الرئيسية / الاسلام والحياة / ليالي بيشاور – 85 لسلطان الواعظين

ليالي بيشاور – 85 لسلطان الواعظين

من هم الصادقون ؟

قلت : لقد أكدت وكررت عليكم بأن الشيعة حيث يتبعون الأئمة الصادقين من العترة الهادية الطاهرة ، فلا يكذبون ولا هم بحاجة في إثبات عقائدهم إلى جعل خبر ، أو وضع حديث .

فعلماؤهم وعامتهم على حد سواء في هذا الأمر ، وكلهم يتبعون الصادقين الذين أمر الله عز وجل بمتابعتهم بقوله :

( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين )(39).

وقد صرح كثير من أعلامكم أن المقصود من الصادقين في الآية الكريمة محمد المصطفى (ص) وعلي المرتضى (ع) ، وممن صرح بذلك :

الثعلبي في تفسيره ، وجلال الدين السيوطي في الدر المنثور ، والحافظ أبو نعيم في ” ما نزل من القرآن في علي ” ، والخطيب الخوارزمي في ” المناقب ” ، والحافظ سليمان القندوزي الحنفي في ينابيع المودة / الباب 39 ، وشيخ الإسلام الحمويني في فرائد السمطين ، ومحمد بن يوسف الكنجي الشافعي في كفاية الطالب / الباب 62 عن تاريخ ابن عساكر … ، هؤلاء كلهم قد اتفقوا على المقصود من الصادقين : النبي الكريم (ص) والإمام علي (ع) .

وقال بعض بأن المقصود من الصادقين في الآية الشريفة هم رسول الله (ص) والأئمة من أهل بيته وعترته(40).

فالشيعة مع الصادقين ، يتبعونهم ويطيعونهم ويحذون حذوهم ، وما لم يكونا كذلك فليسوا بشيعة حقا .

فكن على يقين ـ أيها الحافظ ـ بأننا لا نقول شيئا في حوارنا ونقاشنا إلا ويكون مصدره ومستنده كتب أعلامكم وأقوال علمائكم ، فإن يكن لكم اعتراض فاللازم أن تعترضوا على علمائكم الذين كتبوا تلك الروايات والأدلة !

الحافظ : لم أعهد أحدا من علمائنا الأعلام كتب : بأن الصحابة بعد رسول الله قد نقضوا عهدا أو نكثوا بيعة كانت عليهم في حضور النبي (ص) أو أخذها عليهم رسول الله (ص) فنكثوها .

نقض بعض الصحابة للعهود

قلت : لقد نقض بعض الصحابة عهودا أخذها منهم النبي (ص) ، ولكنهم نقضوها في حياته أو بعد وفاته ، وأهمها عهد الخلافة والولاية وبيعة يوم الغدير .

حديث الولاية في غدير خم

لقد اعترف جمهور علماء المسلمين من الفريقين : بأن النبي (ص) في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة الحرام في العام العاشر من الهجرة النبوية عند رجوعه من حجة الوداع إلى المدينة المنورة ، نزل عند غدير في أرض تسمى ” خم ” وأمر برجوع من تقدم عليه وانتظر وصول من تخلف عنه ، حتى اجتمع كل من كان معه (ص) وكان عددهم سبعين ألفا أو أكثر ، ففي تفسير الثعلبي وتذكرة سبط ابن الجوزي وغيرهما : كان عددهم يومئذ مائة وعشرين ألفا وكلهم حضروا عند غدير خم .

فصعد رسول الله (ص) منبرا من أحداج الابل ، وخطب فيهم خطب عظيمة ، ذكرها أكثر علماء المسلمين والمحدثين من الفريقين في مسانيدهم وكتبهم الجامعة ، وذكر في شطر منها بعض الآيات القرآنية التي نزلت في شأن أخيه علي بن أبي طالب (ع) ، وبين فضله ومقامه على الأمة ، ثم قال :

معاشر الناس ! ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا : بلى .

