الرئيسية / القرآن الكريم / جنة الخلد – خلْق الإنسان ونعمة البيان

جنة الخلد – خلْق الإنسان ونعمة البيان

خلْق الإنسان ونعمة البيان:

قلنا أن الرحمن علم حبيبه محمد (ص) القرآن المجيد، وقام النبي (ص) بدوره بتعليم القرآن إلى أمّته بعد أن يسر عليهم مطاليبه من حيث الكشف عن خفي اموره اللطيفة وأسراره الربانية ومكنونات عالم الخلق ومسائل المبدأ والمعاد، ثم تسوق السورة الكريمة نعمة أخرى عظيمة هي افضل النعم بعد تعليم القرآن إلا وهي نعمة خلق الإنسان وتعليمه البيان، والمقصود بالبيان هو الافصاح عن رغباته الداخلية، وقد يكون البيان نطقاً أو خطاًَ بالقلم أو اشارة وايماءً يعرب فيها الإنسان عما يريد الافصاح به للآخرين، وهو يختلف عما لدى سائر الحيوانات التي تستخدم وسائل محدودة من البيان للأعراب عن الاحساسات والمعاني تكون محدودة باعتبار محدودية المعاني والادراكات لديها عما هي عليه لدى الإنسان لأنها انما تستخدم وسائل لأجل رفع حاجاتها ليس إلاّ، فمواء القطط عند الجوع يأخذ نبرة معينة يختلف عن نبرة الغضب ويختلف أيضاً عن نبرة التملّق أو الدلال ويختلف كذلك عن نبرة الإجابة عندما تسمع صوت وليدها، ولكننا لو انتبهنا إلى وسيلة بيان القطط لا نراها تعدو عبارة (ميو ميو) ولكنها تدرك ألف الميو وباءه بشكل مختلف تماماً عما ندركه نحن في جميع تلك الموارد، وهكذا الحال لدى سائر الحيوانات وان تباين زيادة أو نقيصة في الافهام أو الاستفهام ولكن يبقى بيانها بياناً محدوداً وناقصاً.

اما عن الإنسان فان الله (عز وجل) ميّزه بنعمة البيان والمنطق بأحلى صور البيان وأروعها بحيث يستطيع من خلالها أن يدرك أخفى الموضوعات، وان يعرب عن الالم الذي يكتنفه وان يبين المعاني الجزئية فضلاً عن الكليّة، والحقائق والمعارف فهو يمتلك من القدرة ما يستطيع به ان يفصح عن كل ما يدركه نطقاً وهو ما نسميه بالبيان نعم، لقد خلق الله تعالى الإنسان على نحو يستطيع فيه ان يقول (خلق الإنسان * علّمه البيان).

شاهد أيضاً

الحجاب النوراني والحجاب الظلماني

لكن أنواع ذلك الجلال هو اشراقاتي وهو لفرط العظمة والنورانية واللانهائية، يبعد عنها العاشق بعتاب ...