Home / الشعر والادب العربي / الْفَرَجُ الْقَادِم ..

الْفَرَجُ الْقَادِم ..

الْفَرَجُ الْقَادِم ..
قِالَ : ابْتَسِمْ وَعِشِ الْمُنَى مُتَفَائِلا = هَلْ أنَّ لِلْهَمِّ الْمُبَرِّحِ طَائِلا ؟ !!
أ وَتَسْتَحِقُّ الْهَمَّ دُنْيَا فَجَّةٌ = سَيَكُونُ فِيهَا كُلُّ شَيْءٍ زَائِلا ؟ !!
فَأجَبْتُ : فِي الْوَضْعِ الْمَعِيشِيِّ الَّذِي = نَحْيَا بِرَبِّكَ مَا سَتَنْطُقُ قَائِلا ؟ !!
فَمَضَى يُحَدِّقُ بِي وَأطْرَقَ ثُمَّ را = حَ يَهِيمُ فِي جَوِّ التَّفَكُّرِ جَائِلا
وَأجَابَ : لَوْ شِئْتَ الْحَقِيقَةَ إنَّنَا = نَحْيَا بِأرْضِ الْمُسْلِمِينَ غَوَائِلا
فَالْقَتْلُ والذَّبْحُ الشَّنِيعُ بِبَعْضِهَا = قَدْ طَالَ أفْراداً لَنَا وَعَوائِلا !!
والْكِذْبُ فِي عُرْفِ السِّيَاسَةِ شَائِعٌ = واللِّعْبُ بالأمْوالِ أصْبَحَ هَائِلا !!
********
وَإذَا أتَيْتَ لَنَا هُنَا فِي أرْضِنَا = سَتَرَى مِنَ (التَّفْرِيقِ) ثَمَّ مَسَائِلا
هَذَا (مُدِيرٌ) عَدْلُهُ هُوَ حَالَةٌ = فِيهَا يُسَاوِي اللاَّحِقُونَ أوَائِلا
هِيَ أنَّهُ مَا كَانَ إلاَّ دَائِماً = بالطَّائِفِيَّةِ فِي (الْمَكَاتِبِ) صَائِلا !!
فَإذَا سَيَرْضَى عَنْ مُوَظَّفِهِ الَّذِي = هُوَ مِثْلُهُ ، أوْ لَمْ يَكُنْ مُتَسَائِلا ..
عَنْ أيِّ شَيْءٍ ، لَمْ يَكُنْ إلاَّ لَهُ = عَوْناً وَلَوْ كَانَ الْمُوَظَّفُ (وَائِلا) !!
أمَّا إذَا كَانَ الْمُوَظَّفُ لا يَرَى = إلاَّ الأئِمَّةَ فِي الْحَيَاةِ مَوَائِلا
سَتَرَى الْمُدِيرَ لَهُ بِدُونِ هَوَادَةٍ = عَنْ كُلِّ شَيْءٍ فِي (الدَّوَامِ) مُسَائِلا
وَتَراهُ بِـ (الْحَسْمِ) الثَّقِيلِ يُضِرُّهُ = حَتَّى وَلَوْ كَانَ الْمُوَظَّفُ عَائِلا !!
لَكِنَّ مَنْ عَرَفَ الأئِمَّةَ لَمْ يَكُنْ = إلاَّ بِهِمْ للهِ يَدْعُو سَائِلا
وَلَسَوْفَ يُعْطِيهِ بِهِمْ مَا رَامَهُ = لا شَيْءَ يُغْدُو دُونَ ذَلِكَ حَائِلا
وَلِذَا وَلِلْفَرَجِ الَّذِي هُوَ قَادِمٌ = يَحْيَا (الْمُوَظَّفُ) دَائِماً مُتَفَائِلا
********
وَأنَا بِلا شَكٍّ لِمَا أصْبُو لَهُ = بِأئِمَّتِي سَأكُونُ يَوْماً نَائِلا
