الرئيسية / الاسلام والحياة / ليالي بيشاور – 81 لسلطان الواعظين

ليالي بيشاور – 81 لسلطان الواعظين

لماذا نتبع عليا وأبناءه عليهم السلام

ونحن إنما نتبع عليا عليه السلام وأبناءه الأئمة المعصومين عليهم السلام لقول النبي (ص) : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها . لذلك نحن دخلنا من الباب الذي فتحه رسول الله (ص) لأمته وأمرهم بالدخول منه إلى مدينة علومه وأحكام دينه وحقيقة شرعه .

ولكنكم تحتمون علينا وعلى المسلمين أن نكون أشاعرة أو معتزلة في أصول الدين وأما في الفروع والأحكام فتريدوننا أن نأخذ برأي أحد الأئمة الأربعة ، لمذاهب أهل السنة والجماعة وهو تحكم منكم ، ليس لكم دليل عليه !

ولكننا نستند على أدلة عقلية ، ونقلية من أحاديث رسول الله (ص) في وجوب متابعة علي عليه السلام وأبنائه الأئمة الطيبين ، وقد نقلت لكم بعض الأحاديث الشريفة من كتبكم المعتبرة ومصادركم المشتهرة كحديث الثقلين وحديث السفينة وباب حطة وغيرها . وإذ تنصفونا وتتركوا العناد واللجاج ، لكفى كل واحد من تلك الأحاديث في إثبات قولنا وأحقية مذهبنا .

وأما أنتم فليس عندكم حتى حديث واحد عن النبي (ص) يأمر أمته بمتابعة الأشعري أو ابن عطاء في مسائل أصول الدين ، أو العمل بآراء وأقوال مالك بن أنس أو أحمد بن حنبل أو أبي حنيفة أو محمد بن إدريس الشافعي في فروع الدين وأحكام العبادات والمعاملات ، ليت شعري من أين جاء هذا الانحصار ؟!

فاتركوا التعصب لمذهب الآباء والأمهات والتمسك بالتقاليد والعادات ، وارجعوا إلى القرآن الحكيم وأحاديث النبي الكريم (ص) فلو كان عشر هذه الروايات والأحاديث المروية في كتبكم والواصلة عن طرقكم في متابعة أهل البيت عليهم السلام ، لو كانت في حق واحد من أئمة المذاهب الأربعة لاتبعناه وأخذنا برأيه وعملنا بقوله .

ولكن لا نرى في كتبكم وأسانيدكم إلا أحاديث النبي (ص) وهو يحرض ويحفز على متابعة الإمام علي عليه السلام بل يأمر المسلمين بذلك وينهى عن مخالفته ويصرح بأن الحق معه .

والآن تذكرت حديثا نبويا نقله كثير من علمائكم وأعلامكم ، أنقله لكم بالمناسبة لتعرفوا أن الشيعة لا يتبعون عليا وأبناءه عن تعصب وهوى ، بل بأمر من الله ورسوله (ص) وليس إلى الحق والجنة سبيل غير مذهب أهل البيت عليهم السلام وهو مذهب رسول الله (ص) .

روى الشيخ سليمان الحنفي القندوزي في كتابه ينابيع المودة الباب الرابع / عن فرائد السمطين لشيخ الإسلام الحمويني بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله لعلي بن أبي طالب : يا علي أنا مدينة العلم و أنت بابها و لن تؤتى المدينة إلا من قبل الباب ، و كذب من زعم أنه يحبني و يبغضك لأنك مني و أنا منك ، لحمك من لحمي و دمك من دمي و روحك من روحي و سريرتك من سريرتي و علانيتك من علانيتي ، سعد من أطاعك و شقي من عصاك ، و ربح من تولاك ، و خسر من عاداك ، و فاز من لزمك ، و هلك من فارقك ، مثلك و مثل الأئمة من ولدك بعدي ، مثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلف عنها غرق ، و مثلهم مثل النجوم كلما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة .

ويصرح النبي (ص) في حديث الثقلين الذي اتفق علماء المسلمين على صحته ، إنكم ما إن تمسكتم بالقرآن وبأهل بيته وعترته لن تضلوا بعده أبدا .

