الوقت- في وقت تساءلت فيه إذاعة FM 103 لماذا أصبحنا (الكيان الصهيوني) في هذه الحالة؟ أجرى موقع “يانت” العبري حوراً مع أحد أبرز الباحثين البارزين وخبراء استطلاعات الرأي لدى الكيان الصهيوني وبحث معه الخسائر الناجمة عن كورونا.
ووفق هذا الموقع العبري، فقد تعمقت عدم ثقة الإسرائيليين ببنية إسرائيل عقب تفشي فيروس كورونا. وأضاف الموقع، إن الخسائر الناجمة عن كورونا لم تؤد فقط إلى ظهور أزمة علاجية وطبية واقتصادية، بل أدت أيضا إلى انتشار أزمة انعدام الثقة في المجتمع الإسرائيلي.
وقدم “يوهانان بليسنر” رئيس المعهد الإسرائيلي للديمقراطية المزعومة، والبروفيسورة تمار هيرمان، مدير مركز فيتربي للرأي العام وبحوث السياسات، تقريرهما إلى الرئيس الإسرائيلي. وأكدا أن الوضع معقد من حيث طريقة نظر المجتمع وتقييمه لبنية إسرائيل، بحيث يمكن وصفها بأنها في مستوى من عدم الثقة الكامل في البنية الحاكمة.
وتحدثت تمار عن الأوضاع المتردية داخل الكيان الإسرائيلي والمشكلات التي يواجهها الكيان الإسرائيلي في أعقاب استمرار انتشار فيروس كورونا. وأضافت، نشهد مستوى غير مسبوق من عدم الثقة في المجتمع الإسرائيلي، وقد تصاعدت هذه القضية بشكل كبير، وخاصة في الأشهر الستة الماضية.
واليوم يمكن القول إن الثقة العامة في هيكل الحكم قد انهارت بشكل كبير، لكن ما نراه هو مجرد نقطة تفكك لثقة المواطن التي بدأت منذ سنوات عديدة.
واشارت الى أن انعكاس عدم الثقة هذا في المجتمع الإسرائيلي يمكن رؤيته في كل مكان في هذا المجتمع، فعلى سبيل المثال، الجيش الإسرائيلي الذي كان ركيزة موثوقة للإسرائيليين لسنوات عديدة، تعرض لضربة لا يمكن تعويضها خلال الفترة الأخيرة، ووفق استطلاعات الرأي فإن مستوى عدم الثقة تجاهه يتزايد وتلاشت مكانته لدى الرأي العام الإسرائيلي بشدة.
وفي جانب آخر أكدت أن احدى نتائج الرصد التي أجريت كان التراجع الحاد في التضامن الاجتماعي في إسرائيل، بحيث وصل أكتوبر الماضي إلى أدنى مستوى له منذ عقد على الأقل مسجلاً 17٪ فقط.
وتظهر استطلاعات الرأي أن منحنى تشاؤم الإسرائيليين بشأن مستقبل نظامهم مستمر في الانحدار، وبينما وصف نصف الإسرائيليين الوضع في إسرائيل في عام 2019 بالجيد، انخفض هذا الرقم إلى 37٪ في يونيو 2020. وتراجع إلى 32 بالمئة في أكتوبر.
ووفق التقرير، وصف 80٪ من (المهاجرين الصهاينة المقيمين في فلسطين المحتلة)، هذا المكان قبل عامين بأنه مكان جيد للعيش فيه، وقد وصلت هذه النسبة في حزيران 2020 إلى أقل من 61٪.
هذه النظرة المخيبة للآمال تجاه الكيان الصهيوني لا تقتصر على الباحثين في هذا المركز البحثي فحسب، بل الغالبية العظمى من مراكز البحث والشخصيات الصهيونية اعترفت أيضا بتفكك البنية الداخلية للمجتمع الإسرائيلي وتحذر من ذلك باعتباره خطراً يهدد استمرار الكيان الصهيوني.
وفي السياق ذاته، اعترف مركز بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية أن الحكومة الإسرائيلية تواجه مخاطر داخلية مصيرية قد تؤدي إلى تفكيك هذا الكيان.
ووفق التقرير، فقد أُضرمت النيران في سيارة وعدة شاحنات تابعة لبلدية “اللد” قبل بضعة ايام، أثناء محاولة هدم وحدة سكنية بنيت بشكل غير قانوني. كما أصبح من الشائع سماع صوت الرصاص في المدن الإسرائيلية، وخاصة في منطقتي الجليل والنقب، وأصحاب المتاجر والاعمال الحرة وحتى موظفو الشركات الحكومة ليسوا بأمن من ضغوط المبتزين، بينما لا يمكن لأي مؤسسة دعم ضحايا هذه الابتزازات.
وفي أجزاء من فلسطين المحتلة وخاصة في النقب لا يقتصر سماع صوت إطلاق النار والاشتباكات المسلحة على ساعات الليل فقط، بل في وضح النهار تسمع أيضاً.
في جانب آخر من الدراسة، تم الاعتراف: اليوم لا يستطيع اليهودي النوم دون ان يقلق من سرقة سيارته. يجب القول إننا نواجه اليوم واقعا مريرا يسمى الإرهاب المحلي، وأن مواطني إسرائيل هم من يهددون كيان إسرائيل بالانهيار.
ومن ناحية أخرى أطلق الصهاينة حملة تسمى “ايقاظ نتنياهو” حيث تظاهر المشاركون في هذه الحملة قبل شروق الشمس أمام مكان اقامة نتنياهو في القدس المحتلة مرددين هتافات مناهضة له وللسياسات الإسرائيلية.