الرئيسية / تقاريـــر / التعبئة الفكريّة والرساليّة للاُمّة

التعبئة الفكريّة والرساليّة للاُمّة

إنّ النبي صلى الله عليه و آله لو كان قد قرّر أن يجعل من الجيل الإسلامي الرائد – الذي ضمّ المهاجرين والأنصار من صحابته – قيّماً على الدعوة بعده ومسؤولاً عن مواصلة عمليّة التغيير ، فهذا يحتمّ على الرسول القائد صلى الله عليه و آله أن يعبّئ هذا الجيل تعبئة رساليّة وفكريّة واسعة يستطيع أن يمسك بالنظرية بعمق ، ويمارس التطبيق على ضوئها بوعي.

ويضع للمشاكل التي تواجهها الدعوة باستمرار الحلول النابعة من الرسالة خصوصاً إذا لاحظنا أنّ النبي صلى الله عليه و آله كان – وهو الذي بشّر بسقوط كسرى وقيصر – يعلم بأنّ الدعوة مقبلة على فتوح عظيمة ، وأنّ الاُمّة الإسلامية سوف تنضمّ إليها في غدٍ قريب شعوب جديدة ومساحة كبيرة وتواجه مسؤولية توعية تلك الشعوب على الإسلام وتحصين الاُمّة من أخطار هذا الانفتاح ، وتطبيق أحكام الشريعة على الأرض المفتوحة وأهل الأرض . وبالرغم من أنّ الجيل الرائد من المسلمين كان أنظف الأجيال التي توارثت الدعوة وأكثرها استعداداً للتضحية ، لا نجد فيه ملامح ذلك الإعداد الخاص للقيمومة على الدعوة ، والتثقيف الواسع العميق على مفاهيمها .

والأرقام التي تبرز هذا النفي كثيرة لا يمكن استيعابها في هذا المجال ، ويمكننا أن نلاحظ بهذا الصدد أنّ مجموع ما نقله الصحابة من نصوص عن النبي صلى الله عليه و آله في مجال التشريع لا يتجاوز بضع مئات من الأحاديث ، بينما كان عدد الصحابة يناهز اثني عشر ألفاً على ما أحصته كتب التاريخ (1) ،
وكان النبي صلى الله عليه و آله يعيش مع الآلاف من هؤلاء في بلد واحد وفي مسجد واحد صباحاً ومساءاً ، فهل يمكن أن نجد في هذه الأرقام ملامح الإعداد الخاص ؟

والمعروف عن الصحابة أ نّهم كانوا يتحاشون من ابتداء النبي صلى الله عليه و آله بالسؤال ، حتّى أنّ أحدهم كان ينتظر فرصة مجي ء أعرابي من خارج المدينة يسأل ليسمع الجواب (2) ، وكانوا يرون أنّ من الترف الذي يجب الترفّع عنه السؤال عن حكم قضايا لم تقع بعد .

ومن أجل ذلك قال عمر على المنبر : « احرج باللَّه على رجل سأل عمّا لم يكن ، فإنّ اللََّه قد بيّن ما هو كائن »(3) .
وقال : « لا يحلّ لأحد أن يسأل عمّا لم يكن ، إنّ اللََّه قد قضى فيما هو كائن » .
وجاء رجل يوماً إلى ابن عمر يسأله عن شي ء ، فقال له ابن عمر : « لا تسأل عمّا لم يكن ؛ فإنّي سمعت عمر بن الخطاب يلعن من سأل عمّا لم يكن »(4) .
وسأل رجل اُبيّ بن كعب عن مسألة ، قال : يا بني أكان الذي سألتني عنه ؟ قال : لا . قال : أمّا لا ، فأجّلني حتّى يكون (5) .

وقرأ عمر يوماً القرآن ، فانتهى إلى قوله تعالى : «فَأَنْبَتْنَا فِيْهَا حَبّاً * وَعِنَباً وَقَضْباً * وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً * وَحَدَائِقَ غُلْباً * وَفَاكِهَةً وَأَبّاً »(6)، فقال : كلّ هذا عرفناه فما الأبّ ؟ ثمّ قال : هذا لعمر اللَّه هو التكلّف ، فما عليك أن لا تدري ما الأبّ ، اتّبعوا ما بيّن لكم هداه من الكتاب فاعملوا به ، وما لم تعرفوه فكِلوه إلى ربّه (7) .

وهكذا نلاحظ اتجاهاً لدى الصحابة إلى العزوف عن السؤال إلّافي حدود المشاكل المحدّدة الواقعة . وهذا الاتجاه هو الذي أدّى إلى ضآلة عدد النصوص التشريعية التي نقلوها عن الرسول صلى الله عليه و آله ، وهو الذي أدّى بعد ذلك إلى الاحتياج إلى مصادر اُخرى غير الكتاب والسنّة ، كالاستحسان والقياس ، وغيرهما من ألوان الاجتهاد التي يتمثّل فيها العنصر الذاتي للمجتهد ، الأمر الذي أدّى إلى تسرّب شخصيّة الإنسان بذوقه وتصوّراته الخاصّة إلى التشريع .
وهذا الاتّجاه أبعد ما يكون عن عمليّة الإعداد الرسالي الخاص التي كانت تتطلّب تثقيفاً واسعاً لذلك الجيل وتوعية له على حلول الشريعة للمشاكل التي سوف يواجهها عبر قيادته .

