الرئيسية / صوتي ومرئي متنوع / بمناسبة ليلة استشهاد السيدة الزهراء (عليها السلام)

بمناسبة ليلة استشهاد السيدة الزهراء (عليها السلام)

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾

صدق الله العلي العظيم

ما المقصود بأهل البيت؟ أهل بيت العصمة؟ أهل بيت النبي محمد ؟ أهل بيت النبوة؟ لا. المقصود بأهل البيت أن هناك شجرةً أعطيت الحكمة والعلم والعصمة والطهارة، وتلك الشجرة تلخصت في هؤلاء الأئمة الطاهرين «صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين». القرآن يفسّر بعضه بعضًا، عندنا آية تقول: ﴿إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ﴾، من هم آل إبراهيم؟ الذين عبّر عنهم القرآن بأنهم ذرية بعضها من البعض، بمعنى أنها تتوارث العلم والعصمة والطهارة والحكمة من شخص سابق إلى لاحق، ومن طريف إلى تالد، فمن هم هؤلاء؟ من هي هذه الشجرة؟

0

هذه الآية تفسّرها آيتان: الآية الأولى التي تخاطب سارة، الملائكة تخاطب سارة زوجة إبراهيم: ﴿رَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ﴾ أي أن تلك الشجرة التي وُهِبَت العلم والعصمة والحكمة تجسّدت في شخص إبراهيم أولًا، ثم امتدت إلى صلبه وأحفاده والمتناسلين منه، إلى أن تجمّعت هذه الأنوار كلها في بيت علي وفاطمة، ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ﴾ أي: أهل ذلك البيت الذي تحدثنا عنه في الآية الأولى، وقلنا: ﴿إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ﴾، تلك الذرية وذلك الاصطفاء تجمّع هنا في محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين «صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين».

بيت علي وفاطمة، البيت العلوي الفاطمي الحسني الحسيني، هذا البيت أشرف بيت على الأرض؛ لأنه بيتٌ لم يضم إلا المعصومين، ولم يجمع إلا الطاهرين، ولم يجمع إلا المصطفين الأخيار المخلصين، لذلك هو أشرف بيت، وهو قبلة البيوت كلها، وهو قدوة الأسر كلها، لذلك لا بد أن نسلّط الأضواء على هذا البيت العظيم الشريف، وذلك من خلال عدة صفحات.

الصفحة الأولى: الصفحة الروحية.

هذا البيت منبع التعلق بالله، منبع الارتباط بالله، بيت الدعاء، بيت الابتهال، بيت المناجاة، بيت التعلق والعشق لله تبارك وتعالى، بيت تربى أبناؤه على مرتبة التوكل على الله، مرتبة التسليم لله، مرتبة الرضا بالله، مرتبة الفناء في ذات الله، بيت تتساطع منه أراوح الروح الشفافة المغرمة بالله، التي لا ترى إلا الله، التي غمرها وتغلغل في أعناقها حب الله تبارك وتعالى. الإمام الحسن الزكي يقول:

تعصي الإله وأنت تظهر حبه
لو  كان حبك صادقًا لأطعته   هذا  لعمرك  في الفعال بديعُ
إن  المحب لمن يحب مطيعُ

والحسين يقول: ”متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك؟! عميت عينٌ لا تراك عليها رقيبًا، وخسرت صفقة عبد لم تجعل له من ودك نصيبًا“، وهذا أمير المؤمنين عليٌ سيد هذا البيت يقول: ”يا من دل على ذاته بذاته“، وهذا أمير المؤمنين يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة، لا يشغله عن حب الله شيءٌ من الدنيا.

هذا البيت كان محرابه فاطمة، فاطمة كانت محرابًا لهذا البيت، وقنديلًا يضيء في هذا البيت، كانت هي السجدة الطويلة، وكانت هي المناجاة الرخيمة، وكانت هي النافلة الباكية، وكانت هي مفتاح الروحانية والتعلق بالله، يقول الحسن الزكي: ”ما رأيت أعبد من أمي فاطمة، كانت إذا قامت إلى صلاتها لا تنفتل قدامها حتى تتورم من طول الوقوف بين يدي ربها، وما رأيتها دعت لنفسها قط، وإنما تدعو للمؤمنين والمؤمنات، فأقول لها: أماه فاطمة، لم لا تدعين لنفسك؟ فتقول: بني حسن، الجار ثم الدار“.

