الجيش الأميركي يسحب عدد من آلياته وجنوده من شرقي سوريا باتجاه إقليم شمال العراق، فيما فرض مع مسلحين موالين له طوقاً أمنياً حول بلدة بريف دير الزور الشرقي، مع استمرار عمليات الاستهداف ضدهم في نفس المنطقة.
أفادت مصادر أهلية في مدينة الحسكة بأن الجيش الأميركي نقل عدد من العربات العسكرية مع ما يقارب 50 جندياً من قاعدته غير الشرعية بريف مدينة المالكية شمالي شرقي محافظة الحسكة، عبر معبر الوليد غير الشرعي، إلى إقليم شمالي العراق، للمرة الثانية خلال اليومين الماضيين، بحسب وكالة “سبوتنيك” الروسية.
وتتزامن هذه التطورات، مع تقارير إعلامية تفيد بنيّة الإدارة الأميركية الحالية سحب جنودها المتواجدين في شرقي سوريا، خصوصاً بعد التغيرات التي قام بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حيث أقال وزير الدفاع مارك أسبر، وعيّن كريستوفر ميلر بدلاً عنه، والذي قام هو الأخر بإجراء تغييرات في القادة العسكريين ومنها تعيين الكولونيل دوغلاس ماكريغور، المعروف بدعواته المتكررة للانسحاب من سوريا، بمنصب المستشار الأول لوزارة الدفاع الأميركية البنتاغون.
هذا وبالتزامن، أعلن وزير الدفاع الأميركي بالوكالة الجديد، كريستوفر ميلر، عزمه تسريع سحب القوات الأميركية من أفغانستان والشرق الأوسط، وقال: “حان وقت العودة إلى الوطن”.
وفي أول رسالة له للقوات المسلحة الأميركية منذ عُيّن الإثنين، أضاف ميلر، أن “جميع الحروب يجب أن تنتهي”، مؤكداً أن بلاده مصممة على دحر “تنظيم القاعدة” بعد 19 عاماً على هجمات 11 أيلول/سبتمبر في الولايات المتحدة، وأنها “على شفير إلحاق الهزيمة” بالتنظيم.
وأشار في رسالته، إلى أن “كثيرين تعبوا من الحرب، وأنا واحد منهم”، مضيفاً “لكنها المرحلة الحاسمة التي نحوّل فيها جهودنا من دور قيادي إلى دور داعم”.
وفي سياق منفصل، أكدت مصادر أهلية بريف دير الزور، مقتل سعيد الأحمد الياسين أحد عناصر تنظيم “قسد” سابقاً، جراء قيام مجهولون يستقلون دراجة نارية اليوم بإطلاق النار عليه بالقرب من مفرق قرية الحصية في مدينة الشحيل شرقي دير الزور، فيما لاذ المسلحون بالفرار.
وأضافت المصادر أن الهجمات ضد عناصر تنظيم “قسد” مستمرة، حيث قتل 4 من مسلحيها في هجمات منفصلة على نقاط انتشار ومحاور تحرك مجموعاتها بريفي الحسكة ودير الزور خلال الساعات الماضية.
وذكرت المصادر أن مسلحين إثنين من تنظيم “قسد” قتلا بهجوم مجهولين على إحدى نقاطهم في محيط حقل الجبسة النفطي، بمنطقة الشدادي جنوب الحسكة، في حين قتل مسلح من “قسد” برصاص مجهولين على طريق قرية العزبة شمال شرقي دير الزور.
وفي السياق نفسه، قالت مصادر أهلية في بلدة الصبحة بريف دير الزور الشرقي، إن الجيش الأميركي نشر عدد من مدرعاته العسكرية على الطرقات الرئيسية والفرعية للبلدة، اليوم، حيث فرض مع مسلحين موالين له من تنظيم “قسد”، طوقاً أمنياً حول البلدة، ونفذ حملة مداهمات وسلسلة اعتقالات بحق السكان.
هذا وكثّف الجيش الأميركي والمسلحين الموالين له من تنظيم “قسد” من عملياته العسكرية، في المناطق والبلدات التي شهدت انتفاضة شعبية عشائرية ضد تواجده غير الشرعي في الفترة الماضية، حيث قامت باعتقال عدد كبير من أبناء العشائر العربية المنتفضة.
وفي 1 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري قام مسلّحو “قسد” بتهجير مواطنين سوريين من منازلهم في الحسكة.
وشهدت الحسكة والقامشلي في شهر آب/أغسطس الماضي تظاهرات ضد الوجود الأميركي في سوريا، وطالبت التظاهرات بطردهم من المنطقة.، وذل بعد استهداف الجيش السوري في قرية تل ذهب بريف القامشلي الجنوبي الشرقي.
واستشهد بالاستهداف الأميركي جندي سوري وإصابة اثنين آخرين، بعد قصف مروحيات أميركية حاجزاً للجيش السوري، في قرية تل الذهب، بعد منع عناصر الحاجز، دورية “للتحالف الدولي” من المرور من مناطق خاضعة لسيطرة الجيش السوري بريف القامشلي الجنوبي.
وكان مجلس شيوخ ووجهاء القبائل السورية دعوا في 7 آب/أغسطس إلى الوقوف صفّاً واحداً ضد الاحتلالين الأميركي والتركي.
وشهدت أيضاً مناطق سيطرة قوات “قسد” شمال وشرق سوريا، تصاعداً في وتيرة الاحتجاجات والتظاهرات المناوئة لهم، وللاحتلال الأميركي في المنطقة في الفترة الماضية.
وفي هذا الإطار، دعا جيمس جيفري المبعوث الأميركي السابق إلى سوريا جو بايدن لتبني نهج ترامب في الشرق الأوسط.
وكشف جيفري أن فريقه كان يضلل بشكل روتيني كبار القادة الأميركيين بشأن عدد القوات الأميركية في سوريا.
وقال في مقابلة مع موقع “ديفانس وان”: كنا دائماً نناور حتى لا نوضح لقيادتنا عدد القوات التي لدينا هناك. العدد الفعلي للقوات في شمال شرق سوريا أكثر بكثير من مئتي جندي وافق ترامب على تركهم هناك في عام 2019″.
ووافق ترامب العام الماضي على إبقاء حوالى 200 جندي أميركي متمركزين في شمال شرق سوريا لـ”تأمين” حقول النفط التي يسيطر عليها الكرد، حلفاء الولايات المتحدة بحسب الموقع.
وقال ترامب إنه من المقبول عموماً أن الرقم الفعلي الآن أعلى من ذلك – وضع المسؤولون المجهولون الرقم اليوم بنحو 900 عسكري – لكن الرقم الدقيق مصنف سرياً ولا يزال غير معروف حتى، على ما يبدو، لأعضاء إدارة ترامب الحريصين على إنهاء ما يسمى “الحروب التي لا تنتهي”.