الرئيسية / شخصيات اسلامية / آية الله “جواد التبريزي”.. فقيه “قم”

آية الله “جواد التبريزي”.. فقيه “قم”

الميرزا جواد التبريزي (1926 تبريز – 2006 قم). هو مرجع شيعي اثني عشري إيراني متوفى. وقد عُرف باسم الميرزا التبريزي والإمام التبريزي.

 

حياته

حياته

ولد المرجع جواد التبريزي (1345 هـ.ق-1926م- 1305هـ ش) في مدينة تبريز وفي نفس مركزها وهي من المدن المهمة في إيران، من اسرة شيعية، وكان والده الحاج علي من التجار في مدينة تبريز.
وفي سن السادسة من عمره ، دخل المدرسة الأكاديمية، وبعد إكماله مرحلة الابتدائية والثانوية فيها، كما تعلم المتون في الصرف والنحو والمنطق والبلاغة.
التحق بالحوزة العلمية في تبريز، وأخذ حجرة في مدرسة الطالبية وكان معه في الغرفة الشيخ محمد تقي الجعفري والذي كان يكبره بأربع سنين تقريباً وشرع في قراءة الشرائع واللمعة والمعالم والقوانين والمطول وأتمّ السطوح عند علماء وفضلاء تبريز.
وبعد أن أكمل السطح، ترك الحوزة العلمية في تبريز وانتقل إلى الحوزة الأهم في إيران وهي حوزة العملية بمديمة قم المقدسة،في 1364 هـ.ق وكان عمره وقتها 19 سنة، وأخذ حجرة في مدرسة الفيضية، والتي تعتبر مركز الدراسة في الحوزة في ذلك الوقت، ولا زالت.
وتتلمذ على يد آية الله العظمى المرحوم السيد محمد الحجة الكوه كمري فقهاً وأصولاً، ولمدة أربع سنين، وحضر عند الفقيه آية الله آغا رضي الزنوزي التبريزي أربع سنين أيضاً، في الفقه الذي كان من تلامذة المرحوم الخراساني، وأيضاً لازم من حين وصوله إلى قم درس المرجع الكبير الإمام البروجردي فقهاً وأصولاً ولمدة سبع سنين، وهي مدة إقامته في قم المقدسة. وصار “مجتهداً” قادراً على استنباط الأحكام الشرعية، هو في عمر ستة وعشرين سنة، ومن ثم قرر بعدها السفر إلى النجف الأشرف.

 

في النجف الأشرف

في النجف الأشرف

وقد غادر قم إلى النجف في في حدود سنة 1371هـ.ق. توجه فوراً إلى زيارة أميرالمؤمنين، ثم نزل ضيفاً على صديقه آية الله الشيخ ميرزا علي الغروي التبريزي،، فنزل عليه ضيفاً في غرفته بمدرسة الخليلي، ثم تهيأت له غرفة في مدرسة القوام الواقعة خلف مسجد الطوسي.
وقد التحق بالمرجع الشيعي المردع الشيعي آيه أبو القاسم الخوئي في النجف الاشرف، وكان السيد يلقي بحثاً في الأصول بعد صلاة المغرب والعشاء في مسجده الذي يقيم فيه صلاة الجماعة، والمعروف بمسجد الخضراء، وكان البحث في تلك الجلسة حول أنه هل يجب الفحص في الشبهات الموضوعية أم لا، وقد اختار السيد ما هو المعروف من عدم وجوب الفحص في الشبهات الموضوعية.
وبعد أن قضي في النجف سبعة أشهر أو ثمانية ، تزوج، وكان ثمرة الزواج ثلاثة ذكور وأربع بنات.
وفي النجف كان ملازمًا لدرس المردع الشيعي آية الخوئي فقهاً وأصولاً حتى طلب الخوئي منه حضور جلسة الاستفتاء التي لا يحضرها أحد إلا بإذن خاص من المرجع الشيعي الأعلي في ذلك الوقت، وكان من المشتركين بالجلسة إضافةً إلى التبريزي، محمد باقر الصدر، ومجتبى اللنكراني، وصدرا البادكوبي، والوحيد الخراساني، الممرجع الشيعي الحالي آية الله علي السيستاني، وعلي أصغر الأحمدي الشاهرودي.
وقد ولازم التبريزي درس المرجع الشيعي الخوئي تسع سنين ومجلس استفتائه أكثر من عشرين سنة. وكان يرقى منبر أستاذه الخوئي ويلقي درسه بالكفاية وغيره من السطح.
وبعد وفاة المرجع الشيعي ايه الله الحكيم بعام شرع، التبريزي في تدريس الخارج فقهاً على مكاسب الشيخ، والأصول من أول الدورة.

