الرئيسية / تقاريـــر / داعش سيتجه لضرب تركيا ودول الخليج بتنسيق أمريكي

داعش سيتجه لضرب تركيا ودول الخليج بتنسيق أمريكي

رأى الخبير الاستراتيجي السوري وائل الإمام في حديثه لمراسل تسنيم في دمشق أن أمريكا تبحث عن مكان تحقق فيه أهدافها في المنطقة بعد أن رأت الصمود السوري والعراقي، لذا سيتجه تنظيم “داعش” في الأيام المقبلة بدعم أمريكي لضرب كل من تركيا ودول الخليج الفارسي، وأكد الإمام أن كل الفرص قد استنفذت في حلب ولا حل فيها إلا الحسم العسكري.

وحول تهديد زعيم تنظيم داعش الإرهابي في تسجيله الأخير كلاً من تركيا والسعودية واستبعاده الجمهورية الإسلامية الإيرانية، قال الخبير الاستراتيجي وائل الإمام: “إن هذه المسألة أشار إليها رئيس وزراء العراق عندما قال: “وصلتنا معلومات من داخل الموصل تفيد بأن داعش الإرهابي يريد أن يتجه نحو دول الخليج (الفارسي)” وهذا الكلام له عدة أبعاد، البعد الاول؛ نلاحظ أن تنظيم داعش الإرهابي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني على حد سواء، وتسعى الولايات المتحدة إلى أن تحكُم داعش بطريقتها، فهي تحاول أن ينسحب في حال وجود خطر يهدده وقد لاحظت الولايات المتحدة الأمريكية الصمود السوري والعراقي والنية الحقيقية لتحرير سوريا والعراق من هذا التنظم الإرهابي الذي فشل من الوصول إلى ما يصبو إليه داخل سوريا والعراق”.

مضيفاً “الآن تبحث أمريكا عن مكان تحقق فيها أهدافها وهذه الأهداف تتحقق بالضرورة داخل تركيا فالولايات المتحدة الأمريكية كانت قد أشرفت على انقلاب ضد أردوغان داخل تركيا، وهذا الانقلاب فشل نتيجة وقوف الدول الإقليمية إلى جانب تركيا على رأسها روسيا وإذا سألنا لماذا وقفت إيران وبشكل مستتر أيضاً وقفت سوريا ضد هذا الانقلاب، فلأن  عملية الفوضى وانتقالها إلى تركيا سيؤثر بشكل أو بآخر على كل من سوريا والعراق.”

لافتا أنه “إذا تحقق الانقلاب سيصبح هناك انقسام داخل تركيا إلى فريقين، وسيأمر أردوغان عندئذ وحداته العسكرية بالاتجاه إلى سوريا والعراق وستعم الفوضى في تلك المنطقة كاملة، واللافت أن هذا الانقلاب تزامن  مع تفجيرات في تركيا وديار بكر والتي تعني أن هناك من يريد نقل الفوضى إلى تركيا وهذا الأمر سيؤثر بشكل أو بآخر على الداخل السوري لذلك أنا لا أشك أن هذا التنظيم الإرهابي سيضرب الداخل التركي بأي شكل من الأشكال لتعم الفوضى في المنطقة”.

وعن تهديد داعش للسعودية ودول الخليج الفارسي، قال الخبير وائل الإمام: “أما بالنسبة لدول الخليج (الفارسي) فأعتقد أن فشل داعش في العراق وسوريا سوف ينعكس على هذه الدول لتحقيق المصالح الأمريكية وخاصة أن قانون جاستا قد تم تشريعه في الولايات المتحدة الأمريكية، وعندها ستستخدم أمريكا تنظيم داعش لضرب دول الخليج (الفارسي) ومن جهة ثانية ستستخدم قانون جاستا لسحب كل الأموال الخليجية الموجودة في أمريكا بدءأ من نظام آل سعود ومن ثم الإمارات والبحرين والكويت، فهذه الدول الأربعة مستهدفة بهذا القانون وبالتالي سيكون لدى الولايات المتحدة الأمريكية ورقتان، الاولى هي قانون جاستا أما الورقة الثانية فهي تنظيم  داعش الذي سيدك حصون تلك الأنظمة التي أجرمت بحق الشعب السوري والعراقي”.

