الرئيسية / صوتي ومرئي متنوع / وسائل معرفة الله

وسائل معرفة الله

وسائل معرفة الله

أداة معرفة الله تعالى : العقل

ـ الكافي ج 1 ص 48
عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن نوح بن شعيب النيسابوري ، عن عبيد الله بن عبدالله الدهقان ، عن درست بن أبي منصور ، عن عروة بن أخي شعيب العقرقوفي عن شعيب ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول : يا طالب العلم إن العلم ذو فضائل كثيرة : فرأسه التواضع ، وعينه
( 160 )
البراءة من الحسد ، وأذنه الفهم ، ولسانه الصدق ، وحفظه الفحص ، وقلبه حسن النية وعقله معرفة الاَشياء والاَمور ، ويده الرحمة ، ورجله زيارة العلماء .

ـ الكافي ج 1 ص 13
أبوعبدالله الاَشعري ، عن بعض أصحابنا ، رفعه عن هشام بن الحكم قال : قال لي أبوالحسن موسى بن جعفر عليهما السلام : يا هشام إن الله تبارك وتعالى بشر أهل العقل والفهم في كتابه فقال : فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الاَلباب .
يا هشام ، إن الله تبارك وتعالى أكمل للناس الحجج بالعقول ، ونصر النبيين بالبيان، ودلهم على ربوبيته بالاَدلة فقال : وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم . إن في خلق السموات والاَرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الاَرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والاَرض ، لآيات لقوم يعقلون .
يا هشام ، قد جعل الله ذلك دليلاً على معرفته بأن لهم مدبراً فقال : وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ، إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون . وقال : هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلاً ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخاً ومنكم من يتوفى من قبل ولتبلغوا أجلاً مسمى ولعلكم تعقلون . وقال : إن في إختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الاَرض بعد موتها وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والاَرض لآيات لقوم يعقلون . وقال : يحيي الاَرض بعد موتها ، قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون .
وقال : وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الاَكل ، إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون .
( 161 )
وقال : ومن آياته يريكم البرق خوفاً وطمعاً وينزل من السماء ماء فيحيي به الاَرض بعد موتها ، إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون .
وقال : قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً ولا تقتلوا أولادكم من إملاق ، نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ، ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون .
وقال : هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء فيما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم ، كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون .
يا هشام ، ما بعث الله أنبياءه ورسله إلى عباده إلا ليعقلوا عن الله ، فأحسنهم استجابة أحسنهم معرفة ، وأعلمهم بأمر الله أحسنهم عقلاً ، وأكملهم عقلاً أرفعهم درجة في الدنيا والآخرة .
يا هشام ، إن لله على الناس حجتين : حجة ظاهرة وحجة باطنة ، فأما الظاهرة فالرسل والاَنبياء والاَئمة عليهم السلام وأما الباطنة فالعقول .
يا هشام ، إن العاقل الذي لا يشغل الحلال شكره ، ولا يغلب الحرام صبره .
يا هشام ، الصبر على الوحدة علامة قوة العقل ، فمن عقل عن الله اعتزل أهل الدنيا والراغبين فيها ، ورغب فيما عند الله ، وكان الله أنسه في الوحشة ، وصاحبه في الوحدة ، وغناه في العيلة ، ومعزه من غير عشيرة .
يا هشام ، إن الله حكى عن قوم صالحين أنهم قالوا : ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ، حين علموا أن القلوب تزيغ وتعود إلى عماها ورداها . إنه لم يخف الله من لم يعقل عن الله ، ومن لم يعقل عن الله لم يعقد قلبه على معرفة ثابتة يبصرها ويجد حقيقتها في قلبه ، ولا يكون أحد كذلك إلا من كان قوله لفعله مصدقاً ، وسره لعلانيته موافقاً ، لاَن الله تبارك اسمه لم يدل على الباطن الخفي من العقل إلا بظاهر منه وناطق عنه .

