة

 
منها فهي انما تراد للبركة لا للبس فقبلوا وانتهى الامر فلله دركم يا أهل قم يا
أهل الايمان وأهل الحب الخالص لأهل البيت عليهم السلام ولله أنتم يا شبان قم
وأهل الفتوة فيها بما فعلتم وان كان أوله غصبا محرما ولا بد أن يكون الباري
تعالى غفر لكم ما فرض بخلوص نيتكم .

 

هذا ما كان من أهل قم في شأن الجبة .
أما رئيس هؤلاء اللصوص التقى الورع الذي كان يصلى على رأس التل وأصحابه
يقتسمون المسلوبات فبماذا كان يناجى ربه في صلاته ويتضرع اليه أكان يقول له
يا رب استرنا بسترك ولا تطلع أحدا علينا لنفوز بما سلبناه أم كان يقول يا رب
اغفر لنا ذنبنا الذي اقترفناه فيجيبه الله تعالى لا مغفرة لكم الا برد المسلوبات

 
لأهلها وهل قرأ في صلاته مع الفاتحة ( وما جزا الذين يسعون في الأرض فسادا إلا
أن يقاتلوا أو يصلبوا ) الآية لاشك أنه كان يقرأ غيرها ولو قرأها لرد المسلوب
إلى أهله . وتذكرنا هذه القصة بما حكاه لي بعض الإيرانيين حتى تشرفنى بزيارة
الإمام الرضا عليه السلام عام 1353 قال خرج اللصوص الأكراد على قافلة فسلبوها و
في جملة المسلوبات قرآن شريف فلحق الذي أخذه صاحب القرآن ويلب منه أن يجعله
في حل منه لأنه يريد أن يعلم ولده القراءة فيه فجعله في حل لخوفه منه .

 
وفى معجم الأدباء : نسخ هذه القصيدة مختلفة في بعضها زيادات يطن أنها مصنوعة
ألحقها بها أناس من الشيعة . ويقول السيد الأمين : ( لعل
اختلاف نسخها لان بعضهم ليطولها أورد بعضها وترك البعض ونفسها واحد لا
تفاوت فيه . فالطن بأن الزيادات مصنوعة لا شاهد له . ولعل طنه بأن الزيادة مصنوعة
لأن فيها ما لم تألفه نفسه . وأورد منها خمسة وأربعين بيتا أولها قوله : مدارس
آيات وقالوا ان ذلك ما صح منها ) . انتهى كلام السيد الأمين ( 1 ) .

 
ونذكر بأن لهذه القصيدة المشهورة عدة شروح أفاض بها بعض العلماء الأفاضل نذكر
منهم :
الشيخ كمال الدين محمد بن معين الدين محمد القنوى الفارسي فرغ من شرحه سنة
ه . مطبوع . 1
السيد نعمة الله الجزائري المتوفى 1112 ه . 1103
محمد باقر بن محمد تقى المجلسي المتوفى 1111 ه والشرح بالفارسية . 2
نهاية دعبل : 3
في الأغاني ( 2 ) :
قدم دعبل الدينور ( 3 ) فجرى بينه وبين رجل من ولد الزبير بن العوام
كلام وعربدة على النبيذ فاستعدى عليه عمرو بن حميد القاضي وقال : هذا شتم صفية
بنت عبد المطلب واجتمع عليه الغوغاء فهرب دعبل وبعث القاضي إلى دار
دعبل فوكل بها وختم بابه فوجه اليه برقعة فيها : ما رأيت قط أجهل منك الا من
ولاك فإنه أجهل يقضى في العربدة على النبيذ ويحكم على خصم غائب ويقبل
عقلك أنى رافضي شتم صفية بنت عبد المطلب . سخنت عينك أفمن دين الرافضة شتم
صفية ! قال أبى : فسألني الزبيري القاضي عن هذا الحديث فحدثته فقال : صدق والله
دعبل في قوله لو كنت مكانه لوصلته وبررته .

