Home / *مقالات متنوعة / التحركات الأميركية في المنطقة.. انعكاس لأزمات داخلية أو تحضير لمرحلة جديدة؟

التحركات الأميركية في المنطقة.. انعكاس لأزمات داخلية أو تحضير لمرحلة جديدة؟

وزارة الخارجية الإيرانية تنفي مزاعم اغتيال أحد قادة تنظيم القاعدة في إيران “على يد عملاء إسرائيليين”، وفق ما نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقريرها.. ما الغاية من فبركة الرواية؟

  • قراءة في توقيت فبركة رواية تربط اغتيال الرجل الثاني في تنظيم القاعدة داخل إيران
    قراءة في توقيت فبركة رواية تربط اغتيال الرجل الثاني في تنظيم القاعدة داخل إيران

في توقيت يثير التساؤلات صحيفة “نيويورك تايمز” تنقل عن مصادر اسرائيلية وأميركية معلومات عن اغتيال الرجل الثاني في تنظيم “القاعدة” داخل إيران.

الحادثة وقعت قبل ثلاثة أشهر وفق الصحيفة، وهي مزاعم نفتها طهران وأكدت عدم وجود عناصر من التنظيم على أراضيها. وحذرت من الوقوع في فخ السيناريوهات الهوليودية للمسؤولين الأميركيين والإسرائيليين لتطرح علامات استفهام كثيرة حول توقيت سرد هذه الرواية، والذي يتزامن مع اقتراب رحيل دونالد ترامب، وجولة وزير الخارجية مايك بومبيو الشرق أوسطية، وما تحمله من تحريض ضد إيران ومحور المقاومة.

مجموعة من التساؤلات تثار حول توقيت كشف صحيفة “نيويورك تايمز” ما قالت إنه عملية استخبارية نفذها الموساد واستهدفت قيادياً في تنظيم القاعدة في طهران.. كيف استخدمت واشنطن هذه الاتهامات سابقاً ضد طهران؟ وما الهدف منها اليوم؟

إيران من جهتها نفت الرواية، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية سعيد خطيب زاده، في بيان، إن بلاده “تنفي بشدة أي وجود لأعضاء جماعة القاعدة في إيران”.

بعد عقد من الزمن يتصدر خبر اتهام إيران بإيواء قيادات من “القاعدة” الأخبار مجدداً. وكان خبر صحيفة “نيويورك تايمز” مقتضباً مع إعلانها حصولها على معلومات تفيد بتنفيذ الموساد الإسرائيلي عملية نوعية في طهران قبل ثلاثة أشهر، الهدف منها كان اغتيال عبد الله أحمد عبد الله والمعروف بـ”أبو محمد المصري” الخليفة المحتمل لأيمن الظواهري، حيث تقول الصحيفة أن العملية تمت بنجاح في الثامن من آب/ أغسطس الماضي، وهذا سيناريو يذكر باتهامات سبقة وجهت لإيران في هذا الشأن. 

فهل تسعى اللوبيات الصهيونية النافذة في واشنطن لقطع الطريق على الرئيس القادم ومنعه من العودة إلى الاتفاق النووي الذي يعتبر أحد عرابيه عندما كان يشغل منصب نائب الرئيس الأميركي في عهد الرئيس السابق باراك أوباما؟

عضو معهد “كونفوشيوس” الدولي، الباحث العسكري الياس فرحات، رأى في حديث للميادين أن ما ذكرته “نيويورك تايمز” موجه للداخل الأميركي لإقناعه بأن هناك علاقة بين إيران و”القاعدة”.

وقال فرحات إن من كتبه 6 صحافيين، إثنين من واشنطن، وكاتبة معارضة إيرانية من نيويورك، وكاتب خبير من واشنطن، وكاتب إسرائيلي.

