الرئيسية / تقاريـــر / «داعش» تقر بخسائرها في العراق – مجلة فورن بولسي ..#قادمون_ يانينوى

«داعش» تقر بخسائرها في العراق – مجلة فورن بولسي ..#قادمون_ يانينوى

كول بنزل leznub eloC / عن مجلة فورن بولسي ترجمة – أنيس الصفار كتبت احدى وسائل الاعلام الموالية لـ”داعش” في الاسبوع الماضي مقالة عنوانها: “لماذا خسرت الدولة الاسلامية قسماً من اراضيها؟

ولماذا فقدت بعض قادتها؟” بينما عملية تصيد زعماء “داعش” من السماء واحداً تلو الاخر مستمرة، وإذ بدأت مواردها الاقتصادية تجف وتتلاشى، و”دولة خلافتها” المزعومة تذوب وتنزلق من بين اصابعها (وقد تكون الموصل قريباً الخسارة الفادحة المقبلة) يبحث مؤيدو “داعش” عن تفسيرات واسباب يبررون بها انقلاب موجة الحرب عليهم. فالحقائق على الارض لم تعد مصداقاً “لشعاراتهم المزعومة”.

 لذا يحق لنا ان نتساءل: كيف ستتمكن جماعة سبق أن أظهرت كل هذه الثقة التي لا تحدها حدود، والتي كانت تستمد شرعيتها من الاستيلاء على مساحات واسعة من الارض والتسلط عليها، أن تعيد تكييف رسالتها إذ انقلبت الظروف ضدها ولم تعد الاقدار تجري لصالحها الجواب مذهل وبسيط: تصدح أبواق “داعش” الان بأن هذه هي مرحلة الابتلاء! نتيجة لهذا علينا ألا نحزن إذ يصيبنا ما اصابنا، بل العكس. تقول المقالة المذكورة: “علينا أن نهلل ونبتهج لأن الله اختارنا لهذا .. وندعو أن يطيل فترة التحضير والبلوى والضراء.”

بيد أن “داعش” لم تبدأ بتقديم هذا النوع من التفسيرات إلا مؤخراً وعلى مضض وكره. فإلى شهر نيسان 2016 كانت الجماعة لا تزال تؤكد لاتباعها أن الامور على خير ما يرام. في ذلك الشهر، وبرغم خسارتها القريبة لمدينة الرمادي، هوّنت من خلال نشرتها الاسبوعية الناطقة باللغة العربية، المسماة “النبأ”، من شأن تلك الخسائر في افتتاحية يوم 16 نيسان بالقول: “انسحاب جند الخلافة من بعض المناطق في العراق وسوريا لا يعني بأي حال أن اعداءها على الارض قد صاروا اقوى منها واكثر سطوة. فالحقيقة تظهر أنهم في حالة ضعف عظيم، حيث فشلوا رغم آلاف الغارات الجوية في تحقيق انتصارات حاسمة على جيش الخلافة.”

بعد تلك الافتتاحية بشهر واحد عاد زعماء العصابة ليقروا علناً أن رقعة ” دولتهم” المزعومة تتقلص. ففي 21 ايار القى المتحدث الرسمي باسم ” داعش” الإرهابي المدعو ابو محمد العدناني خطبة أذعن فيها اخيراً لواقع الانكسارات على ارض المعركة. ولأن تلك الخطبة كانت آخر ما القاه (لأن العدناني قتل بعدها بأربعة اشهر في ضربة جوية اميركية) صارت تلك الكلمات تردد ويستشهد بها كثيراً في الوسط الاعلامي الرسمي وغير الرسمي لـ”داعش” واخذت تعاد عبر مقاطع الفيديو والمقالات والمراسلات التي ظهرت على الانترنيت منذ ذلك الحين.

