الرئيسية / صوتي ومرئي متنوع / مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم ( عليه السلام )49

مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم ( عليه السلام )49

– وفي البحار ( 1 ) عن المناقب عن داود الرقي قال : بلغ السيد الحميري أنه ذكر عند
الصادق فقال ( عليه السلام ) : السيد كافر ، فأتاه وقال : يا سيدي أنا كافر مع شدة حبي لكم ومعاداتي
الناس فيكم !
قال ( عليه السلام ) : وما ينفعك ذاك وأنت كافر بحجة الدهر والزمان ، ثم أخذ بيده ، وأدخله بيتا ، فإذا
في البيت قبر ، فصلى ركعتين ، ثم ضرب بيده إلى القبر ، فصار القبر قطعا ، فخرج شخص من
قبره ينفض التراب عن رأسه ولحيته ، فقال له الصادق ( عليه السلام ) : من أنت ؟ قال : أنا محمد بن علي
المسمى بابن الحنفية . فقال ( عليه السلام ) : فمن أنا ؟ قال : جعفر بن محمد حجة الدهر والزمان .
فخرج السيد يقول : تجعفرت باسم الله فيمن تجعفرا .
– ومنه ( 1 ) عن عباد بن صهيب قال : كنت عند جعفر بن محمد ( عليه السلام ) فأتاه نعي السيد
فدعا له وترحم عليه ، فقال له رجل : يا بن رسول الله وهو يشرب الخمر ، ويؤمن بالرجعة ،
فقال ( عليه السلام ) : حدثني أبي عن جدي أن محبي آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) لا يموتون إلا تائبين وقد تاب ورفع
مصلى كان تحته ، فأخرج كتابا من السيد يعرفه أنه قد تاب ، ويسأله الدعاء .
قتل الدجال وهو رئيس أهل الضلال
– يدل عليه ما رواه الصدوق ( ره ) في كمال الدين ( 2 ) بإسناده عن الصادق ( عليه السلام ) قال : إن
الله تبارك وتعالى خلق أربعة عشر نورا قبل خلق الخلق بأربعة عشر ألف عام فهي أرواحنا ،
فقيل له : يا بن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومن الأربعة عشر ؟ فقال : محمد ( صلى الله عليه وآله ) وعلي ، وفاطمة والحسن
والحسين ، والأئمة من ولد الحسين ( عليهم السلام ) آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبته ، فيقتل الدجال ،
ويطهر الأرض من كل جور وظلم .
– وفيه ( 3 ) أيضا بإسناده عن النزال بن سبرة ، قال : خطبنا أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب ( عليه السلام ) ، فحمد الله عز وجل وأثنى عليه ، وصلى على محمد وآله ثم قال ( عليه السلام ) : سلوني أيها
الناس قبل أن تفقدوني ، ثلاثا ، فقام إليه صعصعة بن صوحان ، فقال : يا أمير المؤمنين متى
يخرج الدجال ؟ فقال له ( عليه السلام ) : اقعد فقد سمع الله كلامك ، وعلم ما أردت ، والله ما المسؤول
عنه بأعلم من السائل ، ولكن لذلك علامات وهيئات يتبع بعضها بعضا ، كحذو النعل بالنعل ،
فإن شئت أنبأتك بها ، قال : نعم يا أمير المؤمنين .
فقال ( عليه السلام ) : احفظ ، فإن علامة ذلك إذا أمات الناس الصلاة ، وأضاعوا الأمانة ، واستحلوا
الكذب وأكلوا الربا ، وأخذوا الرشا ، وشيدوا البنيان وباعوا الدين بالدنيا ، واستعملوا
السفهاء ، وشاوروا النساء ، وقطعوا الأرحام ، واتبعوا الأهواء ، واستخفوا بالدماء وكان العلم ( 4 )
ضعيفا ، والظلم فخرا ، وكانت الأمراء فجرة ، والوزراء ظلمة والعرفاء خونة ، والقراء فسقة ،
وظهرت شهادة الزور ، واستعلن الفجور وقول البهتان والإثم والطغيان ، وحليت المصاحف ،
وزخرفت المساجد ، وطولت المنارات ، وأكرم الأشرار ، وازدحمت الصفوف ، واختلفت
القلوب ، ونقضت العهود ، واقترب الموعود ، وشارك النساء أزواجهن في التجارة حرصا
على الدنيا ، وعلت أصوات الزناديق واستمع منهم .
وكان زعيم القوم أرذلهم ، واتقي الفاجر مخافة شره ، وصدق الكاذب ، وائتمن الخائن ،
واتخذت القيان والمعازف ، ولعن آخر هذه الأمة أولها ، وركب ذوات الفروج السروج ،
وتشبه النساء بالرجال ، والرجال بالنساء ، وشهد الشاهد من غير أن يستشهد ، وشهد الآخر ،
قضاء لذمام بغير معرفة ، وتفقه لغير الدين ، وآثروا عمل الدنيا على عمل الآخرة ، ولبسوا
جلود الضأن على قلوب الذئاب ، وقلوبهم أنتن من الجيف وأمر من الصبر ، فعند ذلك الوحا
الوحا ، ثم العجل العجل ، خير المساكن يومئذ بيت المقدس ، وليأتين على الناس زمان
يتمنى أحدهم أنه من سكانه .
