أسرار الحرب الدائمة
دراسة واقعية لاشكالية تعامل الإنسان المؤمن
في صراعه الدائم مع الشيطان
إعداد وتأليف: منتظر الأسدي
الإهداء:
إلى صدر الخلائق وناموس الكون، إلى المغيَّب عن العيون، إلى أُمنيّة المؤمنين، بقية الأطائب الأنجبين، إلى المهديّ صاحب العَصْر والزَّمان رُوحي ونَفسي لِتراب أقدامه الفداء أهدي هذا الكتاب.
مقدمة الأستاذ الدكتورسالم جاري:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله محمد وآله الطاهرين، وبعد.
لا يخفى على أحد ما للشيطان الرجيم من أساليب شتى للتغرير بابن آدم وجره إلى الرذيلة ومعصية الله تعالى والانحراف عن جادة الصواب، لذا فإن المؤمن يكون في جهاد طويل وحرب ضروس مع الشيطان والنفس الأمارة بالسوء، وجهادها هو الجهاد الأكبر كما قال رسول الله |.
من هنا ومن هذا المنطلق يأتي هذا الكتاب الذي بين أيدينا للأخ الباحث (الأستاذ منتظر الأسدي)، الذي عرفته مؤمناً تالياً لكتاب الله تعالى ومعلماً له طالباً للعلم والمعرفة. حيث سلط فيه الضوء على كيفية مجاهدة النفس والشيطان في بحث سلس وأسلوب مبسط وخطوات منتظمة، وقد بذل فيه جهوداً طيبة يشكر عليها.
وكذلك وفق في اختيار اسم جامع لهذا البحث فسمّاه: (أسرار الحرب الدائمة).
جعله الله في ميزان حسناته ونفع به أهل الحق، إنه سميع مجيب.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله محمد وآله الطاهرين.
د. سالم جاري
8 / محرم الحرام/1442هـ
الفهرس
الإهداء: 5
الفهرس 9
المقدمة: 15
السرّ رقم (1): ما اسم إبليس؟ وما كُنيته؟ وهل هو من الملائكة أم كان معهم؟ 21
السرّ رقم (2): إبليس هو العدوّ: 24
السرّ رقم (3): الميكروب شيطان: 26
السرّ رقم (4): هل هو ملك أو جنّي؟ وكم عمره؟ ومتی يموت؟ 27
السرّ رقم (5): من هم جنود إبليس وأعوانه، وذريّته، وإخوانه؟ 29
إِخْوَان ابليس: 30
السرّ رقم (6): من الأمور الذي كان إبليس أول من أوجدها: 30
السرّ رقم (7): تبسّمُ النبيّ| ورنّات إبليس لعنه الله: 33
رنّات ابليس: 34
السرّ رقم (8): طريقة السجود لآدم× 36
السرّ رقم (9): علة امتناع إبليس عن السجود لآدم×: 37
1ـ الحسد 38
2ـ معرفة آدم× للعلوم 38
3ـ استخلاف الإنسان في الأرض 39
السرّ رقم (10): العلّة الحقيقة للاستكبار: 40
السرّ رقم (11): هل إن لإبليس من توبة؟ 41
السرّ رقم (12): صيحة إبليس: 44
كيف يفرّق الناس بين الصيحتين؟ 45
السرّ رقم (13): هل خلق الله إبليس لكي يغوي الناس؟ 46
كيف نقف أمام إغواءات الشيطان؟ 47
1ـ العقل 47
2ـ الحفاظ علی الفطرة السليمة 48
3ـ الرسول الظاهري 49
السرّ رقم (14): الطرق الأربعة التي يسلكهن الشيطان في إضلال الإنسان: 52
السرّ رقم (15): سياسة الخطوة خطوة: 55
الشهوة من خُطوات الشيطان: 56
أصناف الشهوة عند الإنسان: 56
السرّ رقم (16): المعركة القائمة والحرب الدائمة: 58
السرّ رقم (17): محطّات.. سيطرة الشيطان على الإنسان: 62
المحطّة الأولى: 62
المحطّة الثانية: 63
المحطّة الثالثة: 63
المحطّة الرابعة: 63
المحطّة الخامسة: 64
المحطّة السادسة: 64
المعصومون من إبليس: 65
