الرئيسية / صوتي ومرئي متنوع / اكثر من 183 سنة مفقودة من تاريخ الإسلام .. أين اختفت ؟

اكثر من 183 سنة مفقودة من تاريخ الإسلام .. أين اختفت ؟

تدوين السنة الشريفة
بدايته المبكرة في عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
ومصيره في عهود الخلفاء إلى نهاية القرن الأول
– السيد محمد رضا الحسيني الجلالي
اكثر من 183 سنة مفقودة من تاريخ الإسلام .. أين اختفت ؟

هذا البحث جدير بالقراءة والتمعن .

التنبيه الثاني

وإذ جاء الحق وزهق الباطل والحمد لله رب العالمين فلننبه حضرة الأستاذ إلى ما قاله عنهم جماعة من أعلام الجماعيين، والعهدة في ذلك عليهم، فمنهم الفقيه الأصولي المتكلم الفيلسوف محمد بن أحمد بن رشد الأندلسي في كتابه الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة إذ ذكر الأشعرية وهم أصحاب الإمام أبي الحسن علي بن إسماعيل بن أبي اليسر الأشعري 

ص 121

البصري فنقل عنهم القول: بأن صفات الله زائدة على ذاته وأنهم يعتقدون أن الله تعالى عالم بعلم زائد على ذاته وحي بحياة زائدة على ذاته (قال): ويلزمهم على هذا أن يكون الخالق جسما لأنه يكون هناك صفة وموصوف وحامل ومحمول (قال) وهذه حال الجسم وذلك لأن الذات لا بد أن يقولوا أنها قائمة بذاتها والصفات قائمة بها أو يقولوا كل واحد منها قائم بنفسه، فإن قالوا بالأول فقد أوجبوا أن يكون جوهرا وعرضا لأن الجوهر هو القائم بذاته والعرض والقائم بغيره والمؤلف من جوهر وعرض جسم ضرورة، وإن قالوا بالثاني فالآلهة كثيرة، وهذا قول النصارى الذين قالوا بأن الأقانيم ثلاثة. انتهى بتلخيص فليراجع (1).

(هامش)

(1) في ص 58 من كتاب الكشف المطبوع سنة 133 ه‍ في المطبعة الجمالية بمصر. (*)

ص 122

وللإمام علي بن أحمد بن حزم الظاهري كلام في شنع الأشعرية أورده في عشرين صة أواخر الجزء الرابع من فصله تناول فيها أبا الحسن الأشعري والعلية من أصحابه كأبي بكر محمد بن الخطيب الباقلاني وسليمان بن خلف الباجي ومحمد بن الحسن بن فورك وأبي جعفر السمناني قاضي الموصل المعاصر لابن حزم وهو أكبر أصحاب الباقلاني ومقدم الأشاعرة في عصره فنسب إليهم من الأقوال ما هو عين الضلال، وإليك بعض ما قال عن كبيرهم أبي بكر الباقلاني إذ نقل عنه القول: بأن لله خمس عشرة صفة كلها قديمة لم تزل مع الله تعالى وكلها غير الله وخلاف الله وكل واحد منهن غير الأخرى منهن وخلاف لسائرها، وإن الله تعالى غيرهن وخلافهن إلى أن قال: وقد صرح الأشعري في كتابه المعروف بالمجالس بأن مع

ص 123

الله تعالى أشياء سواه لم تزل كما لم يزل. حتى قال ابن حزم، ولقد قلت لبعضهم: إذا قلتم إن مع الله خمس عشرة صفة كلها غير الله وكلها لم تزل مع الله فما الذي أنكرتم على النصارى إذ قالوا إن الله ثالث ثلاثة فقال لي: إنما أنكرنا عليهم إذ جعلوا معه شيئين فقط ولم يجعلوا معه أكثر (1) وقال ابن حزم: قالوا كلهم إنه حامل لصفاته في ذاته. قلت: هذا ما نقله ابن رشد عنهم وذكر أن هذا يستلزم أن يكون جوهرا وعرضا لأن الجوهري هو القائم بذاته والعرض وهو القائم بغيره. والمؤلف من جوهر وعرض جسم بحكم الضرورة. قال ابن حزم: وقالوا كلهم إن القرآن لم ينزل به جبرائيل على قلب محمد وإنما نزل عليه شيء آخر

(هامش)

(1) هذا كله موجد في ص 207 من الجزء 4 من الفصل.