وكما أمسك الصحابة عن مبادرة النبي بالسؤال كذلك أمسكوا عن تدوين آثار الرسول الأعظم وسنّته ، على الرغم من أ نّها المصدر الثاني من مصادر الإسلام ومن أنّ التدوين كان هو الاُسلوب الوحيد للحفاظ عليها وصيانتها من الضياع والتحريف ، فقد أخرج الهروي في ذمّ الكلام عن طريق يحيى بن سعد عن عبد اللََّه بن دينار قال : لم يكن الصحابة ولا التابعون يكتبون الأحاديث ، إنّما كانوا يؤدّونها لفظاً ويأخذونها حفظاً(8) .
بل إنّ الخليفة الثاني – على ما في طبقات ابن سعد – ظلّ يفكّر في الموقف الأفضل تجاه سنّة الرسول ، واستمرّ به التفكير شهراً ثمّ أعلن منعه عن تسجيل شي ء من ذلك (9) ، وبقيت سنّة الرسول الأعظم – التي هي أهمّ مصدر للإسلام بعد الكتاب الكريم – في ذمّة القدر يتحكّم فيها النسيان تارةً والتحريف اُخرى وموت الحفّاظ ثالثة طيلة مائة وخمسين سنة تقريباً .

ويستثنى من ذلك اتّجاه أهل البيت ، فإنّهم دأبوا على التسجيل والتدوين منذ العصر الأوّل ، وقد استفاضت رواياتنا عن أئمّة أهل البيت بأنّ عندهم كتاباً ضخماً مدوّناً بإملاء رسول اللََّه صلى الله عليه و آله وخطّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام فيه جميع سنن رسول اللََّه صلى الله عليه و آله (10).

فهل ترى بربّك أنّ ذلك الاتّجاه الساذج – إن كانت المسألة مسألة سذاجة – الذي ينفر من السؤال عن واقعة قبل حدوثها ويرفض تسجيل سنن النبي صلى الله عليه و آله بعد صدورها كفوءاً لزعامة الرسالة الجديدة وقيادتها في أهمّ وأصعب مراحل مسيرتها الطويلة ؟ ! أو هل ترى بربّك أنّ الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله كان يترك سنّته مبعثرة بدون ضبط وتسجيل مع أ نّه يأمر بالتمسّك بها ؟ !(11)
أوَلم يكن من الضروري – إذ كان يمهّد لفكرة الشورى حقّاً – أن يحدّد للشورى دستورها ويضبط سنّته لكي تسير الشورى على منهاج ثابت محدّد لا تتلاعب به الأهواء ؟ !

أوَليس التفسير الوحيد المعقول لهذا الموقف من النبي أ نّه كان قد أعدّ الإمام عليّاً للمرجعيّة وزعامة التجربة بعده وأودعه سنّته كاملة وعلّمه ألف باب من العلم ؟ !(12)
وقد أثبتت الأحداث بعد وفاة النبي صلى الله عليه و آله أنّ جيل المهاجرين والأنصار لم يكن يملك أيّ تعليمات محدّدة عن كثير من المشاكل الكبيرة التي كانت من المفروض أن تواجهها الدعوة بعد النبي صلى الله عليه و آله ، حتّى أنّ مساحة هائلة من الأرض التي امتدّ إليها الفتح الإسلامي لم يكن لدى الخليفة والوسط الذي يسنده أيّ تصوّر محدّد عن حكمها الشرعي ، وعمّا إذا كانت تقسّم بين المقاتلين أم تجعل وقفاً على المسلمين عموماً(13) .
فهل يمكننا أن نتصوّر أنّ النبي صلى الله عليه و آله يؤكّد للمسلمين أ نّهم سوف يفتحون أرض كسرى وقيصر ويجعل من جيل المهاجرين والأنصار القيّم على الدعوة والمسؤول عن هذا الفتح ثمّ لا يخبره بالحكم الشرعي الذي يجب أن يطبّق على تلك المساحة الهائلة من الدنيا التي سوف يمتدّ إليها الإسلام ؟ !

بل إنّنا نلاحظ أكثر من ذلك ، أنّ الجيل المعاصر للرسول صلى الله عليه و آله لم يكن يملك تصوّرات واضحة محدّدة حتّى في مجال القضايا الدينيّة التي كان النبي يمارسها مئات المرّات وعلى مرأى ومسمع من الصحابة .

