الرئيسية / تقاريـــر / أهداف أنقرة المعلنة والمخفية شمال سوريا.. واحتمال الاشتباك المباشر بين الجيشين السوري

أهداف أنقرة المعلنة والمخفية شمال سوريا.. واحتمال الاشتباك المباشر بين الجيشين السوري

بدأ التدخل التركي في سوريا بتاريخ 24 آب الماضي عندما أعلنت فصائل مسلحة مدعومة من تركيا عن بدء ما أسمته عملية “درع الفرات” والتي كانت أولى محطاتها السيطرة على مدينة “جرابلس” الحدودية بعد فرار عناصر داعش منها دون إطلاق رصاصة واحدة، لتدخل بعدها الجماعات المسلحة يتبعها الجيش التركي.

تمكنت عملية “درع الفرات”  من وصل مدينة  “جرابلس” ببلدة “الراعي” الحدودية وبالتالي إغلاق الشريط الحدودي أمام “داعش”، إضافة لسيطرة الفصائل على بلدة “دابق” معقل التنظيم جنوب بلدة “الراعي” ونحو 20 قرية في محيطها لتصبح على تماس مع قوات سوريا الديمقراطية  في محيط بلدة تل رفعت وعلى بعد أقل من 10 كيلومترات عن بلدتي نبل والزهراء المحررتين بريف حلب الشمالي.

 تمددُ قوات “درع الفرات” المدعومة تركياً جعلها قريبة من نقاط انتشار الجيش السوري في ريف حلب الشمالي إضافة إلى اقترابها مسافة 15 كيلومتراً من مدينة الباب آخر معاقل داعش شمال شرق  حلب والتي تبعد عنها قوات الجيش السوري والحلفاء قرابة 10 كيلومترات.مدينة الباب باتت الهدف المعلن للقوات التركية إلا أن الوصول إليها  يعني الوقوف في طريق الجيش السوري الذي يسعى لتحريرها واستعادة ما تبقى من مناطق ريف حلب.

في وقت تواصل فيه السلطات التركية الإعلان عن هدف العملية بضم  مساحة لا تقل عن خمسة آلاف كيلومتراً مربع، تحت عناوين بناء مخيمات للاجئين، لتخفي بهذه التصريحات هدفها الاستراتيجي ألا وهو فرض منطقة حظر جوي وعرقلة عمليات الجيش السوري وحلفائه في استعادة الأحياء الشرقية لمدينة حلب والتقدم باتجاه إدلب.

التدخل التركي في الشأن السوري، فرض واقعاً عسكرياً يحمل العديد من التناقضات خاصة فيما يتعلق بمدينة الباب الحدودية، فبالنسبة لأنقرة تقف قوات “درع الفرات” على بعد 13 كيلومتراً من بلدة “مارع” شمال غرب الباب، والتي تشكل بالنسبة لتركيا مدخلاً استراتيجياً إلى حلب، كما أن استيلاء أنقرة على “الباب” يقف في وجه محاولة ربط الشريط الكردي بين نهر الفرات و”عفرين” ويسهم في إنشاء “المنطقة الآمنة” التي تطمح إليها أنقرة في الشمال السوري بطول 90 كيلومتراً وعرض 45.

أما بالنسبة للكرد فتبعد “قوات سوريا الديمقراطية” الموجودة في مدينة “منبج” شرقاً مسافة  20 كيلومتراً عن مدينة “الباب” والتي يسمح الاستيلاء عليها بإنشاء ممرات عسكرية تساهم في توسيع النفوذ الكردي وتمنع التمدد التركي جنوباً.في المقابل يقف الجيش السوري وحلفاؤه على بعد أقل من 10 كيلومترات عن الباب، وإعادة المدينة إلى الدولة السورية، يعني قطع خطوط إمداد المجموعات الإرهابية  باتجاه جبهات حلب وتسهيل استعادة القرى والبلدات في عمق الريف الشمالي لحلب إضافة إلى أن السيطرة على الباب يضع حداً للغزو التركي.

أمام هذا الواقع المعقد، يوجد إصرار سوري روسي على حسم معركة حلب، حيث استقدم الجيش السوري وحلفاؤه في الأيام الأخيرة  تعزيزات باتت  تنتشر على محاور عديدة وتراقب بحذر اصطدام  القوات والجماعات المشاركة في عملية “درع الفرات”.

ونقل مراسل تسنيم عن الخبير الاستراتيجي أنيس النقاش قوله  أن ما فعله التركي اليوم إن كان في العراق أو في سوريا هو أنه دخل بقواته إلى الحلبة،  وأنه حسب الميزان الاستراتيجي يصب ذلك في صالح سوريا وحلفائها، لأنه يستطيع أن يهدد التركي بالاشتباك الحي عن طريق مقاومة شعبية أو حتى بالقوات السورية والروسية، إذا تجاوز الخطوط الحمر، مرجحاً  حدوث اشتباك مباشر بين القوات التركية والجيش السوري لأن الأخير لن يسمح لأي كان بالسيطرة على مدينة الباب التي تؤثر بشكل كبير على جبهات حلب وريفها الشمالي والشمالي الشرقي.

شاهد أيضاً

    إقرأ المزيد .. الإمام الخامنئي: الشعوب المسلمة تتوقع من حكوماتها قطع العلاقات مع ...