( 162 )
ـ رسائل الشريف المرتضى ج 1 ص 127
المسألة التاسعة قد سئل رحمه الله عن الطريق إلى معرفة الله بمجرد العقل أو من طريق السمع .
الجواب : إن الطريق إلى معرفة الله تعالى هو العقل ، ولا يجوز أن يكون السمع ، لاَن السمع لا يكون دليلاً على الشيء إلا بعد معرفة الله وحكمته ، وإنه لا يفعل القبيح ولا يصدق الكذابين ، فكيف يدل السمع على المعرفة . ووجه دلالته مبني على حصول المعارف بالله حتى يصح أن يوجب عليه النظر . ورددنا على من يذهب من أصحابنا إلى أن معرفة الله تستفاد من قول الاِمام ، لاَن معرفة كون الاِمام إماماً مبنية على المعرفة بالله تعالى . . . .
وبينا أن العاقل إذا نشأ بين الناس ، وسمع اختلافهم في الديانات ، وقول كثير منهم أن للعالم صانعاً خلق العقلاء ليعرفوه ، ويستحقوا الثواب على طاعاتهم وأن من فرط في المعرفة استحق العقاب : لابد من كونه خائفاً من ترك النظر وإهماله ، لاَن خوف الضرر وجهه على وجوب كل نظر في دين أو دنيا ، وأنه متى خاف الضرر وجب عليه النظر وقبح منه إهماله والاِخلال به .

ـ الرسالة السعدية للعلامة الحلي ص 54
وخامسها : أن معرفة الله تعالى واجبة ، وليس مدرك الوجوب السمع ، لاَن معرفة الاِيمان يتوقف على معرفة الموجب ، فيستحيل معرفة الاِيجاب قبل معرفة الموجب ، فلو أسندت معرفة الموجب به ، دار .

ـ نهج الحق للعلامة الحلي ص 51
الحق أن وجوب معرفة الله تعالى مستفاد من العقل وإن كان السمع قد دل عليه بقوله : فاعلم أنه لا إله إلا الله ، لاَن شكر المنعم واجب بالضرورة وآثار النعمة علينا ظاهرة ، فيجب أن نشكر فاعلها ، وإنما يحصل بمعرفته ، ولاَن معرفة الله تعالى واقعة للخوف الحاصل من الاِختلاف ، ودفع الخوف واجب بالضرورة .
( 163 )
وقالت الاَشعرية : إن معرفة الله تعالى واجبة بالسمع لا بالعقل فلزمهم ارتكاب الدور المعلوم بالضرورة بطلانه ، لاَن معرفة الاِيجاب تتوقف على معرفة الموجب فإن من لا نعرفه بشيء من الاِعتبارات البتة نعلم بالضرورة أنا لا نعرف أنه أوجب ، فلو استفيدت معرفة الموجب من معرفة الاِيجاب لزم الدور المحال !
وأيضاً لو كانت المعرفة إنما تجب بالاَمر لكان الاَمر بها إما أن يتوجه إلى العارف بالله تعالى أو إلى غير العارف والقسمان باطلان ، فتعليل الاِيجاب بالاَمر محال . أما بطلان الاَول فلاَنه يلزم منه تحصيل الحاصل وهو محال . وأما بطلان الثاني : فلاَن غير العارف بالله تعالى يستحيل أن يعرف أن الله قد أمره وأن امتثال أمره واجب ، وإذا استحال أن يعرف أن الله تعالى قد أمره وأن امتثال أمره واجب استحال أمره وإلا لزم تكليف ما لا يطاق . وسيأتي بطلانه إن شاء الله تعالى .

 

0073ff3f-0e9d-4d28-837c-39e51ab5d309

شاهد أيضاً

20-21-22-23-24 صلوات الليالي ودعوات الايّام في شهر رمضان

صلوات اللّيلة العشرين والحادِية والعشرين والثّانِيَة والعِشرين والثّالِثَة والعِشرين والرّابعة والعِشرين: في كُل مِن هذه ...