الرئيسية / تقاريـــر / آمال ترامب الواهية من الحظر على إيران

آمال ترامب الواهية من الحظر على إيران

 أبو رضا صالح

كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يطمح في جني أولى ثمارة اليوم السادس من أغسطس من شجرة حظر إيران وتهديدها.. لكن يبدو الآن أن آماله وأمانيه قد تطول.

اليوم ليس اليوم الأول لعودة إجراءات الحظر الأميركي على إيران، فإيران ومنذ 40 عاماً خاضت خبرات عديدة مع إجراءات الحظر الأميركية عليها، تنوعت بين البسيطة والمركبة والعقوبات المشلة.

من دون شك هناك القليل من البلدان التي استطاعت أن تنجو من هكذا عقوبات. فسهام المقاطعات الأميركية كانت وعلى مر حياة الثورة الإسلامية مصوبة نحوها، وذلك بهدف معين وهو تغيير النظام في إيران، ومن الواضح أنها أخفقت دوماً في تحقيق ذلك.

باعتلاء دونالد ترامب سدة الحكم في الولايات المتحدة، باتت إيران في مرمى سهام أشد الحملات وعلى شتى المستويات الإعلامية والدبلوماسية والاقتصادية، حيث تم التركيز في جميع المستويات على “التهديد الإيراني” على المجتمع الدولي، لكن الجمهورية الإسلامية كانت تأمل أن تكون وفي ظل الانفاق النووي مع مجموعة 5+1 بمنأى عن المقاطعات.

النكث المكرر لإجراءات الحظر وخاصة من قبل الولايات المتحدة، وتهديدات التاجر الجمهوري ترامب المتوالية بخروجه من الاتفاق النووي، أحدثت ظروفا لا تختلف كثيراً عن فترة الحظر. نهاية وفي مايو الماضي تحول تهديد ترامب إلى حقيقة، وفي نقض واضح للمواثيق الدولية أعلن انسحابه الأحادي من الاتفاق النووي.

خروج أميركا من الاتفاق النووي جاء معارضاً لسائر حلفائها على الأرض، إضافة إلى أن ترامب قام بالتحشيد الدولي دبلوماسياً ضد إيران، كما استقطب الإعلام الأميركي والعربي والعبري ضد الجمهورية الإسلامية. ومنذ ذلك الحين إلى يومنا هذا يعني السادس من أغسطس أي موعد عودة الجزء الأول من إجراءات الحظر الأميركي ضد الجمهورية الإسلامية، يعود الجزء الأول من جميع إجراءات الحظر بشكل غيررسمي أي يجري سريانها طبقاً للقوانين الداخلية الأميركية.

في الأشهر الاربعة الأخيرة اعترت سوق الذهب والعملة الصعبة والسيارات في إيران اضطرابات – وليس تماما كما بالشكل الذي كان ترامب يرغب فيه – وهذا هو أقصى ما كان يمكن أن يحدث.

في الأشهر الاربعة الأخيرة لم تر بعض الشركات الأجنبية المتأثرة بتهديدات ترامب من الصلاح البقاء للعمل في إيران وغادرت البلاد، هذا في حين أن جزءا كبيرا من الشركات الأجنبية الأخرى تجاهلت ترامب وتهديداته ولم تغض الطرف عن المصالح والمنافع التي تجنيها من التعاون والعمل مع إيران. وعلى سبيل المثال لا الحصر يمكن الإشارة إلى هبوط 5 طائرات أي تي آر الإيطالية يوم الأحد في طهران ضمن 13 طائرة تم شراؤها.

الحقيقة أن إيران اليوم تختلف عن إيران ما قبل الاتفاق النووي، كما أن أميركا تختلف عن ماقبل الاتفاق. فإجراءات الحظر المعطلة في مجالات الذهب والمعادن الثمينة والطائرات والعملة الصعبة والسجاد وغيرها تعود للعمل بشكل رسمي اليوم في حين أنها كانت سارية منذ أربعة أشهر، وقد اجتازت إيران جميع تبعاتها المحتملة خلال هذه الفترة. هذا في حين أن إجراءات الحظر الأميركية تعود في ظروف لم تعد مسنودة بقرارات دولية أو إجماع دولي ضد إيران.

فخلافاً لسابقاتها تعود إجراءات الحظر الأميركي اليوم في وقت باتت القليل من دول العالم تساند ترامب، وباتت القليل من الحكومات توافق ترامب في توجهاته ضد إيران، ولذلك فهي تعود في ظروف ارتفع عدم ثقة الإيرانيين بأميركا إلى أوجه، كما أن الانسجام الإيراني في العداء لترامب بات في أعلى مستوياته.

قبل هذا كان جون بولتون قد اقترح على ترامب أن ينسحب من الاتفاق النووي وأن يقترح التفاوض على الإيرانيين، وحين يرد الإيرانيون بالرفض يضع الهجوم العسكري على جدول أعماله. ترامب خرج من الاتفاق النووي، واقترح صاغراً التفاوض مع إيران من دون أية قيود أو شروط، فيما لم يتلق أي رد من الاقتراحات التي عرضها عليه أصدقائه.

اليوم بات ترامب أمام طريقين: أن يصطبر إلى سبتمبر المقبل حيث يشارك في الجمعية العامة للأمم المتحدة آملاً بانفراجة إيرانية لكي يفتحوا باب التفاوض معه.. أو يبقى عاقداً الأمل على التأثيرات المحتملة لمقاطعته لإيران خلال التسعين يوماً القادمة.

ترامب وبعد خيبة أمله من تحليلات بولتون وغيرهم الفاشلة بشأن إيران، بات اليوم يدرك جيداً أن تهديداته ومقاطعاته لإيران لم تعد تجدي نفعاً، وقد يمتدح نفسه أنه قد أحسن صنعاً في عدم الإنصات للجزء الثاني إلى تكهنات بولتون والصقور الآخرين بشأن الهجوم العسكري.

شاهد أيضاً

الولايات المتحدة تعتزم إرسال جنرالات لوضع خطط للعملية المقترحة في رفح

تعتزم الولايات المتحدة الأمريكية إرسال جنرالات لوضع خطط للعملية المقترحة في مدينة رفح جنوبي قطاع ...