الرئيسية / أخبار وتقارير / اتحاد جماعات الجهاد تحت تنظيم واحد في سيناء

اتحاد جماعات الجهاد تحت تنظيم واحد في سيناء

في ظل التطورات الطارئة بعد الثورات العربية وخصوصا جراء الحرب المستعرة في سوريا وضعت إسرائيل، أربعة من كوادر وحدة أبحاث الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، تصورا للواقع الإقليمي خلال الفترة المقبلة، في جبهات مضطربة، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط.

تتخوف جهات إسرائيلية من موجة الاضطرابات التي سادت منطقة الشرق الأوسط مؤخرا، خاصة مع اندلاع الثورات في بعض البلاد العربية، والتي فتحت الباب أمام انتشار المجموعات الجهادية المتطرفة، خاصة في مصر وسوريا ولبنان.

في ظلّ التطورات الحاصلة في المنطقة قامت الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بدراسة الوضع الإقليمي ووضعت تصورا للتطورات الحاصلة خلال العام المقبل، خصوصا عبر جبهات محدّدة. وتأتي في طليعة هذه الجهات، وفق الدراسة الإسرائيلية، التي ترجمها مركز الناطور للدراسات الاستراتيجية، الجبهة الجنوبية (مصر والأردن)، ثمّ جبهة حزب الله، (لبنان وسوريا) ومن الجانب الفلسطيني جبهة الضفة الغربية وقطاع غزة بالخصوص.

تستعرض الدراسة ما ورد في حديث 4 خبراء عسكريين إسرائيليين لصحيفة “يديعوت احرونوت”، حيث بدأت مع الكادر الاستخباراتي الأول، “ميخائيل”، وهو المسؤول عن الجبهة الفلسطينية، ويتابع تطورات هذا الملف منذ ما يقارب السبع سنوات وتشمل متابعته قطاع غزة والضفة الغربية، بما في ذلك المجالان السياسي والعسكري.

في حديثه عن الواقع في الأراضي الفلسطينية، يؤكد “ميخائيل”، أن إسرائيل تعتمد استراتيجية جديدة ومغايرة لما اعتمدته في الماضي، فرغم الفارق الكبير بين الوضع في غزة والضفة الغربية من منظور عسكري وأمني على الأقل، إلا أن السلطات الإسرائيلية تتعامل مع الجانبين على أنهما جزء واحد”.
ويؤكد ميخائيل، المسؤول عن الملف الفلسطيني في وحدة أبحاث الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أن السؤال العريض الذي انشغل بالبحث عن إجابته خلال العام ونصف العام الماضيين، هو: كيف استطاعت تلك الجبهة أن تحافظ على استقرارها، رغم حالة جمود العملية السياسية، ورغم قضايا أخرى تثير حالة من الغليان؟.

أمام هذا الواقع، يرى ميخائيل أن على أجهزة إسرائيل الأمنية، خاصة الاستخباراتية، أن تستعد لكل شيء غير متوقع، ومن الممكن أن يفرض نفسه عليها وعلى الجميع من دون سابق إنذار، ويؤدي إلى اضرام النار في كل شيء”.

مصر والأردن

الجبهة الجنوبية في وحدة أبحاث الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، تضم مصر والأردن، ويقود العمل على تلك الجبهة كادر استخباراتي، يسمى “رويتال”، حيث أكد أن أبرز الأحداث التي شهدتها مصر خلال العام الماضي كان سقوط نظام الإخوان المسلمين، بالإضافة إلى العملية السياسية الجديدة بموجب خارطة الطريق، التي بادر إليها المشير عبد الفتاح السيسي، وأدرج فيها الانتخابات وإعادة ترسيم المسار الديمقراطي.

ولا تستبعد التقديرات الإسرائيلية الاتحاد بين جماعات الجهاد العالمي، والعمل تحت سقف واحد، أي كتنظيم القاعدة في سيناء، وهو ما سيجبر مصر على توسيع نطاق عملياتها العسكرية في شبه الجزيرة لتصل إلى قطاع غزة.

وأضاف رويتال: “أعتقد أن الأيام المقبلة ستشهد تطورا هائلا في معركة مصر ضد الإرهاب، ونحن في إسرائيل نراقب عن كثب ما يحدث وإلى أي طريق ستسير الأوضاع. فهناك ميل إلى الحديث عن سيناء، وهذا صحيح بسبب الأضرار التي قد تنعكس على إسرائيل من الخطر الإرهابي في شبه الجزيرة”.

واعتبر رويتال أن الأوضاع في سوريا مسؤولة عن تهديد الاستقرار في الأردن، فالحرب الأهلية في سوريا التي تقرع أبواب لبنان، أجبرت بمئات الآلاف السوريين على اللجوء إلى الأردن، كما أدت إلى فوضى أمنية عارمة في العراق، محذرا من نمو ما أسماه “هلال جهادي” يطوّق الأردن.

حزب الله والمأزق السوري
تنظر إسرائيل بعين الترقب إلى الصراع الدائر في سوريا، وما يمكن أن ينعكس من تطورات، خاصة في المناطق الحدودية مع لبنان وسوريا، سيما مع اشتراك حزب الله في القتال مع قوات بشار الأسد، وترى أن انعكاسات هذا التدخل كانت سلبية على استقرار لبنان، وبالتالي فهي تشكل تهديدا على إسرائيل.