 

العودة إلى إيران:

العودة إلى إيران:

في عام 1393هـ قرر ايه الله جواد التبرزي، العودة إلى إيران، وذلك للمضايقات من قبل حكومة العراق لعلماء النجف وخاصة من أصول إيرانية، فتركة النجف وعاد إلى الحوزة العلمية في قم.
فنزل قم المقدسة واحتف به طلابها. وشرع في درسه خارج المكاسب والأصول في بيته، ومن ثم في مسجد (عشق علي)، ولما كثر تلاميذه انتقل إلى حسينية ارك القريبة من داره إلى أن كثر حضّار الدرس كثرةً لا يسعهم المكان فانتقل إلى المسجد الأعظم بالحرم المطهر، حتى أصبح من أساطين الحوزة العلمية، وبلغ عدد تلاميذه أكثر من ألف طالب.
فعرف عنه سيطرته على صناعة الاستنباط والتطبيق، واستحضاره لمتون الكبريات الفقهية والأصولية بشكل متميز دقيق، سريع الالتفات لخصائص الفروع المختلفة عند المقايسة بينها.

 

مرجعيته الشيعية:

مرجعيته الشيعية:

لقد تصدّى ايه الله التبريزي للمرجعية بعد وفاة ايه الله العظمي أبو القاسم الخوئي في 1992م. بعد طلب جمع من العلماء والفضلاء الذين رأوا فيه الجدارة والكفاءة العلمية والعملية لمنصب المرجعية وأشاد بفضله الكثير من أساتذة الحوزة وفضلائها كما أعلنت جماعة المدرسين عن ترشيحها لسبعةٍ من العلماء للمرجعية، كان آية الله العظمى الميرزا جواد التبريزي من ضمنهم.
وكذلك أصدرت جماعة روحاني مبارز طهران عن طرحها لثلاثةٍ من العلماء وكان التبريزي ايضا من من ضمنهم، وأخذت مرجعيته ترتقي وتتسع شيئاً فشيئاً في إيران وخارجها، كالكويت والسعودية والقطيف وقطر والبحرين ولبنانوسوريا والعراق، وكذلك في البلدان الأوروبية وأستراليا وإفريقيا.

 

مؤلفاته

مؤلفاته

له العديد من المؤلفات في علوم الفقه وعلم الأصول والعقائد، بما يفيد طلاب العلم الشرعي في الحوزات العلمية الشيعية.
أ ـ في الفقه:
وله 13 مؤلفًا في الفقه، منها 7 رسائل عملية يرجع إليها المقلدون، وهي: 
1- “توضيح المسائل” باللغة الفارسية. 
2- “مسائل منتخبة”. 
3- “منهاج الصالحين” يقع في جزئين: الأول في العبادات، والثاني في المعاملات.
4- “صراط النجاة”، وهو عبارة عن أجوبة الاستفتاءات التي كانت ترد عليه، ومن ضمنها الاستفتاءات التي كانت ترد على السيد الخوئي بعد إضافة رأيه عليها. 
5- “مناسك الحج”. 
6- “استفتاءات في مسائل الحج”. 
7- “أحكام النساء في الحج والعمرة”.
ومن مؤلفاته في الفقه: 
1- التهذيب في مناسك الحج والعمرة (مجلدان). 
2- كتاب القصاص. 
3- أسس القضاء والشهادة. 
4- أسس الحدود والتعزيرات. 
5- طبقات الرجال وهو بحث موسع في الرجال. 
6- حاشية على العروة الوثقى.
ب ـ في الأصول:
1- إرشاد الطالب في شرح المكاسب، أربع مجلدات (مطبوع). 
2- دروس في مسائل علم الأصول، على متن الكفاية، يقع في خمسة أجزاء.
ج ـ في العقائد:
1ـ اعتقاداتنا. 
2ـ الأنوار الإلهية في المسائل العقائدية. 
3- فدك. 
4- نفي السهو عن النبي (صلى الله عليه وآله). 
5ـ رسالة مختصرة في النصوص الصحيحة على إمامة الأئمة الإثني عشر (عليهم السلام). 
6ـ رسالة مختصرة في لبس السواد. 
7ـ ظلامات فاطمة الزهراء. 
8ـ عبقات ولائية. 
9ـ تنزيه الأنبياء. 
10ـ الشعائر الحسينية.

 

وفاته

توفي المرجع الشيعي الأعلي آية الله جواد التبريزيت، بعد مرض لازمه عدة سنوات، ليلة الثلاثاء في 28 شوال سنة 1427هـ، الموافق 20 نوفمبر سنة 2006م، وصلى عليه آية الله العظمى الشيخ الوحيد الخراساني، في تشييع مهيب، ودفن في حرم السيدة فاطمة المعصومة في مدينة قم المقدسة، بجانب ضريح آية الله العظمى الشيخ الأراكي وآية الله العظمى بهاء الديني.

المصدر:

شاهد أيضاً

محاولات هدم قبور الصالحين في التاريخ

‏‪ *محاولة نبش قبر امنة بنت وهب (رضوان الله تعالى عليها)*  *قال الحافظ ابن عقيل ...