الرئيسية / تقاريـــر / إيران وإسرائيل هل يتحاربان..؟ التأريخ أم السياسة… أيهما يغلب..؟ – صلاح شبر

إيران وإسرائيل هل يتحاربان..؟ التأريخ أم السياسة… أيهما يغلب..؟ – صلاح شبر

بالأمس نشرت جريدة (هاآرتس) الاسرائيلية بقلم الكاتب (عاموس هارييل) في ابريل 3, 2017, مقالا تورد فيه استلام اسرائيل لمنظومة صواريخ جديدة متطورة, وتقول فيه إن ذلك هو الرد على إيران وحماس… فهل هذا يعني بأن هنالك احتمال حرب بين الدولتين إما مباشر أو بالنيابة… ؟ وهو الاحتمال الذي تتنادى به الصحف العالمية وخصوصا العربية واللبنانية منها….؟

 

ببساطة ليس هنالك من حرب بين اليهود وبين الإيرانيين.. ما لم.. ما لم …تسبق السياسة حيثيات التأريخ……… وأؤكد لو حدث ذلك فسيكون من جانب واحد, لأن إيران لا تهاجم اسرائيل قطعاً, ما لم تبادر الثانية…
ماذا يعني ذلك…؟

الإيرانيون شعوب آرية, وليس لنا الحديث عن ذلك كثيرا, وقد كانت علاقتهم بألمانيا (الآرية) عميقة جدا وبذلك لم تدخل الى جانب الحلفاء ضد ألمانيا في الحربين العالميين…. مما سبب في احتلالها المباشر من قبل بريطانيا وروسيا…..

في تلك الفترة عندما صنف (الطبيب المتخصص في علم الأعراق الفريد روزنبرغ) (اعدم في محكمة نورمبرغ 1946) شعوب العالم في كتابه المعروف (خرافة القرن العشرين) وضع إيران ضمن الشعوب الآرية, أي العرق النقي والأعلى في العالم كما هم الألمان, وهنا الموضوع المهم, وبما أن إيران أمة آرية عليها أن تُسلّم (60) ألف يهودي إيراني (باعتبارهم ساميون) الى ألمانيا لقتلهم… ذلك ما أصر عليه (آدولف ايخمان) (أعدم في المحكمة كذلك) في عام 1936 (في عهد رضا شاه بهلوي) ولكن إيران رفضت, وقالت بأنهم مواطنون إيرانيون وأن عقائدنا تمنع الغدر حتى بالعدو, فضلا عن أنهم مسالمون وأصحاب ديانة, وهنا ثارت ثائرة ألمانيا ودخلت مع إيران في صراع هائل, بل أن إيران ذهبت بأبعد من ذلك في الطلب من سفارتها في باريس أصدار جوازات سفر لليهود الأوروبيين لكي يهربوا من ألمانيا الى إيران تجبنا من الذبح.

والشيء الغريب في التأريخ الإيراني القديم وبما يحمله من لمسات إنسانية وانفتاح كان قد انتخب الملكة (اسثر Esther) اليهودية لتقود إيران في النصف الأول من القرن الأول قبل الميلاد (https://en.wikipedia.org/wiki/Esther). ولم اطلعنا على الشفافية في التأريخ الإيراني لوجدنا أن هذه الدولة قد احتوت أجناس مختلفة, فجد رستم, بطل ملحمة إيران الوطنية «الشاهنامة» (كتاب الملوك)، وأسمه الضحاك، ذو أصل عربي, هذا في الوقت الذي كان السيد المؤسس الخميني العظيم (ت 1988) يفتخر بأنه قرشي عربي علوي النسب.

إسرائيل والغرب كذلك, وخصوصا ألمانيا الآن, احترمت وقدرت موقف إيران التاريخي ذلك, وفسرته بأنه تعاشق بين التشيع الديني والعنصر الآري الذي كان ناتجه حركة إنسانية أوقفت مبادرة الذبح الهتلرية. فلا نستغرب هنا مواقف الأوروبيين كلهم وخصوصا ألمانيا من مفاوضات (5+1) النووية.

وبما أن إسرائيل تتحرك في علاقتها مع الآخرين من خلال مواقفها السابقة أيام الهولوكوست, فهي تعتقد اليوم بأن إيران عدو, ولكنه عدو شريف نبيل, وكما يقال ألف عدو عاقل أفضل من صديق واحد جاهل.

 

https://t.me/wilayahin

 

00

شاهد أيضاً

قيادي في الحرس الثوري: إعادة النظر في الاعتبارات النووية في حال وجود تهديدات اسرائيلية

قال قائد قوات حماية المراكز النووية التابعة للحرس الثوري العميد احمد حق طلب: إذا كانت ...