ونذكر على سبيل المثال لذلك الصلاة على الميت ؛ فإنّها عبادة كان النبي صلى الله عليه و آله قد مارسها علانية مئات المرّات ، وأدّاها في مشهد عام من المشيّعين والمصلّين ، وبالرغم من ذلك يبدو أنّ الصحابة كانوا لا يجدون ضرورة لضبط صورة هذه العبادة ما دام النبي صلى الله عليه و آله يؤدّيها وما داموا يتابعون فيها النبي فصلاً بعد فصل ، ولهذا وقع الاختلاف بينهم بعد وفاة النبي في عدد التكبيرات في صلاة الميت . فقد أخرج الطحاوي عن إبراهيم قال : قبض رسول اللَّه والناس مختلفون في التكبير على الجنازة لا تشاء أن تسمع رجلاً يقول : سمعت رسول اللَّه يكبّر سبعاً ،
وآخر يقول : سمعت رسول اللَّه يكبّر خمساً ، وآخر يقول : سمعت رسول اللَّه يكبّر أربعاً ، فاختلفوا في ذلك حتّى قبض أبو بكر ، فلمّا ولي عمر ورأى اختلاف الناس في ذلك شقّ عليه جدّاً ، فأرسل إلى رجال من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله فقال : إنّكم – معاشر أصحاب رسول اللَّه – متى تختلفون على الناس يختلفون من بعدكم ، ومتى تجتمعون على أمر يجتمع الناس عليه ، فانظروا أمراً تجتمعون عليه ، فكأ نّما أيقظهم ، فقالوا : نِعْم ما رأيت يا أمير المؤمنين عليه السلام …(14) .

وهكذا نجد أنّ الصحابة كانوا في حياة النبي صلى الله عليه و آله يتّكلون غالباً على شخص النبي صلى الله عليه و آله ، ولا يشعرون بضرورة الاستيعاب المباشر للأحكام والمفاهيم ما داموا في كنف النبي صلى الله عليه و آله .
وقد تقول : إنّ هذه الصورة التي عرضت عن الصحابة وما فيها من أرقام على عدم كفاءتهم للقيادة يتعارض مع ما نؤمن به جميعاً من أنّ التربية النبويّة أحرزت درجة هائلة من النجاح ، وحقّقت جيلاً رسالياً رائعاً !
والجواب : إنّا بما قدّمناه قد حدّدنا الصورة الواقعية لذلك الجيل الواسع الذي عاصر وفاة النبي صلى الله عليه و آله دون أن نجد في ذلك ما يتعارض مع التقييم الايجابي بدرجة عالية للتربية النبويّة التي مارسها الرسول صلى الله عليه و آله في حياته الشريفة ؛ لأنّنا في نفس الوقت نؤمن فيه بأنّ التربية النبويّة كانت مثلاً ربّانياً رائعاً وبعثاً رسالياً متميّزاً في تاريخ العمل النبوي على مرّ الزمن نجد أنّ الإيمان بذلك والوصول إلى تقييم حقيقي لمحصول هذه التربية ونتائجها لا يقوم على أساس ملاحظة النتائج بصورة منفصلة عن ظروف التربية وملابساتها ، ولا على أساس ملاحظة الكمّ بصورة منفصلة عن الكيف .

ومن أجل توضيح ذلك خذ هذا المثال : نفترض مدرّساً يدرّس عدداً من الطلبة اللغة الانكليزيّة وآدابها ، ونريد أن نقيّم قدرته التدريسية ، فإنّنا لا نكتفي بمجرّد دراسة مدى ما وصل إليه هؤلاء الطلبة من ثقافة واطِّلاع على اللغة الانكليزية وآدابها ، وإنّما نربط ذلك بتحديد الزمن الذي مارس فيه المدرّس تدريسه لاُولئك الطلبة ، وبتحديد الوضع القَبْلي لهم ، ودرجة قربهم أو بعدهم مسبقاً عن أجواء اللغة الانكليزية وآدابها ، وحجم الصعاب والعقبات الاستثنائيّة التي واجهت عمليّة التدريس وأعاقت سيره الطبيعي ، والهدف الذي كان ذلك المدرّس يتوخّاه من تدريس طلبته آداب تلك اللغة ، ونسبة المحصول النهائي لعمليّة التدريس إلى حالات تدريس اُخرى مختلفة .

ففي مجال تقييم التربية النبويّة يجب أن نأخذ بعين الاعتبار :
أوّلاً : قصر الفترة الزمنيّة التي مارس النبي صلى الله عليه و آله فيها تربيته ؛ لأنّها لا تتجاوز تقريباً عقدين من الزمن بالنسبة إلى أقدم صحبه من القلائل الذين رافقوه في بدايات الطريق ، ولا تتجاوز عقداً واحداً من الزمن بالنسبة إلى الكثرة الكاثرة من الأنصار ، ولا تتجاوز ثلاث سنوات أو أربع بالنسبة إلى الأعداد الهائلة التي دخلت الإسلام ابتداءاً منذ صلح الحديبية واستمراراً إلى حين فتح مكّة .

ثانياً : الوضع المسبق الذي كان هؤلاء يعيشونه من الناحية الفكريّة والروحيّة والدينيّة والسلوكيّة قبل أن يبدأ النبي بممارسة دوره ، وما كانوا عليه من سذاجة وفراغ وعفوية في مختلف مجالات حياتهم ، ولا أجدني بحاجة إلى توضيح إضافي لهذه النقطة ؛ لأنّها واضحة بذاتها حيث إنّ الإسلام لم يكن عمليّة تغيير في سطح المجتمع ، بل هو عمليّة تغيير في الجذور ، وبناء انقلابي لاُمّة جديدة ، وهذا يعني الفاصل المعنوي الهائل بين الوضع المسبق والوضع الجديد الذي بدأ النبي صلى الله عليه و آله تربيته للاُمّة في اتّجاهه .

