الرئيسية / تقاريـــر / فتنة البصرة بانتظار شرارة الحر.. والهدف مكان آخر!!

فتنة البصرة بانتظار شرارة الحر.. والهدف مكان آخر!!

علاء الرضائي

ما نقل عن المحلل الصهيوني “جيا باخور” معد موقع ( G-Planet ) بشان الانسحاب الأميركي من سوريا، وما يجري الحديث عنه من نقل الأميركان للدواعش الى افغانستان، واضح ان الهدف منه هو ابقاء الازمة واعادة الضرب على وتر الطائفية والقومية والهدف النهائي هو خلخلة الوضع الشيعي اثر الانتصارات الاخيرة التي حققها محور المقاومة بكل مكوناته المذهبية والدينية و الجغرافية.

الوضع المقاوم يتقدم في جميع الجبهات الا – للاسف الشديد – في العراق الذي ابتلي به فقدان الزعامة والهدف والبصيرة عند الكثير من قياداته، لذلك لا يزال يشكل الخاصرة الرخوة في محور المقاومة، رغم كل التضحيات التي قدمها العراقيون في مواجهة الارهاب ومقاومة الاحتلال.. بل ان الدم العراقي الطاهر كان الاكثر ارواءا لشجرة المقاومة التي اسقطت المشاريع الأميركية.

قضيه إثارة الفتنة في البصرة لم تعد قضية سرية، فقد لاكتها الألسن على مدى شهور، وبالفعل صارت البصرة أكثر من مرة مسرحا لجولان مثيري الفتن والمتصيدين بمائها العكر، مستغلين غياب الخدمات ومظلومية المواطن البصري وفشل مسؤولي محافظة وفسادهم.

ان الهدف من اشعال نار الفتنة في البصرة، لا يقتصر على العراق وحده، لذلك لابد من الالتفات الى المبررات والذرائع التي تستغل ومعالجتها باسرع وقت، اما الهدف الحقيقي من الفتنة، فهو:

1. خلخلة البيت الشيعي الذي يشكل ثقل محور المقاومة في العراق، ولما كان للبصرة وميسان والناصرية والديوانية (الجنوب العراقي المضحي والمنسي حتى من قبل السلطات التي تدعي الانتماء اليه) من دور في مواجهة الارهاب التكفيري – البعثي ومن يدعمه.

2. ضرب العملية السياسية في العراق وفسح المجال أكثر للقوى المتطرفة من جميع المكونات، ولربما التهيئة لتغيرات الجذرية (طبعا كما يطمح المتآمرون).

3. إرباك الوضع الاقتصادي في العراق واثارة سخط الشارع، باعتبار ان الوضع الاقتصادي لا يزال يحافظ على مستوى مقبول رغم الأزمات التي تضرب جميع نواحي الحياة الاخرى.. وبالتالي التأثير من خلاله على الوضعين السياسي والأمني.

4. التأثير السلبي من خلال أحداث البصرة على الوضعين الكويتي والايراني وخاصة الايراني الذي يواجه تحديات أمنية من خلال استراتيجية أميركا – السعودية بنقل المعركة الى داخل ايران، حسب ما صرح به ولي العهد السعودي.

والتحركات السعودية الاماراتية الأردنية (بالطبع من خلفهم أميركا وإسرائيل) في الجمع والتنسيق بين فصيل اهوازي انفصالي ومنظمة مجاهدي خلق (جماعة رجوي) وجماعة جيش العدل الوهابية البلوشية وجماعة “بجاك” الارهابية الكردية، صارت اوضح من الشمس.

لكن في ما يتعلق بالكويت، ايضا هناك تآمر سعودي إماراتي على الكويت التي تحاول إستعاده مركزها في منظومة البلدان الخليجية سياسيا واقتصاديا، فقد ظهر دورها في الأزمة الخليجية التي تعصف بلعلاقات بين السعودية والإمارات والبحرين (ومصر) من جهة، ودولة قطر من جهة أخرى.. وأيضا من خلال المشاريع الاقتصادية وحجم الإستثمارات التي حصلت عليها، فيما يتعلق بالموانئ والسياحة وأمور أخرى قد تضر بموقع دبي والامارات عامة.

