الرئيسية / أخبار وتقارير / مناورات لسلاح البحريّة والبريّة الإسرائيليّة على «اجتياح لبنان»

مناورات لسلاح البحريّة والبريّة الإسرائيليّة على «اجتياح لبنان»

من اهم الاستنتاجات التي خلصت اليها لجان التحقيق الداخلية في الجيش الاسرائيلي ، تلك المتعلقة باستهداف البارجة «ساعر 5 »، التي اصيبت نتيجة قلة التقدير وعدم استخدام الاجهزة الالكترونية الموجودة على ظهره، خلال حرب لبنان الثانية والمفاجأة النوعية التي شكلها استخدام حزب لصاروخ ارض بحر صيني متطور ،

ما غير أحد اوجه المعركة، في ظل التركيز على الخطر الصاروخي البري، فارضا معادلة جديدة واجراءات لم تكن في حسبان القيادة العسكرية الاسرائيلية ، عززتها المخاوف المتزايدة مع اكتشاف حقول النفط والغاز والبدء في عمليات الاستخراج في ظل الخلاف الحدودي البحري مع لبنان ودخول حزب الله على الخط عبر جعل الثروة النفطية من ضمن استراتيجيته الدفاعية بمفهومها الشامل، في ظل تعثر المفاوضات ترسيم الحدود مع لبنان بعد رفض الحكومة اللبنانية المبادرة الاميركية، ونجاحه في نصب منظومة صواريخ ارض- بحر «PS.800» غير مكتملة،

بينت التقارير الاستخباراتية نجاحا جزئيا ونسبيا حققته الغارات الجوية في تعطيلها،دون نفي امكانية ان تصل اسلحة نوعية الى حزب الله في لحظة معينة،ما حتم ادخال تغييرات جذرية في الفكر العسكري والاستراتيجي الاسرائيلي من خلال اعتماد سلاح البحرية كذراع طويلة لاسرائيل الى جانب سلاح الجو، تزامنا مع الاوضاع التي تشهدها ساحات المنطقة المختلفة،ما سرع من وتيرة الاستعدادات الاسرائيلية تحسبا لاسوأ السيناريوهات .
فعلى المستوى اللوجستي والعسكري، ورغم أن الشركات الخاصة التي تُشغّل منصات إنتاج الغاز تعاقدت مع شركات حماية خاصة، إلا أنّ حماية المياه المحيطة هي مسؤولية البحرية الإسرائيلية. وبخلاف الاعتقاد السائد، يبدو أن هذه البحرية ينقصها الكثير، رغم كل الحملات الاعلامية التي تسوق للانجازات المحققة.
وبحسب احدث المعطيات المتوافرة، تمتلك البحرية الاسرائيلية 13 طراداً ومركبة بحرية لتنفيذ الهجمات السريعة، إضافة إلى غواصات «دولفين» التي حصلت عليها الدولة العبرية من ألمانيا أخيراً، وهناك الطرادات الشهيرة من نوعيMark III Super Dvora-ClassوShaldag Mrk III. »وهي مركبات غير قادرة وحدها على حماية المنطقة الاقتصادية الخالصة (في البحر المتوسط) التي تساوي مساحتها ضعف مساحة البلاد تقريباً.
ويعترف المسؤولون في الجيش الإسرائيلي بأنهم لا يُمكنهم حماية البنى التحتية في البحر باستخدام الموارد المتاحة فقط، ما يزيد القلق من سهولة تعرض تلك المنشآت لعمليات ارهابية. يراكم من هذا العجز الافتقار الى التمويل نتيجة الجدل بين وزارة المال التي ترى أن هناك تضخيماً للتهديدات، وأن معدات الحماية وتجهيزاتها لا يُفترض أن تكلّف أكثر من 200 مليون دولار، وبين المؤسسة العسكرية التي تريد تأمين فاتورة تفوق أربعة أضعاف هذا المستوى، وتبلغ تحديداً 860 مليون دولار. وقد توصّل مجلس الأمن القومي، عبر دراسة مستقلة، إلى أنّ الحاجة في هذا الميدان هي بقيمة 775 مليون دولار.
وما يزيد الخطورة للجانب الإسرائيلي في هذا المجال، التقارير التي نشرت أخيراً وتُفيد بأنّ حزب الله يُغذّي ترسانته بمنظومات صاروخية متطورة. اذ خلافاً للتقارير الاسرائيلية لقدرات الجيش الدفاعية، جواً وبراً وبحراً، اكتشفت تل ابيب افتقادها لمنظومة دفاعية مضادة لصواريخ ارض-بحر الهجومية من نوعPS.800 ، التي تعد أسرع من الصوت والأكثر تطوراً من نوعه في العالم، يحلق في شكل منخفض فوق سطح البحر ويصل مداه إلى نحو 300 كيلومتر، في ظل نجاح حزب الله في تشغيل اجزاء من هذه المنظومة قادرة على استهداف منصات التنقيب عن الغاز الإسرائيلية في البحر المتوسط والسفن العسكرية والمدنية والموانئ وجميع المناطق الساحلية المطلة على البحر المتوسط، علما ان القطع البحرية الاسرائيلية تمتلك دفاعات ضد الصواريخ الروسية والصينية.
اكتشاف شكل إرباكاً إسرائيلياً اذ جاء مناقضا للتصريحات والتقارير التي تحدثت خلال الاشهر الاخيرة واكد خلالها المسؤولون استكمال الاستعدادات لمواجهة أخطر السيناريوهات، المتوقع ان تتعرض لها اسرائيل، في ظل صعوبة ردع «حزب الله»، عن مواصلة جهوده الحثيثة لمنع تهريب اسلحة نوعية من سوريا الى لبنان، والنجاح الجزئي لسلاح الجو في عرقلة عمليات تسليح وتطوير الحزب، في ظل التقارير الاميركية عن نقل هذه الصواريخ على شكل أجزاء حتى لا يتم ضبطها، مع وصول سفينة روسية تحمل أسبوعيا وسائل قتالية إلى موانىء سوريا. وتكشف المعلومات الاستخباراتية عن وجود 12 منظومة لهذه الصواريخ في سوريا، وأن محاولات ضربها لم تات بنتائج قاطعة، بعدما قامت القوات السورية بتدمير عتاد عسكري في المكان، بهدف تضليل الاقمار الاصطناعية.
اسرائيل التي تعد نفسها للمواجهة كشفت عن تصنيع شركة الفضاء الإسرائيلية «IAI»،سلاحا جديدا لمواجهة «حزب الله»وتهديداته، بعد حصوله على صواريخ ياخونت «S 800» الروسية المضادّة للسفن، عبارة عن رادار «MF-Star »، المعروف «بأدير»، الذي وصف بالانجاز، لفعاليته الكبيرة التي فاقت التوقعات، مقارنةً مع الأجيال السابقة، بإمكانه تحديد أكثر من هدف في وقت واحد،