قال : من كنت مولاه فهذا علي مولاه .

ثم رفع يده نحو السماء ودعا له ولمن ينصره ويتولاه فقال : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله .

ثم أمر (ص) ، فنصبوا خيمة وأجلس عليا (ع) فيها وأمر جميع من كان معه أن يحضروا عنده جماعات وأفرادا ليسلموا عليه بإمرة المؤمنين ويبايعوه ، وقال (ص) : لقد أمرني ربي بذلك ، وأمركم بالبيعة لعلي (ع) .

ولقد بايع في من بايع أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير ، فأقام ثلاثة أيام في ذلك المكان ، حتى أتمت البيعة لعلي (ع) ، حيث بايعه جميع من كان مع النبي (ص) في حجة الوداع ، ثم ارتحل من خم وتابع سفره إلى المدينة المنورة .

الحافظ : كيف يمكن أن يقع هكذا أمر هام وعظيم ولكن العلماء الكبار لم يذكروه في كتبهم المعتبرة ؟!

قلت : ما كنت أنتظر منك ـ وأنت من حفاظ الحديث عند أهل السنة والجماعة ـ أن تجهل أو تتجاهل حديث الولاية في الغدير وهو أشهر من الشمس في رائعة النهار ، ومن أوضح الواضحات عند ذوي الأبصار ، ولا ينكره إلا الجاهل أو العالم المعاند !

ولكي يثبت عندك وعند الحاضرين زيف مقالك وبطلان كلامك حيث قلت : ولكن العلماء الكبار لم يذكروا هذا الحديث !

لا بد لي أن أذكر قائمة بأسماء بعض من رواه من علمائكم الأعلام وأشهر محدثي الإسلام ، وإلا فذكر جميعهم أمر لا يرام فأقول منهم :

الفخر الرازي في تفسيره الكبير مفاتيح الغيب .

الثعلبي في تفسيره كشف البيان .

جلال الدين السيوطي / في تفسيره الدر المنثور .

الحافظ أبو نعيم في كتاب ما نزل من القرآن في علي (ع) ـ وحلية الأولياء ـ .

أبو الحسن الواحدي النيسابوري في تفسير غرائب القرآن .

الطبري في تفسيره الكبير .

نظام الدين النيسابوري في تفسيره غرائب القرآن .

” كلهم ذكروا الحديث في تفسير الآية الكريمة : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته )(41).

محمد بن اسماعيل البخاري في تاريخه ج1 / 375 .

مسلم بن الحجاج في صحيحه ج2 / 325 .

أبو داود السجستاني في سننه .

محمد بن عيسى الترمذي في سننه .

ابن كثير الدمشقي في تاريخه .

الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ج4/281 و 371 .

أبو حامد الغزالي في كتابه سر العالمين .

ابن عبد البر في الاستيعاب .

محمد بن طلحة في مطالب السؤل .

ابن المغازلي في ” المناقب ” .

ابن الصباغ المالكي في كتابه الفصول المهمة : ص 24 .

البغوي في مصابيح السنة .

الخطيب الخوارزمي في المناقب .

ابن الأثير الشيباني في جامع الأصول .

الحافظ النسائي في الخصائص وفي سنته .

الحافظ الشيخ سليمان الحنفي القندوزي في ينابيع المودة .

ابن حجر في الصواعق المحرقة ، بعدما ذكر الحديث في الباب الأول ص25 ط الميمنية بمصر ، قال ـ على تعصبه الشديد الذي اشتهر به ـ : إنه حديث صحيح لا مرية فيه وقد أخرجه جماعة كالترمذي والنسائي وأحمد ، وطرقه كثيرة جدا .

الحافظ محمد بن يزيد المشهور بابن ماجة القزويني في سننه .

الحاكم النيسابوري في مستدركه .

الحافظ سليمان بن أحمد الطبراني في الأوسط .

