الرئيسية / تقاريـــر / الفيلسوف الروسي دوغين: ايران الحليف الأفضل لروسيا

الفيلسوف الروسي دوغين: ايران الحليف الأفضل لروسيا

الوقت- في حوار اجرتها وكالة أنباء “بارس تودي” مع المُنظّر الروسي الشهير الكسندر دوغين، قال ان ايران هي الحليف الافضل لروسيا وان التحالف بين طهران وموسكو هي أولوية بالنسبة للقوة الأوراسية الموحدة.

وقال الفيلسوف والخبير الروسي الشهير “الكسندر غليويج دوغين”، زعيم حركة اوراسيا في حواره الهاتفي: تمتع ايران بمكانة خاصة في الساحة الاستراتيجية حيث تمنح المساحة المناسبة لأوراسيا للحفاظ على استقلالها عن طريق المحيط الاطسي. وأضاف: بإمكان العلاقة الايرانية الروسية ان تتطور الى مستوى أهم تحالف موجود بل ينبغي عليها ذلك، لتتمكن ايران من الدفاع عن نفسها ضد القوى الامبریالية في الغرب، وفي الوقت نفسه السماح لروسيا بالانضمام إلى المياه الدافئة التي كانت دائما الهدف الرئيسي لسياستها الخارجية.

وقال دوغين ان التحالف بين ايران وروسيا لا غنى عنه من اجل اقامة اوراسيا قوية ومستقلة وآمنة ومستقرة، حيث ان جميعها في طريقها للتحقق.

واردف قائلا: العلاقات الايرانية-الروسية تأتي في الدرجة الاولى وتُجسد نوعا من التقارب لإقامة اوراسيا قوية ومستقلة. وفي حديثه بشأن ضرورة التعاون الاستراتيجي بين البلدين، أوضح أنه يجب الالتفات اننا جميعا نقاتل على الخط المقدم للجبهة، نحن نقاتل جنبا الی جنب الجيش الايراني في سوريا، وقد اتّبعنا استراتيجية واحدة تجاه الشرق الاوسط، نحن جميعا أعداء الوهابيين والراديكاليين الذين يُعتبرون تهديدا لإيران وروسيا. مواقفنا تجاه المملكة العربية السعودية واحدة، علاقتنا مع بغداد جيدة، لذلك فإن التحالف الشيعي-الروسي حقيقة قد وُجدت فعلا ونحن جميعا نقاتل في جبهة واحدة على الخطوط الأمامية.

وفيما يتعلق بتعزيز سطح معرفة شعوب البلدين باحدهما الآخر قال دوغين: “على المستوى الثقافي والفكري وكذلك التاريخي، توجد هنالك مجالات متعددة وكثيرة للمراجعة، لأننا لا نملك نفس الفهم لثقافة بعضنا البعض وتجاه المجتمع كما هو مُستحق.

ايران ليست مجرد بلد بل حضارة

كما صرّح الفيلسوف الروسي: من وجهة نظري، يجب أن يقوم التحالف بين إيران وروسيا على مختلف أوجه التشابه في التراث الأوروبي، وفهم دور وأهمية الثقافة الإيرانية تجاه التقاليد الأوروبية، وفهم معرفة الشعب الإيراني بالانجازات العظيمة للحضارة الروسية. ايران ليست مجرد دولة بل حضارة. لذلك، هذه المعرفة المتقابلة يجب ان تكون قائمة على اساس توسيع الوحدة الاستراتيجية بين البلدين.

وأضاف دوغين: في الوقت الراهن لدينا ظروف جيدة لإستراتيجيات مشتركة في الشرق الاوسط في اسيا المركزية ومناطق مختلفة أخرى. اذا نظرنا بتمعن الى من هم اصدقائنا واعدائنا، آنذاك سنجد حلفائنا في المنطقة.

وقال في ذات الوقت: في الحقيقة لدينا معلومات قليلة وضئيلة عن بعضنا وعلينا تغيير هذا الوضع. نشرت مؤخرا كتابا تحت عنوان (Iranian Loga) والذي يعني الفكر والروح الايراني، وسعيت من خلال هذا تدوين الكتاب، الى تبيين ثقافة المفكرين والعلماء الايرانيين بكل ما فيه من غنى وفحوى الى العالَم، بالشكل الذي يكون مفهوما للروس وللمجتمع الروسي لأن غالبية الايرانيين يحاولون الاقتراب من الروس، لكنهم لديهم معتقداتهم الخاصة بهم كما ان الايرانيين لا يفقهون فكر وروح الروس.

