الرئيسية / بحوث اسلامية / الإعتقاد بالمهدي :كونه واحداً من الأسس التي تقوم عليها الوحدة الإسلامية

الإعتقاد بالمهدي :كونه واحداً من الأسس التي تقوم عليها الوحدة الإسلامية

الحلقة22/* عرف الشيعة الإمام المهدي المنتظر قبل وفاة أبيه
إذن . . . ولذلك فقد كان واضحاً لهم بعد فقد الإمام العسكري أنه هو إمامهم . . . وتولى هو الصلاة على أبيه عند وفاته . . . وقام « جعفر الكذاب » عم الإمام المهدي بدور مصغر عما قام به أبو لهب ضد رسول الله المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم فسرب إلى الخليفة العباسي خبر المهدي . . .
وقامت السلطة بمداهمة منزل الإمام العسكري . . . عدة مرات – كما تقدم – واعتقلت أم الإمام . . . ولكن الله تعالى حفظ وليه . . .
وكان بدء الغيبة ( 1 ) . . .
الغيبة الصغرى :
لم يكن بالإمكان أن يبقى الإمام إذن ظاهراً بشكل عادي . . . ولم يكن مستوى الأمة يسمح بانقطاع رعاية وصي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم لها فكان الحل الطبيعي هو الغيبة الصغرى . . .
وهي تعني أن الإمام المهدي كان على صلة بشؤون الأمة عبر وكلاء خاصين ( السفراء الأربعة ) .
وقد استمرت الغيبة الصغرى 69 عاماً ( 260 – 329 للهجرة ) .
الغيبة الكبرى :
أورد المؤرخ الكبير المسعودي رحمه الله أن نبي الله آدم عليه السلام أوصى ابنه النبي شيت فقال :
فإذا حضرت وفاتك وأحسست بذلك من نفسك فأوص إلى خير ولدك فإن الله لا يدع الخلق بغير حجة عالم منا أهل البيت » ( 2 ) .
ومهما قيل في غيبة المهدي فإن من الضروري الانطلاق في محاولة فهمها من هذه الحقيقة التي بلورتها الأحاديث التي يرويها المسلمون سنة وشيعة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعن آله الأطهار عليهم السلام .
فرق كبير بين أن يكون المهدي المنتظر يولد في آخر الزمان . . . وبين أن يكون وصي رسول الله المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم .
ولعظيم منزلته هذه ينزل نبي الله عيسى فيقاتل معه ويصلي خلفه في بيت المقدس ونظرة متأنية على كتاب الله تعالى . . . والروايات الشريفة تجعلنا نجزم بأن « لئلا يكون للناس على الله حجة » و « ولا تخلو الأرض من حجة » و « لو خليت لماجت بأهلها كما يموج البحر » تلتقي مع أحاديث « المهدي المنتظر » بل هي جميعاً حقيقة
واحدة هدفها « ليظهره على الدين كله » و « نريد أن نمن على الذين استضعفوا . . . » و « أن الأرض يرثها عبادي الصالحون » .
لا يمكن فهم هذه النصوص وغيرها – وهي كثيرة جداً – إلا في ضوء حقيقة استمرار سلسلة النبوة والوصاية . . . وهذا يعني أن الوصي الإلهي القائم بأعباء الرسالة الخاتمة هو المهدي الذي نص عليه صلى الله عليه وآله وسلم على وصايته .
وقد أجمع علماء المسلمين الشيعة – وشاركهم الرأي عدد كبير من علماء المسلمين السنة على أن المهدي قد ولد وسيظهر في آخر الزمان . . .
فهو الآن إذن غائب عنا . . . وهذا معنى الغيبة الكبرى . . .
* العمر الطويل . . .
كيف يمكن لإنسان أن يعيش كل هذا العمر الطويل ؟ . . .
وهو سؤال طبيعي . . . وإجابته طريفة يشار هنا إلى بعضها باختصار :
1 – إن النصارى واليهود مجمعون على طول عمر نبي الله آدم عليه السلام مثلاً وأنه عاش 930 سنة . ( وهو
جواب لهم ) ( 3 ) .
2 – في تاريخ مختلف الأمم والشعوب حديث عن معمرين يذكر أن بعضهم عاش آلاف السنين . . .
3 – المسلمون مجمعون على طول عمر النبي نوح والخضر وغيرهما .
4 – يجمع المسلمون أيضاً على أن نبي الله عيسى ينزل ويصلي خلف المهدي . . . فأيهما أطول عمراً يا ترى . . .
5 – وعلى من يقول إن طول عمر النبي عيسى والأنبياء الآخرين إنما هو باعتبارهم أنبياء . . . أن يتذكر ما أجاب به على هذا الاعتراض بعض العلماء السنة والشيعة فقالوا :
هذا خطأ . . . بدليل طول عمر إبليس والدجال لعنهما الله . . .
6 – إن يكون طول العمر غريباً . . . فأكثر منه غرابة أن ينكره مسلم يؤمن بالخلود في الجنة أو النار . . .
فائدة وجود الإمام في غيبته :
وهو أيضاً سؤال من الطبيعي أن يطرح . .