الرئيسية / تقاريـــر / الحشد السيستاني والسلاح الايراني يسحق الداعشية الوهابية‎ – د.طالب الصراف

الحشد السيستاني والسلاح الايراني يسحق الداعشية الوهابية‎ – د.طالب الصراف

 الحشد الشعبي:الفتوى سيستانية والاسلحة ايرانية والعقيدة حسينية لقد كتب الاعلام الاسود سواء كان عربيا او اجنبيا ما طاب له وما رغب باقلام مأجورة رخيصة من اجل ان يحرف ويزيف الحقائق والواقع الملموس على الارض، الا انه في النهاية رضخ الى الحقائق الموجودة على الارض والتي لا يمكن نكرانها حتى من قبل العامة من الناس والذين لم تُسنح لهم فرص القراءة والاطلاع.

لقد شن هذا الاعلام الصهيوني السعودي العميل حملة من الدعايات التي تشير الى ان هنالك اختلاف بين نهج المرجع الاعلى الامام السيستاني اطال الله في عمره وجعله للمتقين اماما وبين المرجعية ومرشدها الاعلى في الجمهورية الاسلامية السيد الامام علي الخامنئي ادامه الله للمسلمين والمستضعفين نصيرا.

وكان ذلك منذ الاطاحة بنظام صدام ٢٠٠٣، وكتبت وسائل الاعلام ما كتبت من دس وتضليل للحقائق الا ان القلة من اهل الاطلاع كانت تدرك ما يدور ما بين العراق وايران، وان دول العالم سواء عربية او اسلامية او اوربية بل حتى دول الجوار وابناء العراق انفسهم لن يفقهوا الحكمة والنضج والادراك التي تنهجه القيادتان الموحدتان من اجل جمع كلمة المسلمين الشرفاء بشكل عام والعراقيين بشكل خاص، وكانت الكثرة من الرعاع تصدق هذا الاختلاف بسبب الاعلام السعودي الصهيوني ومن يعيش على فتاته، الا ان الحقيقة تبقى لانها تنفع الناس كما جاء في كتابه تعالى”فاما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض..” نعم ان الاحرار اليوم يعيشون تحت ظلال ثورة الامام الخميني ومرشدها الاعلى وعلى نهج الامام السيستاني الذي رفع شعار “ اهل السنة انفسنا” وليست اخواننا وحسب.

انها المرجعية – سواء في النجف اوقم- التي ناضلت وجاهدت في سبيل وحدة المسلمين ونصرت ابناء فلسطين منذ اليوم الاول للثورة الايرانية الاسلامية سنة ١٩٧٩ حيث امر الامام الخميني بغلق السفارة الصهيونية في طهران لتحل محلها سفارة فلسطين، بل ذهب ابناء ايران الى اكثر من ذلك اذ جعلوا اسم “القدس” من الاسماء المقدسة لديهم حين وضعوها ضمن اماكن مقدساتهم اذ قاموا بتسمية احد اروقة الامام الرضا (ع) “رواق القدس” واصبح اسم القدس مألوفا لابناء ايران وغيرهم من الزوار، حتى ان العوائل تضرب مواعيد اللقاء احيانا قرب هذا الباب الذي يؤدي الى الحضرة الرضوية ولذلك اصبح اسم القدس مألوفا للجميع.

انها ايران الواضحة الصريحة في منهجها ودستورها الاسلامي وطريقها الحسيني والتي تطبق اقوالها بافعالها بعيدة عن التكفير والارهاب والمواراة والمؤاربة والتي تؤمن بقوله تعالى؛ “لكم دينكم ولي ديني”، وكذلك : “من قتل نفس بغير نفس او فسادا في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا”.

هذا ما تؤمن به المرجعية الشيعية وان مبادئ الجمهورية الاسلامية الايرانية متمثلة بمرشدها الاعلى ودستورها الذي لا لبس فيه.

