الرئيسية / تقاريـــر / مؤتمر جروزني والآتي الوهابي الأعظم!! – د.أحمد راسم النفيس

مؤتمر جروزني والآتي الوهابي الأعظم!! – د.أحمد راسم النفيس

منذ الحوار الذي نشرته (ذي أتلانتيك) مع أوباما مارس الماضي كان متعينا على كهنة المعبد الإرهابي الوهابي أن يدركوا أنهم أصبحوا هدفا مشروعا لكل من أراد أن يصوب عليهم، هذه المرة بغطاء دولي.
كان من المتعين عليهم أن يلملموا أوراقهم ويسحبوا مقاتليهم من عديد الجبهات التي انتشروا فيها دون أن يحققوا إنجازا يغير من طبيعة موقفهم المتراجع.
كان من المتعين عليهم أن يقبلوا بعروض التفاهم التي جاءتهم من هنا وهناك وأن يعملوا على إغلاق ملف حرب اليمن بدلا من المخاطرة بما في أيديهم رجاء المزيد والمزيد.
شيئا من هذا لم يحدث والعكس هو الصحيح حيث رأينا اليوم مونتجومري بن سلمان وهو يوقع اتفاقا دفاعيا مع اليابان!!.
لو راجع هؤلاء الجهابذة المهزومون ما ذكره أوباما أنه: طلب من زعماء المسلمين القيام بعمل أكثر لإنهاء تهديد التطرف العنيف، بقوله: “من الواضح ما أعنيه، أن هناك تأويلا عنيفا وراديكاليا ومتعصبا وعدميا للإسلام عبر فصيل ما –وهو صغير– داخل المجتمع المسلم يمثل عدوانا، ويجب هزيمته”.
وكيف أنه شاهد إندونيسيا تنتقل تدريجيا من الإسلام المرتاح التوفيقي إلى تأويل أكثر تطرفا وأقل تسامحا وعندما سأل: “لماذا يحدث هذا؟”، فأجاب أوباما لأن السعوديين والدول الأخرى دفعت بالأموال، وأعداد كثيرة من الأئمة والأساتذة، نحو البلاد، ففي التسعينات، مول السعوديون بشدة المدارس الوهابية، التي تعلم النسخة الوهابية من الإسلام والتي تفضلها العائلة الحاكمة السعودية، واليوم فإن الإسلام في أندونيسيا أكثر توجها نحو التطرف عما كان عليه عندما عاش أوباما هناك، بحسب قوله.
عندما يقول أوباما (فصيل صغير يجب هزيمته)، ثم يحدد اسم هذا الفصيل ومن يديره ويموله، فالخطب جلل والأمر جد خطير، ولا يعني هذا أن أوباما هو من أوحى بعقد مؤتمر جروزني قدر ما يعني أن الظروف الدولية التي أتاحت تمدد آل سعود في أركان العالم قد انتهت وأن الحماية الدولية التي حظي بها هؤلاء قد تقلصت ولم يعد أمام هؤلاء المتطرفين المعاتيه سوى اتخاذ قرار سريع بالانكفاء.
كان على جهابذة العرش السعودي أن يسارعوا لعقد تفاهمات مع بقية المدارس الفكرية والفقهية في العالم الإسلامي وتهدئة الخواطر بدلا من مواصلة الانتحار بقيادة ملك الاستخراء.
أن يخرج مؤتمر جروزني ولو بقرار وحيد هو استثناء الوهابيين من كونهم من (أهل السنة) فهذا يعني ليس فقط سحب بساط القيادة السياسية من تحت أقدامهم، وإسقاط شرعية تحالفاتهم التي عقدوها باسم الإسلام، بل يعني أيضا تجريد ملك الاستخراء من لقب (خادم الحرمين الشريفين) الذي طالما تلفع به وهو يرتكب أبشع الجرائم في حق البشرية بأسرها.
هل عرفتم لماذا صرخ أحدهم: إنهم يجمعون الحطب ليحرقوننا!!.

‏02‏/09‏/2016
‏الجمعة‏، 30‏ ذو القعدة‏، 1437هـ

شاهد أيضاً

الادب العربي – الأمثال العربية: محمد رضا المظفر

المقدمة من سنن الاسلام مراعاة النفس الانسانية،فهناك نفس مؤمنة قوية مطمئنة،ونفس كافرة قلقة هشة.نفسيات متباينة ...