الرئيسية / من / طرائف الحكم / دروب الحياة للفتيات

دروب الحياة للفتيات

سفر على سجادة الصلاة 2

رجعت رقية من سفرها وهي تحمل ذكريات مفيدة. وأخذت تقصُّ على أهلها ما شاهدته وتعرّفت إليه.

قالت لها أمها: رقية، ما الذي لفت نظرك كثيراً؟

قالت رقية: قد تعجبين يا أماه، ولكنه أمر لا دخل له بفرنسا!

قالت الأم: عجيب، ما هو؟

قالت رقية: إنهم رفاقي في الرحلة يا أمي!

الأم: وماذا فعلوا؟

رقية: لفت نظري يا أمي كثرة تعجبهم مما فعلته، وكثرة أسئلتهم.

الأم: كيف؟

رقية: قالوا لي أنهم لا يعرفون شيئا عن الدين، و سألوني الكثير من الأسئلة، قالوا لي مثلا: لماذا خلقنا الله؟وهل يجوز للفتاة أن تبقى بلا حجاب؟ ولماذا يجب أن أصلي؟ ولماذا نتوضّأ دائماً وو..

الأم: (متعجّبة!)

رقية: وعندما كانوا يسألونني كنت أجيبهم أحياناً، وأحياناً لم أكن أعرف الجواب.

الأم: ماذا كنت تفعلين؟

رقية: لا أعلم يا أمي، ولكن أليس من العيب ألا أجيبهم.ماذا سيقولون عني.

لقد كانوا يسمّونني الشيخة رقية لأنني كنت أحدّثهم عن الدين دائماً…

الأم: ولكن _ يا رقية_ إذا كنت لا تعلمين الجواب، لا يجوز أن تجيبي فهذا حرام!

رقية: ولكن يا أمي…ماذا سيقولون عني!

الأم: هل تخافين من الناس و لا تخافين من الله؟

هل تعلمين ماذا سيحصل لو أنك أعطيتهم أجوبة خاطئة؟

رقية: وماذا كان يجب أن أفعل يا أمي؟

حوار ونقاش!

ماذا كان على رقية أن تفعل عندما لم تعرف جواب سؤال ما؟

ممن تحصل رقية على الإجابات الصحيحة للأسئلة المطروحة من رفيقاتها؟

هل لديك برنامج أو وسيلة لمعرفة الدين؟

ما الفرق بين العالم والجاهل ؟

هل هناك فرق بين علم وآخر ؟ لماذا؟

ما هي ميزة العلم الديني؟

ألا يجب أن نقدّر العلم والعلماء؟ ماذا يمكن أن نفعل كذلك ( عمل مجموعات).

ما هو البرنامج لمعرفة الدين ؟ كيف تستفيدين مما تعلّمت ؟ ( عمل مجموعات).

هل لديك برنامج أو وسيلة لمعرفة الدين؟

إ قـــرأ

﴿وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ﴾

                       البقرة، الآية 282

﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾

                                                 الزمر، الآية 9

﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾

                                                   المجادلة، الآية 11

دعاء

اَللّـهُمَّ اقْضِ لي فِى الأَرْبَعاءِ أَرْبَعاً اِجْعَلْ قُوَّتى في طاعَتِكَ وَنَشاطي فى عِبادَتِكَ وَرَغْبَتى فى ثَوابِكَ وَزُهْدي فيما يُوجِبُ لي أَليمَ عِقابِكَ إنَّكَ لَطيفٌ لِما تَشاءُ.

