الرئيسية / شخصيات اسلامية / أمل الآمل للحر العاملي في علماء جبل عامل 9

أمل الآمل للحر العاملي في علماء جبل عامل 9

66 – الشيخ حسين بن شهاب الدين بن حسين بن محمد [ بن
حسين ] ( 4 ) بن حيدر العاملي الكركي الحكيم ( 5 ) .
كان عالما فاضلا ماهرا أديبا شاعرا منشئا من المعاصرين ، له كتب
منها شرح نهج البلاغة كبير ، وعقود الدرر في حل أبيات المطول والمختصر ،
وحاشية المطول ، وكتاب كبير في الطب ، وكتاب مختصر فيه ، وحاشية
البيضاوي ، ورسائل في الطب وغيره ، وهداية الأبرار في أصول الدين
ومختصر الأغاني ، وكتاب الاسعاف ، ورسالة في طريقة العمل ، وديوان
شعره ، [ وأرجوزة في النحو ، وأرجوزة في المنطق ] ( 1 ) وغير ذلك .
وله شعر حسن جيد ، خصوصا مدائحه لأهل البيت عليهم السلام .
سكن إصفهان مدة ثم حيدر آباد سنين ومات بها . وكان فصيح
اللسان حاضر الجواب متكلما حكيما ( 2 ) حسن الفكر عظيم الحفظ
والاستحضار ، توفي في سنة 1076 ، وكان عمره 64 ( 3 ) سنة .
وذكره السيد علي بن ميرزا أحمد في كتاب سلافة العصر وأكثر
مدحه ، فمما قال فيه :
طود رسا في مقر العلم ورسخ ، ونسخ خطه الجهل بما خط ونسخ
[ علا به من حديث الفضل اساده ، وأقوى به من الأدب أقواؤه وسناده ] ( 4 )
رأيته فرأيت منه فردا في الفضائل وحيدا ، وكاملا لا يجد الكمال عنه
محيدا ، تحل له الحبى وتعقد عليه الخناصر ، أوفى على من قبله وبفضله
اعترف المعاصر . . حتى لم ير مثله في الجد على نشر العلم واحياء مواته
وحرصه على جمع أسبابه وتحصيل أدواته . . . ومع ذلك فقد طوى أديمه
من الأدب على أغزر ديمه . . . ( 5 )
ثم أطال في مدحه ، وذكر بعض مؤلفاته السابقة ، وذكر من شعره
شيئا كثيرا ، من جملته قوله :
وأقسم ما الفلك الجواري تلاعبت * بها الصرصر النكباء في لجة البحر ( 1 )
بأكثر من قلبي وجيبا وشملنا ( 2 ) * جميع ولكن خوف حادثة الدهر
وقوله :
جودي بوصل أو ببين * فاليأس إحدى الراحتين
أيحل في شرع الهوى * أن تذهبي بدم الحسين
انتهى ما نقلته من كتاب سلافة العصر .
وعندي من شعره كثير بخطه في مدح أهل البيت عليهم السلام ،
فمنه قوله من قصيدة :
فخاض أمير المؤمنين بسيفه * لظاها وأملاك السماء له جند
وصاح عليهم صيحة هاشمية * تكاد لها شم ( 3 ) الشوامخ تنهد –
غمام من الأعناق تهطل بالدما * ومن سيفه برق ومن صوته رعد –
[ وصي رسول الله وارث علمه * ومن كان في خم له الحل والعقد ] ( 4 ) –
لقد ضل ( 5 ) من قاس الوصي بضده * وذو العرش يأبى أن يكون له ند –
وقوله من قصيدة :
[ ولعمري لا أعذل ابن صهاك * إن بدت منه ريبة أو بذاء ] ( 6 ) –
هل عجيب خبث البنين إذا ما * خبث الأمهات والآباء –
وقوله من قصيدة :
هل أصبحت إلا بصارم حيدر * جزرا تنوشهم السباع كرامها –
فكأنهم إذ صال في أوساطهم * شاء تخلل بينها ضرغامها ( 1 ) –
وقوله من قصيدة :
رضيت ( 2 ) لنفسي حب آل محمد * طريقة حق لم يضع من يدينها –
وحب علي منقذي حين يحتوي ( 3 ) * لدى الحشر نفس لا يفادى رهينها –
وقوله من قصيدة :
