الرئيسية / تقاريـــر / إيران دولة وقيادة وشعباً مع فلسطين

إيران دولة وقيادة وشعباً مع فلسطين

قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش إن القضية الفلسطينية تراجعت خطوات كثيرة على سلّم الاهتمام العربي الرسمي وإن الدول العربية ليست مستعدة للدخول في خصام مع الولايات المتحدة من أجل فلسطين.

وأكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش إن حلّ الدولتين انتهى وما صرّح به الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بمثابة نعي له.

وفي مقابلة مع الميادين نت قبل أيام من مؤتمر دعم الانتفاضة في طهران والذي يشارك فيه ضمن وفد الجهاد الإسلامي، قال البطش إن السلطة الفلسطينية في وضع صعب بلا شك، وهي فقدت كل عناصر القوة في يدها، وبات عليها إعلان الانسحاب من أوسلو وسحب الاعتراف بإسرائيل، معتبراً أن القضية الفلسطينية تمرّ بأصعب مراحلها في ضوء دخول المنطقة في أتون الصراعات المذهبية والطائفية واتساع الخلاف بين بعض مكونات القضية الفلسطينية.

ورأى البطش أن دول محور “الاعتدال العربي” غير مؤهلة للدخول في خصام مع أميركا من أجل فلسطين. أما العداء لإيران والتلويح المستمر من قبل الإدارة الأميركية بهذا الاتجاه فيلقى قبولاً عند الكثير من الناس في المنطقة العربية.

وأمل القيادي في الجهاد الإسلامي أن تحذو الدول العربية حذو إيران في دعم القضية الفلسطينية مالياً وعسكرياً وهي التي تنفق أموالها بالمليارات في صراعات المذاهب، مضيفاً أن العلاقة بين الجهاد الإسلامي وأي دولة أو جهة يحكمها مدى قربها من فلسطين.

في ما يلي نص المقابلة الكاملة.

ـ نبدأ من التطور الأخير المرتبط بالقضية الفلسطينية وتحديداً كلام الرئيس الأميركي حول حلّ الدولتين. ماذا قرأتم في كلام ترامب؟

منذ قدوم الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وقبل أن يصبح رئيساً كان يعلن بوضوح عن دعم مطلق لإسرائيل وأنه سينقل السفارة الأميركية للقدس. ولقاؤه الأخير مع نتنياهو بهذه الحفاوة البالغة والترحاب وما تضمنه المؤتمر الصحفي، يعبر عن تطابق وجهة النظر الأميركية مع نتنياهو حول قضية الصراع مع الفلسطينيين. لذلك نحن لا نرى بارقة أمل في أن الأميركيين سيغيرون من مواقفهم أو على الأقل سيكونون منصفين بل ما جرى هو المزيد من الانحياز والدعم الأميركي للكيان الصهيوني. وعبروا عن ذلك بمسألة نقل السفارة وانتهاء حل الدولتين.

نحن نعتقد أن حلّ الدولتين قد انتهى رسمياً وأن نتنياهو وترامب نعيا معاً حلّ الدولتين. لذلك نقول للذين راهنوا عبر عشرات السنين على حل الدولتين، إن هذه الملهاة وهذا السيناريو المضحك قد انتهى وعلى الجميع أن يبحث عن الخيارات الأصوب. أي العودة لخيارات الشعب الفلسطيني. وبالتالي نحن نطالب الأخ أبو مازن والسلطة الفلسطينية أن تسحب الاعتراف بإسرائيل، وأن تنسحب من اتفاق أوسلو وكل خيوط التسوية السيئة والعودة إلى خيار المقاومة والجهاد. وهذا يستدعي إقدام أبو مازن على توجيه دعوة عاجلة للقوى من أجل إعلان إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، ونبدأ معاً ببحث كيفية تعزيز وتقوية البيت الداخلي الفلسطيني لمواجهة الاستحقاقات المقبلة. السلطة في وضع صعب بلا شك. هي فقدت كل عناصر القوة في يدها. كانت ربما تراهن على أن تعطي بعض القيادات ورموز الأنظمة العربية ترامب حقنة من التخدير المالي من أجل بقاء مسار السياسة والتفاوض منفتحاً لكن يبدو أن ترامب ماضٍ في برنامجه ولا يحتاج إلى كل هذه الرشاوى من بعض الدول العربية.