5. اضافة نقطة على اليمين الحصار الذي تفرضه اأميركا على الجمهورية الاسلامية والتي تشهد تبادلا اقتصاديا مع العراق يصل الى أكثر من 10 مليارات دولار.

هذا المخطط كان يراد تنفيذه قبل ذلك، حينما أحرق مبنى المحافظة ومقررات العديد من الاحزاب وتنظيمات الحشد الشعبي والقنصلية الايرانية، لكن ما أوقفه عند حده، هو حكمت بعض المسؤولين العراقيين من جميع الاتجاهات والذين اداروا عملية الضغط فيما بينهم بما يمكن ان نسميه مقبولا، رغم سقوط قتلى ومصابين.

اعتقد ان اعادة انتاج المخطط من الصعب ان يكتب له النجاح في المرحلة القادمة لاسباب عديدة، منها:

1. إدراك القيادات العراقية خطورة المرحلة القادمة، وان كان الاصطدام بينها أحيانا يصل الى مستوى اللامعقول!

2. اضطراب الوضع الداخلي السعودي على الصعيدين السياسي، اعتقال الامراء والتجار، وأزمة خاشقجي ومفاوضات السويد مع الحوثيين وعوده بعض سفارات الأنظمة اللصيقة بالرياض الى دمشق… وكذلك الديني فالوهابية التي تريد تثوير الوضع هي اليوم مقصات ومهملة و مهمشة في السعودية نفسها.. ولهذين الامرين تداعيات أمنية كبيرة على نظام آل سعود.

أما الرهان على البعثيين فهو رهان على سراب، لان البعثيين صارو طرائق قددا، منهم قطري الولاء وآخر سوريا الانتماء وثالث سعودي تمويل والقياد، ورابع متاجر يتخذ من عمان وكرا لصفقاته، وخامس يكفر بهؤلاء جميعا!!

في الزمن الخليجي يجب ان يدرك جميع من يتعامل مع الأميركي والخليجي ويبيع وطنه ومبادئه الانسانية… إنه لن يكون أكثر من منديل ورقي، يمسح به ثم يرمى في سلة النفايات او داخل المرحاض مباشرة!!

وأقرب العبر في المعارضة السورية التي أوقف الأميركيون تمويلها ومنعت مؤخرا من رفع علمها على الأراضي السعودية، فيما تقف جماعات منها على الحدود الجنوبية للجزائر ممنوعة من دخولها بعد ان رفضت استقبالها تركيا والسعودية والاردن والنظام الغاصب لفلسطين والامارات، وكل تلك العشرات من الدول التي سمت نفسها يوما “اصدقاء سوريا”، وصرف عليها – اقصد المناديل الورقية – مئات المليارات من الدولارات من مدخرات بعض العواصم الخليجية وبالتحديد الرياض وابوظبي والدوحة والكويت، بهدف تدمير سوريا واخراجها من معادلة الصراع مع الصهاينة.

قبل ايام جمعتي فرصة مع أحد قياديب التيار الصدري، فرصة سريعة دار بيننا فيها بعض الحديث… الرجل وبما يتناسب مع موقعه في التيار وتاريخه، ررد ما يطلقه السيد مقتدى الصدر، زعيم التيار، لكن رغم ذلك كان شفافا الى حد كبير فيما يتعلق بالفساد و المحاصصات الحزبية.

حقيقة أعجبت برزانة الرجل وواقعيته رغم اختلافي معه في بعض التفاصيل… اللقاء في محصلته جعلني متفائلا أكثر… قد أكون مخطئا وقد تكون الحاسة السادسة لدي مصيبة.

 

شاهد أيضاً

ميزان الحكمة أخلاقي، عقائدي، اجتماعي سياسي، اقتصادي، أدبي – محمد الري شهري

المصلين (1). وقد عرف حقها من طرقها (2) وأكرم بها من المؤمنين الذين لا يشغلهم ...