واما الطرف المعادي للاسلام والمسلمين المتمثل بال سعود والصهاينة الجدد فلم يجلبوا للامة الاسلامية والبشرية الا الدمار والتكفير والارهاب، وقد استغرب من تصرفات واعمال ال سعود حتى المفكرين غير الاسلاميين امثال Robert Fisk روبرت فزك البريطاني في كتابه “الحرب الكبرى تبريرا للحضارة، والهيمنة على الشرق الاوسط” The great War for Civilisation, The Conquest of the Middle East، فقد ذكر الكاتب مستغربا من دولة اسلامية مسئولة عن الحرمين ومستشهدا باقوال ابن لادن وهو سعودي الجنسية, بان حكومة ال سعود تتعاون مع غير المسلمين في قتل المسلمين وتفتح وتقيم القواعد العسكرية وسماءها لطيران الدول الكافرة،

وتصرف الاموال للقوات الاجنبية من اجل قتل المسلمين كما فعلت في حرب صدام على ايران حيث دعمت القوات الاجنبية وخاصة الغير مسلمة بمبلغ (٢٥) مليار دولار، واما في الحرب على صدام فقد صرفت للقوات الاجنبية مبلغ (٦٠) مليار دولار،

ويضيف الكاتب بان السعودية ساندت ودعمت الشيوعين في جنوب اليمن ضد الدولة الشرعية، ودعمت عرفات في الحرب على حماس وادخال رجال الدين في السجون ثم اعدامهم، فاين الاسلام من ال سعود والوهابية الارهابية الكافرة بالله ورسوله والمهدمة لمساجد الله ومراقد ال بيته،

وما ماهيتها الا القتل والهدم والتهجير. واما ماصرفته وتصرفه حكومة ال سعود من مليارات الدولارات لتشغيل مصانع التسليح الامريكية والاوربية لا حدود له ولا يتصوره العقل، وكان بوسع هذه الحكومة ان تنقذ حياة الملاين من ابناء المسلمين والبشرية الفقراء الذين لايستطيعون سدّ رمق حياتهم حتى من الخبز والماء الصالح للشرب بينما تقوم حكومة ال سعود باستخدام هذه المليارات من الدولارات لسفك دماء المسلمين وغير المسلمين من الاحرار في العالم.

وتقوم السعودية الوهابية الارهابية بتجنيد المرتزقة من امثال داعش والنصرة وجيوش الشيطان وعملاءها من طائفين وتكفيرين لاثارة الفتن بين ابناء المجتمع الواحد والذي كان منسجما منذ مئات السنين فبثت الفرقة بين ابنائه ومزقت الوحدة الاجتماعية، وقد كادت ان تنجح في ذلك الى حدما في العقود الاخيرة لولا تصدي الجمهورية الاسلامية الايرانية لها منذ انبثاق الثورة ١٩٧٩،

الا ان البترودولار استخدمته السعودية لشراء الضمائر التي لها قابلية الذل والاهانة حتى لو كان اصحابها ملوك ورؤساء وكذلك كانت الجامعة العربية سمسارة في السابق لال سعود في هذا المجال الرخيص والمتدني.

لقد كانت فتوى الامام السيستاني اختبارا للانسجام ما بين المرجعية العليا وابناء المجتمع العراقي اذ لبت الجماهير الفتوى الكفائية وحملت السلاح وذهبت لمحاربة الدواعش الوهابيين التكفيريين الصهاينة لتلحق بهم شر هزيمة، وكذلك اظهرت فتوى المرجعية مرة اخرى مدى الانسجام ما بين القيادة الايرانية ومرشدها الاعلى مع مرجعية النجف الاشرف دون تحفظ او نقاش، فلبت كل ما يريده الحشد الشعبي من مستلزمات الحرب على الفكر الوهابي الارهابي مما اثار غضب الحكومات العميلة والمخابرات الاجنبية التي لم تكن تحسب حسابا لهذا الانسجام بين القيادات الدينية في البلدين المسلمين الجارين.