ـ ولكن بعد أقل من أربع وعشرين ساعة برز موقف للمندوبة الأميركية يؤكد تمسك واشنطن بحلّ الدولتين. هل هو تراجع؟

أعتقد أن المندوبة الأميركية أرادت فقط أن تخفف من وطأة وحدّة المؤتمر الصحفي لترامب ونتنياهو على آذان حلفاء الولايات المتحدة الأميركية بحيث يقول العرب لبعضهم البعض إن الأمور لم تخرب بعد وأن الإدارة الأميركية تراجعت. ولكن هذا التصريح لا يعدو كونه يأتي في إطار العلاقات العامة التي تسوّقها إدارة ترامب لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وبعض الحلفاء العرب من أجل تخفيف وطأة ردّة الفعل على كلام الرئيس الأميركي.

ـ في ظل هذه الإدارة إذاً كيف تستشرفون مستقبل القضية الفلسطينية؟

بلا شك لطالما كانت الإدارة الأميركية منذ قيام الكيان الصهيوني حليفة لإسرائيل. وإلى جانب تعهدها باستقرارها الأمني والعسكري تقدّم لها كل أشكال الدعم الفني والعسكري والسياسي والأمني. هذا الدعم استمر حتى في عهد الديمقراطيين الذين كان آخرهم أوباما وقبله كلينتون وغيرهم. فما بالك بترامب؟ هذا الأمر سيزيد من حدة الاندفاع نحو إسرائيل ونحو تقديم الدعم العسكري والأمني لها وهو ما عبّر عنه ترامب من خلال الدعم السياسي لنتنياهو والحديث عن نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، كما أن الإدارة الجديدة واضحة حتى بموضوع التسوية والتواصل مع السلطة الفلسطينية.

بمعنى آخر بدت الإدارة الأميركية الحالية بقيادة ترامب وكأنها تعطي ظهرها لكل قوى “الاعتدال العربي” التي تصنّف نفسها ضمن محور الاعتدال. وبدأت تتحدث عن التصاق أكثر بإسرائيل وعنوان ذلك نقل السفارة. الإدارة الأميركية بحدّ ذاتها بدت واضحة بالتعامل مع العالم العربي على قاعدة خدمة مقابل أجر. بمعنى أنه مقابل أي خدمة تقدّم اليوم لدول العالم العربي المرتسمة والمرتكزة على الأمر الأميركي أصبح مطلوباً منها أن تقدم ربما نقوداً أو مصالح أو ما هو أكثر من ذلك.

ـ هل يعني هذا برأيك أن هذه الدول يمكن أن تتغاضى عن عناوين رئيسية في الصراع مقابل سياسة عدائية تجاه إيران ينتهجها ترامب؟

الدول العربية ودول محور الاعتدال العربي غير مؤهلة للدخول في خصام مع أميركا لا من أجل فلسطين ولا من أجل مخصصاتها. أما العداء لإيران والتلويح المستمر من قبل الإدارة الأميركية بهذا الاتجاه فلا شك أنه يلقى قبولاً عند الكثير في المنطقة العربية. وبعضهم يعتبر أن هذا الأمر مطلوب، بل بالعكس إن بعض هذه الدول يقف إلى جانب الإدارة الأميركية في موقف العداء لإيران، وهذا البعض أعلن أن العدو الرقم واحد بالنسبة إليه ليس العدو الصهيوني إنما إيران. بمعنى آخر هذا الموقف الأميركي يلتقي مع توجهات بعض الدول العربية.

في كل الأحوال لا يمكن الرهان على البيت الأبيض. البعض راهن على أوباما وها هو ذهب ولم يقدّم شيئاً لهذه الدول. بل أورثهم الفوضى الخلاّقة التي طالبت بها كوندوليزا رايس. ومن يرهن مستقبله بدونالد ترامب عليه أن يحضر كيساً من النقود أو آباراً من النفط حتى يضمن دعماً أميركياً له. المطلوب هو تعزيز العلاقات العربية والعودة إلى فلسطين كقضية مركزية والتصالح مع إيران. في نهاية المطاف أميركا لن تكون بديلاً لا عن فلسطين ولا عن إحدى الدول العربية.