وعن الأنباء التي تتحدث عن استعداد أمريكي لمعركة الرقة شمال سوريا بالتزامن مع هروب عناصر داعش من الموصل إلى الرقة، لفت الخبير وائل الإمام في حديثه لتسنيم أن “القوات الأمريكية تدعم قوات سوريا الديمقراطية وفي الوقت نفسه تريد من تركيا أن تتدخل” لافتاً أنه “عندما اجتمع آشتون كارتر في تركيا أراد منها أن تتدخل بالأعمال العسكرية ذات الصلة بالرقة أو ما أسموه “تحرير الرقة” وبالتالي أمريكا تضع نفسها بين عدويين لدودين هما الجيش التركي وقوات سوريا الديمقراطية”.

وقال الإمام: “حلم أردوغان بأن يصل إلى منطقة عازلة يضم من خلالها مدينة الرقة السورية لتركيا، هو أمر صعب جداً لعدة أسباب، فالتركي يتناسى أن كل أهل الرقة ينتمون إلى القبائل العربية ثانياً لا يمكن لقوات سوريا الديمقراطية أن تسيطر على منطقة فيها أكثرية عربية ثالثاً يوجد مقاومة حقيقة داخل مدينة الرقة تشكلت مؤخراً في وجه داعش وأي تهديد يطال مدينة الرقة رابعاً؛ نسي أردوغان أن لسوريا جيش وقوات رديف وصديقة تحارب معه وتكافح الإرهاب لذلك أنا لا أظن أن هذا الأمر يمكن تحقيقه على الأرض بشكل من الأشكال”.

ولفت الإمام: “إن ما يحدث يمكن أن يندرج ضمن الدعاية الإعلامية للانتخابات الأمريكية حتى يقول المنتخب الأمريكي أن إدارة كلينتون تكمل السياسة الخارجية لأوباما”.

وعن مستقبل مدينة حلب في ظل الصمت الدولي  عما يجري من إجرام بحق الأهالي واحتمال أن نشهد حسماً عسكرياً في الأيام المقبلة، قال الخبير الاستراتيجي وائل الإمام: “إن قرار تحرير مدينة حلب هو قرار سوري روسي، وهناك تنسيق مشترك سوري روسي وسوري إيراني” مضيفاً  “يتعالى صوت الولايات المتحدة الأمريكية ببعده الإنساني عندما تكون التنظميات الإرهابية مسيطرة على الأحياء على الرغم من أن هؤلاء الإرهابيين يستخدمون السوريين في تلك المناطق وخاصة في الأحياء الشرقية لمدينة حلب كدروع بشرية، لكن عندما يتم الهجوم من قبل الإرهابيين على المناطق الآمنة والسكنية لا يتعالى صوت الولايات المتحدة الأمريكية ولا يؤخذ البعد الإنساني بعين الاعتبار”.

مشيراً إلى ان “المهم هو صدق كل من سوريا وروسيا تجاه وقف إطلاق النار والطلعات الجوية، حيث تم تحديد ستة معابر لخروج المدنيين، إلا أن التنظيمات الإرهابية منعتهم من الخروج، كما تم تحديد معبرين لخروج الإرهابيين من جبهة النصرة كما أوصى ديميستورا بذلك ولكن للأسف وجدنا أن هذه التنظيمات الإرهابية لا تطيع ديميستورا الذي ظهر وكأنه محامي عنها في مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة وبالتالي كل هذه الفرص التي أعطتها سوريا بالتعاون مع روسيا وإيران خلال هذه الفترة أفشلتها التنظيمات الإرهابية المتمثلة بجبهة النصرة ومن يواليها”.

وخلُص الإمام إلى أنه: “لا يمكننا القول إلا أن هؤلاء الإرهابيون مستمرون في إرهابهم وبالتالي ليس لدينا حل إلا الحل العسكري بعد كل الهدن المقدمة من الدولة السورية”.

شاهد أيضاً

الجهاد – طريقة العمل

طريقة العمل                                  * العمل  طبق التكليف والأحكام الشرعية                                * كسب محبة الشعب ...