الرئيسية / الاسلام والحياة / خطوط عامة من سيرة الأئمة عليهم السلام

خطوط عامة من سيرة الأئمة عليهم السلام

الأئمة عليهم السلام والحكام‏

 

الإمام القائد دام ظله يتحدّث عن هذا الجانب، بإشارته إلى رواية مهمّة، يقول دام ظله:

 

“… الإمام السجاد عليه السلام عندما حضرته الوفاة أوصى أن يكون ابنه محمداً إماماً من بعده في حضور سائر أبنائه وعشيرته وسلَّمه صندوقاً… تذكر الروايات أنه مملوء بالعلم… وتذكر أن فيه سلاح رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وقال له:

 

“يا محمد هذا الصندوق فاذهب به إلى بيتك” .

 

ثم قال عليه السلام:

 

“أما إنه لم يكن فيه دينار ولا درهم، ولكنه كان مملوءاً علماً”1.

 

لعلّ هذا الصندوق يرمز إلى أن الإمام السجاد عليه السلام سلَّم ابنه محمداً مسؤولية القيادة الفكرية والعلمية (فالصندوق مملوء بالعلم) وسلَّمه مسؤولية القيادة الثورية (سلاح النبي)”.

 

فتسليم الإمام السجاد عليه السلام لابنه الإمام الباقر عليه السلام السلاح إلى جانب الوثائق العلمية، دلالة على أن الأئمة ليسوا علماء فحسب، بل هم أيضاً مجاهدون وتاريخهم يحكي لنا عن ذلك، وإن اختلفت صور جهادهم باختلاف ظروفهم. ويعطي القائد مثالاً عن جهاد الإمام السجاد عليه السلام، الذي يحسبه الكثيرون أنه إمام دعاء ومناجاة وعلمٍ فقط.

1- بحار الأنوار، ج‏46، ص‏229.

 


يقول القائد دام ظله:

 

“… لم أرَ في حياة الإمام السجاد عليه السلام ما يدل على مواجهة صريحة مع الجهاز الحاكم، والحكمة كانت تقتضي ذلك كما ذكرنا لأنه لو اتخذ مثل تلك المواقف التي نشاهدها في حياة الإمام موسى بن جعفر عليه السلام وبعده من الأئمة تجاه حكام عصره لما استطاع أن يحقق ما حققه من دفع عملية التغيير دفعة استطاعت أن توفّر للإمام الباقرعليه السلام فرصة نشاط واسع، بل لصُفّي هو والمجموعة الصالحة الملتفّة حوله.

 

في مواقف نادرة نلمس من الإمام عليه السلام رأيه الحقيقي من السلطة الحاكمة، ولكن ليس على مستوى المواجهة، بل على مستوى تسجيل موقف للتاريخ…

 

ثمّة وثيقة… هي عبارة عن رسالة جوابية وجهها الإمام عليه السلام إلى عبد الملك بن مروان بعد أن أرسل الثاني رسالة يعيّر فيها الإمام بزواجه من أمته المحرّرة، وقصد ابن مروان بذلك أن يبين للإمام عليه السلام أنه محيط بكل ما يفعله حتى في أموره الشخصية، كما أراد أيضاً أن يذكّر الإمام بقرابته منه طمعاً في استمالته، والإمام عليه السلام في رسالته الجوابية يوضح رأي الإسلام في هذه المسألة. ويؤكد أن امتياز الإيمان والإسلام يلغي كلّ‏َ امتياز آخر. ثم بأسلوب كناية في غاية الروعة يشير الإمام عليه السلام إلى جاهلية آباء الخليفة، بل لعله يشير أيضاً إلى ما عليه الخليفة بالذات من جاهلية إذ يقول له:

 

“فلا لؤم على امرئ‏ مسلم، إنما اللؤم لؤم الجاهلية”2.

2- الكافي، ج‏5، ص‏345.

 


وحين قرأ الخليفة الأموي عبارة الإمام عليه السلام أدرك معناها تماماً، كما أدرك المعنى ابنه سليمان إذ قال له: “يا أمير المؤمنين لسَدَّ ما فخر عليك علي بن الحسين”.

 

والخليفة بحنكته السياسية يرد على ابنه بما يوحي أنه أعرف من الابن بعاقبة الاصطدام مع إمام الشيعة فيقول له: “يا بني لا تقل ذلك فإنها ألسن بني هاشم التي تغلق الصخر وتغرق من بحر، إن علي بن الحسين يا بني يرتفع من حيث يتضّع الناس”3.

 

ونموذج آخر من هذه المواقف ردّ الإمام عليه السلام على طلب تقدم به عبد الملك بن مروان. كان عبد الملك قد أبلغه أن سيف رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم عند الإمام. فبعث إليه من يطلب منه أن يهب السيف للخليفة، وهدده إن أبى بقطع عطاء بيت المال عنه.

 

فكتب إليه الإمام عليه السلام:

 

“أما بعد فإن اللَّه ضمن للمتقين المخرج من حيث يكرهون، والرزق من حيث لا يحتسبون، وقال جلّ ذكره: “إن اللَّه لا يحب كل خوان كفور، فانظر أيَّنا أولى بهذه الآية…”4.

 

 

 

https://t.me/wilayahinfo

شاهد أيضاً

الولايات المتحدة تعتزم إرسال جنرالات لوضع خطط للعملية المقترحة في رفح

تعتزم الولايات المتحدة الأمريكية إرسال جنرالات لوضع خطط للعملية المقترحة في مدينة رفح جنوبي قطاع ...