الرئيسية / صوتي ومرئي متنوع / ياصاحب الزمان.. أي أرض تقلك أو ثرى – حيدري نظر

ياصاحب الزمان.. أي أرض تقلك أو ثرى – حيدري نظر

توجد حالات في كل سنة تتكرر على مر العصور ويحس بها جمع من المؤمنين وليس الجميع.

هي حالات شوق وبكاء في مكانات معينة وازمان محدودة.

ليس لها من تفسير الا لمن كان له قلب بصير عاشق ومتيم ,مفعم بالحب والشوق للقاء المستحيل.

من هذه الأوقات ونحن الآن في أيامها مسيرة الأربعين لزيارة الإمام الحسين عليه السلام.

من أن تنوي المسير إلى كربلاء الامام الحسين عليه السلام .

من أي مكان قاصدا لواحد من آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أو ممن يرمز له من مقام او مساجد، وهذا يشمل المغتربين في أوطانهم أو أماكن تواجدهم.

تشعر بحالات غريبة جدا حالة من الخشوع، خطوات من الصمت، حالة من الرهبة، دموع جارية بمناسبة سماع شيء أو بدونه، نوع من التهيب والانتباه، حالة من الراحة النفسية العجيبة.

تلازمها فرحة في حزن، لايوجد في المحيط شيء، لكن هي موجودة، لاتفصح بلسانك عنها،

لاتستطيع وصفها، هي عشق هي حب، هي رحمة،

هي دفأ في يوم قارص، هي نسمة في يوم صائف،

هي دمعة لحبيب مفقود، هي هي إلى انقطاع النفس.

هذا كله في المسير، أن تواجد الطعام والشراب تأكل وتشرب دون اكتراث، لاتشعر بالثقل من كثرت الطعام أو الشراب،

تشعر بلذة فيهما كأنك ماأكلت مثله و ما شربت،

لذة المسير كلذة الطفل بمحالب أمه يبكي إذا منع منها،

وبالعكس لو سار في طريق ليس فيه خدمات الطعام والشراب والمنام ،

لأستوطن الوحشة بعشق، وما جاع وما عطش، وان نام على التراب،

نام نومة هنيئة ,نومة عز وشموخ، ولعله ما نام مثلها مرة في حياته، لكنه يرى فيها لذة الشوق للحبيب.

كلنا نصلي وندع ولكن الصلاة في هذا المسير لاتوصف من خشوع وصدق وتوجه لله عزوجل،

والدعاء كأنك ما سمعته من قبل، وشعور لما يحصل عليه.

وان سدل الليل استاره لاتحس بالوحشة في الطريق، انه طريق العشق طريق امين حتى الوحوش في البر تحرسك .

وان وصلت الهدف على فرض قبل المناسبة، يعني وصلت كربلاء أو ما قصدته من مرقد اومقام أو مسجد، حسب المسير والمكان،

تشعر بزوال النعم التي كنت بها وعليها،والشعور الذي كنت فيه، ولو رجعت لها في ضمن الزمان والمكان لتجد عودة المشاعر الجياشة.

وان اكمل المسير في وقت الزيارة إلى الهدف ستبقى بنفس الشعور والدمعة ، على لا تطول المدة.

بحثت كثيرا فلم أجد من يرشدني لهذا الشعور وطالت مدة البحث إلى أكثر من عشرين سنة .

حتى توجهت للحبيب الغالي الذي يرشدني أن ضللت الطريق، ويجيبني أن طرقت بابه.

فقدح في خاطري معلومة تحريت بشوق عنها فوجدتها حقيقة غالية، عكف عليها السائرين إلى الله عزوجل.

إلا وهي أن الإمام الغريب، إلا أن الإمام المحجوب، إلا أن العبد الصالح، الامام صاحب الزمان عليه السلام، في طريق المسير، متواجد في طريق الحق، لأداء الشعائر.

أذا حل الامام عليه السلام في مكان، حلت السكينة فيه، وعلت الأشجار، وجرت الأنهار، وظهرت الينابيع، وزاد ظل المكان ، وكثرت انعامه، واذا رحل رحلت.

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ ياصاحب الزمان

السلام عليك حينَ تَقْعُدُ،

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تَقْرَأُوَتُبَيِّنُ،

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تُصَلّي وَتَقْنُتُ،

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تَرْكَعُ وَتَسْجُدُ،

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تُهَلِّلُ وَتُكَبِّرُ،

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تَحْمَدُ وَتَسْتَغْفِرُ،

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تُصْبِحُ وَتُمْسي،

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ فِي اللَّيْلِ اِذا يَغْشى وَالنَّهارِ وَالنَّهارِ اِذا تَجَلّى.

شاهد أيضاً

ميزان الحكمة أخلاقي، عقائدي، اجتماعي سياسي، اقتصادي، أدبي – محمد الري شهري

المصلين (1). وقد عرف حقها من طرقها (2) وأكرم بها من المؤمنين الذين لا يشغلهم ...