كما يكشف سفن العدو وإن كانت مختبئة بين عشرات السفن غير المقاتلة والصديقة، يعمل من رصد المنطقة المغطاة باستخدام نظام رقمي مكوّن من 4 لوحات مثبتة في الجزء العلوي من سطح السفينة ويُمكنه أن يلتقط ويكشف أهدافًا من البحر والهواء والمياه بما في ذلك صواريخ وطائرات العدو .وتشير التقارير الاسرائيلية الى ان تم نصب الرادار على سفينة «ساعر 5»ليكون قادرًا على جمع معلومات إستخباراتية بالغة الأهمية، حتى في مناطق بعيدة في عرض البحر على بعد آلاف الكيلومترات الى الغرب من إسرائيل، وبحسب المصادر الأمنية فسيتمّ وضع «MF-STAR» على كافّة السفن في غضون السنوات القليلة القادمة.
خطوة ستتبعها بحسب مصادر أمنية إسرائيلية تثبيت صواريخ «باراك» والتي طوّرها المصنع نفسه، تؤمن الدفاع من التهديدات البحرية أو البرية، قادرة على حماية الشرائط البحرية من مناطق بعيدة في عرض البحر على غرار قدرات القبة الحديدية ولكن مع صواريخ أكبر وأكثر دقة، شكلت مع الرادار منظومة متكاملة تضاف الى المنظومات الاسرائيلية المضادة للصواريخ.
هذه التحديثات ترافقت مع كشف الجيش الاسرائيلي ان وحدة السفن الحربية 914 في سلاح البحرية كثفت تدريباتها، ومن ضمنها اطلاق صواريخ «غيل»، بعد تعديله وتثبيت مساره لاصابة اهداف متحركة، واستخدام مدافع تايفون في قصف اهداف برية، بالتنسيق مع القوات البرية، لفتح الطريق امام الكتائب التي ستناور داخل لبنان، على امتداد الشاطئ، لضمان نجاح هدف الجيش في اجتياح لبنان، اذا وقعت حرب مفاجئة.
اعلان كان سبقه مناورات بحرية متعددة استخدمت فيها وسائل قتالية حديثة من بينها مراكب بحرية مسلحة غير مأهولة ، فضلا عن انشاء وحدة بحرية خاصة لحماية المنشآت النفطية البحرية من ضمن خطة تحديث سلاح البحرية كذراع اسرائيل الطويلة بعد سلاح الجو واسطول غواصات الدولفين الالمانية .

شاهد أيضاً

قصيدة تلقى قبل أذان الصبح في حضرة الإمام الحسين عليه السلام في شهر رمضان المبارك

  أشرب الماءَ وعجّل قبل َأن يأتي الصباح  أشربَ الماءَ هنيئا أنهُ ماءٌ مباح أشربَ ...