كان محرابها اجتماعيًا، وكان مجتمعها محرابيًا، كانت تعتبر المحراب منطلقًا للشعور بآلام المجتمع وآهات المجتمع، فتدعو للمؤمنين والمؤمنات، وكانت في اجتماعاتها وفي تصرفاتها الاجتماعية تراعي رضا الله، فمجتمعها محرابيٌ، ومحرابها اجتماعيٌ «صلوات الله وسلامه عليها وآلها».

الصفحة الثانية: الصفحة الفكرية.

البيت العلوي الفاطمي الحسني الحسيني منبع فكر السماء، عندما نُسْأل: ما هو البرهان على إمامة علي ؟ ما هو البرهان على عظمة فاطمة وأنها امرأة معصومة؟ وما هو البرهان على إمامة الحسن والحسين؟ ما هو البرهان على أن لهؤلاء الصفوة علمًا لدنيًا من الله تبارك وتعالى؟ لا نحتاج إلى أن نقيم أدلة وأحاديث وروايات، بل يكفينا علومهم، لم يرد عن أحد من الصحابة ولا أحد من الأنبياء والمرسلين نهج البلاغة، هذه المعلومات الفكرية الفلسفية المودعة في أطراف نهج البلاغة لم ترد عن نبي ولا رسول سوى النبي محمد ، ولم ترد عن مخلوق آخر سوى علي بن أبي طالب، إنها دليل إمامته، التي قال عنها ابن أبي الحديد: إن نهج علي كالقرآن الكريم، يؤيد بعضه بعضًا، نفسٌ واحدٌ يجري كالماء الواحد.

نحن لا نحتاج إلى أن نقيم أدلة على إمامة الحسن والحسين، راجع دعاء الحسين يوم عرفة، دعاء ينطق بالمضامين الحكمية والفكرية والفلسفية، دعاء لا يصدر إلا ممن كان له علم لدني متصل بالله «تبارك وتعالى». إذن، عندما نسأل: ما هو البرهان على أن فاطمة ذات علم لدني؟ ما هو البرهان على أن فاطمة كانت في مقام الإمامة وإن لم تكن إمامًا، كانت في موقع الإمامة وإن لم تكن إمامًا؟

البرهان على ذلك: ما ورد من علمها، البرهان على ذلك خطبتها، التي نقلها البغدادي في بلاغات النساء منذ القرن الرابع الهجري، نقلها عن ابنتها الحوراء زينب التي كانت طفلة عمرها ثلاث سنوات، وقد حفظت هذه الخطبة الطويلة، وروتها للأجيال من بعدها. هذه الخطبة الشريفة تتكلم عن محاور أربعة: تتحدث عن الجانب الملكوتي الغيبي لهذا الكون، تتحدث عن فلسفة التشريع، فلسفة الصلاة والصوم والحج والزكاة والولاية، تتحدث عن التفسير الموضوعي للقرآن الكريم، نظرية التفسير الموضوعي طبّقتها الزهراء في خطبتها، جمعت كل الآيات المتعلقة بالإرث، وتحدثت عنها كمنظومة معرفية واحدة، يؤيد بعضها بعضًا.

قالت: ”أفعلى عمد تركتم كتاب الله، وخلفتموه وراء ظهوركم، إذ يقول: ﴿يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ﴾، وقال فيما اقتص من خبر يحيى بن زكريا: ﴿فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ﴾“ إلى آخر الآيات، والمحور الرابع: تحدثت عن الجانب التحليلي للسيرة النبوية، ”إني فاطمة وأبي محمد، أقول ذلك عودًا وبدءًا، ولا أقول ما أقول غلطًا، ولا أفعل ما أفعل شططًا“، ثم تتحدث عن النبي : ”بلغ الرسالة، صادعًا بالنذارة، مائلًا عن مدرجة المشركين، آخذًا بأكظامهم، ضاربًا ثبجهم، وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم الله منها بأبي محمد“.