وقد تكلمت حول هذا الحديث بالتفصيل في الليالي الماضية وذكرت لكم مصادره من كتبكم ومسانيدكم ، ولكن بالمناسبة أقول :

إن ابن حجر الهيثمي وهو ممن لا يتهم عندكم بشيء بل لا ينكر أحد تعصبه في مذهبه ، وتمسكه بطريقة أهل السنة والجماعة .

قال في كتاب الصواعق المحرقة / الفصل الأول من الباب الحادي عشر عند ذكره الآيات الكريمة النازلة في شأن أهل البيت عليهم السلام فيقول في ذيل الآية الرابعة قوله تعالى :
( وقفوهم إنهم مسؤولون )(13)، أي عن ولاية علي وأهل البيت …. قال ابن حجر : وأخرج الترمذي وقال : حسن غريب ، إنه (ص) قال : إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي : أحدهما أعظم من الآخر و هو كتاب الله عز وجل ، حبل ممدود من الأرض إلى السماء و عترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ؟! قال : ” وأخرجه أحمد ” في مسنده بمعناه ولفظه : إني أوشك أن أدعى فأجيب، و إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض و عترتي أهل بيتي ، و إن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض . فانظروا بم تخلفوني فيهما ؟! وسنده لا بأس به . وفي رواية : إن ذلك كان في حجة الوداع . وفي [ رواية ] أخرى : مثله ـ يعني : كتاب الله ـ كسفينة نوح من ركب فيها نجى . ومثلهم ـ أي أهل بيته ـ كمثل باب حطة ، من دخله غفرت له الذنوب .

وذكر ابن الجوزي لذلك في ” العلل المتناهية ” وهم أو غفلة عن استحضار بقية طرقه . بل في مسلم ـ أي صحيح مسلم ـ عن زيد بن أرقم أنه (ص) قال : ذلك يوم غدير خم وهو ماء بالجحفة ، كما مر وزاد : أذكركم الله في أهل بيتي . قلنا لزيد من أهل بيتيه : نساؤه ؟ قال : لا ، أيم الله ! إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ، ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها . أهل بيته أهله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده .

قال ابن حجر : وفي رواية صحيحة : إني تارك فيكم أمرين لن تضلوا إن تبعتموهما ، وهما : كتاب الله وأهل بيتي عترتي . وقال : زاد الطبراني : إني سألت ذلك لهما فلا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلمهم فإنهم أعلم منكم .

ثم قال ابن حجر : اعلم أن الحديث التمسك بذلك ، طرقا كثيرة ، وردت عن نيف وعشرين وصحابيا ، وفي تلك الطرق أنه (ص) قال ذلك بحجة الوداع بعرفة ، وفي أخرى أنه (ص) قاله بالمدينة في مرضه وقد امتلأت الحجرة بأصحابه ، وفي أخرى أنه (ص) قال ذلك بغدير خم ، وفي أخرى أنه (ص) قال لما قام خطيبا بعد انصرافه من الطائف .

ولا تنافي إذ لا مانع من أنه (ص) كرر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها اهتماما بشأن الكتاب العزيز والعترة الطاهرة ـ وبعد سطور قال ـ : ” تنبيه ” سَمي رسول الله (ص) القرآن وعترته ثقلين ، لأن الثقل كل نفيس خطير مصون وهذان كذلك ، إذ كل منهما معدن للعلوم اللدنية والأسرار والحكم العلية والأحكام الشرعية ، ولذا حث (ص) على الاقتداء والتمسك بهم والتعلم منهم … ويؤيده الخبر السابق : ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم . وتميزوا بذلك عن بقية العلماء ، لأن الله أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وشرفهم بالكرامات الباهرة والمزايا المتكاثرة .

وفي أحاديث الحث على التمسك بأهل البيت ، إشارة إلى عدم انقطاع العالم عن التمسك بهم إلى يوم القيامة ، كما أن الكتاب العزيز كذلك ، ولهذا كانوا أمانا لأهل الأرض كما يأتي … ثم أحق من يتمسك به منهم ، إمامهم وعالمهم علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ، لما قدمنا من مزيد علمه ودقائق مستنبطاته الخ .

