الرئيسية / تقاريـــر / فخامة الجنرال… جاء وقتك للحسم أو تضيع البلد…

فخامة الجنرال… جاء وقتك للحسم أو تضيع البلد…

سبعة أشهرٍ ونيف، ولم ينجح الرئيس المكلّف بتدوير الزوايا والتقدّم للرئيس عون بتشكيلته الحكومية لتوقيع المرسوم، ولتبدأ عجلة المؤسسات بالعمل على وقع التوازنات الانتخابات النيابية…

سبعة أشهرٍ ثقيلة، ومثقلة بالرهانات والاشتراطات ومطالبات الكتل بالحصص وبتدوير القواعد والموازين، وكلٌّ يشدّ اللحاف الى جانبه طمعاً بحصّةٍ وزاريةٍ، وبوزاراتٍ دسمةٍ تدرّ خدماتٍ وأموال…

سبعة أشهر، والطبقة السياسية وتشكيلاتها وتوازناتها واشتراطاتها في وادٍ والشعب والبلاد والاقليم في وادٍ آخر…

كل شيءٍ يتغيّر ويتقدّم إلّا توازنات ومصالح ومشاحنات الطبقة السياسية ومناوراتها، وخلال الزمن القاتل لم ينجح الوسطاء والمفاوضون في انتاج تشكيلةٍ ترضي وترسي معادلات القوة والتوازنات…

فكان لا بدّ لفخامة الجنرال أن يضع يده وأن يبدأ هو في سبر الأغوار والبحث عن مخارج تقي البلاد خطر الانهيارات والتآكل بما في ذلك سمعة القصر وعهده ووعوده بالإصلاح والتغيير…

سربت معلومات عن أنّ الرئيس سيبادر، وأنّه يملك عصا سحرية، وأنّ مبادراته قد تأتي من خارج النصوص الدستورية غير الملزمة للرئيس المكلّف زمنيا، على غير ما هي عليه دساتير العالم ودوله أجمع..

بين أخذٍ وردّ، وتصحيح التسريبات والتصويب، بادر الرئيس إلى اللقاء مع الرئيسين في جهدٍ عاقلٍ وواعٍ وعارفٍ بأمور البلاد وانقساماتها وبقصد رفع العتب، وبحسب ما قيل: إنّ الرئيس أنذر بأنّ الأمور لم تعد تحتمل والانهيار قاب قوسين، وإنّه لن يترك الامور على غاربها…

إذاً، هو بادر وأشعل الضوء الاحمر، وأبلغ ذوي الأمر بأنّه عازمٌ على إخراج البلاد من أزمة التشكيل قبل أن تدهم أزمات النظام والكيان…

فكيف ستجري الامور؟؟؟ وما هي أدوات الرئيس وقدراته؟؟

لم يعد الوقت المتاح طويلا، وليس من بدٍّ لتقديم تشكيلةٍ متفق عليها، أو مقترحةٍ من الرئيس المكلف على قاعدة كفى المؤمنين شر القتال…

يصبح فخامته أمام خيارين: إمّا أن يرفض، أو أن يقبل ويتحمّل مع المكلّف مسؤولية التشكيلة ولو كان عليها اعتراضات كثيرة..

تُلقى الكرة في ملعب مجلس النواب، وتصبح المدد الزمنيّة محدّدةً وفاصلةً، فشهرٌ واحدٌ لإنتاج البيان أو تعتبر الحكومة مستقيلةً…

وإن أُنجز البيان، يصبح الميدان المقرر هو مجلس النواب وتوازناته، فإن نالت الثقة أتمّت مهمتها، وإلّا تصير حكومة تصريف أعمال… وتعود كرة الاستشارات وتنفجر التباينات، وقد لا يجد المعنيّون من يستطيع تحمّل المسؤولية إن لم يأخذ موافقة الرئيس سعد الحريري…

بهذه الحالة يستنفذ الدستور ونصوصه، ويستمر التعطيل ويهرق الزمن، فإن وقع الانفجار تصبح الخيارات من خارج النصوص الدستورية…

ولفخامة الرئيس دورٌ وصلاحيات، وقدرةٌ ومبادرةٌ باعتباره من أقسم على حماية الدستور، وقسمه يعطيه الحق بأن يبادر، ومن بين المقترحات استشارات نيابية جديدة على سؤالين؛ سحب التكليف واقتراح اسم للتكليف، وبنتيجتها، وهي استشارات ملزمة، يمكن تسمية مكلف جديد…

أو يمكنه ترك الامور تأخذ مداها، فيقع الانهيار والبلاد بلا حكومة أي بلا عنوان يستهدفه المتظاهرون، والسترات الفرنسية الصفر محفز، والخطر يدفع المؤسسات الدستورية الثلاث: المجلس النيابي والقصر الجمهوري وقيادة الجيش للتصرف وابتداع حلول إنقاذية…

وبكل حال، فالمفاتيح كلها صارت عند فخامة الرئيس، وله أن يبتدع خيارا إنقاذيا من خارج النصوص وجمودها ليفي بوعوده  بالاصلاح والتغيير…

الزمن قاطعٌ والمطلوب مبادراتٌ من خارج الصندوق قبل خراب البصرة…

 

شاهد أيضاً

الجهاد – طريقة العمل

طريقة العمل                                  * العمل  طبق التكليف والأحكام الشرعية                                * كسب محبة الشعب ...