هذه الخطبة في محاورها الأربعة تضع معارف وعلومًا لا تصدر من امرأة عمرها في العشرين، لا تصدر من امرأة في ذلك الزمن، الذي ما زال متأثرًا بالجاهلية الجهلاء، لا تصدر من امرأة إلا إذا كانت تحمل علمًا لدنيًا، عندما تقرأ هذه الفقرة: ”ابتدع الأشياء لا من شيء كان قبلها“، فقرة فلسفية، الزهراء لم تقل: ابتدع الأشياء من لا شيء، ولو قالت ذلك لكان تناقضًا؛ لأن الابتداع لا يكون من العدم، اللاشيء هو العدم، والعدم لا يولّد وجودًا، فكيف يولّد العدم ابتداعًا؟! أرادت أن تبيّن أن هذا الوجود الإمكاني هو ليس نقلة من عدم إلى وجود؛ فإن العدم لا يولّد وجودًا، وإنما هو ابتداع، بمعنى أن الوجود الواجبي لله «تبارك وتعالى» أفاض هذا الوجود الإمكاني بمختلف ألوانه وأشكاله ومراتبه ومواقعه، فالوجود الإمكاني إفاضة وابتداع، وليس الوجود الإمكاني تحوّلًا وانتقالًا من عدم إلى وجود كي يقال بأن هذا يتنافى مع الابتداع.

عندما نقرأ هذا التراث الفكري للسيدة الزهراء، نعلم مدى عظمة هذا البيت في كونه منبع فكر السماء، يسألها أبوها المصطفى : ”يا فاطمة، ما هو خير للمرأة؟ قالت: خيرٌ للمرأة ألا ترى الرجل ولا الرجل يراها“، أي: ألا تصل إلى رؤيةٍ مثيرةٍ للغرائز، ومثيرة للعلاقات غير المشروعة، وأن تكون في تمام الحذر والبعد عن مزالق الشهوة، ومزالق الإثارة.

الصفحة الثالثة: الصفحة الاجتماعية.

لم يكن هؤلاء رهبانًا متبتلين متقوقعين في محاربهم، كان هؤلاء ضمائر، كان علي وفاطمة ضميرًا حيًا مفعمًا بآلام المجتمع وهمومه وقضاياه، كان هؤلاء لا يفكرون في أنفسهم ولا في لقمتهم، لا يفكرون في البطن أو الجيب أو الوسادة الناعمة، إنما يفكرون في هموم المجتمع؛ لأنهم خلقوا للمجتمع، لأنهم خلقوا لنجدة المجتمع، وهذا معنى ما ورد في الزيارة الجامعة: ”أنفسكم في النفوس، آثاركم في الآثار، أرواحكم في الأرواح“، بمعنى أن أرواحهم خُلِقَت وجُبِلَت على أنها أرواح غيرية، على أنها أرواح ضمائرية، على أنها أنفس لا تفكر في ذاتها أبدًا، وإنما تفكر دائمًا في المجتمع، تعتبر المجتمع جزءًا منها، وبضعة منها، وضلعًا من أضلاعها، تفكّر في إحيائه وإنقاذه دائمًا.

علي يقول: ”والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلت“، ”لو شئت لاهتديت الطريق إلى مصفى هذا العسل، ولباب هذا القمح، ونسائج هذا القز، ولكن هيهات أن يغلبني هواي، ويقودني جشعي إلى تخيّر الأطعمة، ولعل باليمامة أو الحجاز من لا عهد له بالشبع، ولا طمع له بالقرص، أأبيت مبطانًا وحولي بطون غرثى، وأكباد حرى؟!“.

الإمام الحسن الزكي لماذا سمّي بكريم أهل البيت؟ لأنه كان يتصدق بأمواله كلها، تصدّق بأمواله في حياته ثلاث مرات، حتى قيل له: هذا مغرم، قال: ”بل هذا مغنم، لا تحسبن مغرمًا ما ابتعت به أجرًا وكرمًا“، ولذلك كان كريم أهل البيت. الحسين عندما سقط يوم عاشوراء رئي على ظهره آثار جراب الطعام الذي كان يحمله على ظهره، يدور به على فقراء المدينة والكوفة في عهد أبيه أمير المؤمنين . هؤلاء ضمائر المجتمع، هذا البيت بيت التضحية، بيت العطاء، بيت الإحساس بالهم الاجتماعي، لذلك جُبِل أفراده على هذا الهم.