ثالثاً : ما زخرت به تلك الفترة من أحداث وألوان الصراع السياسي والعسكري على جبهات متعدّدة ، الأمر الذي ميّز طبيعة العلاقة بين الرسول الأعظم وصحابته عن نوع العلاقة بين شخص كالسيّد المسيح وتلامذته ، فلم تكن علاقة مدرِّس ومربٍّ متفرّغ لإعداد تلامذته ، وإنّما هي العلاقة التي تتناسب مع موقع الرسول كمربٍّ وقائد حرب ورئيس دولة .
رابعاً : ما واجهته الجماعة المسلمة نتيجة احتكاكها بأهل الكتاب ، وبثقافات دينيّة متنوّعة من خلال صراعها العقائدي والاجتماعي ، فقد كان الاحتكاك وما يطرحه على الساحة خصوم الدعوة الجديدة المثقّفون بثقافات دينيّة سابقة مصدر قلق وإثارة مستمرّة ، وكلّنا نعرف أ نّه شكّل بعد ذلك تيّاراً فكريّاً إسرائيليّاً تسرّب بصورة عفويّة – أو بسوء نيّة – إلى كثيرٍ من مجالات التفكير، ونظرة فاحصة في القرآن الكريم تكفي لاكتشاف حجم المحتوى لفكرة الثورة المضادّة ، ومدى اهتمام الوحي برصدها ومناقشة أفكارها(15) .

خامساً : إنّ الهدف الذي كان يسعى المربّي الأعظم صلى الله عليه و آله لتحقيقه على المستوى العام وفي تلك المرحلة هو إيجاد القاعدة الشعبية الصالحة التي يمكن لزعامة الرسالة الجديدة – في حياته وبعد وفاته – أن تتفاعل معها ، وتواصل عن طريقها التجربة ، ولم يكن الهدف المرحلي وقتئذٍ تصعيد الاُمّة إلى مستوى هذه الزعامة نفسها بما تتطلّبه من فهم كامل للرسالة ، وتفقّهٍ شامل على أحكامها ، والتحام مطلق مع مفاهيمها ، وتحديد الهدف في تلك المرحلة بالدرجة التي ذكرناها كان أمراً منطقيّاً تفرضه طبيعة العمل التغييري ؛ إذ ليس من المعقول أن يرسم الهدف إلّاوفقاً لممكنات عمليّة ، ولا إمكان عملي في حالة كالحالة التي واجهها الإسلام إلّاضمن الحدود التي ذكرناها ؛ لأنّ الفاصل المعنوي والروحي والفكري والاجتماعي بين الرسالة الجديدة والواقع الفاسد القائم وقتئذٍ كان لا يسمح بالارتفاع بالناس إلى مستوى زعامة هذه الرسالة مباشرة خلال عقد أو عقدين من الزمن ، وهذا ما سنشرحه في النقطة التالية ، ونبرهن عن طريقه على أنّ استمرار الوصاية على التجربة الانقلابية الجديدة متمثّلة في إمامة أهل البيت وخلافة علي عليه السلام كان أمراً ضرورياً يفرضه منطق العمل التغييري على مسار التاريخ .

سادساً : إنّ جزءاً كبيراً من الاُمّة التي تركها النبي صلى الله عليه و آله بوفاته كان يمثّل مسلمة الفتح ، أي المسلمين الذين دخلوا الإسلام بعد فتح مكّة وبعد أن أصبحت الرسالة الجديدة سيّدة الموقف في الجزيرة العربيّة سياسيّاً وعسكريّاً(16)
، وهؤلاء لم يتح للرسول الأعظم صلى الله عليه و آله أن يتفاعل معهم في الفترة القصيرة التي أعقبت الفتح إلّا بقدر ضئيل ، وكان جلّ تفاعله معهم بوصفه حاكماً بحكم المرحلة التي كانت الدولة الإسلامية تمرُّ بها ، وفي هذه المرحلة برزت فكرة المؤلّفة قلوبهم ، والتي أخذت موضعها في تشريع الزكاة(17)
وفي إجراءات اُخرى ، ولم يكن هذا الجزء من الاُمّة مفصولاً عن الأجزاء الاُخرى بل مندمجاً فيها ومؤثّراً ومتأثّراً في نفس الوقت .

