الرئيسية / الاسلام والحياة / الفكر معيار قيمة الإنسان – اية الله دستغيب

الفكر معيار قيمة الإنسان – اية الله دستغيب

الفكر معيار قيمة الإنسان : اية الله دستغيب 

تقاس قيمة الإنسان بما يحمله من أفكار في الأمور المعنوية؛ فهو بواسطة هذا الفكر يتجاوز حدود الحيوانية والصغائر، ليرقى إلى الدرجات الإنسانية العليا؛ والترقّي المعنوي لابن آدم إنّما يتحقّق بفضل تفكيره في الأمور الباقية. يقول الشاعر:

معيار شخصك بالتفكّر في الذي

 

يبقى.. فلست سوى عظام وعروق

ولدينا آيات متعددة في القرآن المجيد، يعبر فيها سبحانه وتعالى أنّ مخلوقاته كافّة إنّما هي أدلّة وآيات حقّ، لمن يتفكّر فيها ويتدبّرها. يقول سبحانه:

(إنّ في ذلك لآيةً لقوم يتفكّرون)[1][1].

كما يمتدح عزّ وجل أولئك الذين يذكرون الله (.. ويتفكّرون في خلق السموات والأرض)[2][2].

بل هو يذمّ أولئك الذين يعرضون عن التفكّر والتدبّر بقوله:

(أفلا يتدبّرون القرآن، أم على قلوب أقفالها)؟![3][3].

التفكّر في المجرّدات مفيد

ما أكثر ما يختلط الأمر على البعض بين موضوع التفكّر، ونسج الخيال؛ فالفكر هو البحث عن العلم واليقين، وعلى أساس (مبادئ معلومة)، للوصول إلى المراد المجهول؛ فما لم ينطلق الفكر من مبدأ صحيح واضح فسيخفف في الوصول إلى النتيجة المتوخّاه، كما سيجر صاحبه ـ إلى حدّ ما ـ للوقوع في نسج الخيال.

ومن التفكّر الذي يبعث على سمّو الإنسان، التفكّر في المجرّدات؛ وإلاّ، فأين ما هو خير من عبادة ستين سنة[4][4]، وأين ما يدعى بمخّ العبادة[5][5]؟.

والتفكّر هو المسير من الباطل نحو الحق؛ هو التخلّص من الباطل، والوصول إلى الحقّ نتيجة لهذا التفكّر؛ في حين أنّ الخيال يبلغ بصاحبه إلى ظلمات الجهل والأوهام الباطلة، ويقعد به عن الوصول إلى أي نتيجة.

أوّل التفكّر: التنّبه إلى جهل النفس

أوّل التفكّر والسير في الطريق الصحيح إنّما ينطلق ـ ومنذ البداية ـ بالخروج من الجهل المركّب للنفس؛ أي: اعتراف الإنسان وإحساسه بجهله لأمور كثيرة، وأنّ عليه التصدي لها للخروج من هذا الجهل؛ فيبعث هذا الإحساس لديه تحرّكا يدفعه للتفكّر، وبعد التأمل في النتائج تظهر له موجباتها، ويتضح الطريق أمامه.

وبديهيّ أنّ أدلَّة وبراهين (الميزان) وعلم المنطق والقواعد التي تتصل بهذا الموضوع، هي عوامل مساعدة على الارتقاء بالفكر وتصحيحه، غير أن ما هو أكثر منها أهميّة وبعثاً على الرضا، إنّما هو رعاية الله عزّ وجلّ وعنايته، فالطريق ـ في الحقيقة ـ هو الطريق الذي يرسمه الله جلّ وعلا.


[1][1] سورة النحل: الآية 11.

[2][2] سورة آل عمران: الآية 191.

[3][3] سورة محمد: الآية 24.

[4][4] إشارة إلى الحديث الشريف: (تفكّر ساعة خير من عبادة ستّين سنة [سبعين سنة] ).

[5][5] إشارة إلى الحديث الشريف: (مخ العبادة التفكّر).

Overall rating

 
 

 

شاهد أيضاً

الفكر معيار قيمة الانسان – بالتفكّر تتكامل المعرفة الفطرية

بداية الدين الإلهي وأوّل دعوات الأنبياء ومناهج المذاهب الإلهية معرفة الله تعالى. أوّل نقلة فكرية ...