الرئيسية / تقاريـــر / تبادل إطلاق الصواريخ سيصدم “الکیان الإسرائيلي” بسنوات قاسية قادمة

تبادل إطلاق الصواريخ سيصدم “الکیان الإسرائيلي” بسنوات قاسية قادمة

سعد الله زارعي في حوار مع الوقت:

تبادل إطلاق الصواريخ سيصدم “الکیان الإسرائيلي” بسنوات قاسية قادمة

الوقت- تخشى تل أبيب بشدة من إعادة بناء القوة العسكرية السورية، وخاصة من مواكبتها التطور، وهم يعتقدون أنّ سوريا تقوم بعملية انتقالية نوعية عسكرية وأمنية مهمة في مجال التنظيم والتسليح وغيرها من القضايا التي تساعد بامتلاكها من بسط الأمن والأمان، لذلك يحاول الصهاينة إما وقف هذه العملية أو زيادة التكلفة بشكل كبير.

بالأمس، شهدت سوريا مرة أخرى هجمات صاروخية من قبل الكيان الصهيوني من الجو والأرض، في ضربة إسرائيلية جديدة، تمّت على مرحلتين، وخلال يومي السبت والأحد، وكانوا قد استهدفوا مطار دمشق وغيره من المواقع حول دمشق بصواريخ جو أرض و أرض – أرض، وبحسب إعلان الجيش السوري، بالإضافة إلى تصريح وزارة الدفاع الروسية، فإن معظم الصواريخ تم اعتراضها من قبل الدفاع الجوي السوري، ودمرت قبل أن تصل إلى الأهداف، وكرد فعل على هذه الهجمات، أطلق الجيش السوري صواريخ على المناطق الشمالية المحتلة والتي أعلن الصهاينة خبر تصديهم لهذه الصواريخ من قبل نظام الدفاع الصاروخي للقبة الحديدية، وجاءت الهجمات في وقت أُعلن فيه عن استياء السلطات الإسرائيلية من قرار البيت الأبيض بسحب القوات الأمريكية من سوريا في الأسابيع الأخيرة، قضية يبدو أنها العامل الرئيسي وراء موقف المسؤولين الأمريكيين فيما يتعلق باستمرار حماية الأمن الصهيوني وتقديم ضمانات بعدم تقوية وتثبيت ما يسمى بالوجود العسكري الإيراني في سوريا.

وفي هذا الصدد ناقش موقع الوقت في حوار مع الدکتور سعد الله زارعي، الخبير الاستراتيجي في مسائل الشرق الأوسط، أسباب وآثار الهجمات الجديدة الصاروخية الإسرائيلية على سوريا، وفي هذا الحوار صرّح الدكتور زارعي أنّ الهجمات الإسرائيلية وتحمّل الكيان الصهيوني كامل المسؤولية عن هذه الهجمات كواقعة مستحدثة وغير معتادة، والتي تعتبر نتيجة للإحساس بالخطر الحقيقي الذي يهدد هذا الكيان فیما يتعلق بمستقبل سوريا ودور جبهة المقاومة الفعال، علماً أنّ هذا العمل لن يكون له أي تأثير على الاستراتيجيات السياسية والأمنية لإيران في سوريا.

الوقت: ما هي أهداف الكيان الصهيوني من تنفيذ هذه الهجمات؟ وهل من الممكن ربط هذه الهجمات بالإعلان عن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا؟

الدکتور سعد الله زارعي: إن الهجمات الأخيرة من قبل الكيان الصهيوني على المواقع السورية لا تعتبر أمراً جديداً وغير معتاد، وإنّما على أقل تقدير خلال السنوات العشر الماضية شاهدنا مثل هذه العمليات من قبل الإسرائيليين، ولا أعتقد أنّ بقاء أو رحيل الأمريكيين سيحُدث تغييراً وفارقاً في سياسة الإسرائيليين هذه، والنقطة المهمة هي أن الصهاينة يعلنون وبصراحة أن الغرض من هذه الهجمات هو مواجهة استمرار الوجود العسكري لإيران وجبهة المقاومة في سوريا،  وهذا يعني، محاولة تحريك وتهييج الرأي العام في سوريا من جهة، وتجييش الشعب السوري وتحريضه ضد جبهة المقاومة وضد إيران من جهة أخرى، ولضرب التصور الحالي للشعب السوري بأن إيران كانت هي السبب وراء عودة وتثبيت الأمن والاستقرار في سوريا.

