الرئيسية / من / الصحة والعافية / الرسالة الذهبية في الطب الرضوي

الرسالة الذهبية في الطب الرضوي

02 ولم يكتف «ع» بذلك بل أكد على تأثير الافراط في تناول بعض المواد الغذائية وأضرارها أيضاً ، فقال : « وكثرة أكل البيض وادمانه يورث الطحال ورياحاً في رأس المعدة ، والامتلاء من البيض المسلوق يورث الربو والابتهار وأكل اللحم النيء يورث الدود في البطن ، وأكل التين يقمل الجسد اذا أدمن عليه » ثم قال : « والاكثار من أكل لحوم الوحش والبقر يورث تيبس العقل ، وتحيير الفهم ، وتلبد الذهن ، وكثرة النسيان » . 

 وقد استهل الامام «ع» الفصل الخامس في بيان الوقاية من الامراض التي قد تحدث من تغيير الهواء المفاجئ ـ كما يحدث ذلك في الحمام ـ فقال عليه السلام : « واذا أردت دخول الحمام ، وأن لا تجد في رأسك ما يؤذيك فابدأ عند دخول الحمام بخمس حسوات ماء حار ، فأنك تسلم بأذن الله تعالى من وجع الرأس والشقيقة » . 
 وجاء تقسيمه لبيوت الحمام بأوجز تقسيم ووصفه بأحسن وصف ، بقوله : « البيت الاول بارد يابس ، والثاني بارد رطب ، والثالث حار رطب ، والرابع حار يابس » 
 
ثم أشار عليه السلام الى منفعة الحمام للجسد من الناحيتين التشريحية والفسلجية ، فأبدى نصحه في استعمال الادهان والعقاقير قبل وبعد دخول الحمام لترطيب وتلطيف الجسد والاعضاء ، لان للجلد اهمية عظمى في التخلص من عدد لا يستهان به من المواد السامة ، فتنقية الجلد وفتح مسامه وتلطيفه من الامور المهمة للانسان . 

 وقد جاءت تعليماته نصائحه الطبية القيمة العامة في الفصل السادس حفاظاً على صحة وسلامة الاجهزة الداخلية بصورة عامة ، فنصح بعدم حبس البول والمني ، وعدم اطالة المكث على النساء وقاية للجهاز التناسلي مما قد يعرض عليه بسبب ذلك من اخطار . ثم كرر النصح بالعناية التامة بالفم وملحقاته ، لاهمية موقعه الحساس . 

كما نصح بعدم استعمال الماء بين الطعام ، لتأثيره ضعف المعدة بقوله : « ومن أراد أن لا تؤذيه معدته فلا يشرب بين طعامه ماء حتى يفرغ ، ومن فعل ذلك رطب بدنه ، وضعفت معدته ، ولم تأخذ العروق قوة الطعام ، فانه يصير في المعدة فجأ اذا صب الماء على الطعام » . 

 وأوضح كيفية الاستلقاء عند النوم رعاية للجهاز الهضمي . 
 كما اهتم عليه السلام ايضاً بالجهاز العصبي ، لاهمية ذلك ، فأبدى النصح لمن اراد الزيادة في قوة الحافظة بأن يأكل الزبيب وغير ذلك ، كما يأتي في محله . 
 
ثم جاءت ارشاداته عليه السلام في الفصل السابع من هذه الرسالة الذهبية للمسافر خاصة ، فأوصى بالاحتراز من بعض الامور التي تضطره طبيعة السفر اليها ، كاختلاف المأكل والمشرب وغيرها . 
 فنصح بالاحتراز من السير في الحر الشديد وهو ممتلئ الجوف مؤكداً أضراره على الجسم . كما نصح بمزج ماء كل بلد يسافر اليه بماء أو طين بلده الذي ولد فيه موضحاً فوائد ذلك . ثم كرر نصائحه باستعمال المياه العذبة ، وفرق بين المياه العسرة والثقيلة في الاستعمال . 

 ثم اختص الفصل الثامن بقوى النفس ، وانها تابعة لمزاجات الابدان ، ومزاجات الابدان تابعة لتصرف الهواء ، فاذا برد مرة ، وسخن أخرى تغيرت بسببه الابدان . 
 فالامام عليه السلام قسم جسم الانسان الى طبائع أربع : « الدم والبلغم والمرة الصفراء والمرة السوداء » . ثم خص الاعضاء الرئيسة بالجسد كل عضو بواحد من هذه الطبائع الاربع ، فقال عليه السلام : « ان الرأس والاذنين والعينين والمنخرين والانف والفم من الدم » مشيراً الى أن الرأس هو محل الاحساس والادراك ، وأنه مركز العروق والشرايين المؤدية الى أجهزة الجسم لغزارة الدم في دورتها فقد وصفها بأنها من الدم . 

