فصل (حروف الاسم الأعظم) وحروف الاسم الأعظم الأكبر مع المكرر (72)
وهي هذه: ا ل م ا ل ن ه ا ل ر ا ل م ا ل ر ح م ا ل ر ح م ا ل ك ا ل م ك ه ر ع ا ع س ق ا ى ا ك ا ل ه ا ل م م ص ط س ط ه ع ل ى ا ل ن م وا ل ر ص ه.
وأعداد هذه الحروف (264) وهذه الحروف الاسم الأعظم وأعدادها، فإذا أراد النبي أو الإمام ألفها ودعا بها.
فصل وهذا العدد من أعداد الاسم الأعظم (124) ومضاعفتها (1331) وهذه تكتب لكل ألم فيشفى، أو تعلق أو تسقى وتعلق، فهي شفاء من كل داء، وإن أراد كتب موضعها حروفا من العنصر الحار المطلق (ه ط)، ومن البارد اليابس المطلق (ى)، ومن الحار الرطب (ك)، ومن البارد الرطب (ل)، على هذا المثال (11، 7، 111) والباقي على هذا المثال.
فصل (خواص الفاتحة) ومن خواص الفاتحة أنه من قرأها مع صوم وقطع حيوان (7) أيام في كل يوم (1511) مرة وصلى على محمد وآله هذا العدد لا يطلب شيئا إلا وجد فيها، قد تجاسرت وأوردت في هذه الرسالة لمعة من حقائق الأسرار، تسر المؤمن التقي، وتضر المنافق الشقي، (وسميتها مشارق أنوار اليقين) في حقايق أسرار أمير المؤمنين،
فجاءت كالسيف المنتضى، في كشف أسرار علي المرتضى، والله ولي الأنعام والإحسان والرضى، ورتبتها على فصول فأقول: إن أعلى مطالب الكمال، وأعلى مراتب الجلال للإنسان، العلم الذي ينال به الحياة الأبدية والسعادة السرمدية، وأجل العلوم ما يبحث فيها عن أجل المعلومات، وأجل العلوم ما يبحث فيه عن حقيقة الوجود والموجود.
(٣٨)
الوجود المطلق والمقيد) الوجود قسمان: خاص، وعام، وجنس الوجود معول عليه، وفصل الإمكان والوجوب فارق بينهما ومميز لهما فالوجود المطلق وجود الحق سبحانه الذي وجوده عين ذاته، ونفس حقيقته، فهو لم يزل، ولا يزال، أحدا أبدا.
ووجود ما عداه منه وبه وعنه، فهو الوجود المقيد، وذات الحق سبحانه غير معلومة للبشر، وإلا لأحاط الممكن بالواجب، وهو محال، وأين التراب ورب الأرباب، فلم يبق إلا معرفة الوجود المقيد، وحقيقته هي النقطة التي تبيناها وإليها معرفة العارفين، وسلوك السالكين، وهو عين اليقين، وحق اليقين، ولها اعتبارات:
فهي النقطة، وهي الفيض الأول، وهي العقل، وهي النور الأول، وهي علة الموجودات، وحقيقة الكائنات، ومصدر المحاثات، دليل ذلك من القدسيات، قوله: (كنت كنزا مخفيا فأحببت أن أعرف، فخلقت الخلق لأعرف) (1).
فيا عجبا ممن كان خفاؤه ولا شئ معه. فقوله: (كنت كنزا مخفيا)، أي في سواتر الغيوب، إذ ليس هناك خلق يعرفه، وذاك إشارة إلى وحدة الذات، كان الله ولا معه شئ. وقوله: (فأحببت أن أعرف) إشارة إلى ظهور الصفات.