ان هذا التلاحم والانسجام ما بين القيادتين في النجف الاشرف وقم المقدسة قدم نموذجا فريدا لاعتماده على تعاليم الله سبحانه ونبيه وال بيته (ص)، اذ ان هذا الاتجاه والخط الواضح لهذا النهج الذي لم يكن يوما صوتا لخدمة الحاكم والسلطان، ولم يعتمد في موارد حوزته العلمية علـى اموال الدولة وانما مستقلا استقلالا تاما، فلم يكن كالوهابية ترتزق من ال سعود او دويلات الخليج وغيرها من الدول الاسلامية التي تعتمد مؤسساتها الدينية على نفقات اموال الدولة ليكن بعضها صواتا للحاكم كما هو الحال للقرضاوي، وانما موارد المرجعية الشيعية هي تمويل ذاتي مصدره الحقوق الشرعية التي يدفعها المسلمون الذين في اموالهم حقوق تدفع للمؤسسات الدينية من اجل مساعدة المحتاجين في جميع المجالات المعيشية والصحية والتربوية، وكذلك تصرف للدفاع عن حرمة الوطن والعتبات والمراكز الدينية المقدسة، وعلى هذا النزر البسيط واليسير كان يعتمد الحشد الشعبي حتى ان المتطوعين فيه لم تستطع عوائلهم بعد التحاق المعينين لهم بالحشد بتوفير العيش المناسب لابنائها.

ورغم كل هذه الانتقادات العارية عن الصحة للحشدي الشعبي سواء من الاعلام العالمي او العربي كما جاء في احد مقالات الموقع الاعلامي (مجلة السياسة الخارجية الامريكية ) في ١٦-١١-٢٠١٦ الذي انتقد الحشد في ايامه الاولى لانه ظهر وبزغ كقوة عقائدية من الصعب البيع والشراء بها، بل ذهبت وسائل الاعلام الى ابعد من ذلك بانتقادها للامام السيستاني بسبب فتواه لتشكيل الحشد الشعبي الذي اصبح قوة لاتسيرها الا ارادة المرجعية العليا بزعامة الامام السيستاني والقيادة الايرانية الحكيمة بزعامة مرشدها الامام الخمنائي الى ان صوت البرلمان العراقي بانضمام الحشد الشعبي الى القوات العراقية المسلحة. الا ان الامر الواقع جعل تلك المجلة وبقية اكثرية وسائل الاعلام الغربية تغير رأيها كما ذكرت تلك الصحيفة :“ في ان العلاقة بين ابناء تكريت والحشد الشعبي كانت علاقة الاخ بالاخ كما اشارت المجلة الى قصص عن الشباب المتطوع من الشيعة والسنة والتعاون فيما بينهم لمحاربة داعش…”، وهكذا يفرض الامر الواقع نفسه رغم كل الاعلام الاسود المزيف، وكما نشاهد اليوم ايضا انتصارات الجيش السوري في مدينة حلب وغيرها، والذي لم تستطع قوى الارهاب العالمية من قهره مهما قدمت من اموال ومرتزقة وشعارات طائفية واستخدام للغازات السامة المحرمة التي تغافلت عنها هيئة الامم بسبب دولارات ال سعود، فكان حقا جيشا وطنيا مخلصا لشعبه وارضه ، وسوف تفرض الحقيقة نفسها ايضا في (اليمن) يمن الايمان والمحبة لتحرق ال سعود ودولاراتهم بارادة وايمان راسخ ومن ينصر الله ينصره ويثبت خطاه.

لقد اسقطت الثورة الايرانية منذ اليوم الاول مشروع ايزنهاور الرامي الى الهيمنة على الشعوب الاسلامية باستخدام قياداتها الاسلامية السياسية وشراء الذمم والضمائر وبدأ ذلك منذ ظهور اخوان المسلمين كتنظيم سياسي ديني وحتى انتخاب محمد مرسي كرئيس لجمهورية مصر بعد ان دفعت امريكا (٥٠) مليون دولار لاجل انتخابه في الدورة الثانية من الانتخابات، وكما تعاملت المخابرات الامريكية مع زعامات الكتل السنية سابقا فلا غرابة ان تجد اليوم من قيادات وزعامات الاحزاب والكتل الشيعية والسنية والكردية في العراق والدول العربية والاسلامية الاخرى من قيادات عميلة لتطبيق مشروع ايزنهاور الداعي بالتطبيع مع القيادات الاسلامية السياسية (المطاوعة)،