ولذلك، فإن نشر هذا العمل عن أفكار وروح الإيرانيين باللغة الروسية في روسيا، فضلا عن كتاب اخر بعنوان علم الاجتماع الروسي، مكتوبة باللغة الفارسية، سيتم نشرها في إيران، والتي تم مناقشتها بعمق في علم الاجتماع، على حد سواء يمكن أن يكون الكتابين بداية لحوار عميق بين الثقافة الإيرانية الإيرانية.

الدفاع عن دخول ايران الى منظمة شانغهاي للتعاون

وقال زعيم حركة اوراسيا فيما يخص تأثيرات عضوية ايران الايجابية في منظمة شانغهاي للتعاون: أرى وجود إيران في منظمة شنغهاي للتعاون في غاية الأهمية. لقد دافعت دائما عن موقف إيران ودخولها إلى منظمة شنغهاي للتعاون، وقد قاتلت وفكرت به، كونها ستخلق توازنا كاملا للقوة.

في البداية، كانت هذه المنظمة في الغالب روسية-صينية، ولكن بعد انضمام الهند وباكستان، عاد هذا التوازن. وتابع: إن أكبر الدول، أكبر القوى الأوراسية، قد توحدت في منظمة شنغهاي للتعاون، وإيران هي واحدة من أكبر الدول الآسيوية، وينبغي أن تكون في هذه المنظمة، كما كنت أعتقد دائما.

وأعتقد أيضا أن تركيا، وهي بلد آخر في هذه القارة، والتي ابتعدت مؤخرا عن الولايات المتحدة، ينبغي قبولها في منظمة شنغهاي للتعاون. لذلك، نحن نجمع جميع القوى الكبرى في القارة في منظمة شانغهاي للتعاون، والتي يمكن ان تكون بديلا عن القوة الغربية وخلق اوراسيا مستقلة وحرة داخل منظمة شانغهاي للتعاون.

واضاف دوغين ان ايران يمكن ان تلعب دورا رئيسيا في منظمة شانغهاي للتعاون. إيران ليست مجرد قوة في المنطقة، بل يمكن أن تكون نواة أو قلب هذه المنظمة، لأن تحالف إيران مع روسيا يمكن أن يكون أهم تحالف في النظام الأوراسي بأسره. سياسة روسيا ليست موحدة.

لدينا شبكة ألاطلنطي داخل روسيا وهي تسعى لتعويق علاقات روسيا مع ايران؛ فهي تحاول منع إيران من الانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون، ولكن في الوقت نفسه، فإن تأثير قوى بوتين الوطنية تبذل الكثير من الجهد لدخول إيران إلى منظمة التعاون شنغهاي. المرحلة ليست سهلة جدا، ولكن على الرغم من هذا، فإن العملية تتقدم.

وقال “من وجهة نظري، هناك اختلاف في العلاقة بين ايران والولايات المتحدة واسرائيل التي لا علاقة لها بروسيا لكنها قوية جدا”. وعلى الرغم من جهودهم الرامية الى منع ايران من الانضمام الى منظمة شانغهاي للتعاون، تحاول القوات الوطنية الروسية دعم ايران دفاعا عن مطالبها بالانضمام الى المنظمة. وأنا متأكد من أن إيران ستنضم إلى هذه المنظمة في منظمة شنغهاي للتعاون المقبلة.

قرب باكو من إيران

وقال الكسندر دوغين، حول دور ايران وروسيا في مجال التعاون في بحر قزوين “من وجهة نظري، هناك بعض القضايا الفنية في هذا الصدد بين دولنا”. ولكننا بصفة عامة نتفق على المسائل الأساسية فيما يتعلق بتقسيم حدود بحر قزوين. وقال إنه من وجهة نظري، فإن تغيير الحالة الراهنة لأذربيجان هو في صالحنا، مما يعني أن باكو ستكون أقرب إلى إيران. وهناك العديد من المشاريع الحدودية بين طهران وباكو، ضمن ان كازخستان هي حليفة روسيا.