السرّ رقم (18): شتّان بين أولياء الله وأولياء الشيطان: 66
مَن هُم أولياء الله؟ 66
كيف نكسب ولاية الله تعالى؟ 67
مَن هم أولياء الشيطان؟ 68
كيف نكتشف خطر الشيطان كي نحذر منه؟ 70
السرّ رقم (19): الأدوات المؤثرة لاستحواذ الشيطان على الإنسان: 71
مداخل الوسوسة: 74
علاج الوسوسة بالأدعية 75
السرّ رقم (20): النعاس، الكسل، الضّجر، الفُتور من أصدقاء الشيطان: 76
الشيطان يأتي في المنام: 78
أقسام المنام: 79
أوّلاً: (الحُلُم) 79
ثانياً: حديث النفس 79
ثالثاً: الرؤيا الصالحة والصادقة 80
رؤيا الأنبياء وحي: 80
السرّ رقم (21): الإنسان وأنواع النفس: 81
أولاً: النفس الأمارة 81
ثانياً: النفس اللوامة 82
ثالثاً: النفس المطمئنّة 83
السرّ رقم (22): قطرة من بحر “عالم الجنّ”: 84
إنّ للجانّ مراتب أربع: 84
الجنّ على صنفين: 87
صنف مؤمن: 87
صنف كافر: 88
السرّ رقم (23): الإنسان بين المَلَك الرحماني والقرين الشيطاني: 88
التّوَسّم والتّفرّس: 91
القرين الشيطاني: 94
القرين على صنفين: 94
المَسُّ: 99
السحر: 102
السحر على نوعين: 102
علاجات وتعويذات من السحر: 103
1ـ الحجامة 103
2ـ عوذة المأخوذ والمسحور 105
3ـ العلاج بالأعشاب: 107
السرّ رقم (24): الحسد والعين 108
العين: 109
العين والحسد، الوقاية والعلاج: 110
السرّ رقم (25): كيف يمكن التغلب على القرين المؤذي؟ 111
1ـ المُداومة على قراءة القرآن الكريم 111
2ـ المواظبة على الصلاة الواجبة في وقتها 112
3ـ المحافظة على أذكار الصباح والمساء 112
4ـ الدوام على الاستعاذة بالله تعالى 113
5ـ الدوام على ذكر البسملة على كل شيء 113
6ـ الدوام على الاهتمام بالنظافة 114
7ـ الدوام على مخالفة هوى النفس وعدم اتّباعه 115
8ـ المداومة على تصحيح النيّة في كل عمل 116
السرّ رقم (26): كيف نتخلّص من إبليس اللعين؟ 117
أهمّ الطرق التي تُخلِّصنا مِن الشيطان: 119
1ـ السعي لتحصيل اليقين ودفع الشك 119
2ـ الابتعاد عن الخواطرالمذمومة 121
3ـ الابتعاد عن الجدال العقيم 123
أمور تبعدنا عن الشيطان: 125
1ـ الصلاة الواجبة أقوى الحصون 125
الصلاة الواجبة تنفع في التلقين: 126
2ـ دعاء التحصين 126
3ـ الأحراز الصحيحة 127
4ـ التوسل بالله وبالنبيّ| وأهل بيته^ 128
5ـ الاستعاذة 128
6ـ قراءة آية الكرسي 132
قصة فيها عبرة: 136
قصة أخرى فيها عبرة: 137
7ـ ستر العورة عن الشيطان والإنسان 138
النسيان من الشيطان: 139
أُطرد الشيطان عند الجماع: 139
السرّ رقم (26): آخر لقاء للشيطان: 140
دعاء العديلة: 141
السرّ رقم (27): تقرير عن صفات المقاتلين في الحرب الدائمة: 145
إن صفات المقاتلين في الحرب الدائمة مع الشيطان كثيرة، منها: 145
المصادر 147
المقدمة:
الحمد لله الذي له العزّة والجمال، وله القدرة والكمال، وله الملك والجلال تواضع كلّ شيء لعظمته، واستسلم كلُّ شيء لقدرته، وانقاد كلُّ شيء من خشيته، صانع كل مصنوع، وخالق كل مخلوق. سبحانه وتعالى عمّا يصفون والصلاة والسلام على خير البريّة والأنام محمّدٍ المصطفى| وعلی آل بيته الطيّبين الطاهرين المعصومين الكرام^.