 
أخبرني الحسن بن على قال : حدثنا ابن مهرويه قال : حدثني إبراهيم بن سهل القارئ
قال : حدثني دعبل قال :
كتبت إلى أبى نهشل بن حميد وقد كان نسك وترك شرب النبيذ ولزم دار
الحرم :
* إنما العيش في منادمة الإخر
لا في الجلوس عند الكعاب ( 1 )
* ويصرف كأنها ألسن البر
ق إذا استعرضت رقيق السحاب
* إن تكونوا تركتم لذة العيون
ش خحذار العقاب يوم العقاب
* فدعونى وما ألذ وأهوى
وادفعوا بي في نحر يوم الحساب
قال : فكان بعد ذلك يدعوني وسائر ندمائى منشرب بين يديه ويستمع الغناء و
يقتصر على الأنس والحديث .
أخبرني الحسن قال : حدثنا ابن مهرويه قال : حدثنا إبراهيم بن المدبر قال :
كنت وأنا إبراهيم بن العباس رفيقين نتكسب بالشعر قال : وأنشدني قصيدة دعبل
في المطلب بن عبد الله :
* أمطلب أنت مستعذب
سمام الأفاعي ومستقبل
قال وقال لي دعبل : نصفها لإبراهيم بن العباس كنت أقول مصراعا فيجيزه ويقول
هو مصراعا فأجيزه .

 
قال ابن مهرويه : وحدثني إبراهيم بن المدبر أن دعبلا قصد مالك ( 1 ) بن يوق و
مدحه فلم يرض ثوابه فخرج عنه قال فيه :
* إن ابن طوق وبنى تغلب
لو قتلوا أو جرحوا قصره ( 2 )
* لم يأخذوا من دية درهما
يوما ولا من أرشهم بعره ( 3 )
* دماؤهم ليس لها طالب
مطلولة مثل دم العذره
* وجوههم بيض وأحسابهم
سود وفى آذانهم صفره
حدثنا محمد بن إبراهيم الصيرفي قال : حدثني العنزي قال : حدثنا عبد الله بن الحسن
قال : حدثني عمر بن عبد الله أبو حفض النحوي مؤدب آل طاهر قال :
دخل دعبل بن على عبد الله بن طاهر فأنشده وهو ببغداد :
* جئت بلا حرمة ولاسبب
إليك إلا بحرمة الأدب
* فاقض ذمامى فإنني رجل
غير ملح عليك في الطلب
قال فانتعل عبد الله ودخل إلى الحرم ووجه إليه بصرة فيها ألف درهم وكتب
إليه :
* أعجلتنا فأتاك عاجل برنا
ولو انتظرت كثير لم يقلل
* فخذا القليل وكن كأنك لم تسل
ونكون نحن كأننا لم نفعل
أخبرني أحمد بن عاصم الحلواني قال : حدثنا أبو بكر المدائني قال : حدثنا أبو طالب
الجعفري ومحمد بن أمية الشاعر جميعا قالا :
هجا دعبل بن على مالك بن طوق فقال :
* سألت عنكم يا بنى مالك
في نازح الأرضين والدانية
* طرا فلم تعرف لكم نسبة
حتى إذا قلت بنى الزانية
* قالوا فدع دارا على يمنة
وتلك ها دارهم ثانيه
* لا حد أخشاه على
من قال أمك زانيه
وقال أيضا فيه :
* يا زانى اين زان إب
ن الزان ابن الزانية
* أنت المردد في الزنا
ء على السنين الخالية
* ومردد فيه على
كر السنين الباقية

 
وبلغت الأبيات ملكا فطلبه فهرب فأتى البصرة وعليها إسحاق بن العباس بن
على بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب وكان بلغه هجا دعبل وابن أبى عيينة
نزارا .

 
فأما ابن أبى عيينة فإنه هرب منه فلم يظهره بالبصرة طول أيامه . وأما دعبل فإنه
حين دخل البصرة بعث فقبض عليه ودعا بالنطع ( 1 ) والسيف ليضرب عنقه فجحد
القصيدة وحلف بالصلاق على جحدها وبكل يمين تبرىء من الدم أنه لم يقلها وأن
عدوا له قالها إما أبو سعد المخزومي أو غيره ونسبها إليها ليغرى بدمه وجعل
يتضرع إليه ويقبل الأرض ويبكى بين يديه
فرق له فقال : أما إذا عفيتك من القتل فلابد من أن أشهرك ثم دعا بالعصا
فضربه حتى سلح وأمر به فألقى على قفه وفتح فمه فرد سلحه فيه والمقارع تأخذ
رجليه وهو يحلف ألا يكف عنه حتى يستوفيه ويبلعه أو يقتله . فما رفعت عنه
حتى بلغ سلحه كله ثم خلاه فهرب إلى الأهواز .

شاهد أيضاً

20-21-22-23-24 صلوات الليالي ودعوات الايّام في شهر رمضان

صلوات اللّيلة العشرين والحادِية والعشرين والثّانِيَة والعِشرين والثّالِثَة والعِشرين والرّابعة والعِشرين: في كُل مِن هذه ...