الرئيسية / من / الشعر والادب / قصيدة قسيم الجنة والنار – الصاحب بن عبّاد

قصيدة قسيم الجنة والنار – الصاحب بن عبّاد

قصيدة قسيم الجنة والنار – الصاحب بن عبّاد

قالتْ: فَمَنْ صَاحِبُ الدِّينِ الحنيفِ أَجِبْ فقلتُ: أحمدُ خيرُ السّادةِ الرّسُلِ
قالتْ: فَمَنْ بَعْدَهُ تُصفي الولاءَ لهُ قلتُ: الوصيُّ الذي أربى على زُحَلِ(1)
قالت: فَمَنْ باتَ مِنْ فوقِ الفراشِ فِدىً فقلتُ: أثبتُ خلقِ اللهِ في الوَهَلِ(2)
قالتْ: فَمَنْ ذا الذي آخاهُ عنْ مِقَةٍ(3) فقلتُ: مَنْ حازَ ردَّ الشّمْسِ في الطَّفَلِ(4)
قالتْ: فَمَنْ زَوَّجَ الزّهراءَ فاطمة فقلتُ: أفضلُ مِنْ حافٍ ومنتعلِ
قالتْ: فَمَنْ والدُ السِّبطينِ إذْ فرعا فقلتُ: سابقُ أهْلِ السَّبْقِ في مَهَلِ
قالتْ: فَمَنْ فازَ في بدرٍ بمعجِزِها لالا أضربُ خَلْقِ اللهِ في القلَلِ(5)
قالتْ: فَمَنْ أَسَدُ الأحزابِ يفرِسُها فقلتُ: قاتِلُ عمروِ الضيغمِ البطلِ
قالتْ: فيومَ حُنينٍ مَنْ فرا وبَرا فقلتُ: حاصِدُ أهلِ الشّركِ في عَجَلِ
قالتْ: فَمَنْ ذا دُعِيَ للطَّيرِ يأكله فقلتُ: أقربُ مرضيٍّ ومنتحلِ
قالتْ: فَمَنْ تلوه يومَ الكساء أَجِبْ فقلتُ: أفضلُ مكسوٍّ ومشتَمِلِ
قالتْ: فَمَنْ سادَ في يومِ «الغديرِ» أَبِنْ فقلتُ: مَنْ كان للإسلامِ خيرَ ولي
قالتْ: فَفِي مَنْ أتى في هَلْ أتى شرفٌ فقلتُ: أبذل أهلِ الأرضِ للنَّفَلِ(6)
قالتْ: فَمَنْ راكعٌ زكَّى بخاتمِهِ فقلتُ: أطعنُهم مُذْ كانَ بالأسَلِ(7)
قالتْ: فَمَنْ ذا قسيمُ النار يسهمها فقلتُ: مَنْ رأيهُ أذكى من الشّعلِ
قالتْ: فَمَنْ باهلَ الطُّهرُ النبيُّ به فقلتُ: تاليهِ في حِلٍ ومرتحلِ
قالتْ: فَمَنْ شَبَهُ هارونَ لنعرِفَهُ فقلتُ: مَنْ لَمْ يَحُلْ يوماً ولم يَزِلِ
قالتْ: فَمَنْ ذا غدا بابَ المدينة قل فقلتُ: مَنْ سألوه وَهْوَ لم يَسَلِ
قالتْ: فَمَنْ قاتلُ الأقوامِ إذْ نَكَثوا فقلتُ: تفسيرُهُ في وقعةِ الجملِ
قالتْ: فَمَنْ حاربَ الأرجاسَ إذ قَسَطوا فقلتُ: صفّينُ تُبدي صفحةَ العملِ
قالتْ: فَمَنْ قارعَ الأنجاسَ إذ مَرَقوا فقلتُ: معناه يومَ النهروانِ جَلِي
قالتْ: فَمَنْ صاحبُ الحوضِ الشريفِ غدَا فقلتُ: مَنْ بيتُهُ في أشرفِ الحلَلِ
قالتْ: فَمَنْ ذا لواءُ الحمدِ يحملهُ فقلتُ: مَنْ لم يكن في الرَّوعِ بالوجلِ
قالتْ: أكلّ الذي قلتَ في رجلٍ فقلتُ: كلّ الذي قد قلتُ في رجلِ
قالتْ: فَمَنْ هو هذا الفردُ، سِمْهُ لنا فقلتُ: ذاك أميرُ المؤمنينَ علي
(*) قصيدة أبي القاسم الملقب بالصاحب بن عباد في مدح أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام.
(*) أبو القاسم إسماعيل بن عباد بن عباس بن عباد بن أحمد بن إدريس القزويني، المعروف بـ “الصاحب بن عباد”، كان من كبار علماء وأدباء الشيعة الإمامية الاثني عشرية، وكان محدّثاً ثقة، شاعراً مبدعاً، وأحد أعيان العصر البويهي. كان وزيراً، ومن نوادر الوزراء الذين غلب عليهم العلم والأدب. توفي بالري سنة 385هـ، ونقل جثمانه إلى أصفهان حيث دفن.
1.أحد الكواكب.
2.الفزع.
3.الحبّ.
4.وقت الغروب.
5.الجبال.
6.المستحب وهو الصدقة.
7.الرماح.

40 قراءة

الإسم
البريد
عنوان التعليق
التعليق
لوحة المفاتيح العربية
رمز التأكيد

 

 

شاهد أيضاً

الطريق إلى الله تعالى للشيخ البحراني46

33)فمن يكون مراده أن تقبل منه فإحسانك بقبول ذلك الشيء منه ، وإن أردت أن ...