الرئيسية / تقاريـــر / البعد الأخلاقي والتربوي لولاية الفقيه – سالم الصباغ

البعد الأخلاقي والتربوي لولاية الفقيه – سالم الصباغ

إن ولاية الفقيه والتي هي امتداد لولاية أولي الأمر وتطبيقاَ لحاكمية الله عز وجل ، وتفعيلا للعديد من النصوص القراَنية والنبوية الشريفة ، لها بُعدان :

البعد الأول : وهو البعد السياسي والذي يهتم بالحكم وإدارة شئون البلاد والعباد طبقاَ للأوامر والنواهي الألهية ، وخاصة في قوله تعالى :

 يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59) النساءوتطبيقاَ لمبدأ الحاكمية الإلهية ( إن الحكم إلا لله ) وهذا ماينصرف الذهن إليه عندما يستمع الفرد لكلمة ( ولاية الفقيه ) ،

ولعل هذا البعد من أهم إنجازات الثورة الإسلامية في إيران وإمامها المجدد الخميني رضوان الله عليه والذي أخرج هذا المصطلح من مصادره الشرعية من قرأن وسنة نبوية شريفة إلى نطاق الواقع والظهور على الأرض ، بعد أن كان تطبيق الشريعة في هذا العصر بعيد المنال ، وأمل من الأمال ، بل قل حلم من الأحلام ، ولذلك ففي الرواية الشريفة التي تحدثت عن دور أهل فارس في أخر الزمان نجد عبارة ( لو كان الإيمان عند الثريا لتناوله رجل من فارس ) صحيح البخاري ومسلم ..

وهذا كان الواقع عشية قيام الثورة الإسلامية في إيران ..البعد الثانى :
وهو البعد التربوى والأخلاقي ، وهو نتيجة مباشرة للبعد الأول ، وهو يعنى أن نظام ولاية الفقيه يهئ البيئة الصالحة والتي تثمر فيها التربية والأخلاق الحسنة … فمما لا شك فيه أن للبيئة التي يعيش فيها الإنسان تأثيرا كبيرا على تربيته وعلى بناء شخصيته ..فقد تذهب جهود الأباء والمعلمين والمفكرين هباءَا عندما يخرج الطفل أو الشاب أو الفتاه للمجتمع فيواجه بالفوضي الأخلاقية ويتنفس أجواء الإنحرافات والفساد في المجتمع ، ويسلم عقله لأجهزة الإعلام وبرامجها وفضائياتها وأفلامها ومسلسلاتها والتي تقدم نجوم المجتمع علي أنهم هم الفنانين واللاعبين ، فتغسل أدمغة الجميع وتتبخر كل دروس تربية الأسرة أو المعلم .

فمن منَا من لايخشي على أولاده وأسرته في مجتمعاتنا العربية والإسلامية ..؟ولذلك عندما يخضع المجتمع للتعاليم الألهية ، ويوجد قانون لضبط أخلاقيات المجتمع مستمد من التعاليم الألهية ، ويشرف عليها عالم عارف عادل ، طبقاَ لنظام لا يتجاهل إرادة جماهير الشعب ، يصبح هذا النظام هو الحاضنة لأبناء الامة ، ويدعم مجهودات الأباء والأمهات والمعلمين في التربية ..

ويستكمل البعد السياسي لولاية الفقيه أو الحاكمية الإلهية .ولذلك ومن خلال هذا الطرح نستطيع أن نجيب علي سؤال أحد المفكرين العرب :
هل المجتمع الصالح يُخرج جيل ذو تربية وأخلاق صحيحة ؟أم أن التربية الصحيحة للأفراد بغض النظر عن نظام الحكم كافية لتنتج مجتمع صالح ؟والإجابة أنه لابد من البعدين السياسى والأخلاقي التربوي لتكامل المجتمع والفرد والأسرة

ومن هذا الطرح نعرف أيضاَ من أين جاءت داعش بهذه الأخلاقيات اللا إنسانية ، أنهم نتاج الفوضى الأخلاقية وتخلي المجتمعات والدول والحكومات عن المنهج الألهي فى الحكم وفي التربية والأخلاق …إن رايتهم السوداء بعيدا عما كُتب عليها من شعار التوحيد ، هي تعبيرا عن المصير الأسود الذي يريدون أن يأخذوا الأمة إليه ، إنهم جيل نتاج اللاتربية التي تعيشها مجتمعاتنا ..

شاهد أيضاً

محاولات هدم قبور الصالحين في التاريخ

‏‪ *محاولة نبش قبر امنة بنت وهب (رضوان الله تعالى عليها)*  *قال الحافظ ابن عقيل ...