الرئيسية / صوتي ومرئي متنوع / أساليب الغزو الفكري للعالم الاسلامي 19

أساليب الغزو الفكري للعالم الاسلامي 19

ثانيا – العلمانية في الإعلام :
العلمانية في التعليم أقدم وأخطر .
والعلمانية في الإعلام أعم وأشمل ومن هنا تكمن خطورتها .
أن التعليم قد يخاطب الآلاف بمناهجه .
لكن الإعلام يخاطب الملايين ببرامجه .
وأكثر هذه الملايين ساذجة تؤثر فيها الكلمة .
مقروءة .
أو مسموعة .
أو منظورة .
فإن كانت طيبة كانت كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في
السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها .
وإن كانت خبيثة كانت كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض
ما لها من قرار . من هنا كان اهتمام الاسلام بالكلمة وأمانتها .
فإما أن ترتفع بالمؤمن إلى معية سيد الشهداء .
وإما أن تهوي بقائلها في النار سبعين خريفا .
وللأسف فإننا نستطيع باطمئنان أن نقرر :
أن وسائل الإعلام المختلفة من صحافة ، وإذاعة ، وتليفزيون
وسينما مسخرة اليوم لإشاعة الفاحشة ، والاغراء بالجريمة ، والسعي
بالفساد في الأرض بما يترتب على ذلك من خلخلة للعقيدة ، وتحطيم
للأخلاق والقيم والمثل وهما ( العقيدة والأخلاق ) أساس لبناء
الاسلام فإذا انهدم الأساس فكيف يقوم البناء ؟ ؟ .
وتتفاوت درجات الفساد في وسائل الإعلام تبعا لهذه الوسائل
فهي في السينما أشد
يليها التليفزيون .
والإذاعة .
والصحافة .
كذلك تتفاوت درجات الفساد بين أقطار الاسلام المختلفة .
قد يقول قائل ولربما كان الفساد في بلاد لا تجاهر به أشد
من بلاد أخرى تجاهر به ، ففيها الزنى واللواط وأكل الربا وشرب الخمر
وغير ذلك من المنكرات .
ونقول ولقد يكون هذا صحيحا لا يمارى فيه عالم ولقد
يكون علاجه واجبا ليس عن طريق الحدود وحدها ، وإنما عن طريق
التربية الصحيحة والعلاج الاجتماعي بوسائله المختلفة . بالقدوة
والأخذ على يد المفسدين مهما كان مركزهم حتى لا تصير الحدود
قصرا على الضعيف دون الشريف .
ومع ذلك فلا يبرر ذلك أن تجهر بلاد بالفاحشة فإن
في ذلك إشاعة لها أيما إشاعة ، أو تتعالن بلاد بالمعصية فإن في ذلك
إغراء بها أيما إغراء وهذا يساعد على سرعة الانتشار ،
ويهون الجريمة على من يتردد في اقترافها ولذا كانت الحدود ردعا
لهذا الشر أن يسري أن يستشري .
وليعلم الناس ما تفعله الصحافة في بلاد المسلمين نختار أربعة
أمثلة من تواريخ مختلفة :
( أ ) مقال نشر بجريدة السياسة الأسبوعية بالقاهرة سنة 1926 م
ذكر فيه كاتب المقال أن بعض الفتيات التركيات يشبهن فتيات أوروبا
وقد تلقى بعضهن العلم في الكلية الأمريكية – بالقسطنطينية وذكرت
واحدة منهن ” إن المرأة التركية اليوم حرة ، فلن نسير في الطرقات في
ظلام ، وأننا نعيش اليوم مثل نسائكم الانجليزيات نلبس أحدث الأزياء
الأوروبية والأمريكية ، ونرقص ، وندخن ، ونسافر وننتقل بغير أزواجنا ”