لذلك نحن ننصح الجميع اليوم بقراءة المشهد الأميركي بشكل صحيح والمشهد الصهيوني على نحو أفضل لأن نتنياهو ومعه ترامب لن يقدّما شيئاً لا لمحور الاعتدال ولا لمن يراهن على الحل السياسي معهم. المطلوب محاولة نزع الاعتراف من خلال وحدة عربية والتقاء المصالح العربية وحماية الأمة وإنهاء كل الصراعات الجانبية التي تعصف بالمنطقة ووقف كل هذا النزيف من الدماء الذي يسفك يومياً في البلاد العربية والاسلامية.

ـ وكأنكم تتحدثون عن مطالب تبدو في الوضع الراهن بعيدة المنال؟

لا شيء مستحيلاً. إن توصّل القادة العرب إلى القناعة التي توصّلنا إليها بأن الأميركيين لن يكونوا ظهيراً لهم وبأنهم فقط يحسنون استغلال هذه الثروات ونهبها وأخذ مقدرات هذه الأمّة العربية لصالح المستهلك الأميركي والأمن الصهيوني، ستصبح هناك قيادة عربية يمكننا من خلالها أن نرتّب العلاقات على نحو أفضل وعلى قاعدة المصالح العربية والحقوق العربية الثابتة. هنا تأتي أهمية اللقاء العربي الإيراني والعربي العربي من أجل وضع ورقة عمل مشتركة على طاولة البحث، لتحديد كيفية وقف حمّام الدم وبناء علاقات عربية عربية وعربية إسلامية أيضاً خصوصاً مع دول مثل إيران وتركيا والسعودية وسوريا ومصر وغيرها. هذا ليس بالأمر مستحيل طالما أن العدو الذي يهدد مصالح الدول كلها هو إسرائيل ومن ورائها أميركا.

ـ إنطلاقاً من هذا الواقع كيف توصّفون واقع القضية الفلسطينية اليوم؟

القضية الفلسطينية تمرّ بأصعب مراحلها بسبب عوامل داخلية وخارجية. العوامل الداخلية متعلّقة بالانقسام والتباعد الوطني واتّساع الخلاف بين بعض مكونات القضية الفلسطينية تحديداً فتح وحماس وما تلا ذلك من تداعيات على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة. حيث استغل العدو الصهيوني هذا الانقسام ليوسّع من دائرة ومروحة المستوطنات والاعتداءات على القدس من أجل تهويدها وتهويد مقدساتنا الإسلامية والمسيحية.

أما العوامل الخارجية فمن الواضح أن ما سمّي بالربيع العربي ودخول المنطقة للأسف الشديد في أتون الصراعات المذهبية والطائفية والعرقية وما يدور اليوم في ساحات اليمن والعراق وسوريا ومصر ولبنان وتونس وكل منطقة، أدخل القضية في دائرة عدم الاهتمام بمعنى أن القضية الفلسطينية تراجعت خطوات كثيرة على سلّم الاهتمام العربي الرسمي وإلى حدّ ما الشعبي.

لذلك القضية الفلسطينية اليوم تمرّ بظروف صعبة. وهذا كله أعطى العدو الصهيوني ميزة بأنه بدأ يطبّع علاقاته مع جزء كبير من العالم العربي وبدأ العالم يقترب من إسرائيل لكي يتخذها صديقة له كي يحارب ما يسمّى بـ”الإرهاب”. وبدأ يبحث عن عدوّ وهمي له بدل إسرائيل. لذلك المستفيد الأكبر اليوم من تراجع القضية الفلسطينية وعدم التعاطي معها من قبل بعض الرسميين العرب كقضية الصراع الأولى هو إسرائيل التي استغلّت الفرصة كي تتقدم باتجاه الدول العربية والتوصل إلى تسوية وفرض شروطها على هذه الدول فضلاً عن التهويد والاستيطان في الأرض الفلسطينية.