ابن الأثير الجزري في كتابه أسد الغابة .

سبط ابن الجوزي في كتابه تذكرة خواص الأمة : 17 .

ابن عبد ربه في العقد الفريد .

العلامة السمهودي في جواهر العقدين .

ابن تيمية في كتابه منهاج السنة .

ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب وفي فتح الباري .

جار الله الزمخشري في ربيع الأبرار .

أبو سعيد السجستاني في كتاب الدراية في حديث الولاية .

عبيد الله الحسكاني في كتاب دعاة الهدى إلى أداء حق المولى .

العلامة العبدري في كتاب الجمع بين الصحاح الستة .

الفخر الرازي في كتاب الأربعين ، قال : أجمعت الأمة على هذا الحديث الشريف.

العلامة المقبلي في كتاب الأحاديث المتواترة .

السيوطي في تاريخ الخلفاء .

المير علي الهمداني في كتاب مودة القربى .

أبو الفتح النطنزي في كتابه الخصائص العلوية .

خواجة بارسا البخاري في كتابه فصل الخطاب .

جمال الدين الشيرازي في كتابه الأربعين .

المناوي في فيض الغدير في شرح الجامع الصغير .

العلامة الكنجي في كتابه كفاية الطالب / الباب الأول .

العلامة النووي في كتابه تهذيب الأسماء واللغات .

شيخ الإسلام الحمويني في فرائد السمطين .

القاضي ابن روزبهان في كتاب إبطال الباطل .

شمس الدين الشربيني في السراج المنير .

أبو الفتح الشهرستاني الشافعي في الملل والنحل .

الحافظ الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد .

ابن عساكر في تاريخه الكبير .

ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة .

علاء الدين السمناني في العروة لأهل الخلوة .

ابن خلدون في مقدمته .

المتقي الهندي في كنز العمال .

شمس الدين الدمشقي في كتاب أسنى المطالب .

الشريف الجرجاني الحنفي في شرح المواقف .

الحافظ ابن عقدة في كتاب الولاية .

ذكرت لكم المدارك والمصادر التي جاءت في خاطري وحضرت في ذهني ولو راجعنا كل مصادر هذا الحديث لوصلت إلى ثلاثمائة مصدر من كبار أعلامكم ومحدثيكم ، رووه بطرق شتى عن أكثر من مائة صحابي من أصحاب النبي (ص).

ولو جمعناها لاحتاجت إلى مجلدات عديدة ، كما أن بعض علمائكم قام بهذا الأمر الهام وألف كتابا مستقلا في حديث الولاية ، منهم ابن جرير الطبري ، المفسر والمؤرخ المشهور من أعلام القرن الثالث والرابع الهجري ، روى حديث الولاية عن خمس وسبعين طريقا في كتاب أسماه : ” الولاية ” .

والحافظ ابن عقدة أيضا من أعلام القرن الثالث والرابع الهجري ألف كتابا في الموضوع ، أسماه ” الولاية ” جمع فيه مائة وخمس وعشرين طريقا نقلا عن مائة وخمسة وعشرين صحابيا من أصحاب رسول الله (ص) مع تحقيقات وتعليقات قيمة .

والحافظ بن حداد الحسكاني من أعلام القرن الخامس الهجري ألف كتابا أسماه : “الولاية ” تطرق فيه إلى الحديث وإلى واقعة الغدير بالتفصيل .

وذكر كثير من محدثيكم الأعلام : أن عمر بن الخطاب كان يظهر أو يتظاهر بالفرح ذلك اليوم فصافح عليا عليه السلام وقال : بخ بخ لك يا علي أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة .

شاهد أيضاً

ليالي بيشاور – 19 حوارات اسلامية و بحوث هادفة

الغلاة ليسوا من الشيعة : لقد نسبت أشعار الغلاة الإيرانيين إلى الشيعة الموحدين المؤمنين، فخلطت ...