والْيَوْمَ هَذَا قَدْ دَنَا إذْ أنَّنَا = نَزْدَادُ يَوْميّاً عَلَيْهِ دَلائِلا
أمَلُ الْعَدُوِّ بِمَنْعِهِ قَدْ صَارَ بالتَّـ = ـدْرِيجِ حَتَّى عِنْدَهُ مُتَضَائِلا
لا شَكَّ أنْ سَيَجِيئُ يَوْمٌ لا نَرَى = مَنْ يَحْكُمُونَ النَّاسَ فِيهِ قَبَائِلا
مَنْ تَوَجَّتْهُ لَيْسَ يَعْرِفُ مِنْ شُؤُو = نِ الْحُكْمِ حَتَّى كَيْفَ يَجْلِسُ بَائِلا !!
لا شَيْءَ فِي الْوَطَنِ الْكَبِيرِ يَهُمُّهُ = إلاَّ تَكُونُ النُّوقُ فِيهِ أصَائِلا
قَدْ مَلَّتِ الدُّنْيَا الْحُكُومَاتِ الَّتِي = طَلَبَتْ لَهَا كُلُّ الشُّعُوبِ بَدَائِلا
********
وَلَسَوْفَ يَأتِي حَاكِمٌ مُتَمَيِّزٌ = قَدْ فَاقَ كُلَّ الطَّيِّبِينَ شَمَائِلا
فَكَأنَّنِي واللهِ أنْظُرُهُ لِبَسْـ = ـطِ الْعَدْلِ بَيْنَ النَّاسِ شَدَّ حَمَائِلا
وَهُوَ الرَّؤُوفُ بِهِمْ وَلَكِنَّ السُّيُو = فَ تَكُونُ لِلْعَدْلِ الْمُرادِ وَسَائِلا ..
سَيُطِيعُهُ فِي الْحَالِ بَعْدَ رِسَالَةٍ = مِنْ فِيهِ مَنْ مُلِئُوا تُقىً وَفَضَائِلا
لَكِنَّ بَعْضَ النَّاسِ قَدْ صُمُّوا فَهُمْ = لا يَسْمَعُونَ مِنَ الإمَامِ رَسَائِلا
مَا مِنْ سِوَى السَّيْفِ الَّذِي يَقْضِي عَلَى = كُلِّ الْفَسَادِ : إدَارةً ، وَرَذَائِلا
ولَسَوْفَ يُؤْمِنُ بالإمَامِ وَنَهْجِهِ = كُلُّ الأنَاسِي : سَادَةً ، وَعَقَائِلا
إلاَّ الَّذِينَ سَيُخْدَعُونَ بِمَا لَهُمْ = نَصَبَ الْعَدُوُّ عَلَى الطَّرِيقِ حَبَائِلا
وَأظُنُّ أنَّ الصَّنْفَ هَذَا حِينَمَا = يَأتِي الإمَامُ سَيُصْبِحُونَ قَلائِلا
إنَّ الإمَامَ جَمَالُهُ هُوَ سَاحِرٌ = خَالاً وَزُلْفاً ، لُمَّةً وَجَدَائِلا
وإذَا الْجَمَالُ يَبِينُ يَجْذِبُ نَحْوَهُ = فِي النَّاسِ أفْراداً رَنَوا وَفَصَائِلا
وَسَيَنْزِعُ الْحُسْنُ الَّذِي سَيَبِينُ مِنْ = كُلِّ الْمَعَارِكِ والْحُرُوبِ فَتَائِلا
فَتَعَالَ يَا مَهْدِيُّ واظْهَرْ مُنْقِذاً = يَكْفِي عَلَى هَذَا الْجَمَالِ سَدَائِلا ..

Check Also

كمال الدين الشافعي

(59) كمال الدين الشافعي المتوفى: 652 أضح واستمع آيات وحي تنزلت * بمدح إمام بالهدى ...