ففي إطار هذه الاُمور الستّة نجد أنّ التربية النبويّة أنتجت إنتاجاً عظيماً ، وحقّقت تحوّلاً فريداً ، وأنشأت جيلاً صالحاً مؤهّلاً لما استهدفه النبي من تكوين قاعدة شعبية صالحة للالتفاف حول الزعامة القائدة للتجربة الجديدة وإسنادها ، ولهذا نجد أنّ ذلك الجيل كان يؤدّي دوره كقاعدة شعبيّة صالحة ما دامت الزعامة القائدة الرشيدة كانت قائمة في شخص النبي ، ولو قدّر لهذه الزعامة أن تأخذ مسارها الرباني لظلّت القاعدة تؤدّي دورها الصالح .
غير أنّ هذا لا يعني بحال من الأحوال أ نّها مهيّأة فعلاً لكي تتسلّم هذه الزعامة وتقود بنفسها التجربة الجديدة ؛ لأنّ هذه التهيئة تتطلّب درجة أكبر من الإنصهار الروحي والإيماني بالرسالة ، وإحاطة أوسع كثيراً بأحكامها ومفاهيمها ووجهات نظرها المختلفة عن الحياة ، وتطهيراً أشمل لصفوفها من المنافقين والمندسّين والمؤلّفة قلوبهم الذين كانوا لا يزالون يشكّلون جزءاً من ذلك الجيل له أهمّيته العدديّة ومواقعه التاريخية ، كما أنّ له آثاره السلبيّة بدليل حجم ما تحدّث به القرآن الكريم عن المنافقين ومكائدهم ومواقفهم (18) .

وتواجد أفراد في ذلك الجيل قد استطاعت التجربة أن تبنيهم بناءاً رساليّاً رفيعاً وتصهرهم في بوتقتها ، كسلمان وأبي ذرّ وعمّار وغيرهم ، أقول : إنّ تواجد هؤلاء الأفراد ضمن ذلك الجيل الواسع ، لا يبرهن على أنّ ذلك الجيل ككلّ بلغ إلى الدرجة التي تبرّر إسناد مهام التجربة إليه على أساس الشورى .

وحتّى اُولئك الأفراد الذين مثّلوا النمط الرفيع رساليّاً من ذلك الجيل لا يوجد في أكثرهم ما يبرّر افتراض كفاءتهم الرساليّة لزعامة التجربة من الناحية الفكريّة والثقافيّة على الرغم من شدّة إخلاصهم وعمق ولائهم ؛ لأنّ الإسلام ليس نظرية بشريّة لكي يتحدّد فكريّاً من خلال الممارسة والتطبيق وتتبلور مفاهيمه عبر التجربة المخلصة ، وإنّما هو رسالة اللَّه التي حدّدت فيها الأحكام والمفاهيم ، وزوّدت ربّانياً بكلّ التشريعات العامّة التي تتطلّبها التجربة ،
فلابدّ لزعامة هذه التجربة من استيعاب للرسالة بحدودها وتفاصيلها ووعي بكلّ أحكامها ومفاهيمها ، وإلّا اضطرّت إلى استلهام مسبقاتها الذهنيّة ومرتكزاتها القَبْلية ، وأدّى ذلك إلى نكسة في مسيرة التجربة ، وبخاصّة إذا لاحظنا أنّ الإسلام كان هو الرسالة الخاتمة من رسالات السماء التي يجب أن تمتدّ مع الزمن وتتعدّى كلّ الحدود الوقتيّة والإقليميّة والقوميّة ، الأمر الذي لا يسمح بأن تمارس زعامته – التي تشكّل الأساس لكلّ ذلك الامتداد – تجارب الخطأ والصواب التي تتراكم فيها الأخطاء عبر فترة من الزمن حتّى تشكّل ثغرة تهدّد التجربة بالسقوط والانهيار .

وكلّ ما تقدّم يدلّ على أنّ التوعية التي مارسها النبي صلى الله عليه و آله على المستوى العام في المهاجرين والأنصار لم تكن بالدرجة التي يتطلّبها إعداد القيادة الواعية الفكريّة والسياسيّة لمستقبل الدعوة وعمليّة التغيير ، وإنّما كانت توعية بالدرجة التي تبني القاعدة الشعبية الواعية التي تلتفّ حول قيادة الدعوة في الحاضر والمستقبل .
وأيّ افتراض يتّجه إلى القول بأنّ النبي صلى الله عليه و آله كان يخطّط لإسناد قيادة التجربة والقيمومة على الدعوة بعده مباشرة إلى جيل المهاجرين والأنصار يحتوي ضمناً اتّهام أذكى ََ وأبصر قائد رسالي في تاريخ العمليّات التغييرية بعدم القدرة على التمييز بين الوعي المطلوب على مستوى القاعدة الشعبية للدعوة ، والوعي المطلوب على مستوى قيادة الدعوة وإمامتها الفكريّة والسياسيّة .
عدم تحرّر الاُمّة من رواسب الجاهليّة :
إنّ الدعوة عمليّة تغيير ، ومنهج حياة جديد ، وهي تكلّف بناء اُمّة من جديد واقتلاع كلّ جذور الجاهلية ورواسبها من وجودها .

والاُمّة الإسلامية – ككلّ – لم تكن قد عاشت في ظلّ عمليّة التغيير هذه إلّا عقداً واحداً من الزمن على أكثر تقدير ، وهذا الزمن القصير لا يكفي عادةً – في منطق الرسالات العقائدية والدعوات التغييرية – لارتفاع الجيل الذي عاش في كنف الدعوة عشر سنوات فقط إلى درجة من الوعي والموضوعيّة والتحرّر من رواسب الماضي والاستيعاب لمعطيات الدعوة الجديدة ، تؤهّله للقيمومة على الرسالة وتحمّل مسؤوليات الدعوة ومواصلة عمليّة التغيير بدون قائد .
بل إنّ منطق الرسالات العقائدية يفرض أن تمرّ الاُمّة بوصاية عقائدية فترة أطول من الزمن تهيّئها للارتفاع إلى مستوى تلك القيمومة .