ـ ماذا عنكم كفلسطينيين؟ ما هي مقوّمات المواجهة التي تملكونها؟

بالنسبة لنا كفلسطينيين نقطة القوّة التي نمتلكها هي الوعي والفهم بأن كل ما يدور في المنطقة اليوم من صراعات مذهبية وطائفية وعرقية لا تخدم إلا الكيان الصهيوني. والنقطة الثانية إدراكنا أن أميركا لن تكون صديقة لنا ولن تكون أداة للحل. بل هي داعمة لإسرائيل. وبالتالي عندما نحدد العدو والصديق والحليف بشكل واضح ونعرف أولوياتنا فإننا نسير بخطى ثابتة. لذلك أولويتنا هي استمرار حالة المقاومة في فلسطين واستمرار محور المقاومة متقداً حتى تحين اللحظة المناسبة لهذه الأمة كي تأتي الى فلسطين وتتقاطع كل بنادق الأمة حولها.

الأولوية الثانية الضرورية لاستمرار المقاومة هو استعادة الروح الوطنية. وهنا المطلوب من الرئيس محمود عباس باعتبار أن هذه المسألة باتت بيده أن يذهب خطوة إلى الأمام باتجاه الخروج من حالة الانقسام لمواجهة الاستحقاقات.

ـ أين أصبحت مبادرة النقاط العشر التي طرحها الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي؟

المبادرة والعناصر التي قامت عليها ما زالت بالنسبة لحركة الجهاد الإسلامي المحرّك والمؤشر وهي برنامج عملنا اليومي. نحن نؤكد على أهمية هذه المبادرة وضرورة إلغاء اتفاق أوسلو وسحب الاعتراف بإسرائيل. إذا قامت السلطة الفلسطينية أو منظمة التحرير بهاتين الخطوتين فهذا يعني أن الصراع عاد إلى طبيعته، وأن وهم التسوية الذي أدخلنا فيه أنفسنا ودول العالم العربي لم يجد نفعاً. ندرك أن السلطة التي تدير الشؤون اليومية للشعب الفلسطيني لا تريد هذه المبادرة. وهي لم ترحّب بها أبداً بها. من رحّب بها فصائل المقاومة والفصائل الرافضة لخيار التسوية مع إسرائيل. لذلك نحن أمام موقفين، موقف مع المبادرة ويطالب بتطبيقها، وموقف السلطة التي تتحسب منها وتعتبرها دليل إحراج وإدانة لها. المبادرة ونقاطها هي دافع لمرحلة المقاومة ورفض التسوية ورفض الاحتلال. سواء قبلت بها السلطة أو لم تفعل نحن في الجهاد الإسلامي نسير بها. لا نقبل باتفاق أوسلو ولا نعترف بإسرائيل ونمارس حقّنا في المقاومة المشروعة التي كفلتها لنا الشرائع السماوية والدولية.

ـ إلى أي مرحلة وصلت الانتفاضة وكيف يمكن ضمان استمراريتها؟

الانتفاضة لم تنته ولم تخمد وما زالت دماء الشهداء رافداً لاستمراريتها. وأبطالها يقدّمون يوماً بعد يوم رسائل واضحة للعدو الصهيوني برفض الاستيطان والتهويد لكن الانتفاضة ليست بمعزل عن الحالة الفلسطينية ولا عن الدعم العربي والإسلامي لها، كما أن الشعب الفلسطيني يخوض الصراع بأشكال متعددة منها البعد الشعبي ومنها المسلح وبالقوة العسكرية كما يحدث في بعض الاشتباكات في قطاع غزة مثلاً. الانتفاضة الشعبية في فلسطين ما زالت مستمرة وإن بوهج يعلو ويخفت ولكن نحن في نهاية المطاف شعب تحت الاحتلال وليس لدينا من خيار إلا أن نواصل المقاومة بكل الاشكال المتاحة.

ـ اليوم نتحدث عن مؤتمر لدعم القضية الفلسطينية في إيران. ما هو شكل ونوع الدعم المطلوب اليوم؟