أيها الحاضرون ! هذه تصريحات أحد كبار علماء السنة وهو ابن حجر الذي اشتهر بالتعصب ضد الشيعة ومذهبهم ، والعجب أنه مع كل تلك الاعترافات بفضل أهل البيت (ع) ولزم التمسك بهم ، يؤخرهم عن مقامهم وعن مراتبهم التي رتبهم الله فيها ، لا سيما الإمام علي بن أبي طالب (ع) فيقدم عليه وعليهم من لا يقاس بهم في العلم والفضيلة فاعتبروا يا أولي الأبصار !! نعوذ بالله من التعصب والعناد .

أيها الأخوان فكروا في هذه التأكيدات المتتالية عن النبي (ص) ! وهو يبين أن سعادة الدنيا والآخرة منحصرة في التمسك بالقرآن والعترة معا وأن طريق الحق واحد وهو الذي سار فيه أهل بيته فما هو واجب المسلمين ؟ فكروا وأنصفوا !!

إنه موقف صعب واختيار الحق أصعب ، لقد وقفتم على طريقين : طريق سلكه آباؤكم وأسلافكم ، وطريق يدعوكم إليه نبيكم (ص) وقرآنكم وعقولكم .

فكما لا يجوز للمسلمين أن يغيروا شيئا من كتاب الله العزيز حتى لو أجمعوا على ضرورة التغيير لتغيير الزمان وغير ذلك ، وكذلك لا يجوز للمسلمين أن يتركوا أهل البيت ويتمسكوا بغيرهم حتى لو أجمعوا على ذلك لأن رسول الله (ص) حكم على المسلمين وأمرهم أن يتمسكوا بالقرآن وبعترته وأهل بيته معا فلا يجوز التمسك بواحد دون الآخر .

أسألكم أيها الحاضرون ! هل الخلفاء الذين سبقوا الإمام علي (ع) كانوا من أهل البيت والعترة الهادية ؟ وهل تشملهم أحاديث الثقلين والسفينة وباب حطة وغيرها حتى يتمسك بهم لازما ، وطاعتهم واجبة علينا ؟!

السيد عبد الحي : لم يدع أحد من المسلمين أن الخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم كانوا أهل البيت ، ولكنهم كانوا من الصحابة الصالحين ، ولهم فضيلة المصاهرة مع النبي (ص) .

قلت : فإذا أمر رسول الله (ص) بإطاعة قوم أو فرد معين وأكد ذلك على أمته ، فهل يجوز لطائفة من الأمة أن يعرضوا عن أمر النبي (ص) ويقولوا : إننا نرى صلاحنا وصلاح الأمة في متابعة وإطاعة قوم آخرين ـ حتى إذا كانوا صلحاء ـ ؟ فهل امتثال أمر النبي (ص) وطاعته واجبة ؟ أم إطاعة تلك الطائفة المتخلفة عن أمر رسول الله (ص) ، والعاملة حسب نظرها في تعيين الصواب والصلاح للأمة ؟!

السيد عبد الحي : حسب اعتقادنا … طاعة النبي (ص) واجبة .

قلت : إذا ، لماذا تركتم أمر النبي (ص) ولم تطيعوه حيث قال : إني تارك فيكم ثقلين أو أمرين ، لن تضلوا إن اتبعتموهما وهما : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فلا تقدموا عليهم فتهلكوا ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ؟ . ومع هذا تركتموهم وهم أعلم الناس وأفضلهم ، وتبعتم واصل بن عطاء وأبا حسن الأشعري ، أو مالك بن أنس وأبا حنيفة ومحمد بن إدريس وأحمد بن حنبل !