الا ان الفرق بين العراق وايران من جهة والدول الاسلامية من جهة اخرى ان المرجعية الدينية العليا في البلدين الاسلامين الشقيقين لها اليد العليا وخاصة بعد الثورة الايرانية وسقوط نظام صدام اذ بدأ الشارع يتناغم بما تقوله تلك المرجعية، فكانت هزيمة اعداء الجمهورية الاسلامية منذ اليوم الاول للثورة، واليوم وبعد الفتوى كانت الهزيمة الاخرى لاعداء العراق المتمثلين باسياد داعش وارباب الوهابية الارهابية وعملائهم في الداخل على ايادي ابناء الحشد الشعبي الذي انبثق وتشكل نتيجة لفتوى المرجعية الدينة في النجف الاشرف التي اغاضت واغضبت اعداء العراق من الصداميين ودول الجوار الطائفية والدول الاستعمارية.

واخيرا نقول بان نهج الامام الخميني الذي يستمر عليه مرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية الامام علي خمانائي حقق الكثير من الدعائم والانجازات والنظريات، والتي اصبحت عملية وملموسة لكل من الوطنيين والاحرار والعاملين من اجل السلم والاسلام المعتدل وليس التكفيري الوهابي الذي شوه مبادئ الدين الحنيف، اذ اصبح الاعداء يستخدمون شعارات الوهابية لتشويه مبادئ الاسلام، هذه المبادئ التي قامت منذ بزوغ الاسلام من اجل السلم والسلام والامن والامان والتقدم والحضارة، والتي اشرأبت لها الاعناق من اجل ان تنهل الحضارات المتأخرة من علومها الدينية والدنيوية، وقد اصبحت محط انظار الطامحين في معرفة العلوم فكانت وليدتها الحضارة الاوربية التي شمخت في هذا العصر، بينما انحدرت الحضارة الاسلامية بسبب عملاء الدول الاوربية التي تسعى لطمس الحضارة الاسلامية فاستخدمت الوهابية الارهابية منذ نشأتها الاولى من قبل المستشرقين لهذا الغرض بالاضافة الى بث الفتنة بين الشعوب الاسلامية .

اما اليوم وقد وصلت بعض الشعوب الاسلامية الى درجة من الوعي لتكشف المؤامرات الكبرى على الامة الاسلامية، وخاصة بعد تصدي وبروز الجمهورية الاسلامية بوجه هذه الموامرات لتصبح مثالا وعزة وكرامة وقوة للاسلام والمسلمين ولتعيد للامة الاسلامية الثقة بنفسها كأمة قوية اعزها الله بقدرته، الا ان ال سعود واتباعهم يحاولون ذل امتنا ومذلتها، ولكن هيهات هيهات رغم كل ما يبذله الصهاينة الوهابيون من مال واشباه رجال لتشويه صورة الاسلام الحقيقية وطمس معالمه المحمدية، وان مؤامراتهم وخطط اسيادهم الصهاينة بائت بالفشل كما نشاهد اليوم انتصارات الشعب السوري وجيشه الوطني الذي اعطى درسا صارما لاعداءه الذين ستحرقهم النيران التي اشعلوها في سوريا والعراق واليمن وليبيا وجنوب لبنان وغزة ومصر وافغانستان والشيشان باموال البترودولار التي استنزفتها هذه الحروب من خزينة ال سعود، وسيأتي اليوم القريب الذي تنسحق عائلة ال سعود وال الشيخ لتندثر الى الابد ليساق افرادها الكافرين وحاشيتهم الى جهنم زمرا والله يعذب الظالمين.

شاهد أيضاً

    إقرأ المزيد .. الإمام الخامنئي: الشعوب المسلمة تتوقع من حكوماتها قطع العلاقات مع ...