 كما خص البلغم والريح بالصدر ، لاجتماع البلاغم فيه من الدماغ وسائر الاعضاء ، ويكثر الريح فيه بالاستنشاق المستمر . 
 وخص الشراسيف ـ وهو الجهاز الهضمي وتوابعه ـ بالمرة الصفراء لقربها من الصفراء أو لانها داخلة في تكوينه . 
 وأخيراً خص أسفل البطن بالمرة السوداء اشارة الى سواد الطحال . وهو يشمل أيضاً الكلى والمجاري البولية والتناسلية وغيرها . 
 واهتم عليه السلام في الفصل التاسع براحة الانسان مستضيئاً بقوله تعالى : « قل أرأيتم ان جعل الله عليكم النهار سرمداً الى يوم القيامة من اله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون » 
ليأخذ المخلوق فيه قسطاً من الراحة في جو هادئ ، وليعوض قواه المفقودة في عمله . 

 فجاءت نصائحه في كيفية النوم ، حين يستلقي الانسان على فراشه . وبه يكون سكون الحواس الظاهرة ، وبه يستكمل هضم الطعام ، والافعال الطبيعية للبدن . 
 وكرر عليه السلام في الفصل العاشر اهتمامه بصحة الاسنان ، وأوضح بعض التعليمات الضرورية في الحفاظ عليها من المؤثرات الخارجية ، والنصح بعنايتها والاهتمام برعايتها . فأوصى باستعمال بعض المواد النافعة للاسنان والمجلية لها . 
 
وقد قسم امامنا عليه السلام في الفصل الحادي عشر أحوال الانسان وقواه الجسمانية حسب الفترات الزمنية الى أربعة أقسام : ـ الاولى فترة الصبا ، وتكون في الاعوام الخمسة عشر الاول ، تليها فترة الشباب حتى يبلغ السن الخامسة والثلاثين ، فيكون بعدها سن الشيخوخة حتى يتم الستين من العمر ، تليها فترة الهرم والذبول ويكون الجسم فيها في ادبار وانعكاس ما عاش . 
 
ثم أوضح فوائد الحجامة ، وأوقاتها ، وشروطها الصحية في الفصل الثاني عشر مشيراً الى مواضع الفصد ، والحجامة في البدن ، مبيناً العوامل المساعدة في تخفيف آلامها ، وطرق عملها ، كما أكد في ختام بيانه في هذا الفصل على بعض الاضرار والاعراض التي قد تحدث من استعمال بعض المضادات أثناء الحجامة أو الفصد ، وكيفية الوقاية منها . 
 
وقد أشار امامنا عليه السلام في الفصل الثالث عشر الى عدم توافق تراكيب بعض المواد كيمياوياً ، مما يعرض البدن لاجتماعها ، في بعض الاحيان الى مخاطر واضرار قد تؤدي نتائجها الى الهلاك . 
 فقد أشار في بعض فقرات هذا الفصل الى اسباب بعض الامراض التي قد يكون أحد اسبابها التضاد في اختلاطات الامعاء وتعفناتها . 

واختتم عليه السلام هذه الرسالة الذهبية بآداب الجماع ، مشيرا الى الشروط الصحية الواجب اتباعها ، والتي قد يؤدي اهمالها الى امراض أو علل غير محمودة ، موضحاً أهمية التوافق والانسجام بين الجنسين ، وضرورة الملاعبة والملاطفة قبل الجماع ، مشيراً الى احدى المراكز الحساسة والمؤثرة في اثارة الغريزة الجنسية عند المرأة ، لكي يحرز كل منهما نصيبه من هذه العملية الحساسة . 

كما حذر من مجامعة النساء في فترة الحيض ، مستضيئاً بقوله تعالى : « ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن ) . 

 وكانت لمساته الاخيرة في ابداء نصحه بالالتزام بهذه الارشادات والتعليمات والتحذير من اهمالها . 

 

4

تحياتي لكم أحبتي وأسألكم الدعاء

شاهد أيضاً

الولايات المتحدة تعتزم إرسال جنرالات لوضع خطط للعملية المقترحة في رفح

تعتزم الولايات المتحدة الأمريكية إرسال جنرالات لوضع خطط للعملية المقترحة في مدينة رفح جنوبي قطاع ...