نشكر الإخوة في إيران على هذا المؤتمر الداعم لقضية الشعب الفلسطيني. ونعتبر أنه ما دامت هناك دول بحجم إيران تتبنى مؤتمرات داعمة للانتفاضة فهذا يعني أنها ملتزمة وداعمة للثورة والمقاومة في فلسطين. بالنسبة لنا كفلسطينيين نعتقد أن مثل هذه المؤتمرات ترسّخ في وعي الشعب الفلسطيني أنه ليس وحده وأن البعد الإسلامي والعربي حاضر. وإذا كانت الأمة العربية اليوم ليست حاضرة مباشرة في الصراع أو الدعم فالأمة الإسلامية لم تخرج بعد وفيها أطراف فاعلة وقوية بحجم إيران مع القضية الفلسطينية. لذلك في الوقت الذي نشكر فيه إيران على دعمها للقضية الفلسطينية نتطلع إلى المزيد من الدعم منها ومن الدول العربية الشقيقة التي نأمل أن تحذو حذو إيران في استضافة المؤتمرات الداعمة للقضية الفلسطينية وأيضاً تقديم الدعم اللازم لها. إذ إن بإمكان الدول العربية أن تفعل أكثر بحكم القرب الجغرافي وبحكم امتلاكها المقدرات الضرورية. لذلك نحن نستغرب كيف أن هذه الدول لم تقدّم حتى اللحظة ما يمكن أن نسمّيه دعماً للقضية الفلسطينية سواء الدعم الإعلامي أو السياسي. ما يجري فعلياً هو المزيد من الكلام الفارغ. نحن نأمل أن يتحوّل كل هذا الضجيج والصراخ إلى دعم مالي وعسكري من قبل هذه الدول التي تنفق أموالها بالمليارات في صراعات المذاهب.

ـ لماذا غالباً ما تبدو العلاقة بين إيران والجهاد مختلفة وربما أقوى من علاقتها مع باقي الفصائل الفلسطينية؟ ما الذي يحكم هذه العلاقة؟

علاقة حركة الجهاد الإسلامي مع إيران أو غيرها قائمة على الوعي والفهم. نحن قلنا منذ اليوم الأول إن علاقتنا بأي دولة أو نظام حكم في المنطقة تساوي نفس مقدار اقتراب هذا النظام أو تلك الدولة من فلسطين. وهذا هو المعيار لدينا. إيران حتى اللحظة دولة وقيادة وشعباً مع فلسطين في أشكال الدعم والإسناد كافة. لذلك الجهاد الاسلامي ستتقدم باتجاه إيران أكثر. عندما تصبح هناك دولة عربية أو اسلامية بحجم إيران تتقدم بنفس خطواتها ستتقدم الجهاد الإسلامي باتجاهها بالخطوات نفسها. لكن ما ميّز الجهاد الاسلام هو وضوح الرؤية، منذ اليوم لانتصار الشعب الإيراني عام 1979 رأت الحركة في إيران من يمكن أن يقدّم شيئاً لفلسطين خصوصاً وأنها طردت الصهاينة وأغلقت سفارتهم وجعلتها سفارة لفلسطين.

لقد ترفّعت إيران في القضية الفلسطينية عن الطائفية والمذهبية ونحن كذلك في الجهاد الاسلامي نعتبر فلسطين أعلى من كل هذه القضايا الصغيرة التي كانت سبباً للخلافات. نحلّق بفلسطين عالياً، وهو ما جعل الجهاد الإسلامي بعيدة من الخلافات السياسية المباشرة مع إيران. وبقيت الخلافات مع إسرائيل. بينما الآخرون الذين اقتربوا وابتعدوا من إيران فقد فعلوا ذلك استناداً لرؤية شابها بعض الضبابية في بعض المواقف. قلنا بوضوح إننا لا نتدخل بالشؤون العربية ولا نشتبك مع هذا النظام أو ذاك. لم يكن ممكناً لنا أن نغادر دمشق وشعبنا لاجئ في اليرموك ولم يكن بالإمكان أن نغادر مصر وشعبنا في مصر. قلنا في كل ما يتعلق بصراعات المنطقة نحن لسنا جزءاً من حالة الاستقطاب هذه والكل فهم علينا. وهو ما وفّر علينا الكثير من الجهد والوقت لشرح موقفنا. سواء أعجبنا هذا النظام أو لم يعجبنا لا نخوض معه صراعات جانبية. الصراع مع العدو المركزي والحقيقي وهو إسرائيل.

المصدر: الميادين نت

شاهد أيضاً

الولايات المتحدة تعتزم إرسال جنرالات لوضع خطط للعملية المقترحة في رفح

تعتزم الولايات المتحدة الأمريكية إرسال جنرالات لوضع خطط للعملية المقترحة في مدينة رفح جنوبي قطاع ...