وليس هذا شيئاً نستنتجه استنتاجاً فحسب ، وإنّما يعبّر أيضاً عن الحقيقة التي برهنت عليها الأحداث بعد وفاة القائد الرسول صلى الله عليه و آله وتجلّت بعد نصف قرن أو أقلّ من خلال ممارسة جيل المهاجرين والأنصار لإمامة الدعوة والقيمومة عليها ؛ إذ لم يمض على هذه القيمومة ربع قرن حتّى بدأت الخلافة الراشدة والتجربة الرساليّة – التي تولّى جيل المهاجرين والأنصار قيادتها – تنهار تحت وقع الضربات الشديدة التي وجّهها أعداء الإسلام القدامى .
ولكن من داخل إطار التجربة الإسلاميّة لا من خارجها ، فاستطاعوا أن يتسلّلوا إلى مراكز النفوذ في التجربة بالتدريج ، ويستغلّوا القيادة غير الواعية ، ثمّ صادروا بكلّ وقاحة وعنف تلك القيادة ، وأجبروا الاُمّة وجيلها الطليعي الرائد على التنازل عن شخصيّته وقيادته ، وتحوّلت الزعامة إلى ملك موروث يستهتر بالكرامات ويقتل الأبرياء ويبعثر الأموال ويعطّل الحدود ويجمّد الأحكام ويتلاعب بمقدّرات الناس، وأصبح الفي ء والسواد بستاناً لقريش ، والخلافة كرة يتلاعب بها صبيان بني اُميّة(19) .

فواقع التجربة بعد النبي صلى الله عليه و آله وما تمخّض عنه بعد ربع قرن من نتائج يدعم الاستنتاج المتقدّم الذي يؤكّد أنّ إسناد القيادة والإمامة الفكريّة والسياسيّة لجيل المهاجرين والأنصار عقب وفاة النبي صلى الله عليه و آله مباشرة إجراءٌ مبكّر وقبل وقته الطبيعي ، ولهذا ليس من المعقول أن يكون النبي صلى الله عليه و آله قد اتخذ إجراءاً من هذا القبيل .

الموقف الإيجابي المتمثّل في ترشيح الإمام وتعيينه

الطريق الثالث : وهو الطريق الوحيد الذي بقي منسجماً مع طبيعة الأشياء ومعقولاً على ضوء ظروف الدعوة والدعاة وسلوك النبي صلى الله عليه و آله هو أن يقف النبي من مستقبل الدعوة بعد وفاته موقفاً إيجابياً ، فيختار بأمر من اللََّه سبحانه وتعالى شخصاً يرشّحه عمق وجوده في كيان الدعوة ، فيعدّه إعداداً رساليّاً وقياديّاً خاصّاً لتتمثّل فيه المرجعيّة الفكريّة والزعامة السياسيّة للتجربة ، وليواصل بعده – بمساندة القاعدة الشعبية الواعية من المهاجرين والأنصار – قيادة الاُمّة وبناءها عقائدياً ، وتقريبها باستمرار نحو المستوى الذي تؤهّلها لتحمّل المسؤوليات القياديّة .
وهكذا نجد أنّ هذا هو الطريق الوحيد الذي كان بالإمكان أن يضمن سلامة مستقبل الدعوة وصيانة التجربة من الانحراف في خط نموّها ، وهكذا كان .

وليس ما تواتر عن النبي صلى الله عليه و آله من النصوص التي تدلّ على أ نّه كان يمارس إعداداً رسالياً وتثقيفاً عقائديّاً خاصّاً لبعض الدعاة على مستوى يهيِّئه للمرجعيّة الفكريّة والسياسيّة ، وأنه صلى الله عليه و آله قد عهد إليه بمستقبل الدعوة وزعامة الاُمّة من بعده فكريّاً وسياسيّاً ، ليس هذا إلّاتعبيراً عن سلوك القائد الرسول صلى الله عليه و آله للطريق الثالث الذي كانت تفرضه وتدلّ عليه قبل ذلك طبيعة الأشياء كما عرفنا .
ولم يكن هذا الشخص الداعي المرشّح للإعداد الرسالي والقيادي والمنصوب لتسلّم مستقبل الدعوة وتزعّمها فكريّاً وسياسيّاً إلّاعليّ بن أبي طالب عليه السلام الذي رشّحه لذلك عمق وجوده في كيان الدعوة ، وأ نّه المسلم الأوّل والمجاهد الأوّل في سبيلها عبر كفاحها المرير ضدّ كلّ أعدائها ، وعمق وجوده في حياة القائد الرسول صلى الله عليه و آله ، وأ نّه ربيبه الذي فتح عينيه في حجره ونشأ في كنفه وتهيّأت له من فرص التفاعل معه والاندماج بخطّه ما لم يتوفّر لأيّ إنسانٍ آخر .