هل إن هؤلاء أهل بيت النبي (ص) وعترته أم هم علي بن أبي طالب وأبناؤه الأئمة المعصومون (ع) ؟

السيد عبد الحي : لم يدع أحد من المسلمين أن المقصود من أهل البيت في حديث الثقلين ، أئمة المذاهب الأربعة ، أو الخلفاء الثلاثة ، أو أبو الحسن الأشعري أو واصل بن عطاء ، وإنما نقول : أن هؤلاء من أبرز علماء المسلمين ومن الفقهاء الصلحاء .

قلت : ولكن بإجماع العلماء واتفاق جمهور المسلمين ، أن الأئمة الاثني عشر الذين نتمسك نحن الشيعة بأقوالهم ونلتزم طاعتهم ، كلهم من أهل بيت النبي (ص) وعترته ، وهم أشرف أبناء رسول الله (ص) ، وثبت أنهم في كل زمان كانوا أعلم الناس بأحكام الدين وتفسير الكتاب المبين وفقه شريعة سيد المرسلين . وأقر لهم بذلك جميع علماء المسلمين .

لا أدري ما يكون جوابكم ، إذا سألكم النبي (ص) يوم الحساب : أن لماذا خالفتم رأيي وعصيتم أمري فتركتم عترتي وأهلي وقدمتم غيرهم عليهم ؟!

أليس أهل بيتي كانوا أعلم وأفضل ؟

لقد أخذ الشيعة دينهم ومذهبهم ، حسب أمر النبي (ص) من باب علمه ، ومن وصيه علي بن أبي طالب (ع) ، وأخذوا بعده من عترته وأهل بيته الذين أدركوه وعاشروه وسمعوا حديثه ورأوا أعماله وسلوكه فأخذوا منه وأصلوا ذلك إلى أبنائهم ونشروه . أما غير أهل البيت (ع) فكيف وصلوا إلى علم النبي (ص) ؟!

فالأئمة الأربعة ما كان لهم أي ذكر في القرن الأول الثاني بعد رسول الله (ص) ، فلا يعدون من الصحابة والتابعين .

ولكن أخرجتهم السياسة وأظهرتهم الحكومة والفئة المناوئة لأهل البيت والعترة (ع) .

ففسحت لهم المجال وفتحت أبوابهم ، ومنعت الحكومات الناس من التوجه إلى آل محمد (ص) : لينصرفوا نحو الأئمة الأربعة ، وإذا كان أحد من لا يهتم لأمر الحكومة ، فيتمسك بأهل البيت ويعمل برأيهم ولم ينضم إلى مذاهب الأئمة الأربعة ، فكان يرمى بالكفر والزندقة وكان مصيره السجن والمطاردة !

وما زالت هذه الحالة التعصبية تنتقل من دور إلى دور ، ومن دولة إلى أخرى ، حتى يومنا هذا !!

فما يكون جوابكم لنبيكم (ص) يوم الحساب إذا سألكم : بأي دليل كفرتم شيعة أهل بيتي ، وهم مؤمنوا أمتي ؟

ولماذا قلتم لأتباعكم وأشياعكم : إن شيعة علي (ع) مشركون ؟!

فحينئذ ليس لكم جواب ، ولكم الخزي والخجل في المحشر !

أيها الأخوة ! تداركوا اليوم الموقف ! وارجعوا إلى الحق والصواب ! واعتبروا يا أولي الألباب !

نتبع العلم والعقل

أيها الحاضرون الكرام ! نحن لا نعاديكم ولا نعادي أحدا من المسلمين ، بل نحسب جميع المسلمين إخواننا في الدين ، ولكن خلافنا معكم ناشئ من التزامنا لحكم العقل و العلم ، وهو أننا لا نقلد في أمر ديننا تقليدا أعمى ، بل يجب أن نفهم الدين بالدليل والبرهان حتى يحصل لنا اليقين ، قال سبحانه وتعالى : ( فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه )(14).

فلا نتبع أحدا ولا نطيعه من غير دليل ، فنأخذ بأمر الله سبحانه ونهتدي بهدى النبي (ص) ولا نسلك إلا الطريق السوي الذي رسمه لنا رسول الله (ص) بأمر الله عز وجل ، من مطلع رسالته حين جمع رجال قومه الأقربين امتثالا لأمر الله سبحانه حيث قال : ( وأنذر عشيرتك الأقربين )(15).