قوله: (فخلقت الخلق لأعرف) إشارة إلى ظهور الأفعال، وانتشار الموجودات، التي كانتا رتقا في صحراء ففتقناهما. قوله: (وهو الآن على ما كان) إشارة إلى أنه أحد أبد، لم يتكثر بخلقه، لأنه هو هو، فكما تجلت ذاته المقدسة في صفة من صفات الألوهية مدحت بها، وللأفعال وجود بين عدمين، والوجود بين العدمين في حيز العدم إن كان من وجود فليس إلا الله وحده،
ولذلك قال الحلاج: من لاحظ الأزلية والأبدية، وغمض عينيه عما بينهما، فقد أثبت التوحيد، ومن غمض عينه عن الأزلية والأبدية ولاحظ بينهما، فقد أتى بالعبادة، ومن أعرض عن البين والطرفين، فقد تمسك بعروة الحقيقة.
فصل والعالم أعراض وأجسام، والأجسام مركبة من الخط والسطح خطا ثم سطحا ثم جسما، ومدار الكل على النقطة، ومرجعه إليها، والكلام أيضا على الحروف، والحروف على الألف، والألف على النقطة، وكذلك بني آدم فإن كثرتهم منحصرة في وحدة آدم، دليله قوله تعالى: (خلقكم من نفس
(٣٩)
واحدة) (1)، أي من صورة واحدة، ومادة واحدة، وذلك تنبيها للغافلين، وإيجازا للعارفين، وكثرة آدم راجعة في بستان الوحدة إلى النقطة، وكذلك الأعداد فإن مرجعها إلى الواحد، ومنبعها منه.
فصل (معنى الواحد والألف) واعلم أن سر العدد في النفوس مطابق لصور الموجودات، وهو عنصر الحكمة، ومبدأ المعارف والإكسير الأول، والكيمياء الأكبر والعهد المأخوذ، وأول الابتداع، ابتدعه الرب وجعله أصلا لخلقه، وقبلة لعباده ووجهه، وأطلعه من سره المكنون، وعلمه المخزون، على ما كان وما يكون،
وهو واحد العدد، خلقه من نور جلاله، وهو الإبداع المحض، والأحد الذي ليس قبله شئ من العدد، وهو أول موجود، والواحد المبدع والأحد، بإثبات الألف هو المبدع لأن الألف يتقدم الحروف ففي الأحد هي الأحدية، وفي الواحد هي الوحدانية، والأحد لا حد له ولا يوصف بإشارة أبنية فهو الأحد المطلق والواحد الحق، هو الذي تنبعث منه الآحاد وهو ينبوع الأزواج والأفراد، فعلم العدد أول فيض العقل على النفس، ولذلك صار مركوزا في قوة النفس، أول فيض العقل على النفس والعدد لسان ينطق بالتوحيد لأن لفظ الواحد متقدم على الاثنين فالسبق للواحد،
وفي تقدم أحد الاثنين على الآخر تأخر الثاني، فصح بذلك التوحيد، ولهذا قيل: من عرف طبيعة العدد عرف إتقان الحكمة، وأما إبطال الاثنين والثلاثة فإن الواحد الحق لا يتجزأ إذ لو تجزأ لانقسم، والمنقسم ليس بإله، وأما الواحد الذي فاض عن الأحد المشار إليه بالعظمة الذي هو مبدأ كل موجود فهو العقل الأول، فعلم العدد الدال على معرفة الواحد الأحد هو أصل العلوم ومبدأ المعارف، وتقدمه على سائر العلوم، كتقدم العقل على سائر الموجودات، وكما أن جميع الأشياء موجودة في العقل بالقوة فكذلك كل العلوم موجودة في العدد، وصورتها مطابقة لصور الموجودات، فله صورة البسائط بالقوة، وصورة المركبات بالفعل، فلذلك كان علم العدد من الإشارات العقلية لأنه يقود النفس إلى علم التوحيد والإقرار بالمبدع الأول فهو العقل الذي نزعت منه المقولات، وهو شجرة اليقين، ومبدأ الشرع والدين، عليه ثبتت الصلاة، ومنه عرفت العبادات، وبه تعرف أدوار الزمان، وهو هلال العارفين ومبدأ كل مقال، أوله مطابق لآخرة، وآخره مطابق لأوله، فأوله الواحد الذي لا أول له فيعرف، وآخره الواحد الذي لا نهاية له فيوصف.
(٤٠)