والشواهد من حياة النبي صلى الله عليه و آله والإمام عليه السلام على أنّ النبي صلى الله عليه و آله كان يعدّ الإمام عليه السلام إعداداً رساليّاً خاصّاً كثيرة جدّاً ، فقد كان النبي صلى الله عليه و آله يخصّه بكثير من مفاهيم الدعوة وحقائقها ، ويبدؤه بالعطاء الفكري والتثقيف ، إذا استنفد الإمام أسئلته (20) . ويختلي به الساعات الطوال في الليل والنهار ، يفتح عينيه على مفاهيم الرسالة ومشاكل الطريق ومناهج العمل إلى آخر يوم من حياته الشريفة .
روى الحاكم في المستدرك بسنده عن أبي إسحاق : « سألت قثم بن العباس كيف ورث عليّ عليه السلام رسول اللََّه صلى الله عليه و آله [ دونكم ] ؟ قال : لأنّه كان أوّلنا به لحوقاً وأشدّنا به لزوقاً »(21) .
وفي حلية الأولياء عن ابن عباس أ نّه يقول : « كنّا نتحدّث أنّ النبي صلى الله عليه و آله عهد إلى عليّ عليه السلام سبعين عهداً لم يعهد إلى غيره »(22) .
وروى النسائي عن ابن عباس عن الإمام عليّ عليه السلام أ نّه يقول : « كانت لي منزلة من رسول اللََّه صلى الله عليه و آله لم تكن لأحد من الخلائق … كنت أدخل على نبيّ اللَّه كلّ ليلة ، فإن كان يصلّي سبّح فدخلت ، وإن لم يكن يصلّي أذن لي فدخلت »(23) .
وروى أيضاً عن الإمام عليه السلام قوله : « كان لي مع النبي صلى الله عليه و آله مدخلان مدخل بالليل ومدخل بالنهار » .

وروى النسائي عن الإمام عليه السلام أيضاً أ نّه كان يقول : « كنت إذا سألت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله اُعطيت ، وإذا سكتُّ ابتدأني »(24) . ورواه الحاكم في المستدرك أيضاً . وقال : صحيح على شرط الشيخين (25) .
وروى النسائي عن اُمّ سلمة أ نّها كانت تقول : « والذي تحلف به اُمّ سلمة إنّ أقرب الناس عهداً برسول اللَّه صلى الله عليه و آله عليّ عليه السلام . قالت : لمّا كانت غداة قبض رسول اللَّه فأرسل إليه رسول اللَّه وأظنه كان بعثه في حاجة فجعل يقول : جاء عليّ عليه السلام ؟ ثلاث مرّات ، فجاء قبل طلوع الشمس ، فلمّا أن جاء عرفنا أنّ له إليه حاجة ، فخرجنا من البيت ، وكنّا عند رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يومئذٍ في بيت عائشة ، وكنت في آخر مَن خرج من البيت ، ثمّ جلست وراء الباب ، فكنت أدناهم إلى الباب ، فأكبّ عليه عليّ عليه السلام ، فكان آخر الناس به عهداً فجعل يسارّه ويناجيه »(26) .

وقال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته القاصعة الشهيرة وهو يصف ارتباطه الفريد بالرسول القائد وعناية النبي صلى الله عليه و آله بإعداده وتربيته : « وقد علمتم موضعي من رسول اللَّه بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيصة ، وضعني في حجره وأنا ولد ، يضمّني إلى صدره ويكنفني في فراشه ويمسّني جسده ويشمّني عرفه ، وكان يمضغ الشي ء ثمّ يلقمنيه ، وما وجد لي كذبة في قول ولا خطلة في فعل … ولقد كنت أتبعه اتّباع الفصيل أثَر اُمّه ، يرفع لي في كلّ يوم من أخلاقه علماً ويأمرني بالاقتداء به ، ولقد كان يجاور في كلّ سنة بحراء فأراه ولا يراه غيري ، ولم يجمع بيت واحد يومئذٍ في الإسلام غير رسول اللََّه صلى الله عليه و آله وخديجة وأنا ثالثهما ، أرى نور الوحي والرسالة وأشمّ ريح النبوة »(27) .

إنّ هذه الشواهد وشواهد اُخرى كثيرة تقدّم لنا صورة عن ذلك الإعداد الرسالي الخاصّ الذي كان النبي صلى الله عليه و آله يمارسه في سبيل توعية الإمام على المستوى القيادي للدعوة .
كما أنّ في حياة الإمام عليّ عليه السلام بعد وفاة القائد الرسول صلى الله عليه و آله أرقاماً كثيرة جدّاً تكشف عن ذلك الإعداد العقائدي الخاصّ للإمام عليّ عليه السلام من قِبل النبي ، بما تعكسه من آثار ذلك الإعداد الخاص ونتائجه . فقد كان الإمام هو المفزع والمرجع لحلّ أيّ مشكلة يستعصي حلّها على القيادة الحاكمة وقتئذٍ(28) .
ولا نعرف في تاريخ التجربة الإسلامية على عهد الخلفاء الأربعة واقعة واحدة رجع فيها الإمام إلى غيره لكي يتعرّف على رأي الإسلام وطريقة علاجه للموقف ، بينما نعرف في التاريخ عشرات الوقائع التي أحسّت القيادة الإسلامية الحاكمة فيها بضرورة الرجوع إلى الإمام بالرغم من تحفّظاتها في هذا الموضوع .

