الرئيسية / القرآن الكريم / جنة الخلد – اعطاء الحس والشعور اللازمين للموجودات

جنة الخلد – اعطاء الحس والشعور اللازمين للموجودات

اعطاء الحس والشعور اللازمين للموجودات:

ولقد أعطى الله تعالى لكل شيء من الكائنات ما يستلزمه في حياته، حتى المقدار الضروري من الحس والشعور والوسائل والأسباب التي يفترض وجودها لتحقق الشعور والحس والادراك، فمثلاً نرى الحس والشعور موجودين في النباتات، فهي عندما تنمو نراها تتنحى عن الأجسام الصلبة التي تعترض حركتها بحيث تبقي على نفسها من حالة استمرار تعرضها لأشعة الشمس باعتبارها أحد العناصر اللازمة في تأمين الغذاء والنمو ومواصلة الحياة، لأن الجزء الذي لا يتعرض إلى أشعة الشمس بصورة مباشرة أو غير مباشرة سيؤول إلى التلف والفساد، وهذا المقدار المحدود من الحس والادراك لازم وضروري في حياة النبات، لذلك يهبه الباري تعالى وفق مستلزمات حياة النباتات.

وما صدق على النبات، يصدق على الحيوان أيضاً فهو كالنبات وسائر الأحياء الأخرى بحاجة ماسة إلى توافر الشعور والادراك فيه ولكن على نحو اكثر رقي وتطور مما هو عليه في النبات.

فهو (الحيوان) يحتاج إلى الحس والشعور اللازمين لتوفير الاستعدادات الدفاعية والحفاظ على حياته من الأخطار الخارجية المحدقة به ومن الأخطار الداخلية المحيقة به أيضاً، بحيث نرى أن قوائم الحيوان وعيونه وآذانه وأسنانه وغيرها تكون على نحو تمكنه من تأمين الدفاع الذاتي له في مواجهة الأعداء.

فنجد من الحيوانات ما هو زاحف على بطنه، ومنها ما يمشي على رجلين ومنها ما يمشي على أربع كما يشير إلى هذه الحقيقة قوله تعالى (فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع) (سورة النور، الآية: 45). وقوله عز وجل (الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى) (سورة طه، الآية: 50). إذاً أعطى الله (عز وجل) لكل موجود ومخلوق تركيبته وهيئته التي تناسبه حالاً وكمالاً، وهذا ما نعبر عنه بالرحمة التي خُلق الله فيها الموجود وأعطاه من القدرة التي تمكنه من تمييز الضر والسوء من الخير والصلاح كيما يستطيع دفع ذلك الضر وجلب النفع لنفسه وهو ما عبّر عنه الباري تعالى بالهدى، وما الهدى الاّ لون من ألوان الرحمة الإلهية لمن يتأمّل.

شاهد أيضاً

ميزان الحكمة أخلاقي، عقائدي، اجتماعي سياسي، اقتصادي، أدبي – محمد الري شهري

المصلين (1). وقد عرف حقها من طرقها (2) وأكرم بها من المؤمنين الذين لا يشغلهم ...