ويعلق كاتب الجريدة ولا يسع كل محب لتركيا إلا أن يغبطها على
هذه الخطوات .
( ب ) في سنة 1386 ه‍ ( 1966 م ) استضافت أسرة تحرير
الأهرام فيلسوف الوجودية سارتر وعشقيته التي تعيش معه في الحرام
( سيمون دي بوفوار ) ويجهر بهذا الفجور والفساد .
ويدعي الرجال ويدعي النساء ليروا هذه القدوة القبيحة السيئة
وليسمعوا عنها السم الزعاف
( ج‍ ) ويبلغ الفجور في السبعينات أقصى مداه حين تنشر جريدة
الأهرام عن ضبط بيوت للدعارة فيها نساء من بيوتات لم يكن يسمع
عنها من قبل سوء .
وتنشر عن ضبط تلميذات صغيرات في هذه البيوت .
ثم تهون هذه الجريمة تحت عناوين مثيرة .
تلميذة في شقة مفروشة ، إفتحوا أبواب الاختلاط في كل مراحل
التعليم وأطلقوا الحرية للشباب تحت رقابة الأسرة والمدرسة ولا تهمنا
البنت التي تنحرف من أجل فستان ( 1 ) .
( د ) وفي أحد أعداد مجلة النهضة الكويتية سنة 1976 م تحقيق
صحفي في سبع صفحات كبيرة مطرزة بصور مثيرة لفتيات شبه عاريات
وتحت عناوين بارزة كتب بالخط العريض : حصاد المعاكسات في أسواق
الكويت – مغازلات معاكسات همسات نظرات إشارات
أرقام تليفونات
سألت إحدى الصحفيات بعض فتيات الكويت اللاتي
أدلين بأسمائهن كاملة وقصصن ما يحدث لهن من تحرشات بأسلوب
مكشوف حتى أن إحداهن ( ) لم تستحي أن تصرح أن بائع
الأحذية في كل مرة يقيس لها حذاء أو يخلعه يتحسس ساقيها
كما أن بائع الملابس يمسك خصرها بكلتا يديه وتحكي أخرى ( .
. ) أن الملابس تكشف كل شئ ( لأنها شفافة ) وخاصة عند طلوع
الدرج داخل المحل لأن الأضواء توضع على الدرج فتكشف كل شئ
في جسمها . هذا بالإضافة إلى زجاجة العطر التي سكبتها على صدرها
إلى جانب المكياج الصارخ الذي تزين به وجهها ، ولا أدري لماذا تحرص
على مداراته بطرف العباءة ( الشفافة ) بعد كل هذه الزينة التي وضعتها
عليه . ولا ندري ماذا يستفيده القارئ المسلم من مثل هذه التحقيقات
إلا تزيين الانحلال والتهوين من أمره وتعليم من يتعلم .
ونختم القول بالتنويه بما أوصى به المؤتمر العالمي لتوجيه الدعوة
وإعداد الدعاة المنعقد في عام 1397 ه‍ 1977 م بمدينة رسول الله صلى
الله عليه ( وآله ) وسلم منددا بحال الإعلام في البلاد الاسلامية :
” ويندد المؤتمر بالهوة السحيقة التي تردى فيها إعلامنا ولا يزال
يتردى ، عن علم من القائمين به أو عليه أو عن جهل منهم ، فبدلا من
أن يكون الإعلام في البلاد الاسلامية منبر دعوة للخير ، ومنار إشعاع
للحق صار صوت إفساد وسوط عذاب وسكت القادة فأقروا بسكوتهم
أو جاوزوا ذلك فشجعوا وحموا وزلزل الناس في إيمانهم وقيمهم
ومثلهم ولم يعد الأمر يحتمل السكوت من الدعاة إلى الحق ” .

شاهد أيضاً

اليمن – رمز الشرف والتضامن العربي مع غزة فتحي الذاري

  ان الحشد المليوني للشعب اليمني بكافة قواه الفاعلة والاصطفاف الرشيد بقيادة السيد القائد عبدالملك ...