الجيش اليمني يكشف تفاصيل ما جرى في معارك الحديدة

وللوقوف على حقيقة ماجرى خلال الأسابيع الثلاث الماضية ونتائج العمليات العسكرية أجرت “سبوتنيك” مقابلة مع العميد عزيز راشد، نائب المتحدث العسكري باسم الجيش اليمني المتحالف مع أنصار الله.

سبوتنيك: ما هو ردكم على تصريحات وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش والتي يدعوكم فيها لتسليم ميناء الحديدة بلا شروط؟

تلك التصريحات والأخبار قالها الوزير الإماراتي منذ ثلاثة أسابيع وأمهل فيها الجيش اليمني واللجان الشعبية 48 ساعة وإلا سيقتحم الجيش اليمني الحديدة بالكامل في غضون 48 ساعة، وقد مر اليوم أربعة اسابيع على تلك التصريحات الإعلامية والتهديد والوعيد والفقاعات الإعلامية، وكشف الجيش واللجان الشعبية كذب تلك الإدعاءات بعد أن تم كسر كل تلك الهالة التي قامت بتلك الحملات الإعلامية.

سبوتنيك: نشر التحالف صور ومقاطع فيديو لسيطرته على مطار الحديدة… أين الحقيقة؟

لاصحة لذلك ونشر تلك التصور أكبر دليل على التضليل الإعلامي باستخدام التكنولوجيا خداع شعوبهم وإيهامهم بتحقيق انتصارات كاذبة، للتغطية على انكسارهم وخسائرهم، ولو كانوا صادقين في ذلك لقاموا بالهبوط والإقلاع بطائراتهم من المطار.

سبوتنيك: ما هو وجه الشبة بين التصريحات اليوم حول الحديدة والتصريحات التي أدلى بها المتحدث باسم قوات التحالف في بداية الحرب… بأنهم سيطروا على 85% من الأراضي اليمنية؟

إعلام التحالف منذ بداية الحرب يرتكب فضائح إعلامية وأخلاقية، ويفعلون كل ما في وسعهم لحجب قنواتنا العسكرية لمنعها من بث الحقائق وتعريف الناس بما يحدث على أرض الواقع، وفي كل مرة يفشلون في إقناع العالم بما يريدون، وآخر تلك الحملات الفاشلة ما تعلق بمطار الحديدة.

سبوتنيك: لماذا لم تنشروا خسائرهم وحقيقة الأوضاع إن كان ما تقولونه هو الواقع؟

بالفعل نقوم بنشر الحقائق أولا بأول، لكننا لا ننشر إلا بعد التحقق والتأكد، فقد قمنا بتدمير 336 آلية تابعة للتحالف خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، كما تم إحراق بارجة حربية بالكامل، كما تم إطلاق 12 صاروخا باليستيا على مواقع وغرف عمليات “العدو” وتم دك وتدمير تلك المواقع بالكامل في الساحل الغربي، هذا بجانب المئات من القتلى والجرحى من التحالف بينهم قادة كبار، والاجتماع الأخير لوزراء إعلامهم بجدة بالمملكة العربية السعودية دليل قاطع على فشلهم خلال الفترة الماضية ويبحثون عن مخرج من المأزق الذي دخلوا فيه.

سبوتنيك: خلال الفترات الماضية من عمر الحرب، كنتم تعلنون عن تطوير لأسلحتكم ومعداتكم… هل من جديد في العمليات العسكرية الدائرة الآن في الحديدة؟

نعم خلال العمليات العسكرية الأخيرة أطلقنا عدد من الطائرات المسيرة “بدون طيار” والتي تم تطويرها وتجهيزها داخل مصانع الإنتاج الحربي اليمني، وقامت تلك الطائرات بأربع عمليات عسكرية نوعية ضد 4 أرتال عسكرية للتحالف وتم تدميرها بالكامل في المعارك الأخيرة، وما عدد الآليات والمدرعات التي تم تدميرها إلا دليل على ما تم تحقيقه عسكريا بالإضافة لنشر الرعب والخوف والهلع في صفوف التحالف، ولدينا عدد من الأسرى والقتلى التابعين للتحالف.

سبوتنيك: سردتم بعض من خسائر التحالف من المعدات والأفراد… فماذا عن خسائركم؟

لكل حرب خسائر ونحن لا نخفي ذلك، وعندما يسقط أحد عناصرنا ننشر ذلك بكل شفافية في وسائل إعلامنا، لكن خسائرنا البشرية أقل بكثير من الخسائر البشرية للتحالف لأنه يزح بأفراده في أرتال عسكرية مدرعة، وبالتالي يتم قصفها بمن فيها عن طريق الطيران المسير أو الصواريخ، أو بأسلحة القناصة التي تخترق الدروع، أما قلة خسائرنا البشرية لأننا نتحرك متخفين في مجموعات، مستخدمين استراتيجيات الدفاع السلبي والإيجابي.