ويقول مسؤول الاستخبارات، الذي يتولى الملف البحثي لجبهة حزب الله، “روعي”، إن الاهتمام الحالي ينصب على ظاهرة الجهاد، وهو الجهاد السلفي الذي دخل إلى لبنان، وينفذ فيه عمليات مسلحة غير مسبوقة، فمن كان يعتقد إمكانية تفجير سيارة مفخخة أمام سفارة إيران في قلب بيروت؟ ومن كان يعتقد إمكانية إطلاق قذائف صاروخية على بلدات شيعية في البقاع؟ ومن كان يجرؤ على فعل كل ذلك بحزب الله؟”

أما في ما يتعلق بانعكاسات هذا المشهد على إسرائيل، فيرى الكادر الاستخباراتي الإسرائيلي، أن تسلل الجهاد العالمي إلى حدود إسرائيل، سيُضاعف من حجم التهديدات، كما يزداد التهديد على الجبهة الشمالية بشكل عام وعلى الحدود مع لبنان بشكل خاص، وهي الحدود التي كانت مستقرة حتى وقت قريب.

في ما يخص تأييد الطائفة الشيعية لحزب الله في أعقاب ارتفاع معدل قتل المئات في سوريا، يؤكد “روعي” أن إسرائيل لديها انطباع بأن الطائفة الشيعية التي خرج الحزب من رحمها، مازالت تدعم وتؤازر حسن نصر الله في كل خطواته، وذلك على الرغم من أن الحزب يعاني أزمات اقتصادية غير مسبوقة، تنعكس بشكل مباشر على ميزانيته، إذ أن العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران والحرب الدائرة في سوريا، أثرت جميعها على ميزانية حزب الله.

الجبهة الإقليمية:يقود ملفها البحثي في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “دودي”، حسب صحيفة “يديعوت أحرونوت”، ويقول إنه في عمله يعتمد على المعطيات التي يسوقها إليه نظراؤه الباحثون في الجبهة الجنوبية والفلسطينية وحزب الله وكذلك إيران، ومن خلال تلك المعطيات، يُعد “دودي” تقريرا عاما للوضع الإقليمي.

وفي قراءته لتلك التقارير اعتبر أن المشكلة الإقليمية الأولى تكمن في هيمنة حالة من الغليان على الجماهير، والميل إلى استخدام العنف، واقتراب العديد من الدول من حافة الهاوية، ويمكن ملاحظة ذلك في دول مثل العراق وليبيا وسوريا، أو في مناطق داخل دول مثل سيناء التي تواجه السلطات المصرية فيها صعوبة في السيطرة على الإرهاب، ولا تقل هذه الصعوبة عند محاولة السلطات عينها في فرض النظام.
أما الإشكالية الثانية التي باتت تستوطن منطقة الشرق الأوسط، وفقا للباحث الاستخباراتي الاسرائيلي، فتبدو واضحة في أزمة المحور السني الشيعي، فرغم أن تلك المشكلة كانت مفروضة دائما، إلا أنها أصبحت اليوم ذات مغزى كبير، فلم تعد الأزمة دينية في هويتها، وإنما أصبحت استراتيجية.

وتتمثل الإشكالية الإقليمية الثالثة في الصعود وما تلاه من انهيار لتيارات الإسلام السياسي، وهو انهيار دفع الإسلاميين، وبالتحديد جماعة الإخوان المسلمين، إلى التصعيد في العنف والعمليات الانتقامية ضدّ المصريين انتقاما من ثورتهم الشعبية التي أدت إلى سقوط حكمهم.

قوة الجهاد العالمي

يشير “دودي” إلى أن مجمل تلك الإشكاليات كانت سببا مباشرا في الانتشار والقوة غير المسبوقة للجهاد العالمي، وهو الأمر الذي ينعكس سلبا وبشكل مباشر على إسرائيل.

وفي رده على سؤال حول الطريق الذي يتجه إليه الواقع الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، يؤكد “دودي” أنه بالإضافة إلى الصراع المحوري بين نظام الأسد والسنة، هناك مواجهة أخرى ليست بالطفيفة بين قوى مختلفة تصارع كل منها الأخرى، والحديث هنا لا يدور حول القوى العظمى.

وأمام ذلك لا يمكن وضع صورة واضحة المعالم للمستقبل الإقليمي المنظور، ويحمل ذلك المغزى المحوري كل أنواع الصراع، فلا يوجد مسار واحد يمكن من خلاله استيعاب ما يجري على أرض الواقع، فإذا حاولنا قراءة المشهد من زاوية أخرى نلاحظ مدى تعقيد المشهد، ولا شك أن إسرائيل ترى الصورة حولها ملبدة بالغيوم وغير مستقرة إلى درجة كبيرة، حسب ما خلص إليه مسؤول الاستخبارات.

شاهد أيضاً

ليلة القدر .. بين اصلاح الماضي و رسم المستقبل

أشار العالم الديني و استاذ الاخلاق الزاهد الفقيد الراحل سماحة آية الله مجتبي طهراني ، ...