في خطبته تلك طرح العدناني، أو لنقل اعاد طرح، معاني التحمل والصبر على الشدائد والملمات. واورد في خطبته ايحاءات بأن “الدولة” قد تكون كبت ولكنها بالتأكيد لم تنته. النغمة التي يستشهد بها في هذه الايام اعضاء “داعش” ومعجبوها اكثر ما يستشهدون تحاول التركيز على المعنى الحقيقي لكلمة الهزيمة. قال قائلهم: “هل تحسبين يا اميركا أن نصرك يتحقق بمقتل زعيم لنا او اكثر من زعيم؟ ما هذا إلا نصر زائف. هل انتصرت يوم قتلت ابو مصعب (الزرقاوي) أو ابو حمزة (المهاجر) أو ابو عمر (البغدادي) او اسامة (بن لادن)؟ كلا والف كلا! النصر هو اندحار الخصم. أم هل تتصورين يا أميركا أن الهزيمة في خسارة مدينة أو رقعة ارض؟ هل هزمنا حين خسرنا مدناً في العراق وخرجنا الى الصحراء بلا ارض ولا وطن؟ هل سنهزم وتنتصرون إذا ما انتزعتم الموصل وسرت والرقة، وجميع المدن الاخرى، وعدنا نحن كما كنا من قبل؟ كلا! فالهزيمة هي فقدان العزيمة والرغبة في القتال”.

من اللافت للنظر أن العدناني حين استخدم عبارة “باقية” في خطبته تلك لم يحاول الترنم بأن دولته المزعومة “تتمدد” وهي العبارة الثانية المكمّلة لشعار العصابة. بل الادق أن وسائل دعاية “داعش” اخذت منذ ذلك الحين تشدد على معاني الصبر والتحمل بدلاً من التمدد، وهذا يمثل عودة الى الموضوعة الجوهرية التي قامت عليها العصابة في الاساس طيلة هذه السنين وهي: البقاء. على الخط نفسه ركزت افتتاحية الاسبوع الماضي ايضاً على قصة “اصحاب الاخدود” للايحاء بالمعنى المنشود.

واصحاب الاخدود هم جماعة من الموحدين الاوائل الذين يذكر القرآن أنهم آثروا “القاء انفسهم في خندق تشتعل فيه النار على أن يذعنوا للمشركين”. تقول الافتتاحية ان الرسالة التي يجب استلهامها من ذلك هي أن على اتباع “دولة الخلافة” المزعومة النظر الى الحرب الحالية بعين اصحاب الاخدود.

عندئذ سيفهمون أن الصراع لا يتعلق “بمدن نحكمها أو ارض نسير عليها” بل هو “الدين الذي نسعى لإقامته” على حد تعبير المقالة. احدى صور هذه النغمة ظهرت بعد خطبة العدناني باسبوعين في نشرة “النبأ” عندما راحت هذه تحاجج بأن ” داعش” تكسب الحرب ببعدها “الجيلي”، من حيث أنها انشأت جيلاً كاملاً سيتحتم على الاعداء محوه تماماً قبل أن يعرفوا طعم الانتصار، كما تقول المقالة. هذا المعنى نفسه لمسناه بعد خسارة التنظيم مدينة منبج في شمال سوريا في شهر آب الماضي عندما وردت مقالة عبر الانترنيت عنوانها “خسرنا منبج ولكننا كسبنا الحرب”.

قالت تلك المقالة ان “داعش” من خلال جهدها التثقيفي قد “كسبت جيلاً” يحمل فكرها. بالطبع سيبقى حلم تكرار ذلك يداعب الارهابيين في الموصل، ولكنهم لن يوفقوا. وعندما تحرر المدينة في نهاية المطاف ويتبدد الحلم سوف تستمر فترة “الابتلاء والامتحان” وتطول. بحسب قاموس “داعش” العجيب الغريب.

شاهد أيضاً

أمیر عبداللهیان یجتمع مع سفراء الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي

عقد وزير الخارجية الإيرانية “حسين أمير عبد اللهيان” اجتماعا مع سفراء الدول الأعضاء في منظمة ...