سبوتنيك: قوات العميد طارق عبد الله صالح تشارك في المعارك الأخيرة بالحديدة، هل أثر ذلك على قدراتكم العسكرية وسير المعارك؟

الإمارات استخدمت طارق عفاش والسلفيين بشكل كبير، والسعودية استخدمت القاعدة والإخوان المسلمين في المعارك، كما استخدمت السودانيين والكولومبيين ومع ذلك خسروا كل تلك المعارك، وبالنسبة لطارق عفاش “من خرج من صنعاء لا يستطيع فعل شيء في أطراف اليمن”.

سبوتنيك: هل هناك مواقف مختلفة للجنوبيين شعرتم بها أثناء المعارك نتيجة تعامل القوات الاماراتية أو السعودية معهم؟

التحالف وبشكل خاص الإماراتيين يستخدمون أساليب قذرة قد لا تخطر على بال الشيطان ضد من يخالفهم أو يعترض، حيث يقومون باستخدام البعض في أغراض منافية للأخلاق والفطرة ويقوم بتصويرهم ثم يزج بهم في المعارك ومن يعترض يتم نشر صوره، وهى أساليب قذرة وأخلاق غير عسكرية يتم تنفيذها بواسطة بعض المرتزقة من الجنوبيين.

سبوتنيك: هل هناك مفاوضات لتسليم ميناء الحديدة لجهات دولية كما يقول التحالف؟

هذا الكلام عار عن الصحة ولا يوجد سبب يدعونا لفعل ذلك، واستغرب من تلك التصريحات من جانب إعلام “العدو”، فهذا الأمر خارج عن كل المواثيق والأعراف والقوانين الدولية، فهم يروجون الأكاذيب تلك حتى يصدق الناس أنه حق لهم.

سبوتنيك:هل حقق المبعوث الأممي لليمن نتائج ملموسة خلال زياراته الأخيرة لصنعاء؟

المبعوث الأممي يريد تحقيق نجاحات على المستوى الشخصي، وهناك أطراف دولية لا تريد له النجاح على الإطلاق، في أمريكا وبريطانيا ودول “العدوان”، لا تريد النجاح لمهمة المبعوث الأممي في اليمن ويريدون له الإخفاق كما أخفق من سبقوه.

سبوتنيك: بعد اشتداد المعارك في الحديدة، هل هناك أهداف جديدة لصواريخكم في دول التحالف؟

بالفعل هناك أهداف استراتيجية محددة داخل دول مشاركة في التحالف وفي مرمى صواريخنا، فلدينا قوة قادرة على الوصول للكثير من الأهداف داخل الدول المشاركة في الحرب على اليمن.

سبوتنيك: يتهمكم التحالف بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية لميناء الحديدة… ما ردكم؟

السفن التي تأتي إلى الحديدة تمر عبر المنافذ والأماكن التي يسيطر عليها التحالف، وبالتالي لا تأتي سفينة إلى الميناء قبل أن تخضع لعمليات التفتيش وقد أشارت المنظمة الدولية إلى أن دول التحالف هى من تمنع وصول الأدوية والمواد الإغاثية للشعب اليمني.

سبوتنيك: وماذا عن السفينة التي أعلن التحالف عن ضبطها وهى محملة بالأسلحة وترفع علم المنظمة الدولية وكانت في طريقها لميناء الحديدة؟

هذه سخافة وأضحوكة من جانب التحالف المنهزم إعلاميا وعسكريا ويريد الترويج لذلك أمام دول العالم لمساعدته في تحقيق أي انتصار على الأرض بعد أربع سنوات من الإخفاقات المتوالية.

سبوتنيك: هل خسرتم أراضي جديدة خلال العمليات الجارية حاليا في الحديدة؟

لم نخسر أراض جديدة خلال تلك المعارك، وما حدث أن مجموعة من الأرتال العسكرية دخلت وتم تدميرها وهم الآن عائدين ما بين الصحراء والبحر، فإن أرادوا تسليم أنفسهم فلا بأس وإلا ستطالهم رصاصات الجيش واللجان الشعبية، وهناك سيطرة كبيرة وانتشار مكثف للقناصة في كل الأماكن، وهناك خطط عسكرية على أرقي المستويات وتمتاز بالمرونة للتعامل مع المستجدات.

سبوتنيك: العمليات العسكرية الدائرة في الحديدة… هل تسير بنفس القوة التي بدأت بها منذ ثلاثة أسابيع؟

المعارك تشتد وتيرتها وهناك عناصر جديدة من القبائل اليمنية اشتركت في المعارك وهناك زخم كبير حول تلك العمليات، ولدينا خزان لا ينتهي من القوى البشرية لصد أي عدوان.

سبوتنيك: ما هى إمكانية سيطرة قوات التحالف على ميناء الحديدة؟

لا يستطيعون ذلك ومنذ أربع سنوات يتقدمون 2-3 كيلو ويتم دحرهم، ولو كان بإمكانهم التقدم والاستيلاء على الميناء لما بقوا إلى اليوم.

أجرى الجوار/ أحمد عبد الوهاب