الرئيسية / شخصيات اسلامية / ابصار العين في انصار الحسين عليه وعليهم السلام

ابصار العين في انصار الحسين عليه وعليهم السلام

القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام )
أمه أم أبي بكر ، يقال : إن اسمها رملة . روى أبو الفرج عن حميد بن مسلم قال :
خرج إلينا غلام كأن وجهه شقة قمر ، وفي يده السيف وعليه قميص وإزار ، وفي
رجليه نعلان فمشى يضرب بسيفه فانقطع شسع إحدى نعليه ولا أنسى أنها كانت
اليسرى ، فوقف ليشدها ، فقال عمر بن سعد ( 1 ) بن نفيل الأزدي : والله لأشدن عليه .
فقلت له : سبحان الله وما تريد بذلك ؟ ! يكفيك قتله هؤلاء الذين تراهم قد احتوشوه
من كل جانب ، فقال : والله لأشدن عليه ، فما ولى وجهه حتى ضرب رأس الغلام
بالسيف ، فوقع الغلام لوجهه وصاح : يا عماه .

قال : فوالله لجلى الحسين عليه كما يجلى الصقر ، ثم شد شدة الليث إذا أغضب
فضرب عمرا بالسيف فاتقاه بساعده فأطنها من لدن المرفق ، ثم تنحى عنه ، فحملت
خيل عمر بن سعد ليستنقذوه من الحسين ، فاستقبلته بصدورها وجالت فتوطأته ،
فلم يرم حتى مات ، فلما تجلت الغبرة إذا بالحسين على رأس الغلام وهو يفحص
برجليه ، والحسين يقول : ” بعدا لقوم قتلوك ، وخصمهم فيك يوم القيامة رسول الله . ثم
قال : عز على عمك أن تدعوه فلا يجيبك ، أو يجيبك فلا تنفعك إجابته ، يوم كثر واتره
وقل ناصره ” . ثم احتمله على صدره ، وكأني أنظر إلى رجلي الغلام تخطان في
الأرض ، حتى ألقاه مع ابنه علي بن الحسين ، فسألت عن الغلام ، فقالوا : هذا القاسم
ابن الحسن بن علي بن أبي طالب ( 2 ) .

وقال غيره : إنه لما رأى وحدة عمه استأذنه في القتال فلم يأذن له لصغره ، فما زال
به حتى أذن له ، فبرز كأن وجهه شقة قمر ، وساق الحديث إلى آخره كما تقدم ( 3 ) .
أتراه حين أقام يصلح نعله * بين العدى كيلا يروه بمحتفي
غلبت عليه شامة حسنية * أم كان بالأعداء ليس بمحتفى
( ضبط الغريب )
مما وقع في هذه الترجمة :
( أطنها ) : أي قطعها حتى سمع لها طنين وهو الصوت .

( لم يرم ) : أي : لم يبرح ، من رام يريم .
قال الشاعر : أيا أبتا لا تزل عندنا * فإنا بخير إذا لم ترم
( محتفى ) : الأول من الاحتفاء وهو المشي بلا نعال . والثاني من الاحتفاء وهو
الاعتناء ، يقال : احتفى به ولم يحتف .

شاهد أيضاً

ميزان الحكمة أخلاقي، عقائدي، اجتماعي سياسي، اقتصادي، أدبي – محمد الري شهري

المصلين (1). وقد عرف حقها من طرقها (2) وأكرم بها من المؤمنين الذين لا يشغلهم ...