ليس لدينا دور إيران وروسيا فقط هنا، اللذان لهما دور في خلق مساحة مشتركة لبحر قزوين، ولكن أيضا دول أوراسيا أخرى لها دور إيجابي تلعبه. لدينا تفاصيل هذه المذكرة بين بلداننا، ومن وجهة نظري خلق مثل هذا الجو العظيم رائع، ولكن بشكل عام، موقفنا من هذه القضية هو نفسه وينبغي أن تكون منطقة بحر قزوين خالية تماما من تأثير ونفوذ الغرب، وهذه هي قضية داخلية للشعب والناس الذين يعيشون في هذه المنطقة.

واضاف “اننا نعارض اي وجود اجنبي في المنطقة، وان قضايا بحر قزوين تحتاج الى حل من خلال السكان المجاورين للبحر، ومن وجهة نظري، يجب ان نقضي على اي معارضة وحواجز تعيق التعاون ونجاح جميع دول بحر قزوين.

التحالف الروسي مع الشيعة

وقال زعيم حركة أوراسيا حول تقييم دور إيران وروسيا في سوريا: “برأيي، فإن تحالف إيران وروسيا في سوريا هو عامل مهم يسهم في الحفاظ على الأمن الإقليمي للبلاد واستعادتها، وقد طبّقنا تحالف الجيش الشيعي والروسي، ولا تشمل في ذلك إيران فقط ، بل أيضا بغداد، القوات الشيعية العراقية، وحزب الله اللبناني.

واضاف: “لدينا هذه الجيوش الخمسة من روسيا وايران وسوريا والعراق وحزب الله في لبنان التي طغت وتغلبت على الوهابيين المدعومين من المجاميع المتطرفة التكفيرية في السعودية”. لدينا نفس الاستراتيجية كما كان من قبل وسنبقى عليها وهذا عامل مهم للانتصار.

واردف: “يجب ان لا نفقد تركيا. إنها بديل جيد. الوهابيون ليسوا كذلك. وهم يقاتلون ضد الوهابيين. يجب أن نعتبر الأتراك حليف خاص لأنفسنا، وهذا يتطلب منا تلبية مطالب الأتراك والأكراد من أجل الحفاظ على سيادة سوريا. ويجب علينا أيضا تقديم اقتراحات للمجاميع السنية السورية مثل الصوفية.

وأشار دوغين: هناك العديد من المناقشات والقضايا طويلة الأمد بين سوريا والمجموعات السنية التي ينبغي النظر اليها بعين الاعتبار. وعلينا أن نحميهم من حرب الحضارات هذه، التي استُبدلت الى حرب بين الأديان والمذاهب. هذه الحروب ليست حربا بين الأديان، إنها استراتيجيات تُفرضها إسرائيل والولايات المتحدة، وتدعمها المملكة العربية السعودية، والآن تدفع إيران وروسيا، قطر إلى الخروج من هذا الوضع، وتعزز الموقف الذي تعرض الى تهديد من قبل السعودية.

التحالف الايراني-الروسي-السوري

وقال الكسندر دوغين: إن التحالفات اخرى بدأت تتطور وتنمو في سوريا، ولكن أهمها التحالف بين إيران وروسيا. إن تضامننا وتعاوننا ووحدتنا تصب في مصلحة وحدة وسيادة سوريا ودعم بشار الأسد، الرئيس السوري السابق والمستقبلي لسوريا.

عندما يعود السلام والأمن إلى سوريا، يمكننا أن نعطي السوريين الفرصة لاختيار الزعيم الديمقراطي، لكن أولا يجب أن نهيئ الظروف من أجل إحلال السلام لخلق السيادة والأمن الإقليمي في سوريا، وهذا أمر مهم للتقدم وتحقيق الانتصارات في هذه الحرب حيث ان في الحقيقة، التعاون بين إيران وروسيا من أهم عواملها؛ وعلى أساس تعاون إيران وروسيا، يمكننا تعزيز التحالف الشيعي والروسي إذ يتطلب ذلك دخول شركاء آخرين من أجل إحلال السلام والاستقرار في سوريا.

شاهد أيضاً

ما يقوله القرآن في آية الكرسي/3- آية الكرسي والعناية الإلهية – سماحة الشيخ فاضل الصفار

إقرأ المزيد .. السيد خامنئي: “إسرائيل” أوقعت نفسها في الفخ.. وفي طريقها إلى الزوال الإمام ...