الرئيسية / أخبار وتقارير / قوات مكافحة الإرهاب تندفع باتجاه الموصل

قوات مكافحة الإرهاب تندفع باتجاه الموصل

عن صحيفة واشنطن بوست ترجمة – أنيس الصفار حدث تصعيد مهم في معركة انتزاع المدينة التي تجثم عليها “داعش” عندما تقدمت وحدات النخبة من قوات مكافحة الارهاب العراقية الى مسافة نحو 7 كيلو مترات من مدينة الموصل في تزامن مع فتح القوات الكردية جبهة جديدة الى الشمال.

في سماء بلدة برطلة ذات الاغلبية المسيحية الواقعة شرقي الموصل تصاعدت اعمدة الغبار والدخان إذ ارسل ارهابيو التنظيم سرباً من سياراتهم المفخخة لصد تقدم قوات مكافحة الارهاب. ولكن مع حلول الليل كانت مقاومة الارهابيين قد انهارت وارتفع العلم العراقي مرفرفاً من أعلى كنيسة في البلدة، كما يقول القادة. اما القوات الكردية فقد اعلنت انها شنت هجوماً وصفته بأنه “واسع النطاق” من جهة الشمال لتأمين سلسلة من القرى هناك.

هذه الهجمات المتعددة الشعب رفعت ايقاع معركة انتزاع المدينة التي انطلقت يوم الاثنين الماضي، ويقول القادة ان دخول قوات النخبة التي ترتدي البزات السود الى ساحة المعركة، والتي تلقت تدريبا عن كثب على يد الاميركيين، اشارة الى بداية الاندفاعة القاطعة صوب الموصل آخر معقل رئيس في يد الارهابيين. كان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد اعلن للدبلوماسيين الغربيين من خلال اتصال مصور معهم في باريس أن القوات تتحرك صوب الموصل “بأسرع مما كان مخططاً لها”، واشاد بالتعاون بين القوات المختلفة المشاركة في هذا الهجوم.

يقول قادة قوات مكافحة الارهاب العراقية انهم تقدموا لمسافة تصل بمجملها الى ما يقارب 7 كيلو مترات في اندفاعتهم نحو المدينة. اما على الجبهة الشمالية فقد دخلت القوات الكردية ناحية بعشيقة. رغم هذا التقدم حاول الارهابيون اظهار بعض المقاومة وانهم ليسوا مستعدين للتخلي بسهولة عن الارض.

في هذا الصدد اعلن البنتاغون أن عنصراً اميركياً قتل بانفجار عبوة ناسفة في المحور الشمالي، كما ظهرت مؤشرات تدل على وقوع اصابات بين صفوف البيشمركة يعزوها هؤلاء الى ضعف المساندة الجوية من قبل التحالف الذي تقوده اميركا.

في بلدة برطلة، التي كانت ذات يوم سكناً لما يقارب 30 الف نسمة، تمكنت الوحدات العراقية المدعومة بالمروحيات الهجومية من اقتحام السواتر الترابية التي كانت دلالة خط الصد المتقدم. ويقول القائد حامد المالكي، قائد طيران الجيش، ان احدى المروحيات اصيبت ولكن الطيار تمكن من الهبوط بها حيث اخلي افراد طاقمها.

شن ارهابيو “داعش” موجة من الهجمات بالسيارات المفخخة بلغ عددها 15 سيارة، ورغم ابادة معظمها بنيران الدبابات والصواريخ نجحت واحدة منها على الاقل في الوصول الى هدفها. من اعلى بناية تستخدم للرصد عند حافة البلدة يقول الفريق عبد الوهاب الساعدي قائد قوات مكافحة الارهاب: “انهم يحاولون كسر معنوياتنا وزعزعة ثقتنا بانفسنا.”

وبينما هو يتكلم انفجرت في البعد شاحنة ملغمة اخرى. وحدات النخبة هذه كانت في طليعة جميع المعارك تقريباً التي خاضها العراق مع ارهابيي “داعش”، مستعيدة الارض شيئاً فشيئاً من قبضتهم. ومن المتوقع أن تكون هذه الوحدات، التي تزج اليوم بنحو ثلاثة آلاف من عناصرها لهذه العملية، هي رأس الحربة مجدداً في الموصل.

معركة الموصل هي الاعقد في هذا الصراع المستمر لطرد ارهابيي “داعش” من العراق لأن المشاركين فيها ليسوا من قوات الجيش العراقي النظامي فقط بل ايضاً من ابناء العشائر وفصائل الحشد الشعبي والبيشمركة. بقيت الموصل تحت سيطرة “داعش” لأكثر من سنتين وهي آخر المدن الرئيسة للعصابة في العراق، ومتى ما فقدتها فإن “داعش” ستعود مجرد حركة من حركات الارهاب كما كانت قبل استيلائها على هذه المناطق من العراق في 2014.

لم تعد القوات العراقية بعيدة عن مشارف المدينة، ويقول الساعدي انه يتوقع أن تكون المواجهة على المشارف هي الاصعب والاقسى، أما في داخل المدينة فلن يكون باستطاعة “داعش” تفخيخ المناطق والاحياء بالكثافة نفسها. ويضيف الساعدي، الذي قاد الهجمات على تكريت والفلوجة، أن “داعش” تركز دائماً على خطوط الدفاع الخارجية.

شاهد أيضاً

ميزان الحكمة أخلاقي، عقائدي، اجتماعي سياسي، اقتصادي، أدبي – محمد الري شهري

المصلين (1). وقد عرف حقها من طرقها (2) وأكرم بها من المؤمنين الذين لا يشغلهم ...