وإذا كانت الشواهد كثيرة على أنّ النبي صلى الله عليه و آله كان يعدّ الإمام إعداداً خاصاً لمواصلة قيادة الدعوة من بعده ، فالشواهد على إعلان الرسول القائد عن تخطيطه هذا وإسناده زعامة الدعوة الفكريّة والسياسيّة رسميّاً إلى الإمام عليّ عليه السلام لا تقلّ عنها كثرة ، كما نلاحظ ذلك في « حديث الدار » و « حديث الثقلين » و « حديث المنزلة » و « حديث الغدير » وعشرات النصوص النبويّة الاُخرى (29) .
وهكذا وُجد التشيّع في إطار الدعوة الإسلامية متمثّلاً في الاُطروحة النبويّة التي وضعها النبي صلى الله عليه و آله بأمر من اللَّه للحفاظ على مستقبل الدعوة .
وهكذا وُجد التشيّع لا كظاهرة طارئة على مسرح الأحداث ، بل كنتيجة ضرورية لطبيعة تكوّن الدعوة وحاجاتها وظروفها الأصليّة التي كانت تفرض على الإسلام أن يلد التشيّع . وبمعنى آخر كانت تفرض على القائد الأوّل للتجربة أن يعدّ للتجربة قائدها الثاني الذي تواصل على يده ويد خلفائه نموّها الثوري ، وتقترب نحو اكتمال هدفها التغييري في اجتثاث كلّ رواسب الماضي الجاهلي وجذوره وبناء اُمّة جديدة على مستوى متطلّبات الدعوة ومسؤولياتها .

المصادر :
من کتاب التشيع والاسلام للسيد محمد باقر الصدر
1- « الاصابة في تمييز الصحابة » لابن حجر 12267
2- نهج البلاغة ( تحقيق صبحي الصالح ) : 327 ، الخطبة ( 210 )
3- سنن الدارمي 1 : 63 ، الحديث 124
4- الغدير 6 : 293
5- سنن الدارمي 1 : 67 – 68 ، الحديث 149
6- عبس : 27 – 31
7- الإتقان في علوم القرآن 2 : 4
8- سنن الدارمي 1 : 130
9- الطبقات الكبرى 3 : 287
10- اُصول الكافي 1 : 241 – 242 ، باب ذكر الصحيفة والجفر والجامعة
11- كنز العمال 1 : 172 وما بعدها ، الباب الثاني في الاعتصام بالكتاب والسنّة
12- كنز العمال 13 : 114 ، الحديث 36372 ، التفسير الكبير 8 : 21 في تفسير قوله : «إنّ اللََّه اصطفى آدم … »
13- أحكام القرآن 4 : 1778 ، سورة الحشر
14- شرح معاني الآثار 1 : 495 – 496 ، باب التكبير على الجنائز كم هو
15- سورة المائدة الآيات : 15 – 19 ، وسورة آل عمران الآية : 60 وما بعدها
16- انظر سورة النصر وراجع تفسيرها
17- انظر سورة التوبة : 60
18- راجع تفسير سورة ( المنافقون )
19- انظر النزاع والتخاصم بين بني هاشم وبني اُميّة : 56
20- السنن الكبرى ( النسائي ) 5 : 142 ، الحديث 8504 و 8505 و 8506 . الصواعق المحرقة : 189 ، الحديث 11
21- المستدرك على الصحيحين 3 : 125
22- حلية الأولياء 1 : 68
23- انظر السنن الكبرى 5 : 140 – 141 الحديث 8503 و 8499 ، وراجع خصائص أمير المؤمنين : 110 – 112
24- السنن الكبرى 5 : 141 ، الحديث 8502 ، وخصائص أمير المؤمنين : 111 – 112
25- المستدرك على الصحيحين 3 : 125 ، وفيه : « أعطاني »
26- خصائص أمير المؤمنين : 130 ، وراجع السنن الكبرى 5 : 154
27- نهج البلاغة : 300 ، الخطبة ( 192 ) القاصعة
28- الرياض النضرة ( 3 – 4 ) : 162 – 166
29- ينابيع المودة : 311 – 313 ، مسند أحمد بن حنبل 1 : 178 ، الحديث 885 /سنن الترمذي 5 : 621 و 622 الحديث 3786 و 3788 ، كنز العمال 1 : 185 – 187 الحديث 943 وما بعده/ صحيح البخاري 5 : 129 غزوة تبوك ، سنن الترمذي 5 : 599 ، الحديث 3731 /سنن ابن ماجة 1 : 43 ، الحديث 116و راجع التاج الجامع للاُصول 3 : 330 – 337

 

 

شاهد أيضاً

20-21-22-23-24 صلوات الليالي ودعوات الايّام في شهر رمضان

صلوات اللّيلة العشرين والحادِية والعشرين والثّانِيَة والعِشرين والثّالِثَة والعِشرين والرّابعة والعِشرين: في كُل مِن هذه ...