أبا حسن هذا الذي أستطيعه * بمدحك وهو المنهل السائغ العذب –
فكن شافعي يوم المعاد ومونسي * لدى ظلمات اللحد إذ ضمني ( 4 ) الترب –
وعندي قطعة من شعره بغير خطه ، منها قوله من قصيدة ( 5 ) :
يطيب عيشي في ربى طيبة * بقرب ذاك القمر الزاهر –
محمد البدر الذي أشرق ال‍ * كون يباهي نوره الباهر –
كونه الرحمن من نوره * فكان كون الفلك الدائر –
حتى إذا أرسله للهدى * كالشمس تغشي ناظر الناضر –
أيده بالمرتضى حيدر * ليث الحروب الأروع الكاسر –
فكان مذ كان ( 6 ) نصيرا له * بورك في المنصور والناصر –
يجندل الابطال ( 1 ) يوم الوغى * بذي الفقار الصارم الباتر ( 2 ) –
وقوله من قصيدة :
خير الأنام محمد ال‍ * مختار ذو المجد الأثيل –
والمعجزات الباهرات * الواضحات بلا شكول –
ماحي الضلال بسيف * وارث علمه بعل البتول –
حامي حمى الاسلام يوم * الروع بالسيف ( 3 ) الصقيل –
لولاه ما نضرت رياض * الحق من بعد الذبول –
لولاه ما أضحى ( 4 ) سلاما * حر نيران الخليل –
إن الأولى جنحوا إلى * طرق الضلال بلا دليل –
لو فكروا في أمرهم * وجدوا السلامة في العدول –
وقوله :
كن قنوعا بحاضر العيش والبس * من غنى النفس كل يوم غلالة –
واقصر الطرف ( 5 ) عن بروق الأماني * فالأماني أدام خبز البطالة –
* * *
67 – الشيخ عز الدين الحسين بن عبد الصمد بن محمد الحارثي
الهمداني العاملي الجبعي ، والد شيخنا البهائي .
كان عالما ماهرا محققا مدققا متبحرا جامعا أديبا منشئا شاعرا عظيم
الشأن جليل القدر ثقة ثقة ، من فضلاء تلامذة شيخنا الشهيد الثاني .
له كتب منها كتاب الأربعين حديثا ، ورسالة في الرد على أهل
الوسواس سماها العقد الحسيني ، وحاشية الارشاد ، ورسالة رحلته وما اتفق
في سفره ، وديوان شعره ، [ وشرح الرسالة الألفية ، ومناظرة لطيفة مع
بعض فضلاء حلب في الإمامة سنة 951 ] ( 1 ) ، ورسالة سماها تحفة أهل
الايمان في قبلة عراق العجم وخراسان رد فيها على الشيخ علي بن عبد العالي
العاملي الكركي حيث أمرهم أن يجعلوا الجدي بين الكتفين وغير محاريب
كثيرة مع أن طول تلك البلاد يزيد على طول مكة كثيرا وكذا عرضها
فيلزم انحرافهم عن الجنوب إلى المغرب كثيرا ففي بعضها كالمشهد بقدر
نصف المسافة خمس وأربعين درجة وفى بعضها أقل ، وله رسائل أخر .
وكان سافر إلى خراسان وأقام بالهراة [ مدة ] ( 2 ) ، وكان شيخ
الاسلام بها ، ثم انتقل إلى البحرين وبها مات سنة 984 وكان عمره 66
سنة ( 3 ) .
وقد أجازه الشيخ الشهيد الثاني إجازة عامة مطولة مفصلة نقلنا منها
كثيرا في هذا الكتاب ، قال في أولها :
( ثم أن الأخ في الله المصطفى في الاخوة المختار في الدين المرتقى عن
حضيض التقليد إلى أوج اليقين الشيخ الامام العامل الأوحد ذا النفس الطاهرة
الزكية والهمة الباهرة العلية والأخلاق الزاهرة الإنسية عضد الاسلام والمسلمين
عز الدنيا والدين حسين ابن الشيخ الصالح العالم العامل المتقي المتفنن خلاصة
الأخيار الشيخ عبد الصمد ابن الشيخ الامام شمس الدين محمد [ الشهير ]
الجبعي أسعد الله جده [ وجدد سعده وكبت عدوه وضده ] ممن انقطع