من دُعاءُ الإمام زين العابدين عليه السلام يَوْمِ الاربَعاء

اَللّـهُمَّ اقْضِ لى فِى الْخَميسِ خَمْساً لا يَتَّسِعُ لَها إِلاّ كَرَمُكَ وَلا يُطيقُها إلاّ نِعَمُكَ سَلامَةً أَقْوى بِها عَلى طاعَتِكَ وَعِبادَةً أَسْتَحِقُّ بِها جَزيلَ مَثُوبَتِكَ وَسَعَةً فِى الْحالِ مِنَ الرِّزْقِ الْحَلالِ وَاَنْ تُؤْمِنَنى فى مَواقِفِ الْخَوْفِ بِاَمْنِكَ وَتَجْعَلَنى مِنْ طَوارِقِ الْهُمُومِ وَالْغُمُومِ فى حِصْنِكَ وَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاجْعَلْ تَوَسُّلى بِهِ شافِعاً يَوْمَ الْقِامَةِ نافِعاً إِنَّكَ أنْتَ أَرْحَمُ الرّحِمينَ.

من دُعاءُ الإمام زين العابدين عليه السلام يَوْمِ الخميس

أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَأَنْ تُوزِعَنى مِنْ شُكْرِ نُعْماكَ ما تَبْلُغُ بى غايَةَ رِضاكَ وَأَنْ تُعينَنى عَلى طاعَتِكَ وَلُزُومِ عِبادَتِكَ وَاسْتِحْقاقِ مَثُوبَتِكَ بِلُطْفِ عِنايَتِكَ وَتَرْحَمَني بِصَدّى عَنْ مَعاصيكَ ما اَحْيَيْتَنى وَتُوَفِّقَنى لِما يَنْفَعُني ما اَبْقَيْتَني وَأَنْ تَشْرَحَ بِكِتابِكَ صَدْري وَتَحُطَّ بِتِلاوَتِهِ وِزْري وَتَمْنَحَنِيَ السَّلامَةَ في ديني وَنَفْسي وَلا تُوحِشَ بي أَهْلَ اُنْسي وَتُتِمَّ إِحْسانَكَ فيما بَقِيَ مِنْ عُمْري كَما أَحْسَنْتَ فيما مَضى مِنْهُ يا أَرْحَمَ الرّاحِمينَ.

من دُعاءُ الإمام زين العابدين عليه السلام يَوْمِ السبت

كلمات نورانية

الرسول الأكرم صلى الله عليه واله: العلم رأس الخير كلّه، والجهل رأس الشرّ كله.

الرسول الأكرم صلى الله عليه واله: من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً إلى الجنّة.

الرسول الأكرم صلى الله عليه واله: إنّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم حتى يطأ عليها رضاً به.

الإمام علي عليه السلام: تعلّموا العلم فإنّ تعلّمه حسنة… بالعلم يُطاع الله ويُعبد، وبالعلم يُعرف الله ويوّحد، وبالعلم توصل الأرحام، وبه يُعرف الحلال والحرام، والعلم إمام العقل والعقل تابعه، يلهمه السُّعداء، ويحرمه الأشقياء.

الإمام علي عليه السلام: ما مات من أحيى علماً.

الإمام علي عليه السلام: إذا أُتى عليّ يوم لا أزداد فيه علماً يقرّبني إلى الله تعالى فلا بورك لي في طلوع شمس ذلك اليوم.

الإمام علي عليه السلام: كل وعاء يضيق بما جعل فيه إلاّ وعاء العلم، فانه يتسع.

الإمام علي عليه السلام: العلم محيي النفس، ومنير العقل، ومميت الجهل.

الإمام علي عليه السلام: العلم ضالة المؤمن.

الإمام علي عليه السلام: العلم مصباح العقل.

الإمام علي عليه السلام: العلم جمال لا يخفى، ونسيب لا يجفى.

الإمام علي عليه السلام: العلم زين الأغنياء وجمال الفقراء.

لن أنسى:

الإنسان مفطور على طلب العلم، ويجب تعلّم الأمور المفيدة التي تحقّق له أحلامه وتجلب له السعادة.