نحن اليوم نواجه أزْمة جهل عند أكثر الناس فيما يتعلق بالشيطان الرّجيم وعدم معرفتهم بهذا العدوّ اللدود إبليس والشياطين وما شابههم من الإنس والجن.
وهذا الجهل الملموس نجده عند معظم الناس في مجتمعاتنا الإسلاميّة بكلّ مذاهبها وفِرَقها وأطيافها ليس على مستوى المسلمين عامّة فحسب بل على مستوى المؤمنين والمثقّفين في العالم الإسلامي.
فهؤلاء المؤمنين المثقفين لهم دور رئيسيّ وفاعل في إيقاض الناس وإرشادهم وإصلاح الأمّة الإسلاميّة ليتحقّق إيقاض المجتمع البشري وإصلاحه بالكامل وإنّ عدم الاطلاع على خُطط الشيطان وأجندته وأساليب إغواءه للإنسان يجعل المقاتل في هذه الحرب الدائمة ضعيفاً منهاراً ومنكسراً، كما
أنّ الناس لا يعرفون الأسرار الكامنة في الحرب الدائمة مع ابليس، فهم لا يستطيعون أن يحذروه وينجو منه الّا من رحم الله تعالی.
وكذلك أزمة اللعن على إبليس وأعوانه والمداومة على لعنه والتبرّي منه ومن أعوانه ومن اعمالهم جميعا. ولعلنا نجد قليلاً من المسلمين يلعنون إبليس وأعوانه وإذا لعنوه فيلعنونه لفقدانهم حاجة معينة لكي يجدونها، أو عندما يغضبون ويتشاجرون بينهم.
إنّ لعن الأبالسة والشياطين لابدّ أن يكون مبنيّاً على أساس الوعي والمعرفة لهوية إبليس وأتباعه من الإنس والجن، وذلك من خلال القرآن الكريم والسّنة النبويّة الشريفة عبرالآيات المباركة والأحاديث الشريفة والعِبَر التاريخيّة المتكرّرة. فكما أنّ من أحبّ الله تعالى وأولياءه عرّف الله تعالی وعرف أوليائه قبل أن يُحِبّهم فصار وليّاً لله ولأوليائه، ومن أراد أن يبغض عدوّ الله وعدوّ أوليائه لابدّ له أن يقوم بالبحث وبذل الجهد لمعرفة أعداء الله وأعداء رسوله| وأهل بيته^.
إذن فلابدّ للمؤمنين من التعرّف على شياطين الجن المتمثلين بالشياطين وعلى رأسهم إبليس عليه وعليهم لعائن الله أجمعين إلى يوم الدين.
ولابدّ للمؤمنين أيضاً من التعرف على شياطين الإنس المتمثلين بأئِمّة الكفر في عصرنا هذا وأعداء الله من الطغاة والحكام الظلمة، فأساس محبة الله معرفته، وأساس بغض عدوّ الله معرفة عدوّ الله تعالى.
