الرئيسية / فقه الولاية / ثلاثون أدباً للمتعلّم

ثلاثون أدباً للمتعلّم

الفصل الأول: آداب المتعلِّم في طلب العلم

لطلب العلم آداب عامة نذكر منها:

1- إخلاص النيّة في طلب العلم:

أوّل ما يجب على طالب العلم إخلاص النيّة لله تعالى في طلبه وبذله، فإنّ مدار الأعمال على النيّات، وبسببها يكون العمل تارة خزفة لا قيمة لها، وتارة ثانية جوهرة لا يعلم قيمتها لعظم قدرها، وتارة ثالثة وبالاً على صاحبه، مكتوباً في ديوان السيّئات وإن كان بصورة الواجبات.

فيجب على طالب العلم أن يقصد بعمله وجه الله تعالى وامتثال أمره، وإصلاح نفسه، وإرشاد عباده إلى معالم دينه، ولا يقصد بذلك عَرضَ الدنيا من تحصيل مال، أو جاه، أو شهرة، أو تميُّز عن الأشباه، أو المفاخرة للأقران، أو الترفُّع على الأخوان، ونحو ذلك من الأغراض الفاسدة التي تُثمر الخذلان من الله تعالى وتوجب المقت، وتُفوِّت الدار الآخرة والثواب الدّائم، فيصير من الأخسرين أعمالاً، الذين ضلَّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعاً.

وقد كثُرت أحاديث النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الأدب نعرض منها:

1- “إنّما الأعمال بالنيّات وإنّما لكلّ امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يُصيبها، أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه[1].

2- وقال صلى الله عليه وآله وسلم مُخبراً عن جبرائيل عليه السلام عن الله عزَّ وجلَّ أنّه قال: “الإخلاص سرٌّ من أسراري، استودعته قلب من أحببت من عبادي”[2].

3- “من تعلّم علماً لغير الله وأراد به غير الله، فليتبوّأ مقعده من النار[3].

4- “من طلب العلم ليُجاري به العلماء، أو ليُماري به السُّفهاء، أو يصرف به وجوه الناس إليه، أدخله الله النار[4].

وعن أبي ذر رضي الله عنه أنّه قال: “من تعلّم علماَ من علم الآخرة، يريد به عرضاً من عرض الدنيا، لم يجد ريح الجنّة”[5].

* مع الإمام الخميني قدس سره:‏

لم يكتف الإمام قدس سره بأنّه هو نفسه كان زكيّاً مهذّباً، بل كان يسعى من أجل تربية تلاميذه للاجتهاد في العمل على طريق تهذيب نفوسهم, ولذلك كان يعظهم بين الحين والآخر ببيانه الخاصّ، وأسلوبه المتميّز المفعم بالإخلاص للَّه والرأفة بعباده، ولا زلنا نذكر مواعظه بعد كلِّ هذه السنين وبعباراته نفسها، كان يقول: “على السّادة أنْ يخطوا خطوة إنْ لم نقل خطوتين في سبيل تهذيب النفس مع كل…”[6].

 

[1] الطبرسي، حسين النوري، مستدرك الوسائل، ج 1، ط 1، مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث، لبنان، بيروت، 1987م، ص 90.

[2]  م.ن، ج 1، ص 101.

[3] المجلسي، بحار الأنوار، ج 2، ص 38.

[4] الريشهري، العلم والحكمة في الكتاب والسنة، ص 254.

[5] مستدرك الوسائل، ج 12، ص 6.

[6] قبسات من سيرة الإمام الخميني في ميدان التعليم الحوزويّ والمرجعيّة، ص236.

شاهد أيضاً

ثلاثون أدباً للمتعلّم

الفصل الثالث: آداب المتعلِّم في درسه هناك آداب خاصّة بطريقة المطالعة، والدرس، والقراءة، يجب أن ...