العلم هو كل شيء مفيد، العلم الذي يقرّب من الله تعالى هو الذي يجعلنا أكثر سعادة لأننا به نكون أكثر قوة وقدرة وثبات وحكمة…

العلوم أصناف كثيرة ومتنوّعة تختلف بين الناس بحسب حاجتهم لها ، إنما هناك علم يحتاجه كل البشر وضروري تعلمه وهو معرفة الدين.

العلوم المختلفة ( طب ، هندسة ، زراعة، تعليم ) جميلة ومهمة لكن إذا لم نستطع التعرّف إليها جميعاً، لا يضرنا ذلك، إنما العلم بدين الله إذا لم نعرفه نخسر، لهذا السبب يجب علينا تعلمه لنعيش كما أراد الله لنا، لنعيش السعادة الحقيقية والاستقرار النفسي بالإضافة إلى أنه يورث الجنة…

العلم النافع يجب أن نعمل به، لأنه يورث الراحة والسعادة. مثال: نعلم أن الغيبة حرام: نغتاب نقع في مشكلة مع الآخرين.

من التعاسة في الدنيا أن لا نعمل بما علمنا. المؤمن إذا تعلّم عمل بعلمه: يستشعر التوفيق من الله وتصبح حياته سعيدة الذي لا يكون موفّقاً في حياته يعلم ولا يعمل بما يعرف.

إنّ الأنس بالقرآن سوف يجعل قلوبنا أكثر ألفةً بمعارف القرآن. فكلّ نقصٍ يعاني منه العالم الإسلامي هو بسبب الابتعاد عن المعارف الإلهية والمعارف القرآنية. فالقرآن كتاب الحكمة والعلم والحياة. إنّ حياة الأمم والشعوب إنما تكون في ظلّ التعرّف على المعارف القرآنية والعمل بمقتضى هذه المعارف وتطبيق الأحكام القرآنية. لو كان الناس طالبين للعدالة ومتنفّرين من الظلم فعليهم أن يتعلّموا أسلوب مواجهة الظلم من القرآن. لو كان الناس طلّاب علمٍ وأرادوا بواسطة المعرفة والوعي والعلم أن يحسّنوا حياتهم ويؤمّنوا راحتهم ورفاهيتهم فإنّ طريقه سيُعرف بواسطة القرآن الكريم. إذا كان الناس بصدد معرفة الله تعالى وتحصيل الصفاء المعنوي والروحي والأنس بمقام القرب الإلهي فإنّ طريقه هو القرآن.

الإمام الخامنئي دام ظله

يتعبان لأجلي

الحرّ شديد وأمي تتصبّب عرقاً، وهي تكنس البيت من أوّله إلى آخره. البيت مليء بالغبار الذي يأتي من الشوارع القذرة. وكل يوم يحتاج إلى تنظيف حتى لا نوسّخ ثيابنا وأجسامنا.

ها هي أمي تسرع إلى المطبخ، فالطعام على النار، وبعد قليل نجوع كثيراً. وضعت أمي يدها على خصرها وكانت تتألم من التعب. “بعد الطعام”، قالت أمي “يجب أن أغسل الثياب وأنشرها”.

جاء أبي من العمل. ثيابه مبللة من العرق، ووجهه شاحب من التعب. لقد خرج في الصباح الباكر قبل أن أستيقظ و سوف يعود مرة أخرى إلى العمل. عندما يعود أكون نائمة.

كل يوم تعمل أمي من الصباح حتى المساء.

وكل يوم يذهب أبي إلى العمل من الصباح حتى المساء.

فكّرت رقية وقالت: لماذا تغضب أمي عندما ألعب؟

ولماذا يصرخ أبي في وجهي عندما ألعب مع أخي؟

لا أعرف ماذا أقول لهما؟

أمي تقول لي أشياء لا أفهمها وكذلك أبي!

حوار ونقاش!