والمؤسف أنّ أكثرنا غافلون عن هذه الحقيقة لانشغالنا في الحياة اليوميّة والمشاكل الدنيويّة ولربّما انشغالنا حتى في الطاعات والعبادات دون أن نلتفت إلى هذه الحقيقة المهمّة والضروريّة في مسيرتنا الحياتيّة، ألا وهي معرفة أسرار الحرب الدائمة، ومن ثم اللعن والتبرّي الدائم من أعداء الله وهم شياطين الإنس والجنّ.
إنّ من المهمّ جدّاً التعرف على العدوّ الغويّ الذي يسعى بكل جهده لأن يحول بيننا وبين الإخلاص في الطاعات والتوفيق للعبادات، ويصدّنا عن سبيل الله تعالى وعن الإقدام على الأعمال الخيريّة وقضاء حوائج المؤمنين والعمل بما يحبّ الله ويرضى.
وهذا التعرف هو سبب أساسي لتقوية الإيمان بالله عز وجل ومن ثَمّ تقوية الإرادة على عدم ارتكاب المعاصي وعلى عدم إتّباع الشهوات والأهواء النفسية. وبذلك نحصل على النجاة من النار والفوز بالجنة والرضوان في دار السلام.
فحينما نتعرف على هذا العدوّ اللدود الذي عهد على نفسه بأن يقعد لنا على كلّ صراط مستقيم ليحرفنا عنه ويحتنكن ذرياتنا ويمنّينا ويعدنا ويزين لنا سوء أعمالنا، فنراها أعمالاً حسنة وصحيحة ومقبولة عند الله تعالى. فعندها يوقعنا في مكائده ومصائده وشِراكه، لذا فإننا بمعرفتنا لإبليس وأعوانه ننجو من كل ذلك بفضل الله تعالى. لأن معرفتنا لإبليس وطرقه الملتوية وطريقة عمله والآلآت التي يستخدمها، تعني معرفتنا “بأسرار الحرب الدائمة” والمعركة القائمة المكتوبة في حياتنا منذ خلقنا وحتّی الممات ومعرفتنا لأسرار الحرب الدائمة، تجعلنا أن نقف من إبليس موقفاً جادّاً حاسماً وقويّاً يحصّننا منه ومن أعوانه ويحفّزنا لمجاهدته واتخاذ الحيطة والحذر منه والتعبئة والاستعداد للحرب ضدّه وضدّ من يواليه من الجِنّة والناس أجمعين إلى يوم الدين.
وممّا سبق تتّضح الغاية التي من أجلها قمت بإعداد هذا الكتاب وتأليفه، والهدف المنشود منه بالإشارة إلى هذا الموضوع، مستعيناً بالآيات القرآنية المباركة وبالأحاديث الشريفة للنبيّ| والمعصومين^ وبالروايات الشريفة التي وردتنا من طرق مختلفة، بعيداً عن القصص الخرافيّة المرفوضة والروايات الشاذّة الضعيفة المردودة وبعيداً عن التعصّب في الرأي وفرض الآراء.
وأضع هذا الكتاب بين يدي القرّاء لينتفعوا به، ويكون لهم مَرْجِعاً يجدون فيه مايطلبونه ومعيناً لمعرفة هويّة الشيطان اللعين ومعرفة أسرار حربه الدائمة على ذرية آدم× فيكونوا على بيّنة من أمرهم ليحذروا من إبليس ومن جنوده من الإنس والجنّ أجمعين.
هذا وأسأل الله تعالی أن ينفعني بهذا الكتاب يوم القيامة (يوم الحسرة والندامة). كما أسأله سبحانه وتعالى أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم وأن يوصِل من سعى في هذا الكتاب إلى جنّاته ورضوانه إنّه سميع مجيب الدعاء. ولا حول ولا قوة الا بالله العليّ العظيم والحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمّد| وعلى آل بيته الطيّبين الطاهرين^.
منتظر الأسدي
محرم الحرام ـ 1442هـ