الرئيسية / صوتي ومرئي متنوع / أساليب الغزو الفكري للعالم الاسلامي 26

أساليب الغزو الفكري للعالم الاسلامي 26

الباب الثاني
الاتجاه الماركسي
الفصل الأول :
الوعاء
الفصل الثاني :
المبدأ
الفصل الثالث :
ماذا فعلت الماركسية
بالمسلمين
لم تتغلغل الشيوعية في الشرق الاسلامي كما تغلغل الغرب
ربما لأن الأخير أسبق زمنا وأرسخ قدما .
وربما لأن الأخير أدرك في الوقت المناسب طبيعة هذا الشرق
فكف عن الحرب السافرة لهم في عقيدته وتلون باسم الحضارة
أو المدنية أو التغريب أو لتغيير الاجتماعي لينشر العلمانية ، وتحرير
المرأة ، وإضعاف الدين . دون أن يشعر أكثر المسلمين
لكن الماركسية أخطر على الشرق الاسلامي من الغرب . بما
تحمل في ” أسلوبها ” من ” خداع ” ينطلي على عامة الناس ، خاصة
من يخاطبون أول ما يخاطبون ممن يسمونهم طبقة ” الصعاليك ”
أو البروليتاريا أو طبقة العمال الكادحة وبما تحمل من تخدير لهذه الطبقة
أنها إليها سيئول الحكم ، وأن لها المكاسب من دون سائر
الطبقات ( 1 ) .
ثم بما تحمل في غايتها من تحطيم لعقيدة هذه الأمة وقضاء على
دينها باعتبارها في البداية وفي النهاية قائمة على الكفر بالله والالحاد
في أسمائه ورفض كل الأديان ، وإن اتخذت ” تخطيطا ” مرحليا بعدم
الهجوم على الأديان أو الزعم بأنها تسمح لها بالوجود أو البقاء
أو بالإلتواء بهذه الأديان للقول بأنها هي الأخرى إشتراكية
ويسارية . الخ وهي في سبيل هذه الغاية حين يلوح لها
النصر أو التمكين تدوس كل شئ . وتهلك الحرث والنسل وتغرق
البلاد في حمامات الدم لتقضي على كل خصومها وليظل الردع ماثلا
لكل من تحدثه نفسه بالخروج عليها .
وقد عاشت الماركسية منذ صارت لها دولة تبذل الكثير لنشر
مبادئها ورسمت لنفسها ” خطة ” الزحف عن طريق ” الشعوب ” أو
الطبقات الكادحة ليتم التغيير من القاعدة لكنها منذ سنين قليلة
راحت تجرب ” لعبة ” الولايات المتحدة لتجري التغيير من
” القمة ” بدلا من ” القاعدة ” عن طريق الانقلابات العسكرية .
ونجحت انقلاباتها في بعض البلاد في الاستيلاء على السلطة .
لكن هل تنجح في تغيير القاعدة ؟ .
والماركسية تستعد لترث حضارة الغرب وهو أمر وارد .
أولا : لأنها اليوم تعيش ” شبابها ” وحضارة الغرب تعيش كهولتها
ثانيا : لأن لها من السحر والخداع لعامة الناس وخاصة الطبقة
العاملة ما ليس لغيرها من مبادئ الغرب .
ثالثا : لما يعيشه الغرب الآن من تفسخ وانسلاخ من دينه بما
لا يحميه من ذلك الكفر الصراح .
وأخيرا : لما أشرنا إليه وسوف نشير إليه بإذن الله من أن أساس
الحضارتين واحد فلا غرو أن ترث الأخت أختها
ومن ثم .
فكلماتنا رغم موضوعيتها وأساسها العلمي – تحمل النذير
لامتنا .
أن البساط يسحب من تحت أقدامها
وإن الدمار و ” الفناء ” ينتظرانها
إن هي غفلت بعد اليوم ولو لحظة
أو هي فرطت بعد اليوم ولو ذرة .
ونحسب أن نقطة البداية الطبيعية لمثل هذه المبادئ الخادعة أن
نتعرف وعاءها فكل وعاء بالذي فيه ينضح البيئة التي نشأت فيها
. ثم الرجل الذي نادى بها
ثم نعرض بعد ذلك للمبدأ في أصله
في محاولة تطويره . لتلافي عيوبه .
وأخيرا . لما فعلته الماركسية بالمسلمين
ابتداء . من أرض القرم والقوقاز .
واتنهاء . إلى أرض اليمن والصومال .
والله المستعان . وعليه التكلان . ولا حول ولا قوة إلا بالله
العلي العظيم
وإن الحكام أول المسؤولين ليس فقط أولئك الذين سمحوا لها
– عن علم – بالوجود على أرض المسلمين ليحملوا أوزارهم كاملة يوم
القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم – بل كذلك أولئك الذين
يمهدون لها – عن جهل – الطريق ، ونعني ذلك الفريق الغارق في شهواته
المبذر في أمواله وأموال المسلمين من غير إقامة لعدالة الاسلام الاجتماعية
بين الفقراء والمحرومين .
الفصل الأول
الوعاء
دراسة المبدأ بغير وعائه . دراسة قاصرة .
ذلك أن الفصل بينه وبين ذلك الوعاء فصل تحكمي .
. وإلا .
فإن نافخ الكير ” يمكن أن يخرج مسكا وحامل ” المسك ” يمكن
أن يخرج شرارا . وصدق الله العظيم ” والبلد الطيب يخرج نباته
بإذن ربه : والذي خبث لا يخرج إلا نكدا ” ( 1 )
والحديث عن وعاء الماركسية يشمل : البيئة التي ظهرت فيها .
ثم الرجل الذي نادى بها وحسبنا ذلك .
وإن كان في كثير من النماذج الأخرى الداعية إليها الكثير
من سمات أصحابها الأولين
المبحث الأول
البيئة
ظهرت الماركسية أول ما ظهرت . في أوروبا .
وكان كل شئ هناك يمهد لها .
الدين
الاقتصاد
الفلسفة
ولنعط كلا كلمة
أولا : الدين في القرن التاسع عشر ( 1 ) :
قاست أوروبا الكثير مما آل إليه أمر دينها هذه حقيقة لا بد
الاعتراف بها ففي الوقت الذي بدت تتفتح فيه على العلم وتأخذ
بأسبابه
وفي الوقت الذي اتصلت فيه بالشرق الاسلامي – بأكثر من
طريق – وعرفت عقيدته السهلة وشريعته السمحة . تفتحت آذانها
وعيونها . على دين معقد يصادم العقل ويرهقه . فمن قائل بأقانيم
ثلاثة ( الأب والابن وروح القدس )
ومن قائل ” المسيح ابن الله ” .
ومن قائل ” إن الله هو المسيح بن مريم ”
وكل ذلك تحريف لدين المسيح – عليه السلام وخروج عليه .
فكيف لأبناء ” عصر النهضة ” أن يسيغوا ذلك ” الخط والخبط ”
وكيف بمن سمعوا شيئا عن عقيدة الاسلام ” لو كان فيها آلهة
إلا الله لفسدتا ( 2 ) ” .
” ليس كمثله شئ ” ( 1 ) . ( قل هو الله أحد الله الصمد ، لم يلد
ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ) ( 2 ) .
كيف بمن سمع بهذه البساطة أن يسيغ ذلك التعقيد ؟ ؟ ؟
ثم كيف مع ذلك التعقيد بما انحدر إليه رجال الدين
” كرسي الاعتراف ” صكوك الغفران قرارات الحرمان .
وأخيرا تلك الوصمة التي لا تنسى .
اضطهاد العلم والعلماء . وتكفيرهم . وسوقهم إلى محاكم
التفتيش لترتفع أعظم الرؤوس على أعواد المشانق
لم يكن بعد ذلك غريبا أن ترتفع الصيحة
” أشنقوا آخر ملك بأمعاء آخر قسيس ” .
ثم بأن تكون ” الردة ” عن ذلك الدين
إلى دين ماركس
ثانيا : الاقتصاد في القرن التاسع عشر ( 3 ) :
كانت الرأسمالية في عنفوانها .
أصحاب المزارع الكبيرة ” يمارسون ” الاقطاع .
وأصحاب المصانع – بعد الثورة الصناعية – يمارسون إقطاعا من
نوع آخر
قلة تملك وتكدس الثورات وتعيش حياة ” الترف الداعر ” .
وملايين محرومة تعيش حياة البؤس والشقاء . وتشهد من
قريب من يرفلون في عرق جبينهم .
والتطرف يفضي إلى تطرف ذلك قانون الطبيعة
فليس غريبا أن تستمع الطبقة الكادحة لذلك النداء الخادع .
يا صعاليك العالم اتحدوا فأمامكم عالم تغنمونه وليس عندكم من
شئ تفقدونه عير القيود والأغلال ( 1 ) .
وليس غريبا أن يصدقوا نظرية ” فائض القيمة وإلغاء الملكية
الفردية ” وشيوعية المال وأسطورة : من كل حسب طاقته . ولكل حسب حاجته

شاهد أيضاً

الولايات المتحدة تعتزم إرسال جنرالات لوضع خطط للعملية المقترحة في رفح

تعتزم الولايات المتحدة الأمريكية إرسال جنرالات لوضع خطط للعملية المقترحة في مدينة رفح جنوبي قطاع ...