لماذا تتعب أمي و يتعب أبي هكذا؟

لماذا لا تفهم رقية ماذا يقولون لها؟

ماذا تقول لك أمك عندما تلعبين في البيت؟

ما هي الكلمات التي لا تحبّين سماعها من أبيك؟

بما أن رقية تحب أهلها وأهلها يحبّونها كثيراً لماذا تغضب أمها منها ويصرخ أبوها في وجهها؟ وهل غضبهم مبرر؟

ما الذي يجعل رقية تفكّر بتعب والديها؟

ما هي حدود محبّة الوالدين وعطفهما؟

من الذي بذر فيهما هذه المحبة والعطاء رغم المشقة؟

إذا كانت المحبة والشفقة من الوالدين لا يمكن تصوّرها كيف تتخيلين رحمة الله بنا؟

ما هو السبب الذي يجعلنا موفّقين في حياتنا ؟ وكيف ذلك؟

لو أخبرتك صديقتك أنّ والديها يتعاطيان معها بطريقة لا تحبها ماذا يجب عليها أن تفعل ؟ ولماذا؟

لو جرّبت أن تبرّين والديك علام ستحصلين؟

ماذا تقترحين من أساليب لتحسين علاقتك بوالديك؟ بالله تعالى؟

لن أنسى:

أن الحب لا بد أن يكون مقروناً بالطاعة، فالذي يحبُّ والديه ينبغي أن يطيعهم.

الأهل سبب التوفيق في حياتنا، من يرضى عنه أهله يرضى عنه الله، ويوفّق للسعادة.

الأهل خط أحمر: مهما صدر عنهم حتى لو (ظلم بحسب رؤيتنا القاصرة) يجب أن نشكرهم لأنهم سبب مجيئنا إلى الدنيا التي من خلالها نتعرّف على الله ونعبده.

مهما أطعنا والدينا فإننا نبقى مقصّرين تجاههم، ولن نتمكّن من رد جميلهم.

المؤمن بارٌّ بوالديه، فَمَنْ علاقته بالله صحيحة لا بدّ أن تكون علاقته بأهله صحيحة، لأن طاعة الأهل من طاعة الله.

من لا يبرُّ والديه لا يوفّق لأي خير ( يقصر عمره، لا يوفق بدراسته… تكثر مشاكله).

دعاء

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ، وَ اغْفِرْ لِي بِدُعَائِي لَهُمَا، وَ اغْفِرْ لَهُمَا بِبِرِّهِمَا بِي مَغْفِرَةً حَتْماً، وَ ارْضَ عَنْهُمَا بِشَفَاعَتِي لَهُمَا رِضًى عَزْماً، وَ بَلِّغْهُمَا بِالْكَرَامَةِ مَوَاطِنَ السَّلاَمَةِ اللَّهُمَّ وَ إِنْ سَبَقَتْ مَغْفِرَتُكَ لَهُمَا فَشَفِّعْهُمَا فِي، وَ إِنْ سَبَقَتْ مَغْفِرَتُكَ لِي فَشَفِّعْنِي فِيهِمَا حَتَّى نَجْتَمِعَ بِرَأْفَتِكَ فِي دَارِ كَرَامَتِكَ وَمَحَلِّ مَغْفِرَتِكَ وَ رَحْمَتِكَ، إِنَّكَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ، وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.

من دعاء للامام زين العابدين عليه السلام

إ قـــرأ

﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا * رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا﴾

كلمات نورانية

الإمام الصادق عليه السلام: في قوله تعالى: ﴿وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ الإحسان أن تحسن صحبتهما، وأن لا تكلّفهما أن يسألاك شيئاً مما يحتاجان إليه وإن كانا مستغنين”.

الرسول الأكرم صلى الله عليه واله: من سرّه أن يمدّ له في عمره، ويزداد في رزقه فليبر والديه، وليصل رحمه.

الإمام الصادق عليه السلام: يجب للوالدين على الولد ثلاثة أشياء: “شكرهما على كل حال، وطاعتهما فيما يأمرانه وينهيانه عنه في غير معصية الله، ونصيحتهما في السر والعلانية”.