فجمعهم رسول الله (ص) : وأطعمهم ، ثم قام فيهم بشيرا ونذيرا ثم قال : فمن منكم يجيبني إلى هذا الأمر ويؤازرني في القيام به ، يكن أخي ووزيري من بعدي ؟ فما أجابه إلا علي (ع) ، وكان أصغرهم سنا ، فأخذ النبي بيده وقال : إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا الخ ـ وقد نقلنا هذا الخبر بالتفصيل وذكرنا مصادره المعتبرة في المجلس الخامس ـ .

وفي أواخر أيام حياته المباركة ، وفي أكبر جمع من أمته ، يوم الغدير ، أخذ بيد علي بن أبي طالب (ع) بأمر الله عز وجل وعينه لخلافته ، فقال : من كنت مولاه فهذا علي مولاه … وأخذ له البيعة منهم .

فالدلائل الساطعة والبراهين القاطعة من القرآن الحكيم وأحاديث النبي الكريم (ص) المروية في كتبكم المعتبرة ومسانيدكم الموثقة ـ إضافة على تواترها في كتب الشيعة ـ كلها تشير بل تصرح على أن الصراط المستقيم والسبيل القويم منحصر في متابعة آل محمد وعترته (ص) .

ولو تذكرون لنا حديثا واحدا عن النبي (ص) بأنه قال : خذوا أحكام ديني من أبي حنيفة أو مالك أو أحمد بن حنبل أو الشافعي ، لقبلناه منكم ! ولتركت مذهبي واخترت أحد المذاهب الأربعة !!

ولكن لا تجدون ذلك أبدا وليس لكم أي دليل وبرهان عليه ، ولم يدعه أحد من المسلمين إلى يومنا هذا .

نعم لكم أن تقولوا : بأن الأئمة الأربعة كانوا من فقهاء الإسلام ، ولذلك الظاهر بيبرس في عام 666 من الهجرة ، أجبر المسلمين على متابعة أحدهم(16) وأعلن رسمية المذاهب الأربعة ومنع فقهاء المسلمين من استنباط الأحكام وإبداء آرائهم ، والتاريخ يصرح بأنه كان في الإسلام فقهاء وعلماء أعلم وأفقه من أولئك الأربعة .

والعجب أنكم تتركون الإمام علي (ع) وهو باب علم النبي (ص) والذي أمر رسول الله (ص) أمته بالأخذ منه ومتابعته في أمر الدين والشرع ، بالنصوص الكثيرة والروايات المتواترة الواصلة عن طرقكم المعتبرة ، وكذلك الآيات القرآنية التي نزلت في هذا الشأن كما فسرها كبار علمائكم الأعلام ومحدثيكم الكرام .

وأنتم مع ذلك تصمون أسماعكم ، وتغمضون أبصاركم ، وتتبعون الأئمة الأربعة ، وتحصرون الحق في آرائهم وأقوالهم بغير دليل وبرهان ، وأغلقتم باب الاجتهاد واستنباط الأحكام ، وقد تركه النبي مفتوحا أمام الفقهاء والعلماء .

السيد عبد الحي : نحن نرى الحق في متابعة الأئمة الأربعة ، كما أنكم ترون الحق في متابعة الأئمة الاثني عشر !!!

قلت : هذا قياس باطل لأنكم ترون الحق في متابعة أحد الأئمة الأربعة ، بينما نحن نرى الحق في متابعة كل الأئمة الاثني عشر ، فلا يجوز عندنا ترك أحدهم والإعراض عن أوامره .

ثم إن تعيين الأئمة الاثني عشر ما كان إلا من عند النبي (ص) وبأمره وحكمه ، فهو (ص) عينهم وذكر أسماءهم واحدا بعد الآخر .

شاهد أيضاً

ليالي بيشاور – 19 حوارات اسلامية و بحوث هادفة

الغلاة ليسوا من الشيعة : لقد نسبت أشعار الغلاة الإيرانيين إلى الشيعة الموحدين المؤمنين، فخلطت ...