فقام الأصبغ بن نباتة فقال : يا أمير المؤمنين ، من الدجال ؟ فقال ( عليه السلام ) : ألا إن الدجال صائد
ابن صائد ( 1 ) فالشقي من صدقه والسعيد من كذبه ، يخرج من بلدة يقال لها أصفهان . من قرية
تعرف باليهودية ، عينه اليمنى ممسوحة ، والعين الأخرى في جبهته تضئ كأنها كوكب
الصبح ، فيها علقة كأنها ممزوجة بالدم ، بين عينيه مكتوب كافر ، يقرأه كل كاتب وأمي ،
يخوض البحار ، ويسير معه الشمس بين يديه جبل من دخان وخلفه جبل أبيض ، يري الناس
أنه طعام .
يخرج حين يخرج في قحط شديد ، تحته حمار أحمر . خطوة حماره ميل ، تطوى له
الأرض منهلا منهلا ، ولا يمر بماء إلا غار إلى يوم القيامة ، ينادي بأعلى صوته يسمع ما بين
الخافقين من الجن والإنس والشياطين ، يقول : إلي أوليائي أنا الذي خلق فسوى ، وقدر
فهدى ، أنا ربكم الأعلى ، وكذب عدو الله ، إنه أعور يطعم الطعام ويمشي في الأسواق وإن
ربكم ليس بأعور ولا يمشي ولا يزول ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
ألا وإن أكثر أتباعه يومئذ أولاد الزنا وأصحاب الطيالسة الخضر يقتله الله عز وجل بالشام
على عقبة أفيق ، لثلاث ساعات مضت من يوم الجمعة على يد من يصلي خلفه المسيح
عيسى ابن مريم ( عليه السلام ) .
ألا إن بعد ذلك الطامة الكبرى . قلنا : وما ذلك يا أمير المؤمنين ؟ قال : خروج دابة الأرض
من عند الصفا ، معها خاتم سليمان بن داود ، وعصى موسى ( عليه السلام ) تضع الخاتم على وجه كل
مؤمن ، فينطبع فيه هذا مؤمن حقا . وتضعه على وجه كل كافر فيكتب فيه هذا كافر حقا ، حتى
إن المؤمن لينادي الويل لك يا كافر ، وإن الكافر ينادي طوبى لك يا مؤمن ، وددت أني كنت
مثلك فأفوز فوزا عظيما .
ثم ترفع الدابة رأسها فيراها من بين الخافقين بإذن الله جل جلاله ، وذلك بعد طلوع
الشمس من مغربها ، فعند ذلك ترفع التوبة ، فلا يقبل توبة ولا عمل ينفع : * ( ولا ينفع نفسا
إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ) * .
ثم قال ( عليه السلام ) : لا تسألوني عما يكون بعدها فإنه عهد إلي حبيبي رسول الله أن لا أخبر به
غير عترتي .
فقال النزال بن سبرة : فقلت لصعصعة بن صوحان : ما عنى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بهذا ؟ فقال
صعصعة يا بن سبرة إن الذي يصلي خلفه عيسى ابن مريم ( عليه السلام ) هو الثاني عشر من العترة ،
التاسع من ولد الحسين بن علي ( عليه السلام ) وهو الشمس الطالعة من مغربها يظهر عند الركن والمقام
فيطهر الأرض ، ويضع ميزان العدل ، فلا يظلم أحد أحدا فأخبر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أن حبيبه
رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عهد إليه أن لا يخبر بما يكون بعد ذلك إلا عترته الأئمة ( عليهم السلام ) .
أقول : لا ريب في حكم الشرع والعقل السديد بأن قاتل هذا الكافر العنيد يستوجب أن
يدعى له بالنصر والتأييد ، ثم إن هذا الخبر وإن كان ضعيفا باشتماله على عدة مجاهيل ، لكن
أكثر ما تضمنه معتضد بغيره من الأخبار المروية عن الأئمة الأطهار .
وههنا فوائد ينبغي التنبيه عليها :
الأولى : أن قوله ( عليه السلام ) : والله ما المسؤول عنه بأعلم من السائل ، يدل على أن ذلك من
الأمور البدائية ، التي يتطرق إليها احتمال التقدم والتأخر ، وليس لها وقت معين كما أن ظهور
مولانا الغائب ( عليه السلام ) أيضا من هذا القبيل ، وقد أشرنا إلى ذلك في تنبيهات الغيبة من حرف
الغين المعجمة .
الثانية : أن الدجال عليه اللعنة إنما يكون ساحرا ، وما يخيل إلى الناس من سير الشمس
معه ، الخ إنما هو بسحره ، ويدل على ما ذكرنا قوله ( عليه السلام ) : يري الناس أنه طعام ، وأما قوله ( عليه السلام ) :
تطوى له الأرض ، فإنما هو بسبب عظمة حماره ، وهذا الكلام كناية عن سرعة سيره كما
لا يخفى .
الثالثة : أن خروج دابة الأرض إنما يكون في زمن ظهور المهدي عجل الله تعالى فرجه ،
وقد وردت أخبار عديدة بأن المراد بها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .

شاهد أيضاً

الإسرائيلي لم ولن يربح الحرب وواشنطن تاجر لا يهمّه من لبنان إلا مصالح تل أبيب

أكّد المفتي الجعفري الممتاز الشّيخ ​أحمد قبلان​، أنّ “لا شيء أهمّ ممّا يجري على جبهة ...