الإمام الباقر عليه السلام: إن العبد ليكون باراً بوالديه في حياتهما ثم يموتان فلا يقضي عنهما دينهما، ولا يستغفر لهما، فيكتبه الله عز وجل عاقاً. وإنه ليكون عاقاً لهما في حياتهما غير بار بهما، فإذا ماتا قضى دينهما، واستغفر لهما، فيكتبه الله عز وجل باراً.

الإمام الصادق عليه السلام: في قوله تعالى: ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾لا تملأ عينيك من النظر إليهما إلا برحمة ورقة، ولا ترفع صوتك فوق أصواتهما، ولا يدك فوق أيديهما، ولا تقدّم قدامهما”.

يقول الإمام القائد الخامنئي دام ظله:

إنني كلّما كنت أوفّق في مجال ما كنت أتأمّل فيه، فاكتشف أن سببه عمل خير بررت به والدي. فقد ابتلي والدي عندما كان في السبعين من عمره بمرض في عينيه وكاد أن يفقد بصره. في تلك الفترة كنت أتابع دراستي في مدينة قم. علمت من خلال الرسائل التي كان يبعثها لي الوالد أنه لم يعد يرى جيداً، فرجعت إلى مشهد وأخذته إلى الطبيب عدّة مرات، ثم اضطررت للعودة إلى قم من أجل الدراسة. وفي العطلة عدت إلى مشهد واهتممت بعلاج الوالد ولكن لم يطرأ أي تحسّن على حالة عينيه فرجعت إلى قم مرة أخرى.

لاحقاً قرّرت أن آخذ والدي إلى طهران لأنه لم يستفد من العلاج في مشهد، ولكننا في طهران أيضاً لم نوفّق لعلاج ناجح. وقد اتفق الأطباء على عدم وجود علاج لعيني والدي. فقضى ثلاث سنوات فاقداً للبصر تماماً، وكان يحتاج إلى من يأخذ بيده لينتقل.

أحزنني هذا الأمر كثيراً، فهو لم يعد قادراً على المطالعة أو مجالسة الآخرين أو أي عمل آخر. كان والدي يستأنس بوجودي استئناساً خاصاً مقارنة مع أخوتي، فهو لم يكن يذهب إلى الطبيب إلا معي. كنت أقرأ الكتب له ونناقش المسائل العلمية. شعرت بأنني لو تركته سيكون عاجزاً عن القيام بأي عمل وكان هذا ثقيلاً جداً

عليه. في أحد الأيام كنت محتاراً جداً في شأن العودة إلى قم لإكمال دراستي وإعادة أبي إلى مشهد.

ولكن لصعوبة اتخاذ هكذا قرار قصدت أحد أصدقائي وكان إنساناً مؤمناً وصاحب خبرة، وشرحت له حالي فأنا من جهة لا أستطيع أن أترك والدي. ومن جهة أخرى أرى أن مستقبلي وصلاح دنياي وآخرتي في مدينة قم فقط.

عندها تأمّل قليلاً وقال لي أترك مدينة قم واذهب وابق في مشهد، إفعل ذلك قربة إلى الله. فكّرت ووجدت أن كلامه صحيح فما أحلى أن يتعامل المرء مع ربه! فلو أراد الله تبارك وتعالى أن يأتي بدنياي وآخرتي إلى مشهد ألن يقدر على ذلك!؟ عندها انشرح صدري وفي لحظة واحدة انقلبت حالتي من الحيرة والانزعاج إلى الراحة والسرور، فعدت إلى البيت وأخبرت الجميع بقراري.

لقد وهبني الله الكثير من التوفيقات إثر ذلك ، وأنا اعتقد أنها كلها تعود إلى البّر الذي خصصت والديّ به.

شاهد أيضاً

كتائب حزب الله جزء من قوات الحشد الشعبي  

الرصد والترجمة: مركز إنليل للدراسات معهد واشنطن لسياسات غرب آسيا – The Washington Institute for ...