الرئيسية / الاسلام والحياة / الفهم الصحيح للإسلام – الامام الخامنئي دامت بركاته

الفهم الصحيح للإسلام – الامام الخامنئي دامت بركاته

نحن اليوم في ظروف أحاطت بنا المؤامرات والحروب غير المطلوبة والمفروضة. نحن اليوم مصداق حقيقي لهذه الآية: ﴿أُذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا﴾([2]).

 

 نحن اليوم مظلومون، جميع القوى السياسية العظمى تريد القضاء علينا، الجميع فرضوا علينا الحرب وما زالوا، في المستقبل سوف يعملون أكثر ويجب أن ننتظر, وقد تعبأت ضدنا جميع القوى والسلطات العالمية الكبرى والقوى العميلة ومنها القوى الرجعية في المنطقة، ونحن مأذونون شرعاً في أن نقف بوجه هذه الحرب التي فرضت علينا بغير حق, وهذا ما سنفعله، حيث يحق لنا أن نقف بوجه جميع القوى التي تحاربنا.

 

 

نحن اليوم مظلومون، إنهم يعتدون على حريتنا وكرامتنا الإنسانية, ولا ذنب لنا سوى أننا أردنا أن نحرر أنفسنا من القيود، وقد ضحى شعبنا وبذل الأرواح واقتحم المهالك حتى استطاع أن ينقذ نفسه، فعمدت القوى التي تضررت من حريتنا وخلاصنا وفوزنا إلى محاربتنا.

 

 

إننا اليوم مظلومون كما ظلمنا في السابق،ولكن بوسعنا أن نحارب فإذا كانت قدرة إرادتنا وتصميمنا تعمل بالأمس، فاليوم لدينا قدرة مادية أيضاً، لدينا سلاح ويجب أن نحارب في هذه الظروف الصعبة حيث يجب أن تستمر المواجهة، وإذا لم نكافح فسنخسر بالتأكيد ونزول, مما يؤدي إلى تعرض الإسلام للسقوط والفناء والزوال أيضاً.

 

 

في هذه الظروف العقائدية رائدنا هو الإسلام، ولا يستطيع أي شيء آخر إنقاذنا والأخذ بنا إلى الإمام, وإن ما ترونه اليوم من أن الإمام وقائدنا العزيز يهيب بنا ويدعونا للمحافظة على الإسلام([3]) إنما هو لأجل استمرارية هذه الثورة فبدونه لا تبقى وسوف تتوقف, وإن الإسلام هو الذي يجب أن يأخذ بنا إلى الأمام ويرشدنا.

 

 

ولهذا السبب نعتقد أن التعرف على الإسلام والعثور على الإسلام حالياً هو فريضة علينا، وطبعاً لا نوصي بأي وجه أن تتركوا المتاريس وتتجهوا نحو المكتبات أو المدارس, كلا نقترح أن يصبح المتراس مدرسة ومكتبة.

 

 

إذن إن هذا البلد حالياً هو مركز ثقافي، ويمكن أن يكون متراساً أيضاً إذ لا مانع من أن يكون لدنيا جهد ثقافي وفكري بجانب جهدنا السياسي والعسكري إذا احتيج لذلك، بل ويعد فريضةً أيضاً.

 

 

وبهذه المناسبة وبما أننا نتكلم في هذا الجو وهذا المركز والإخوة الأعزاء المعنيون حاضرون في المجلس والإخوة والأخوات الطلبة الجامعيّون موجودون هنا والجو بشكل عام فكري وثقافي وعلمي, فإنني أوصي بأن تعملوا على الإسراع في هذه الحركة الفكرية والثقافية وتقويتها، تابعوا العمل مع جماهير الناس بشكل أكثر جدية، وعمقوا هذه الحركة, هذه الحركة إنصافاً ليس لها عمق في مستويات واسعة جداً.

 

 

إن الحماس الديني والدافع الديني يحرك الجماهير إلى الميدان، ولكن من أجل أن يظلوا في الساحة ويقاوموا، من اللازم أن نعمق هذه الحركة في أذهانهم، وهذا العمل يجب أن تعملوه أنتم، هذه وظيفة على عاتقكم جميعاً، أوصيكم بأن تعملوا وتبذلوا جهداً في مجال إيجاد مكتبة، ومكتبة صوتية، ووحدات ثقافية إسلامية، وتنمية الوحدات الموجودة، وأوصيكم ثانية بأن تتجنبوا الاختلاف في الأذواق.

 

 

دعوا اختلاف الأذواق جانباً وفتشوا عن الوجوه المشتركة، وأنا أعجب من المستعدين للعثور على مشترك مع الأشخاص الذين يقفون في النقطة المقابلة لنا لاعتناقهم العقائد المادية والإلحادية، ولكنهم غير مستعدين لذلك مع إخوتهم المسلمين، فتشوا عن الوجه المشترك والمشتركات كثيرة بيننا، ولعله توجد آراء وأذواق الآن بعدد الأشخاص الحاضرين هنا في هذا الجمع، ولكن بالنتيجة هناك دافع واحد ووجه مشترك واحد دفعنا إلى الاجتماع هنا, فلنعثر على هذا الوجه المشترك ونعززه.

 

 

وهذه فطنة كبيرة، فطنة لا بد منها وينبغي على المسلمين حالياً أن يتمتعوا بها، أعتقد بأنه ليس من الصحيح أن استمر أكثر من هذا وسأستمع إلى أسئلة الإخوة والأخوات.

 

 

__________________________________

 

 

([1]) ألقيت ليلة 6 حزيران عام 1979 في المجمع الثقافي بالأهواز.

 

 

([2]) سورة الحج: 38.

 

 

([3]) تراجع كلمة الإمام في اليوم الخامس من حزيران لعام 1979م.

 

 

شاهد أيضاً

الأمان الرقمي للأسرة: كيفية إنشاء خطة عائلية للتعامل مع حوادث أمن المعلومات

تكنولوجيا وأمن معلومات  27/03/2024 الأمان الرقمي للأسرة: كيفية إنشاء خطة عائلية للتعامل مع حوادث أمن ...