بكليته إلى طلب المعالي ، ووصل يقظة الأيام بإحياء الليالي حتى أحرز السبق
في مجاري ميدانه وحصل بفضله السبق على سائر [ أترابه و ] أقرانه وصرف
برهة من زمانه في تحصيل هذا العلم وحصل منه على أكمل نصيب وأوفر سهم
فقرأ على هذا الضعيف وسمع كتبا كثيرة . . ) – انتهى ( 1 ) .
ثم ذكر انه أجازه إجازة عامة ، وقد رأيت نسخة التهذيب التي بخط الشيخ
حسين المذكور وهي التي قابلها عند الشهيد الثاني بالنسخة التي بخط الشيخ
الطوسي ، ورأيت مجلدين من النسخة التي بخط الشيخ الطوسي أيضا بين كتب
الشهيد الثاني ، وعليها خط الشيخ حسين بأنه قابل بها .
ولما مات رثاه [ ولده ] ( 2 ) بقصيدة غراء ، ورثاه جماعة من الشعراء
ومن شعره قوله من قصيدة [ طويلة ] ( 3 ) :
محمد المصطفى الهادي المشفع في * يوم الجزاء وخير الناس كلهم –
كفاك فضل كمالات خصصت بها * أخاك حتى دعوه بارئ النسم –
والبيض في كفه سود غوائلها * حمر غلائلها تدلى على القمم –
بيض متى ركعت في كفه سجدت * لها رؤوس هوت من قبل للصنم –
ولا ألومهم أن يحسدوك ( 4 ) فقد * جلت نعالك ( 5 ) منهم فوق هامهم –
مناقب أدهشت من ليس ذا نظر * وأسمعت في الورى من كان ذا صمم –
من لم يكن ببني الزهراء مقتديا * فلا نصيب له في دين جدهم –
أقصر حسين فلا تحصي ( 1 ) فضائلهم * لو أن في كل عضو منك ألف فم ( 2 ) .
ومن قصيدة ولده يرثيه قوله :
يا جيرة هجروا واستوطنوا هجرا * واها لقلب المعنى بعدكم واها –
يا ثاويا بالمصلى من قرى هجر * كسيت من حلل الرضوان أضفاها –
أقمت يا بحر بالبحرين ( 3 ) فاجتمعت * ثلاثة كن أمثالا ( 4 ) وأشباها –
ثلاثة أنت أنداها وأغزرها * جودا وأعذبها طبعا وأصفاها –
حويت من درر العلياء ما حويا * لكن درك أعلاها وأغلاها –
ويا ضريحا سما فوك السماك علا * عليك من صلوات الله أزكاها –
فاسحب على الفلك الأعلى ذيول علا * فقد حويت من العلياء أعلاها –
* * *
68 – السيد حسين بن علي الحسيني العاملي الجبعي .
فاضل عالم صالح ، من تلامذة شيخنا [ الشيخ حسن ابن ] ( 5 ) الشهيد
الثاني ، رأيت الارشاد بخطه ، وله في آخرها ما يدل على أنه قرأه عند الشيخ
حسن تاريخ قراءته سنة 1001 .
* * *
69 – الشيخ حسين بن علي بن خضر بن صالح العاملي الفرزلي ( 6 ) .
فاضل صالح من تلامذة السيد حسين بن محمد بن أبي الحسن العاملي
سكن خراسان بالمشهد وبها مات .
* * *
70 – الشيخ حسين بن علي بن محمد الحر العاملي المشغري ، عم
مؤلف هذا الكتاب .
كان فاضلا عالما فصيحا شاعرا صالحا ، سافر إلى أصفهان وأسكنه
شيخنا البهائي في داره ، وكان يقرأ عنده ( 1 ) حتى مات شيخنا البهائي ،
ومات بعده بمدة يسيرة .
يروي عن الشيخ بهاء الدين وأروي عن والدي عنه ، وكان الشهيد
الثاني جده لامه ، لأنه ابن بنت الشيخ حسن ( 2 ) ، وكذا أخوه الشيخ محمد
الحر ، ويأتي .
* * *

شاهد أيضاً

الجهاد – طريقة العمل

طريقة العمل                                  * العمل  طبق التكليف والأحكام الشرعية                                * كسب محبة الشعب ...