الرئيسية / من / طرائف الحكم / تذكرة المتقين – موعظة لقمان عليه السلام في السير نحو الجنـّة

تذكرة المتقين – موعظة لقمان عليه السلام في السير نحو الجنـّة

الحكمة الثانية: “وخَفِّف حِملَكَ فَإِنَّ العَقَبَةَ كَؤودٌ”

شبّه هذه الدُّنيا الفانية بميدان السباق، فكما أنَّ الرياضيّ إذا كان حمله خفيفاً يكون أسرع من غيره من ذوي الأحمال الثقيلة، خصوصاً إذا كان ميدان السباق جبلاً مرتفعاً، فهكذا هي الدُّنيا, فإنّ الفوز فيها للمخفّين.

 

فالدُّنيا بالنسبة للإنسان ميدان سباق، ينطلق فيه سائراً نحو أجلٍ معيّن، والطريق الَّذِي يسيرُ فيه كالعقبة الكؤود، والعقبة ـ كما في اللغة16 ـ الطريق الوعر في الجبل، قال الله تعالى: ﴿فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ17، والكؤود والكأداء ما كان شاقّ المصعد18.

 

فهو يطلب من الإنسان من خلال وصيّته لابنه، أنْ يتخفّف من الأثقال التي ترهقه, لأنّه يسير في طريق وعرٍ شاقّ المصعد، طريقٍ بحاجةٍ إِلَى أنْ يتخفّف فيه من كلّ ما هو ثقيل.

14- بحار الأنوار، ج 23، ص 105.

15- النّقوي، السَّيِّد حامد، خلاصة عبقات الأنوار 4، 29، نشر، مؤسسة البعثة، 1406 طهران.

16- الحميري، نشوان بن سعد، شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم 7، 4648، تحقيق، حسين بن عبد الله العمري و…، نشر، دار الفكر المعاصر، الطبعة الأولى 1420، بيروت.

17-البلد، 11.

18-تاج اللغة وصحاح العربية، باب (كأد).

وإلى هذا المعنى الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام في كلامٍ له يعدّ من أبلغ الكلمات, لقصر ألفاظه وغزارة معانيه، وهو قوله: “تَخَفَّفُوا تَلْحَقُوا19.

 

والأثقال التي يُطلب من السائر في عقبة الدنيا أنْ يتخفّف منها، ليست أثقالاً من سنخ الأثقال المادية، بل هي عبارة عن الذُّنوب التي تشدُّ الإنسان نحو الهاوية، وهي أشدّ ثقلاً من غيرها من الأثقال. هذا وقد ورد في بعض الزيارات: “إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ الله عَزَّ وَجَلَّ ذُنُوباً قَدْ أَثْقَلَتْ ظَهْرِي وَمَنَعْتَنِي مِنَ الرُّقَادِ وَذِكْرُهَا يُقَلْقِلُ أَحْشَائِي”20.

IMG-20170317-WA0017

https://t.me/wilayahinfo

[email protected]

الولاية الاخبارية

شاهد أيضاً

آداب الصلاة 13 سماحة الشيخ حسين كوراني

. أقرأ ايضا: أوضاع المرأة المسلمة ودورها الاجتماعي من منظور إسلامي وإذا أراد الأميركي وقف ...