وتابع: “مما يدل على أن هنا تحضير لكتابة هذا المقال من قبل أجهزة أميركية لإخراجه بطريقة توحي للرأي العام الأميركي أن هناك ارتباط بين القاعدة وإيران، وأن هناك ارتباطاً بينهما”، معتبراً أن ذلك يخالف المعروف “حيث أنه يوجد عداء عقائدي والحرب قائمة بينهما، بعكس ما حاول المقال إيحائه للرأي العام الأميركي”.

وأشار إلى أن “هناك من يتوقع ضربة محدودة لإيران وليس ضربة كبيرة”.

وتناول فرحات حديث وزير الدفاع الأميركي الجديد كريستوفر ميلر، عن سحب القوات الأميركية من الخارج، ولفت إلى أنه “ترتيب أميركي جديد للمنطقة”.

  • فرحات: حديث ميلر عن سحب القوات الأميركية من الخارج يشير إلى ترتيب أميركي جديد للمنطقة

     
    فرحات: حديث ميلر عن سحب القوات الأميركية من الخارج يشير إلى ترتيب أميركي جديد للمنطقة

أما الخبير في الشؤون الأمنية والاسرائيلية عامر خليل، رأى في حديث للميادين أن مزاعم الصحيفة الأميركية “مرتبط بتوقيت حساس”، إلا أنه استبعد من جهته “وقوع حرب شاملة في المنطقة”، لكنه رأى أنه ربما توكل مهمة اعتداء ما إلى “إسرائيل” خصوصاً مع زيارة بومبيو إلى الشرق الأوسط.

وأشار إلى أن المقاومة في غزة باتت لديها قدرات، وثبتت معادلات ردع ورد على أي اعتداء إسرائيلي، لافتاً إلى أن “المقاومة لديها القدرة على تطوير صواريخ قادرة على ضرب تل ابيب”.

واعتبر خليل أن القدرة التي وصلت إليها المقاومة جعلت “إسرائيل” تتردد في شنّ أي عدوان، مشيراً إلى أن كل المؤشرات تؤكد أن “قواعد الاشتباك” تغيرت، و”نحن أمام مرحلة جديدة”.

  • خليل: المقاومة في غزة باتت لديها قدرات وثبتت معادلات ردع ورد على أي اعتداء اسرائيلي

     
    خليل: المقاومة في غزة باتت لديها قدرات وثبتت معادلات ردع ورد على أي اعتداء اسرائيلي

من جهته، الخبير الاستراتيجي ناجي الزعبي، قال للميادين إن “الولايات المتحدة الأميركية تمرّ بأزمة داخلية وبنيوية في العمق”.

وأكد الزعبي أن “أميركا تمر بأزمة داخلية خانقة في العمق أفقياً وعامودياً، ومديونية عالية، تتخطى الناتج الإجمالي المحلي، وعجر في الميزانية والعاطلين عن العمل، تجلت في إعادة فرض العقوبات على إيران”.

وأشار الزعبي إلى أن “انحساراً لهيمنة القطب الواحد بدأ يظهر، مع صعود تكتلات دولية جديدة ومحور المقاومة إقليمياً، والقدرات العسكرية لإيران”.

واعتبر الزعبي أن “قوة الاحتلال الاسرائيلي تآكلت وتراجعت إلى الحد الأدنى، وفق الحقائق الميدانية”، مؤكداً أن “العدو الإسرائيلي لم يعد قادراً على تحقيق ما يريده بالقوة والسطوة في المنطقة”.

  • الزعبي: قوة الاحتلال الاسرائيلي تآكلت وتراجعت إلى الحد الأدنى

     
    الزعبي: قوة الاحتلال الاسرائيلي تآكلت وتراجعت إلى الحد الأدنى

 

Check Also

العودة الی احضان دمشق…اجباریة ام تأسفیة؟

شهدت الآونة الأخيرة تراكض عربي في سبيل إعادة العلاقات السياسية والدبلوماسية مع سوريا، في ظل ...