ص 124

وهو العبارة عن كلام الله وإن القرآن ليس عندنا البتة إلا على هذا المجاز وإن الذي نرى في المصاحف ونسمع من القراء ونقرأ في الصلاة ونحفظ في الصدور ليس هو القرآن البتة ولا شيء من كلام الله البتة بل شيء آخر وإن كلام الله تعالى لا يفارق ذات الله (1). قال ابن حزم: ولقد أخبرني علي بن حمزة المراوي الصقلي الصوفي أنه رأى بعض الأشعرية يبطح المصحف برجله !. قال: فأكبرت ذلك فقلت له: ويحك هكذا تصنع بالمصحف وفيه كلام الله تعالى؟ فقال لي: ويلك والله ما فيه إلا السخام والسواد وأما كلام الله فلا ! (قال) وكتب إلي أبو المرحي ابن رزوار المصري أن بعض ثقات أهل مصر من

(هامش)

(1) تجد هذا في ص 211 من الجزء 4. (*)

ص 125

طلاب السنن أخبره أن رجلا من الأشعرية قال له مشافهة: على من يقول إن الله قال: قل هو الله أحد الله الصمد، ألف لعنة (1) ! قال ابن حزم: غلاة المرجئة طائفتان إحداهما قائلة بأن الإيمان قول باللسان وإن اعتقد الكفر بقلبه فهو مؤمن عند الله ولي الله في الجنة ! ! (قال): وهذا قول محمد بن كرام السجستاني وأصحابه (قال): والطائفة الثانية القائلة إن الإيمان عقد بالقلب وإن أعلن الكفر بلسانه بلا تقية وعبد الأوثان أو لزم اليهودية أو النصرانية في دار الإسلام وعبد الصليب وأعلن التثليث في دار الإسلام ومات على ذلك فهو مؤمن كامل الإيمان ! ! عند الله، ولي لله من أهل الجنة؟ (قال): وهذا قول أبي محرز جهم

(هامش)

(1) تجد كل ذلك في ص 212 من الجزء 4. (*)

ص 126

وقول أبي الحسن علي بن إسماعيل بن أبي اليسر الأشعري البصري وأصحابهما. إلى آخر ما نقله عن الأشعري وأتباعه وهم الجماعيون كلهم في عصرنا الحاضر والعهدة عليه كما قلناه.

الإعذار في الأنذار

– 6 –

إن الأستاذ محمد كرد علي – رئيس المجمع العلمي العربي بدمشق – اغتر بأناة الشيعة الإمامية، إذ لم تأبه بهفواته في حقها، ولم تحاسبه على شيء من افتراءاته عليها، شأن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما من كل كبير في نفسه، رفيع في مصعده، ذي خلق وادع، وبال واسع، ولب رخي، وذرع فسيح، فظن أنهم مبتذلو

ص 127

الفناء، مباحو الذمار، يضرعون الخد، ويعطون الضيم عن يد، لذلك تمادى عافاه الله وأمعن، وغلا وأوغل راكبا رأسه في بهتهم، ماضيا على غلوائه في ذلك، غير وجل ولا مكترث: جاء شقيق عارضا رمحه * إن بني عمك فيهم رماح لكنهم كرهوا إيقاظ الفتنة الراقدة، وإيقاد الحرب الخامدة، وقد أيقظ هذه الفتنة، وأوقد هذه الحرب العوان الفكرية خصمهم ببهتانه وعدوانه: ضرارا وكفرا بين وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون وقد كان للأستاذ سلف تزلف لبني أمية بمثل هذه الأراجيف، فسخر له بنو أمية كل ما لديهم من حول وطول

ص 128

فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين. والشيعة كانوا إزاء ذلك كله كالجبل الأشم لا يحفل بالعواصف، والبحر الخضم لا يأبه بلفحات الهجير، هذا والعصر ظلم وظلمات، والحياة مهددة بالممات. أما اليوم فنور وحرية يأبيان ذلك كل الإباء، وما على الإمامية لو جابهت النواصب بحقيقتها الناصعة، فأثبتتها بحججها القاطعة، ولعل النواصب يضطروننا إلى هذا فيثيروا بذلك عوانا من المعارك الفكرية، التي لا تحمد عقباها لكن: إذا لم يكن إلا الأسنة مركبا * فما حيلة المضطر إلا ركوبها على الله توكلنا وإليه أنبنا وإليه المصير، ربنا افتح بيننا وبين قومنا لألحق وأنت خير الفاتحين. وقد أعذر من أنذر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. صور جبل عامل عبد الحسين شرف الدين الموسوي

شاهد أيضاً

عجائب بسم الله الرحمن الرحيم – الشيخ مهدي المجاهد

ورد في القرآن الكريم 113 مرة «بسم الله الرحمن الرحيم» في بداية كل سورة ما ...