حكم ومواعظ من حياة الانبياء ( عليهم السلام )

روي ان لنوح خمسة عشرة خصلة :

لم يسم احد من الانبياء باسمه ، وسمي بذلك لكثرة نوحه على نفسه ، وكان اول نبي من انبياء الشريعة ، واول داع الى الله تعالى ، واول نذير عن الشرك ، واول من عذبته امته لردهم دعوته ، واهلك اهل الارض كلهم بدعائه ، وكان عليه السلام اطول الانبياء عمرا ، وقيل له اكبر الانبياء وشيخ المرسلين ، وجعل معجزته في نفسه لانه عمر الف سنة « او اكثر » ولم ينقص له سن ، ولم ينقص له قوة ، ولم يبلغ احد من الرسل في دعوته مثل ما بلغ ، وكان يدعو قومه ليلا ونهارا واعلانا واسرارا ، ولم يلق نبي من امته من الضرب والشتم وانواع الاذى والجفاء ما لقي ، وجعل ثاني المصطفى صلى الله عليه واله وسلم في الميثاق والوحي ، وفي البعث هو اول من تنشق عنه الارض يوم القيامة بعد محمد صلى الله عليه واله وسلم ، واعطاه الفلك وعلمه صنعته وحفظه بما فيه ، واجراه فوق الماء ، وسماه شكورا ، واكرمه بالسلامة والبركة ، وذلك في قوله تعالى : « ذرية من حملنا مع نوح انه كان عبدا شكورا » (1) وقال تعالى : « قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى امم ممن معك » (2).
ودخل في ذلك السلام كل مؤمن ومؤمنة الى يوم القيامة وجعل ذريته هم الباقين ، فهو اول البشر واصل النسل.

__________________________________________
1 ـ الاسراء : 3.
2 ـ هود : 48.