مرض الحسن والحسين، فنذرت العائلة كلها إذا شفي الحسنان أن يصوموا ثلاثة أيام، وشفي الحسنان، وصاموا، ولكن كل يوم عندما توضع الأقراص الخمسة لأجل أن تؤكل، يأتي المسكين فتتسابق العائلة للصدقة بالأقراص عليه، ثم يأتي اليتيم فتتسابق العائلة للصدقة عليه، ثم يأتي الأسير فتتسابق العائلة للصدقة عليه، فينزل قوله تعالى: ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا * وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا﴾. فاطمة مصدر العطاء، ربت أبناءها على روح العطاء، على أن يكونوا ضمائر حية، تشعر بالمجتمع وآلامه.

الصفحة الأخيرة: صفحة النضال والجهاد.

خُلِق هذا البيت لكي يكون دماءً تروّي التاريخ بعطائها، خُلِق هذا البيت لأن تراق دماؤه، دم فاطمة على بابها، ودم أمير المؤمنين في محرابه، ودم الحسن المسموم في المدينة، ودم الحسين على أرض كربلاء، دماء روّت الدين، دماء قام عليها بناء الدين، دماء قامت عليها شجرة الدين المحمدي، ولذلك لولاها لما قام هذا الدين. هذه الشجرة – شجرة النضال – بذرتها السيدة خديجة ، كما كانت خديجة دعامةً للنبي، فداءً وظلًا للنبي، حتى قيل: ”قام الإسلام على دعامتين: سيف علي، ومال خديجة“، قامت الإمامة على جراح فاطمة.

فاطمة خلفٌ لخديجة، خديجة إلى جانب النبوة، وفاطمة إلى جانب الإمامة، خديجة بذلت وقتها وفكرها وجسدها وهمومها من أجل أن تقوم شجرة النبوة، وفاطمة بذلت جراحها وآلامها وأضلاعها من أجل أن تقوم شجرة الإمامة. الزهراء علّمتنا في نضالها أن الإمامة أهم منصب يجب الدفاع عنه، الزهراء علّمت شهداء كربلاء كيف يدافعون عن منصب الإمامة، وكيف يقولون: أميري حسينٌ ونعم الأمير. الزهراء علّمت كل التضحيات، الزهراء هي بداية التضحيات، هي بذرة التضحيات. كل التضحيات التي سقطت منذ يوم الزهراء إلى يومنا هذا في كل مكان في العالم إنما هي امتدادٌ لجراح الزهراء وتضحية الزهراء في سبيل منصب الإمامة.

”وماذا نقموا من أبي الحسن؟! نقموا منه والله نكير سيفه، وقلة مبالاته بحتفه، وشدة وطأته، ونكال وقعته، وتنمره في ذات الله، أما والله لو سلّموها أبا الحسن لسار بهم سيرًا سجحًا، لا يكلم خشاشه، ولا يمل راكبه، ولأوردهم منهلًا رويًا فضفاضًا لا تطفح ضفتاه ولا يترنق جانباه، ولأصدرهم بطانًا، ونصح لهم سرًا وإعلانًا، ولم يكن يحظى من دنياهم بنائل، ولا من الغنى بطائل“.

إذن، الزهراء وقفت مع الإمامة، ما طالبت بفدك لأنها أرض، ولا لدواعٍ مادية، إنما كانت فدك وسيلة للمطالبة بالإمامة؛ لأن فدك مصدر اقتصادي، لو كانت تحت يد الزهراء لكان مصدرًا مهمًا يساعد الإمام على انتشارها ورواجها، الزهراء ما طالبت بفدك إلا على نحو الطريقية للمطالبة بالإمامة، فلنتعلم من السيدة الزهراء أن ندافع عن عقيدتنا، وأن ندافع عن منصب الإمامة، وأن ندافع عن هذا المنصب الذي ضُحِّي من أجله وبُذِلَ من أجله الكثير الكثير، ونسأل الله «تبارك وتعالى» أن يجعلنا من المدافعين عن منصب الإمامة.

شاهد أيضاً

أحياء لذكرى شهادة الرسول الاكرم محمد صلى الله عليه وآله في 28 صفر

أحياء لذكرى شهادة الرسول الاكرم محمد صلى الله عليه وآله في 28 صفر عند مرقد الامام ...