الهدف الثاني لهذه الهجمات هو أن تل أبيب تخشى بشدة من إعادة بناء وترميم القوة العسكرية السورية، وخاصة من مواكبتها التطور، وهم يعتقدون أنّ سوريا تقوم بعملية انتقالية نوعية عسكرية وأمنية مهمة في مجال التنظيم والتسليح وغيرها من القضايا التي تساعد بامتلاكها من بسط الأمن والأمان، لذلك يحاول الصهاينة إما وقف هذه العملية أو زيادة التكلفة بشكل كبير، فبإعتقادي أنه على مدار السنة القادمة، سوف نرى مثل هذه الأعمال من قبل “الکیان الإسرائيلي” ضد الشعب السوري.

الوقت: أعلن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي مؤخراَ عن إطلاق أكثر من 2000 صاروخ خلال عام 2018 على مواقع ونقاط إيران في سوريا، ومن ناحية أخرى، هدد نتنياهو في رسالة تحذيرية إلى إيران، بالقيام بالمزيد من الهجمات لكن بشكل عام، هل أثرت الهجمات والتهديدات وادعاءات قادة الكيان الصهيوني على تصرفات إيران واستراتيجياتها في سوريا؟

الدکتور سعد الله زارعي: فيما يلي يجب مراعات نقطتين، النقطة الأولى هي أن “إسرائيل”، عندما تعلن بنفسها عن مهاجمة مواقع إيرانية، فهذا يعني أنها تخضع لضغوط ساحقة من المقاومة في مربعها الأمني، وفي هذا الصدد يعلنون بأنهم سيهاجمون إيران لكسر هذا الحصار، وبالطبع، من غير المحتمل أن يحاول قادة الكيان الصهيوني المجازفة باختبار مثل هذا الخطر، وأنا أستبعد أيضاً أن تسمح أمريكا لتل أبيب بخوض هذه المخاطر.

النقطة الثانية هي الجرأة على الإقدام ولأوّل مرة على تحمل كامل المسؤولية عن هذه الهجمات من قبل الكيان الصهيوني على سوريا، إضافة إلى أنّ ذلك سيكلف الكيان الصهيوني ثمناً غالياً وسيحمل معه عواقب وخيمة على هذا الكيان، فهو يعني أنَّ الإسرائيليين يشعرون بتهديد كبير يواجههم، وبالتالي فإنهم يكثّفون هذه الهجمات كاستعراض للعضلات، ليظهروا أنهم مستعدون لتحمّل المتاعب في المستقبل، هذا في حين أنهم حتى على أهبة الاستعداد لا يستطيعون مقاومة قوة عظمى مثل إيران.

الوقت: كيف تقيّم ردّ فعل الروس على هذه الهجمات؟

الدکتور سعد الله زارعي: فيما يتعلق بموقف روسيا ورد الفعل الروسي، ينبغي ألّا يغيب عن بالنا أن موسكو كانت دائماً في الماضي تقف إلى جانب الكيان الصهيوني وتعتبر من حلفائه.

وباعتبار أنّ حوالي مليون يهودي روسي يعيشون في فلسطين المحتلة، فقد شهدنا تعاوناً روسياً مع “إسرائيل” في حرب لبنان التي استمرت 33 يوماً عام 2006.

إلّا أننا شهدنا في السنوات الأخيرة ابتعاد موسكو عن تل أبيب وزيادة التنسيق بين روسيا ودمشق، هذا لا يعني أن التعامل والعلاقات بين “إسرائيل” وروسيا قد توقفت، لكنها ليست بنفس القوة والشدة التي كانت عليه فيما سبق.

الوقت: سوريا على عكس الماضي، قد استخدمت صواريخ أرض – أرض بدلاً من الدفاعات، ردّاً على الهجمات الصاروخية الإسرائيلية، فهل يمكن تلقي هذا الإجراء كرسالة جدية تحذيرية من قبل سوريا للكيان الصهيوني وإعلامها بتغيير المعادلات؟

الدکتور سعد الله زارعي: ردّ الفعل هذا، يثبت على الأقل أنّ الاستراتيجية السورية ليست استراتيجية الصمت فیما يتعلق بهجمات الكيان الصهيوني، فالصهاينة كانوا يعتقدون أن سوريا هي كما كانت عليه في الماضي، لن ترد على هذه الهجمات، وستحتفظ بحق الرد؛ لذا، فإن هذا الرد حتى ولو كان بشكل محدود حمل فی طیاته رسالة واضحة تؤکد على التخلي عن القواعد السابقة لللعبة، كما أنها ستؤدي إلى تغيير موقف “إسرائيل” من سوريا.

شاهد أيضاً

الادب العربي – الأمثال العربية: محمد رضا المظفر

المقدمة من سنن الاسلام مراعاة النفس الانسانية،فهناك نفس مؤمنة قوية مطمئنة،ونفس كافرة قلقة هشة.نفسيات متباينة ...